أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد العبره - درجة حرارتنا














المزيد.....

درجة حرارتنا


سعد العبره

الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 20:22
المحور: كتابات ساخرة
    


ثلاثة أشهر فقط، يشعر العراقيون ببرد شتائي معتدل، ثم ترتفع درجة الحرارة دون سلّم، فالعراقيون في الشتاء مثل رجل يقف على حافة مرتفع، ما أن يحل آذار، حتى يجدوا أنفسهم في الدرك الأسفل من الصيف.
العراقيون بنكاتهم وتحشيشاتهم وقهقهاتهم إلا أنهم تصدّروا قوائم الشعوب الأكثر غضبا في بعض الاستطلاعات، نعم، فنحن نضمر الغضب وإن كنا مبتسمين، لذا ترانا على أهبة الاستعداد لأي عراك يحدث في البيت أو الشارع أو دائرة العمل، حتى في جلساتنا النقاشية وزياراتنا للأقارب أو الأصدقاء، نطرح ما لدينا بغضب، وغالبا ما تنتهي تلك الجلسات بعدم رضا وعدم ارتياح من أخ أو صديق أو زميل في العمل أو نديم ما. هذا التحول السريع في طبيعتنا من البشاشة إلى الغضب يشبه إلى حد كبير انتقالنا من البرد القارص إلى درجة الغليان دون تدرّج.
اليوم، في الفيسبوك، قرأتُ منشورات كثيرة عن حرارة هذا الأسبوع، إذ توقعت الأنواء الجوية استمرار ارتفاع درجة الحرارة حتى الخميس، وعادة ما تكثر منشوراتنا صيفا، و نشتكي بسخرية من الحرارة وانقطاع الكهرباء والساسة، وحتى من الشعراء الذين يتغزلون بالشمس العراقية، فنستذكر السيّاب في (الشمس أجمل في بلادي من سواها)، وكريم العراقي(الشمس شمسي والعراق عراقي) و كاظم اسماعيل كاطع (ما مرتاح.. لأن شفت الشمس نزلت تبوس الگاع)، ثم نستمع لسعدون جابر (يا شمسنا الدايرة مري بهلي). حتى نسخر من أنفسنا إذ نلتذذ بشرب الشاي في درجة حرارة 50 و تحت مروحة سقفية يحركها أمبير اشتريناه لها بعشرة آلاف دينار، بل نسخر حتى من عامل المولدة الاهلية الذي يجلس في غرفة من الجينكو أو البلوك، و يجهزنا بالكهرباء، فوضعه يندرج تحت المثل العامي (نايم،راسه بالفي ورجلينه بالشمس) وإن كان عمله هذا مقابل ثمن. ولا عيب في ذلك، إلا إن واقعنا ساخر في أشد غضبه.
أعود للفيسبوك، منشوران وقفت عندهما اليوم، أحدهما لصديق، نشر مقطع فيديو، وكتب في أعلاه (على عناد الحر..من التراث الجميل)، حين تفتح الفيديو، تسمع اغنية شعبية قديمة كانت تغنيها النساء الريفيات في الأفراح، مستهلها(هلا يرباي ويرباي ليش أنكرتني) ثم تنتظم الدارميات في اللحن والأخريات يرددن بالمستهل بعدها، إلا إن في الفيديو الذي نشره صديقي، يغنون الرجال وأثنان منهما يرقصان في وسط الدائرة، والمغني يزيدهم ويزداد بهما حماسا وهو يردد (هذا الهوه من اهواي يمه ارد اشمه)، ألا تلاحظون أن المغني ذكر الهواء، ويبدو أنه يمثل العاشق الذي يحترق جوفه لحبيبه، مثلما احترق صاحب المنشور، وكتب ساخرا(على عناد الحر).
المنشور الثاني، يقول: إن وكالة ناسا تبحث عن متطوعين للنوم 70 يوم مقابل 18000 ألف دولار. فاستوقفني تعليق أحدهم عليه (والله فكرة تخلص الصيف وهم مستفاد 180 ورقة شتكول اروح). هذا المعلق يريد أن ينام 70 يوم للخلاص من الصيف وللحصول على مبلغ يعينه في حياته، ويشعر أن جلوسه في العراق وتذمره من الوضع والصيف لا جدوى منه، فالهروب إلى النوم أفضل، إضافة إلى أنه نوم بثمن.
هذه المنشورات او التعليقات العراقية تقص علينا وعلى الآخرين ما نعانيه، وهذه المعاناة تدفعنا للضحك بصوت عال، وللكتابة بسخرية، ويعرف ذلك من يتمعن بنا، وهذا ما يدعوني للأعتذار للمتنبي إذا قلت بتصرف:
إذا رأيت نيوب (العراقي) بارزة
فلا تظن إن (العراقي) يبتسم !!



#سعد_العبره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى حبيبي سجاد
- إلى الوراء در
- عامٌ.. لا يختلف كثيرا.
- إضراب و تضاربات
- رداء الشعر الشعبي
- الطاس و الحمّام
- يا ساستنا.. لا تثريب عليكم !!


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد العبره - درجة حرارتنا