أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إعتراف الريماوي - الصمود أو الإستجداء...















المزيد.....

الصمود أو الإستجداء...


إعتراف الريماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 11:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما هو مطروح على الشعب الفلسطيني شيء لا يختلف بشيء عن دعوته للإستسلام والإذعان للشروط الإسرائيلية من خلال العنجهية الامريكية والصمت العربي الرسمي المشارك في هذه الجريمة التاريخية والقومية والإنسانية، هذا هو المطروح دون فلسفات وتجميلات من هنا أو هناك...
أمريكا اليوم تحاول وضع شروطها، قوة وعنوة، ولهاثا منها للحاق بشيء يمكنها من أن تسميه هدوءا وتسوية لتستر عورتها في العراق، فزعيمها بوش اليوم يواجه أدنى مستويات شعبيته المتقهقرة، وجنوده بالعراق يعيشون أسوأ الحالات المعنوية والنفسية ولا بوادر لأي مشروع سياسي هناك غير تصاعد المقاومة الوطنية الباسلة.وهنا في فلسطين جاءت الإنتخابات التشريعية بنتائج لا تروق لأمريكا ولا لكل من ينام ويحلم ويصحو على أنغام أوسلو وخارطة الطريق... وعليه صار الشعب مطلوبا للعقاب لما عبر عنه من إرادة غير التي ترضاها امريكا، فالنتيجة هذه سيُعاقب عليها كل من يقول لا، مهما كان لونه!! فالشعب العراقي تمت محاصرته أكثر من 12 عاما، والشعب الكوبي ما زال تحت الحصار لأكثر من 50 عاما...والأمثلة كثيرة والسجل الأمريكي في هذا المجال حافل جدا...
هذا الحال موضوعي ولا يحتاج إلا لقليل من الجهد لإدراكه، لنجده ينقسم إلى خيارين مختلفين نوعيا، فإما الإمعان في خيار الإركان على امركا وإستجدائها وإسرائيل، وإما الإنحياز إلى خيار المقاومة والصمود والحفاظ على الذات وإعادة ترميم وبناء المقدرة الذاتية...
أمريكا تُصنف العديد من قوى التحرر العالمي والعربي ضمن ما تُسميه "إرهابا" ، على إعتبار أن هذه القوى تهدف لبناء مصالحها الوطنية والقومية دون دخول الفلك الأمريكي بالتبعية العمياء للنموذج "النيوليبرالي"، وبناء على ذلك قالها بوش بعيد أحداث 11 أيلول عام 2001 ، " من ليس معنا فهو ضدنا"، فهذا الخطاب الإستعلائي الجبروتي تستخدمه امريكا في محاولة لتحقيق مصالحها وحدها بغض النظر عن النتائج أو إعتبار أي شيء آخر، وهذا ما لمسناه من الحرب على العراق، وقبله بأفغانستان، كما تجلى ذلك في تعامل هذه الإدارة باللامبالاة إتجاه مواطنيها، في كارثة إعصار كاترينا، عدا عن أن هذا الخطاب بأيديولوجيته العدوانية تم إستخدامه للتبرير على مدار التاريخ الأمريكي الدموي، وبشكل بارز أثناء "الحرب الباردة" في مواجهة المعسكر الإشتراكي العالمي، فكثيرا هي الدول التي أخربتها أمريكا بالإنقلابات العسكرية وتنصيبها لأنظمة دكتاتورية وتابعة...
إذا كانت الحقائق الواقعية والتاريخية، بالإضافة للمخططات المستقبلية، تشير للأهداف الأمريكية الواضحة من خلال فرض " الأمركة" المعولمة على العالم بالسلم أو الحرب، فلماذا التعامي ومحاولات الكذب على الذات؟؟!
لماذا نرى إستجداء الأنظمة العربية الرسمية ودعواتها المتكررة لرئيس وزراء دولة الإحتلال "أولمرت" بزيارتهم، أو عقد لقاءات معهم، وهو يستعلي عليهم ولا يجيب، بل يرى أن لا أهمية لمثل هذه اللقاءات في الوقت الحالي!! لماذا نتمسك بما يسمى المبادرة العربية للسلام!؟ وإسرائيل ترفضها أصلا، لماذا لا نتمسك بشروط الحق العربي المغتصَب؟! لماذا هذه "السلامية" العربية الساذجة؟! أم هي الوجه الآخر للتبرير و التخاذل؟!
أمريكا وإسرائيل وأوروبا فرضوا الحصار على الشعب الفلسطيني لممارسته الإنتخابات التشريعية بإرادته الحرة، ماذا صنع المتربعون على عروش الأنظمة العربية؟! هل فعلوا شيئا سوى التناغم مع الطرح الأمريكي والإسرائيلي في ضرورات الإنخراط بالتسوية وتأبيد مصير الشعب الفلسطيني وسلطته ككيان يعتاش على الأعطيات والفتات مقابل الكرامة والحق التاريخي؟!
للأسف لم تنته الأمور عند هذا الحد، ولم يسأل أحد من المسؤول عن الحالة الفعلية التي يعيشها الشعب الفلسطيني الصامد، من الذي أوصلنا لمثل هذه السلطة الوهمية؟! بلا كيان وبلا بنى وبلا إنتاج؟! أليس هو نهج أوسلو وأبطاله؟! أم يتم الإنشغال في الترتيبات الامنية وبناء السجون والكازينوهات ونشوء إدارات الهدر والفساد والإسترزاق؟! ماذا نجد اليوم لنأكل أو نشرب؟ أين هي المؤسسات المنتجة التي بُنيت في عصر أوسلو الذهبي؟! أم أن الحقيقة المرة تقول بأن الهدف من أوسلو كله كانت إيصالنا لهذه الحال، مقايضة كرامتنا وحقوقنا بلقمة خبزنا؟! وبالتالي نصبح ركعا للشروط المتعددة مقابل قوتنا؟!
للأسف مرة أخرى، ما زال هذا النهج يُمعن في توطيد الإفرازات السيئة والمسيئة، ما زالوا يستغلون الشعب الصامد بلقمة عيشه، ويدفعونه للإحتجاج ضد الحكومة، أنا لا أدافع عن الحكومة بقدر ما أنتقد المبدأ في ذلك، بسسب عدم حصولهم على رواتبهم؟! أقدر إحتياجات الناس ، وخصوصا أنهم فقراء ومناضلون وصامدون، ولكن الإحتجاج ليس بمكانه، يجب أن يوجه ضد العالم الذي يدعي الحرية والعدالة ويمارس الحصار والتجويع على الشعب؟! يجب على هذه المظاهر أن تتوقف كونها تُسيء لشعبنا وتاريخه الناصع، وعلى أبناء الشعب ومؤسساته المختلفة، عامة أو خاصة أو أهلية، التوحد على خطى سريعة جدا في مواجهة الخناق الذي يهدد شعبنا برمته، ولتكن هذه الضائقة بداية للإعتبار في ضرورة وجود سياسة تنموية تعزز الصمود وتستند على المقدرات الذاتية أولا ومن ثم على المساعدات الصديقة في تعزيز بنية إنتاجية وطنية تدعم الصمود ولا ترتهن أوتصبح أداة للإبتزاز.
وبالسياق نفسه، فلا بد من الجميع ان يقول كلمته، ويفرز بأي لون هو، فعلى الشعوب العربية والإسلامية، أن تبادر بخطى جماهيرية وشعبية، ولا بد من إعلان مقاطعة البضائع الأمريكية والأوروبية، والضغط على الحكومات الرسمية المشاركة ،والمتورطة بسكوتها المُعيب، في حصار الشعب الفلسطيني، بقطع علاقاتها مع إسرائيل، وإستدعاء السفراء الأجانب، على طريق خفض وتقليص وسحب التمثيل الديبلوماسي لهم في هذه الدول، فهذا أقل ما يمكن عمله... فالشعوب قادرة على ذلك رغما عن الأنظمة الراكعة، فما يحصل في أمريكا الجنوبية ليدفعنا للتأمل بالتغيير المستقبلي، فالشعوب هناك أعطت قرارها وعبرت عن إرادتها الوطنيةوالقومية التقدمية، بضرورات الإستقلال الإقتصادي عن السياسة الامريكية وبناء النظم الأكثر عدالة بروح إشتراكية جديدة تعبر عن إحتياجات الناس بعدما نخرتهم البطالة وقتلهم الفقر على مدار عقود التبعية للسياسة الأمريكية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي...
إذن نحن أمام الإختيار، الظرف مركب ومعقد ولكن لا مناص من التقرير، إما خيار الصمود ومقاومة عوامل الضغط والإبتزاز والرضوخ ، وإما الإرتهان لإرادة السياسة الامريكية والإسرائيلية وإستجدائهما، والإعتبار من الدروس لخير دليل لمن يتبصر ويحلم بمستقبل أفضل، فالخيار الأول يُعد في هذا الوقت كالسباحة بوجه التيار، وهذا لا يكون إلا بثمن، ولكن الكرامة والحرية والحقوق والأخلاق تفرضها علينا...



