أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير امين - الرجل الشرقي و عقدة المراه المستقله في علاقة ابن زيدون و ولاده بنت المستكفي















المزيد.....

الرجل الشرقي و عقدة المراه المستقله في علاقة ابن زيدون و ولاده بنت المستكفي


سمير امين

الحوار المتمدن-العدد: 6270 - 2019 / 6 / 24 - 13:57
المحور: الادب والفن
    


أغار عليك من نفسي ومني ....ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيوني .......إلى يوم القيامة ما كفاني 
كاتبه هذه الابيات هي الشاعره الاندلسيه ولاده بيت المستكفي و لزائر قرطبه ان يقراها بالعربي و الاسباني مكتوبه على تمثال الحب الذي على شكل يدين متشابكتين مع ابيات اخرى لابن زيدون تقول.
يا من غدوت به في الناس مشتهرا ..................قلبي عليك يقاسي الهم والفكرا      
يا من غبت لم الق انسانا يؤانسي ...............وان حضرت فكل الناس قد حضرا
لمعرفه قصه هذا الابيات و قصه ابن زيدون و ولاده و ما حصل بينهما اطرح انا قصتهما من وجهة نظر جديده لم تطرق سابقا تكونت من خلال دراستي لشخصيتيهما من خلا ل حياتهما و اشعارهما , لكني اود ان اقول اولا ان هذه الابيات ربما ليست 100% لولاده فقد نسبها ياقوت الحموي في معجم الادباء للشاعره الاندلسيه حفصه الركونيه و لكن اشتهرت انها لولاده وربما هي لها .
قصه حب ولاده و ابن زيدون هي قصه صراع الارادات و تشابه في ذلك قصه سكارليت وريت في روايه( ذهب مع الريح) . فابن زيدون شاعر فحل و شاب وسيم و فارس ووزير و ابن قاضي قرطبه , اما ولاده فهي ابنة الخليفه نفسه وهي شاعره كبيره و شابه جميله جدا ورثت جمال امها الاسبانيه الشقراء مطعما بوسامة خليفه عربي اسمر. كلاهما كان يعشق الاخر بشكل هائل لكن كل منهما كان معتدا بنفسه مغرورا لايريد للاخر ان يكون اقوى منه في علاقة الحب بينهما . و لاده كانت متحرره جدا فقد كانت تمشي بفستان مكتوب على موقع كل فخذ لها بماء الذهب بيت البيتين هما:
أنا والله أصلح للمعالي........... وأمشي مشيتي وأتيه تيها
أمكّن عاشقي من صحن خدي.. وأعطي قبلتي من يشتهيها
فكان تحررها هذا و شخصيتها لا تروق لابن زيدون فهو رغم ادبه رجل شرقي عدا عن غروزه الشخصي لكن الحب ملكهما فانغمرأ فيه و ولاده بكل مافيها من تحرر تقول له
ترقب إذا جن الليل زيارتي ................ فإني رأيت الليل أكتم للسرر
وبي منك ما لو كان بالبدر لم يلُح .... وبالنجم لم تطلع وبالدر لم يسر
و هاهو ابن زيدون يقول :
يا ليل طل لا اشتهي....الا بوصل قصرك
لوبات عندي قمري...ما بت ارعي قمرك
وهاما حبا و لكن رغم ان ولاده كانت معه و انها وهبت نفسها له كما يظهر من قصيدته التاليه:
ودع الصبر محب ودعك........ذائع من سره ما استودعك..
يقرع السن على أن لم يكن......زاد في تلك الخطى إذ شيعك..
يا أخا البدر سناء وسنا...................حفظ الله زمانا أطلعك..
إن يطل بعدك ليلي فلكم...............بت أشكو قصر الليل معك..
لكنه حين يلاحظ استقلالها و تحررها و تودد الشعراء و اكابر الناس عليها فقد كان عندها منتدى ادبي في قرطبه يشابه منتدى السيده سكينه يبدا بالشعور بقلة الثقه كاي شرقي فبدا يظهر الغصب حتى قالت عنه و عن غيرته :
ان ابن زيدون على فضله .....يغتابني ظلما ولا ذنب لي
يلحظني شزرا اذا جئته ....كاني جثت لاحضن علي
و علي هذا هوغلام ابن زيدون . اخذ ابن زيدون بعدها يحاول اثارة غيرتها فاخذ يتصنع عدم الاهتمام و الاهتمام بغيرها فطلب من جاريتها عتبى التي غنت لهما :
أحبتنا إني بلغت مؤملي وساعدني.........دهري وواصلني حبي..
وجاء ليهنيني البشير بقربه.........فاعطيته نفسي وزدت له قلبي..

