أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خضر عواركة - ملاحظات لا بد منها حول مؤتمر العلمانيين اللبنانيين















المزيد.....

ملاحظات لا بد منها حول مؤتمر العلمانيين اللبنانيين


خضر عواركة

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ملاحظات لا بد منها حول مؤتمر العلمانيين اللبنانيين في بيروت
هل يكفي وجود المطران غريغوار حداد على منصة الخطابة في مؤتمر الاونيسكو – يوم امس في بيروت ليكتسب الموجودين في القاعة صفة تمثيل علمانية حقيقية ؟

بالطبع لا ، فالمطران النشيط في الحقلين الديني والأجتماعي، يحتمل في شخصه الكثير من التأويلات والتفسيرات المتناقضة التي يبدو للمتابع لحياته الحركية انه شخصيا لم يستقر على بر فكري نهائي حولها، ولعل ابرز ما في تلك الشخصية المنفتحة على الآخر هو اختلافه مع محيطها الديني والسياسي والفكري الى درجة التشهد بالا لا اله الا الله وان محمد رسول الله امام الالاف من جماهير ليبيا في نهاية السبعينيات تعبيرا عن الجرأة في قبول الآخر والأعتراف بمقدساته مهما كلف الأمر ، وهو الذي عاد وكرر من على منبر تلفزيون لوميار الكاثوليكي قوله ذاك قبل ثلاثة اعوام :
(( كيف لا يعتبر رسولا من اخرج مئات الملايين من عبادة الوثن الى عبادة الله الواحد ؟))

المطران الحالم بوطن لا طائفي، حيث سيعامل ابناءه وفقا لانسانيتهم لا لدينهم وانتمائهم المذكور في بطاقة الهوية، يحق له التكلم عن علمانية يفهمها هو بأنها حل لبلد مزقته الطوائف اربا وقتلت فيه المعاني السامية للدين وقدمتها محرقة على مذبح مصالح القبليين وزعاماتهم . اما غيره من الموجودين او اغلبهم فهم موضع شك في الدوافع والغايات او اشخاص جربوا سابقا في طروحات اخذت من عمرهم وعمرنا سنوات وعقود وقديما قيل (( من جرب المجرب كان عقله مخرب )) .
الفهم العلماني في بلادنا قاصر وحجري ومتخلف وديكتاتوري، لانه ينكر على الملايين من البشر حق الأختيار تماما مثل(( زومبيات)) البن لادينية المتطرفة الأرهابية في رفضها للأخر وادعائها وحدانية الفهم ووحدانية الحق في تمثيل البشر بدون تكليف. العلماني الصادق هو المنفتح على الدين تماما كما هو منفتح على كل قيمة انسانية فكرية واخلاقية ومعرفية وهو من يريد اكل عنب التمدن لا قتل ناطور التدين الذي يمثل وجدانا لا يمكن تجاهله او التخطيط لمستقبل الملايين من معتنقيه دون اخذ ه بعين الأعتبار . وهو امر شدد عليه المطران حين قال(( انا علماني لاني مؤمن)) وهذا خياره ونحترمه لذلك .

ولكن وفي سياق التعليق على المحاضرات التي القيت، والتي حولت المشاركون بها الى ما يشبه ديناصورات او مخلوقات فضائية لا تدري عن واقعنا شيئا، و تعيش في احلام اليقظة وتخرصات الرغبات والتمنيات البعيدة عن اي قيمة فكرية او اكاديمية. رغم ان معظم المحاضرين هم من > الجامعات اللبنانية الذين وجدوا ربما في عباءة المطران وعباءة ممثلي الأحزاب العلمانية نوعا من الغطاء الشريف لعيوبهم الخلقية .

