أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فوزي نصر - الإعلام السلطة الرابعة















المزيد.....

الإعلام السلطة الرابعة


فوزي نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 12:06
المحور: الصحافة والاعلام
    


الإعلام ـ السلطة الرابعة

الصحافة والإعلام تسمى في العالم الحر ولدى جميع النظم الديموقراطية ( السلطة الرابعـة ) :
لاشك أننا نواجه مصيرا غامضا لا نستطيع تصوره مطلقا على جميع المستويات ، وهذا المصير يهدد وجودنا ومجتمعاتنا وكافة دول المنطقة خاصة الدول العربية وجميع النظم القائمة تبدو غافية على وقع أقدام الأحلام والخيال ، وغياب التخطيط والرؤية الواضحة 0وسرورها في غياب سلطة حساسة وفاعلة وناقدة ، نطوق من كل مكان ، ونحاصر من جميع المجالات لكن لا أحد يرنو إلى البعيد ليرى حقيقة الأمور وكيف يسير العالم أو يتم تسييره 0
قال أحد الإعلاميين : إن الإعلام بمفهومه الواسع هو عملية جمع المعلومات وتداولها ونشرها ، وإستخدام العلم الحديث في عملية الجمع والتصنيف والإخراج والتكنولوجيا المتقدمة في عملية الإيصال للجمهور المعني وإستقبالها 0
إن وسائل الإعلام الغربية مسيطر عليها من قبل الإحتكارات العالمية ، ويتم توجيهها حسب مصلحة هذه الإحتكارات 0
ـ الوحدة العدد 54 ص 88/ لعام1989 ـ
بينما الإعلام العربي مسيطر عليه من قبل النظم الحاكمة ، لا يتمكن من قول الحقيقة ولا يستطيع طرح الرؤى الفكرية والتحولات المجتمعية لمعالجة قضايانا ، فهو بعيد عن مسرح الأحداث ، وقد أخلى الساحة وترك الإعلام الرسمي ينطق فقد باسم النظم وليس باسم الشعوب 0 وهكذا غابت السلطة الرابعة عن الحضور من أجل تحليل واقعنا أو الكشف عته 0
على الإعلام العربي هدم جدران الصمت ، وكسر حواجز التكتم التي تفرضها السلطات من أجل زرع أغراس النقد في حقول ومؤسسات الدولة ، وإن ذلك لا يعني بحد ذاته إدانة السلطة بل الإشارة إلى مواقع الخلل 0 يجب أن تفرق النظم بين الإدانة وبين النقد الصادق ، ولا تعتبر النقد تهجما أو تضع إشارات حمراء على كل من ينتقد خطة عمل أو برنامج السلطة 0
فحرية الإعلام وحرية الصحافة لا يمكن فصلها عن الحريات العامة للشعب ، فحرية الأفراد هي التي تنتج استراتيجية واضحة للحريات العامة وتبني مصداقية كاملة يمكن الإرتكاز إليها 0 لا نريد من الحرية فتح أسوار الوطن أمام التيارات والرياح العاتية التي تقتلع كل شيء ، ولا هدم جدرانه العالية ، بل نطلب معرفة وحقيقة ما يجري حولنا ، وفضح الأساليب الهدامة التي ترمي إلى إقتلاع المواطن من مكانه ، وتخريب الوطن من أساسه 0
ما الذي ينقذنا ؟؟ ما هي الأساليب الكفيلة التي تجعلنا نرقى إلى ما نصبو إليه ؟؟ هذه الأسئلة وغيرها تستدعي وجود إعلام قادر قوي ، وصحافة حرة متحررة ، وإعلاميين متنورين يعرفون دقائق وخفايا كل ما يدور في هذا العالم 0
ليس المهم وجود قنوات إذاعية تنشر بحرية وتستدعي خبراء ومختصين ، وتنشر أحاديث ومقابلات لكنها في الحقيقة لا تستطيع أن تنشر أخطاء مسؤول ، أو تنتقد الحكومة على برنامجها ولا تستطيع معالجة أي قضية ، لا نريد أن نشم رائحة الليمون بل نريد تذوقه ومعرفة طعمه 0
جميع الفضائيات العربية لا تتمتع بالحرية الكافية فهي موجهة من قبل مالكيها 0
الإعلام هو هوية الدولة فهو الذي يعرّف عنها وعن مضمون حكمها وسلطتها ، فسرعان ما يتعرف العالم على هويتنا من خلال الإعلام ، لأن العالم لا يستطيع معرفة كل دولة إلا من خلال إعلامها ، ومن قدرة هذا الإعلام على توضيح الحقائق والوقائع والاسترتيجية التي تتبعها ، وطريقة تعاملها مع الداخل والخارج 0 وقد قيل " إن الدعاية نصف الحرب "
وكذلك هو حامل لرسالة الثقافة العامة وتبادلها بين مختلف الشعوب 0