#إعتراف_الريماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ماذا يتصارع قطبي السلطة؟!
- منطق الإبتزاز والإستعباد !؟
- نحن بحاجة للتوحد لا لإلصاق الإتهامات...
- الدروس في إقتحام سجن أريحا!
- الإنتهازيون أيضا ينتقدون اليسار!!؟
- اليسار الفلسطيني: من المد إلى الإنحسار؟!
- إرهاصات -أوسلو- ليست قدراً...
- المؤسسات الأهلية بين الشكل والمضمون!
- في نتائج الإنتخابات التشريعية الفلسطينية
- صمود الشعب حلقة مركزية في مشروع مقاوم يتشكل عربيا وعالميا
- المرأة في الخطاب الإنتخابي والواقع...
- نحن بحاجة لإرادة -تشافيزية-...لمواجهة الضغوط الأمريكية
- كفى.. كفى ..كفى.. -صوتك أمانة تسأل عنه يوم القيامة-
- التشريعي القادم والتوازن المطلوب...
- في أسباب فشل تجسيد التيار الثالث ...
- طلبة جامعة بيرزيت :لا للإعتقال السياسي
- الذهنية الصهيونية والسلام المزعوم!
- الأجندة المختلفة والشراكة السياسية
- فلنوقف التطبيع من الداخل أولا !...
- على أبواب السنة السادسة للإنتفاضة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إعتراف الريماوي - الصمود أو الإستجداء...