أن تعيد ما قالته، فغضبت ولادة جدا وضربت جاريتها بلوعة المحبوبه المهانه . فكان فرحه لايوصف لانه اثار غيرتها وقال :
و ماضربت عتبى لذنب اتت به ....و لكنما ولاده تشتهي ضربي
فقامت تجر الذيل عاثرة به ....و تمسح طل الدمع بالعتم الرطب
فهجته ولاده قائله بحده وهي محقه بسبب استهانته بها :
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا..... لم تهَو جاريتي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصنا مثمرا بجماله وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ
من هنا بدا الصراع يشتد و ياخذ شكل القطيعه فتركته ولاده فبدا الحب و الغيره تاكل قلبه فتذلل لها متوسلا مستخدما وسامته و شعره فكتب لها متوسلا يطلب عفوها.
لو أنني واقعت عمدا خطيئة .... لما كان بدعا من سجاياك أن تملي
فلم أستثر "حرب الفجار " ولم أطع .... مسيلمة إذا قال إني من الرسل
فلما اشتدت ذلته توهمت ولاده انه سيخلص لها بعد ذلك وانه تعلم درسا قاسيا فعفت عنه ولاده و عادت المياه الى مجاريها و ذابا في الحب من جديد , لكن غروره زاد ففي خضم الحب كتبت له ولاده قصيده غرل هي اجمل ماتكون:
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق سبيلٌ............ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا ...أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة......... لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي .....وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى اللَه أرضا قد غدت لك منزلاً....... بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ
فسخر من شعرها رغم انه كرس له وقال ان البيت الاخير هو دعاء على المحبوب لا دعاء له اذ انه دعاء بغرقه, و هنا استشاطت ولاده غضبا و صممت على تركه , لم يابه بالامر اول الامر فكتب يقول معرضا بكونها عقدت علاقه مع غريمه ابن عبدوس:
أكرم بولادة ذخرا لمذخر .... كم فرقت بين بيطارٍ وبيطار
قالوا أبو عامرٍ أضحى يُلم بها .... قلت الفراشة تدنو من النار
أكلٌ شهيٌ أصبنا من أطايبه .... بعضٌ وبعض صفحنا عنه للفأر
و في هذا تحسر لكن فيه اهانه كبيره انه اكل اطايبها ورمى ما تبقى للفار. فهجته هجاءا مقذعا حتى ان مما قالته:
ان ابن زيدون له فقحة ...........تعشق قضبان السراويل
لو ابصرت (اي..)على نخلة....صارت من الطير الابابيل
وهذا النوع من الشعر الفاضح كان شائع في الاندلس لكن ولاده لم تكن تقوله بل انها قاطعت ربيبتها الشاعره مهجه القرطبيه بسبب شعرها الفاضح حيث انها اي مهجه حين تودد اليها تاجر يعشقها فاهدى لها خوخا و طلب ان تشكره شعرا قالت.:
يامتحفا بالخوخ احبابه..........اهلا به يثلج الصدور
حكى ثدي الغيج تفليكه ...لكنه اخزى رؤوس ( الايو..)
فتقاطعتا و كتبت مهجه بنت التياني عليها هجاءا فاحشا منه :
ولاده قد صرت ولاده ...من غير بعل فضح الكاتم
حكت لنا مريم لكنه............نخلة هذي ذكر قائم
وبقيت القطيعه بين ولاده الخائفه من ان ترجع لابن زيدون ان يذلها و ابن زيدون اكله الحب و الغيره يكتب الاشعار مره غزل حزين يقطع القلب و مره مر الغضب عليها و على الرفاق , خلال ذلك ذاق السجن و المهانه بعد طرده من الوزاره و لكنه هرب لاشبيليه و استوزره المعتمد و علت مكانته بعد ضم قرطبه لاشبيليه ,حاول ان يعود لولاده لكنها ابت ذلك و رفضت الزواج به و بقيت عزباء حتى وفاتها وهي في الثمانين. كتب لها ابن زيدون جميع قصائده الغزليه تقريبا و اجملها نونيته الشهيره تلك التي عارضها الكثيرون و منهم شوقي:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا................وناب عن طيب لقيانا تجافينا..
ألا وقد حان صبح البين صبحنا..................حين فقام بنا للحين ناعينا..
من مبلغ المبلسينا بإنتزاحهم................حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا..
إن الزمان الذي ما زال يضحكنا................أنسا بقربكم قد عاد يبكينا..
غيظ العدى من تساقينا الهوى.........فدعوا بأن نغص فقال الدهر: آمينا..
فانحل ماكان معقودا بأنفسنا..................وأنبت ماكان موصولا بأيدينا..
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم........................رأيا ولم نتقلد غيره دينا..
ما حقنا أن تقروا عين ذي حسد..............بنا ولا أن تسروا كاشحا فينا..
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه................وقد يئسنا فما لليأس يغرينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا.....................شوقا إليكم ولا جفت مآقينا..
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا...............يقضي علينا الآسى لولا تأسينا..
حالت لفقدكم أيامنا فغدت...................سودا وكانت بكم بيضا ليالينا..
إذ جانب العيش طلق من تآلفنا........ومورد اللهو صاف من تصافينا..
وإذا هصرنا غصون الوصل دانية...........قطوفها فجنينا منه ما شينا..
ليسق عهدكم عهد السرور فما.................كنتم لأرواحنا إلا رياحينا..
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا.................أن طالما غير النأي المحبينا..
والله ما طلبت أهواؤنا بدلا.....................منكم ولا انصرفت عنكم امانينا



#سمير_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغتربي العراق قوة خلاقه ....
- اكفونا شر يوم البغله
- يا ثلج اللي ما وجيت
- ضوء على الاراء الفلسفيه في نشوء و دور الدوله وعلاقة الدين و ...
- زياره وزير الخارجيه الامريكي لاربيل .. استراتيجيه السياسه ال ...


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير امين - الرجل الشرقي و عقدة المراه المستقله في علاقة ابن زيدون و ولاده بنت المستكفي