لذلك يكتسي الإعلام ثوبا مميزا وصفة تحكمية في مسيرة الأحداث وتعريفها ، بحيث يغدو سلطة من سلطات الدولة ويقال بأنه السلطة الرابعة التي تراقب كافة السلطات ، والتي تشير إلى مواقع الخطأ ضمن دوائر الدولة المختلفة 0
علينا أن نخرج من الدوائر الضيقة التي نغلف بها دولنا ، ونترك للصحافة والإعلام كامل الحرية ، ونعلم بأن النقد الذي يوجه إلى بعض مؤسساتنا ، أو إلى بعض المسؤولين لا يعتبر إدانة للمؤسسة ولا للمسؤول ولا للدولة ، بل أن ذلك لا يعدو كونه إشارة إلى التصحيح ، وتسليط الضوء إلى مكان الظلام 0
عندما أعلنت منظمة الشفافية عن دول الفساد جاء ترتيب الدول العربية بنسب عالية وفي آخر القائمة وحين نعلم أن الإعلام الحر هو من الوسائل الناجعة في مكافحة الفساد ، لذلك أرى بأنه ينبغي علينا أن نعيد إنتاج إعلام متطور متحرر له مطلق الحرية الإعلامية بما يتناغم مع تطوير الدولة والمجتمع ، ومكافحة الفساد في أي زاوية يختبئ فيها 0
ولا تكفي الحرية الإعلامية بل لا بد من أداء إعلامي وآلية عمل ناضجة غير مقيدة بحيث يقود عربة الإعلام الأكفاء والقادرين على خلق إعلام متميز 0 والثقة بالإعلام تعطيه مصداقية تقوم على الحقيقة وليس على خدمة السلطة أو النظام 0
وأستعين هنا بقول غاندي حول المجتمع الفاضل وحرية القول :
(( إن المجتمع الفاضل يقتضي تبادل الثقة بين أفراده وتوفير حرية القول والرأي ، وإن البحث عن الحقيقة يقتضي الإعتراف بأن الحقيقة الكاملة ليست ملكا لشخص معين أو طبقة معينة أو جنس معين 0 وأنه ما دامت آراء الناس جميعا جزئية وليست شاملة مطلقة وجب أن يتمتع كل شخص بحرية التعبير عن وجهة نظره بالرفض والمقاومة 0

