أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - البيجيدي يتقن دور المهرج البليد














المزيد.....

البيجيدي يتقن دور المهرج البليد


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6269 - 2019 / 6 / 23 - 23:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



من وحي الأحداث

فشلت الأحزاب المخزنية والممخزنة في لعب دور الوساطة بين الدولة والمواطن المتضرر والذي لم يعد يقبل بالحكرة ولا أن تضيع حقوقه. كان من المطلوب والمفروض على هذه الأحزاب أن تلعب دور حماية الدولة والنظام من سخط وغضب هذا المواطن. كان من المفروض فيها حسب ما أوكلته لها الدولة أن تواجه هذا المواطن وأن تقنعه بقبول الأمر الواقع أو بأنها هي من ستتولى الدفاع عنه عند الدولة. حاولت هذه الأحزاب أن تقوم بذلك بطريقتها لكنها فقدت المصداقية. إن المواطن تعامل مع وعود هذه الأحزاب كالتزامات صادقة، لكنه اكتشف أنه ليست إلا وعودا كاذبة ولا يهم أصحابها إلا الربح السياسي السريع وهو الحصول على أصوات الناخب ثم التفرغ لمصالح الحزب التي هي مصالح منفصلة وحتى متناقضة مع مصالح ذلك المواطن الذي أعطاه صوته. لم يصل المواطن العادي لهذا الوعي ولاتخاذ موقفه من هذه الأحزاب إلا بعد عقود من الكذب وبيع الأوهام، وبعد أن مرت حركة 20 فبراير ومعه السيرورات الثورية بمنطقتنا. اتخذ المواطن موقفه بشكل واعي وفقدت تلك الأحزاب ثقة شعبها.

هكذا وجدت الدولة نفسها بدون وسيط وبدون حواجز حافظة أو بارشوكات كما يسميها الشارع اليوم. وجدت الدولة نفسها وجها لوجه المواطنين والمواطنات المحتجين في الحراكات الاحتجاجية والحراكات الشعبية. مع سقوط الحفاظات تعرت حقيقة الدولة وتكشف وجهها البغيض، وجه القمع والمقاربة البوليسية. هكذا ظهر المعنى لظهير العسكرة في الريف وتمت الاعتقالات والاختطافات بالجملة، كما تم التعامل به أيضا في جرادة وغيرها من الحراكات الشعبية. هذه الحقيقة وقف عليها الملك في أحد خطاباته حيث اشتكى من أحزاب أغلبية حكومته ودافع عن تدخل القوات القمعية وأصبحت بذلك الدولة تمارس السياسة بدون حفاظات ايديولوجية، أصبحت تظهر كدولة الكتلة الطبقية السائدة في مواجهة أغلبية الشعب. برز الشرخ القائم بين أقلية عاجزة عن تبرير سياساتها وإظهار مصالحها كمصالح عمومية وأغلبية بدأت تميز بشكل واعي أين هي مصالحها وأين هي مصالح عدوها.

في هذه الوضعية الجديدة اهتدى حزب البيجيدي إلى طريقة مبتكرة للعب دور البارشوك. إنه اهتدى إلى حيلة جعل المشهد السياسي عبارة عن سيرك يتلهى فيه المواطنون. وكلما كان المهرج غريبا فضائحيا كلما كانت التلهية ناجحة. اختار البيجيدي أن يكون هو المهرج وأن يحتل المسرح، ولهذا نراه يتفنن في إخراج وصلات من الفضائح يكون هو بطلها أو يفتعلها أو يقبل بأن تلصق به مادامت تلك الفضائح تلهي الناس وتشغلهم عن مصادر الأزمة وأسبابها. على ما يبدو أن الأمر حصل في شأنه نوع من الصفقة مع النظام، وهي صفقة مربحة للطرفين. البيجيدي يتحول إلى بارشوك منتج للفرجة والفضائح وينال الجزاء والمقابل، والنظام يحصل على فترات الراحة السياسية وقد يلقي بمسؤولية فشلاته إلى المهرج.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراك آكال او نهوض المغرب المهمش
- في الاستلاب
- الدولة البوليسية قد تركب رأسها
- درس الثورة والدولة
- في منع الطبقة العاملة من قيادة الثورة.
- مؤشر 20% و80%
- والي بنك المغرب يدخل على الخط
- أبواب مشرعة… أبواب مغلقة
- العمل النقابي يمكنه أن يخرج من عنق الزجاجة
- اذا كان النظام يستقوي بعلاقاته الدولية فما عساه ان يفعل شعبن ...
- لبناء الحزب المستقل للطبقة العاملة لا بد من شحذ سلاح النظرية ...
- لماذا نقول بتوسع الطبقة العاملة؟
- في السودان فرضية السلمية في الامتحان
- العلمانية مكسب في يد الشعوب
- انتفاضة السودان تساعد على الطرح السديد للمعادلات
- لماذا يلحون على تجريد الشعب من السلاح الطبقي؟
- ENFMAGE
- حوار الشعوب كحركة الصفائح التكتونية
- موقفان متوازيان لا يلتقيان
- ماذا تعد دولة الملاكين الكبار للبادية


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - البيجيدي يتقن دور المهرج البليد