ان بلدا لا يختلف اثنين على علمانيته مثل كندا لم يسمح المشرع او المفكر او لواضع لقوانينه العلمانية التي تحكم عمل الدولة فيه ان يدعي الألوهية على مصائر البشر واختياراتهم الحر، فأعطى في قوانين الاحوال الشخصية هامشا واسعا ومرنا للمواطن، تمثل بقدرته على الاحتكام في اموره الدنيوية الشخصية كالزواج والطلاق والميراث وخلاف ذلك من امور الى خيارين اثنين، اولهما مدني عبر قاض احوال شخصية يرسل بقراره الى دائرة تسجيل رسمية تعتبر قراره نهائيا وقانونيا وهو الأمر الذي تكفله القوانين ايضا لمن يختارون اجراء معاملاتهم الشخصية لدى رجل دين يملك ترخيصا من السلطات ومستوفي للشروط التي تحكم عمله فيصبح هنا الوضع كالتالي ، قاض مدني ورجل دين كلاهما في مرتبة واحدة ، لا بل اكثر من ذلك، فالقانون العلماني الكندي الذي يحكم عمل الدولة وليس اختيارات الناس وامزجتهم كما طرح البعض امس في الاونيسكو يعطي الحق للمقاطعات المستقلة اداريا عن المركز بتشريع قوانين ترى فيها مجموعة دينية او اثنية مصلحة وغاية،مثل تطبيق الشريعة على من شاء ذلك من المسلمين الكنديين وهو القانون الذي وصل الى مراحل متقدمة جدا في سلسلة اجراءات التشريع في مقاطعة تورنتو ثم سحب من التداول لأعتراض الكثير من المسلمين عليه. وهو قانون لم يقر ولكنه وضع في الجوارير مؤقتا.
هذا في كندا... التي تسمح عبر اعلامها الحر واقتصادها الحر وتعليمها الحر وتربيتها المدنية الحرة بالتنوع الثقافي والديني فهي لا تفرض منهاجا تربويا مدنيا واحدا ولا رؤية ثقافية واحدة ولا منهاجا حياتيا واحدا، لا بل ان بعض المدارس الاسلامية تعطي مناهج تخالف كل القيم الكندية ومع ذلك(( تمنت)) ولاحظو تمنت هذه، وزارة التربية على المدارس المقصودة ان تحذف المواد التي تتحدث او تشجع الاطفال على النظر الى الأخرين بطريقة اقل احتراما. وبعيدا عن غباء القائمون على المدرسة المذكورة وفهمهم المعتوه للاسلام الا ان القانون الكندي لم يسمح لنفسه ان يقمع ويضغط وهذه من ايجابيات كندا قبل سقوطها في يد الحكومة المتطرفة للمحافظين.
.بينما في لبنان ولا فخر، خرجت علينا بعض الشخصيات المحترمة واخرى من جماعات السفارة الاميركية المعروفين في الوسط الاعلامي بأسم > وهم اذا اردنا دقة في الوصف<< لحديون جدد>> بمحاضرات ستالينية تضحك لسماعها الأرامل الثكلى لبعدها عن الواقع ولمعرفة الشارع اللبناني بخلفية هؤلاء البعيدة عن اي اقتناع بالعلمانية كفكر، ومنطقهم وفكرهم بني اساسه على وقع التقارير التوجيهية التي يستلمونها مع الراتب في كل اخر شهر من السفارات والدوائر الاميركية الغبية، التي تعتقد بأمكانية تكرار التجربة اليابانية التي تولت اميركا من خلالها انزال مرتبة الأمبراطور من درجة الالوهية وتحويله الى مجرد عارض ازياء ، وهم يحاولون تكرار التجربة قياسا على ذلك في العالم العربي والاسلامي بضربات هيروشيمية ( العراق – و فلسطين وربما ايران ) ثم نزع صفة القداسة والاحترام عن (ا لله ) وعن الركيزة الأعتقادية للعرب التي ما زالت تجعل من وجع الفلسطيني وجعا اسلاميا عاما .