وعندما تكون أحواض ثقافتنا مملوءة ، ورؤيتنا واعية لا نخشى النقد ، و لا نخاف الإعلام لأنه قيل : الذي يلقي بشباكه في مستنقع جاف لا يمكن أن يصطاد شيئا 0
وقال ريتشارد نيكسون :
(( إن القوة العسكرية حيوية ولكنها إن لم تدعم ببرامج إقتصادية وسياسية ودعائية فإنها ليست كافية ابدا )) 0 لذلك ومنذ عام 1960 أصبحت الدعاية والإعلام تسمى في الولايات المتحدة (( البعد الرابع )) في السياسة الخارجية إضافة إلى الإقتصاد ، والدبلوماسية ، والقوة العسكرية 0
وإن الجهاز الإعلامي له دور كبير في الإرتقاء بالوعي ، أو الهبوط به لدرجة التجمد 0 ولذلك فان الوعي مرتبط بقوة مع حرية الإنسان ، فحين ينعدم الوعي فإن الإستقلال الذاتي يغدو مفقودا ، ويعبر عنه ماركس : إنتقال الإنسان إلى مرحلة الضياع أو الغربة 0
الإعلام الغربي شوه الكثير من القضايا العربية ، كما أساء للفرد العربي وصوره إرهابيا ومجرما لا يؤمن جانبه ، وبقي الإعلام العربي يلهث خلف طموحات السلطة ، وطموحات رجال الإعلام الذين يبتغون الوصول إليها ، ولم يقف الإعلام في وجه التحديات الغربية ، ولا في طرح قضايانا على صعيد مكافحة التشويه ، والتعريف بالهوية الحقيقية 0
إن الإعلام العربي يحتاج إلى استراتيجية عربية تجمع بين الإهتمامات الثقافية والإعتبارات المادية ليكافح التضليل الإعلامي المشوه للصورة العربية ، ويعرف كيف يدافع عن الهوية الوطنية والقومية ، والحفاظ على الأصالة التراثية لشعبه 0
هذه الإستراتيجية يجب أن تتبنى فتح النوافذ على الثقافات الأخرى وبناء علاقات تفاعل وتبادل مع هذه الثقافات
حرية الصحافة سياسة تتبناها الدول المتحضرة لأنها تعبر عن مراقبة صحيحة لتنفيذ جميع خططها ، وتعتبر سلطة حقيقية لأنها تبقي عينها مفتوحة على جميع القضايا التي تحتاج إلى علاج ، كما أنها تنشر جميع الآراء التي ترقى إلى دفع عجلة التقدم 00
الإعلام بحق السلطة التي يجب أن تأخذ دورها في جميع المجالات ، فهي حامل للقضايا الساخنة ، ولقضايا المجتمع النائمة ولجميع المشاكل الغافية التي لا يستطيع أصحابها تحريكها 0
إن كتم أنفاس الصحافة ، أو إقصاء حرية التعبير والنشر تقيد حرية المواطن ، وتبعد الوطن عن طريق الحرية ، وتزيد مساحة الفساد ، وتهدم أسوار الشفافية 0
فالإعلام في الوطن العربي يتوجب عليه أن يشكل منظمة حقيقية ، وسلطة خاصة لا تتقيد بالنظم ، تطالب بجميع ما له من حقوق وامتيازات حتى يقضي على أسباب القصور ، وتحسين الكفاءات الإعلامية ويعيد بناء الثقة المفقودة بينه وبين الشعب ، ويقضي على الفراغ الإعلامي ، ويبدأ بصناعة منظومة إعلامية تستند إلى ثقافة وطنية مفتوحة ، متحررة من ذيول السلطة ، وتسعى إلى تشكيل جدار منيع في وجه الغزو الإعلامي والمعلوماتي 0 وتحارب التبعية وهيمنة النظم 0
في 5/5/2006 المحامي فوزي نصر



#فوزي_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف وادارة الوعي 2 2
- الثقافة وإدارة الوعي 1 2
- الثقافة وإدارة الوعي (1 2)
- الثقافة والوعي
- امتلاك الثقافة مؤشر لإمتلاك القوة
- لقاء مع العدالة
- الثقافة بين الحركة والجمود
- هل الشفافية ضرورة للقضاء على الفساد
- لماذا لا نرفع راية الإصلاح
- في الوطن العربي الفساد هل يتقلص أم يزداد
- الديموقراطية الأمل المفقود لدى الأنظمة العربية
- القطب الواحد ( عالم اليوم ) إلى أين يسير


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فوزي نصر - الإعلام السلطة الرابعة