فهل نحن في لبنان واستطرادا في العالم العربي بحاجة لنقاش حقيقي حول الحلول التي يمكن ان تختزنها العلمانية كأسلوب حكم؟ ام نحن بحاجة لمؤامرة ديكتاتورية تخطط لقمع العقيدة الشعبية للمواطنين عبر طرح قانون احوال شخصية علماني ؟؟
غريب امر بعض المفكرين الماركسيين المتحولين الى ثدي الليبرالية الأخصب كيف نسوا ان اساس فشل الماركسية في العالم العربي هو في طرحها كدين وليس كمذهب اقتصادي وكتفسير جدلي للتطور التاريخي يقبل النقاش والنقض، فسقطت تلك الديانة الماركسية التي امتلكت ساحات بأكملها في بعض المواقع والأزمنة رغم عدم وجود المنافس، لا الديني ولا غيره حركيا . وها هم الأن يعيدون نفس الاخطاء عبر طرح العلمانية كدين وحل سحري وخلطة سرية تنفع برايهم حتى بدلا عن الفياغرا (...) بينما هي اسلوب حكم خلص شعوب اوروبا من تسلط حرامية الكنائس وسلطة البابا .
هل سمع احدكم ان فولتير طرح يوما قانونا للأعلام العلماني ؟
وهل هناك شيء واقعي اسمه قانون التربية المدنية العلماني في اي من بلاد العالم ؟

ترهات تحمل درجة الدكتوراة تتعلم مشي الغزلان كلاما وتفكير ا بينما هي مجرد جواميس بليدة تجتر ما طرحه مفكرو القرن التاسع عشر في اوروبا ، وهي جواميس فكرية نامت في كهوف التخاذل والهرب من المواجهة والمنازلة عقودا.

شخصيا افضل قانونا لبنانيا علمانيا متشددا يحكم عمل الدولة والحكومة على ان نبقى تحت رحمة قانون الطوائف وزعمائها ومستغلي الدين. ولكن هذا لا يعطي الحق لأي كان ان يحلم حتى مجرد الحلم بأخراجنا كلبنانيين من زريبة طائفية ليدخلنا في حمرنة خطابية تشبه تلطي النظام الديكتاتوري التركي بالعلمانية لمحاربة الدين والتدين .

ان المشكلة الكبرى للعلمانيين في العالم العربي هي في وجود<< اللحديون الجدد>> على نفس المسرح معهم، وهو ما يتطلب جهدا منهم ومن المتلقي لكشف هؤلاء وعزلهم. اما الخطر الثاني فهو تكرار نموذج << المطوع>> السعودي الكريه، ولكن بثياب فهمية شرف الدين وامثالها من المتخرصين علمانيا لا عن اقتناع بل عن حقد وخلط ما بين عقيدة تحكم حياة الانسان اخلاقيا ووجدانيا وحياتيا وبعض المتطرفين الذين تربوا على نفس المعلف الذي يلعق منه<< اللحديون الجدد >> حاليا، اي معلف اميركا صاحبة الموقع الرئاسي الوحيد في العالم الذي يملك خطا مباشرا مع الله بحسب ادعائه .
لقد آن الآوان في عالمنا العربي لتحديد المطلوب من الطرح العلماني والذي لا يجب ان يتجاوز برأيي كونه خيارا ديمقراطيا لمجموعة تعتقد به مهما كان حجمها ،وهي ترى فيه حلا وتريد من خلال طرحه فصل عمل الجهاز الحكومي عن عمل رجال الدين(هل الأنظمة العربية اي شيء الا علمانية؟) . ان العلمانية من وجهة نظري قد تكون حلا نفسيا جيدا يريح اعصاب غير المقتنعين حقا او باطلا بأنها اوروبية المنشاء، اوروبية الصلاحية، اوروبية التطبيق. وبالتالي ادعوهم شخصيا للابداع والخلق عبر ايجاد صيغة تلائمنا وتتوائم مع عقائدنا وديننا ولا تسمح في نفس الوقت لسلاطين بني عثمان او اشباههم بالعودة بنا الى عصر الحريم الذي لا يشبه عمل<< اللحديون الجدد>> شيئا فيه الا اخذنا الى عصر العبيد الاميركي.

خضر عواركة
[email protected]



#خضر_عواركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقباط بين المتاجرة الدولية والاستخفاف الحكومي
- رايس الاميركية وانظمة الاستبداد العربية وحركات التكفير الاره ...
- المقاطعة للدانمرك واللاعدل في العقاب
- اسقاط حلفاء ايران في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا
- الاسلام ليس حلا العلمانية هي الحل -الجزء الثاني
- الاسلام ليس حلا ؟؟ العلمانية هل الحل..؟؟


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خضر عواركة - ملاحظات لا بد منها حول مؤتمر العلمانيين اللبنانيين