أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - الجامعة المصرية والجماعة الارهابية















المزيد.....

الجامعة المصرية والجماعة الارهابية


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا
في عام 2012 في الفترة السوداء أثناء حكم مرسي تم زيادة مرتبات أساتذة الجامعات زيادة معتبره ، هذه الزيادة أوعز بها مكتب الارشاد إلي مرسي بالاضافة إلي حزمة أخري من الامتيازات الأخري لجهات أخري بغرض شراء الولاء وضمان الحصول علي المساندة خصوصا وأن بوادر نفور الشعب المصري من وجود الاخوان في الحكم قد بدأت تشتد ويتسع مجالها.
ولما لم تكن ميزانية الدولة في ذلك الحين تسمح بمثل هذه الزيادات فقد تحملتها ميزانية القوات المسلحة ليس إرضاء لمكتب الارشاد ولا الخضوع لأوامر مرسي وإنما تقديرا من المجلس العسكري آنذاك لأساتذة الجامعات..
حدث ما حدث بعد ذلك ، إذ تمكن الشعب المصري العظيم بكل أطيافه النقية الواعية من الإطاحة بهذا الوباء المتخلف الآتي من ظلمات الماضي ومن مستنقعاته الموحلة ، بالطبع كان أساتذة الجامعات الوطنيون الشرفاء الذين لا يمكن شراء ضمائرهم بكنوز الدنيا طيف رئيسي من الشعب الذي هبّ لتخليص مصر من هذا الغول الارهابي المقيت ، أساتذة الجامعات الذين يدركون أن ما حصلوا عليه من زيادة في المرتبات هو من مصر ، من شعب مصر الذي يقدرهم ويحترم ما يقومون به من دور وطني عظيم الشأن وليس من مرسي ولا من خزائن مكتب الارشاد.
هذا لا يلغي حقيقة أن الجامعات المصرية موبؤة بالخلايا النائمة مثل كثير من المؤسسات الحكومية الأخري ، في وزارة التعليم ، وفي الصحة ، وفي غالب المؤسسات الحكومية يمكنك أن تتعرف علي الخلية النائمة في أي مؤسسة من سحنته ، ومن بلادة محياه ، ومن علامة الحمق التي تحدد ملامحه ، ومن لغته المسنونة مثل حد السكين التي يحاكيك بها كأنه يريد أن يغرسها في عنقك ، يمكنك أن تعرفه من الكراهية الحارة التي تفح من أنفاسه ، ومن ثقل إحساسه ، ومن نظراته النارية التي يريد أن يحرقك بها.
في الجامعات المصرية بالذات يمكنك التعرف علي الخلية النائمة من ذلك الجدار غير المرئي والذي يبتنيه الجرثومة النائمة في ذهنه ليفصل بينه وبين طلابه الذين يعتبرهم مجموعة من الكفرة الذين ينوي إعادتهم إلي الاسلام بمجرد أن تتمكن جماعته من الاطباق التام علي السلطة في مصر ، يمكنك أن تعرف الخلية النائمة في الجامعات المصرية من طريقة سكبه للمعلومات في وجه طلابه كأنه يرشهم بماء النار.
لا بأس ، وجود الخلايا النائمة في الجامعة لم يعد يخيف فإن الجماعة الارهابية بكامل هيئاتها ومنتسبيها وأفرادها وقادتها في طريقها الآن حتميا إلي مزبلة التاريخ حيث ستتعفن هناك وتتحلل وتتلاشي مثل كل الحشرات والكائنات الأخري التي تلاشت من الوجود بفعل مسيرة الحضارة الانسانية .
أقول لا بأس بالرغم من أن الدولة عليها واجب الإسراع في تنظيف الجامعات المصرية من وباء هذه الخلايا لانقاذ أبنائنا الطلاب من جهالة هؤلاء حفاظا علي المستقبل الذي ننشده والذي لن يتحقق إلا إذا كان أبناؤنا يتلقون العلم من أستاذ متمكن من علمه أولا ثم يدرك ثانيا أنه يقوم بمهمة وطنية سيتحدد عليها مستقبل هذا الشعب .
مرة أخري لا بأس ، لكن الخيبة الكبري هي في أساتذة الجامعة المتعاطفين مع الجماعة الارهابية بمبررات أقل ما يقال عنها أنها مبررات تدل علي تهاوي صاحبها وتهافته وجهالته البائسة ، فمرة يقول أحد الأساتذة الذي لا أعرف كيف حصل علي شهادة الاعدادية حتي يقول عن مرسي إنه الرئيس الوحيد المنتخب في مصر ، ويقول آخر مخاطبا زملائه الأساتذة الشرفاء أنتم تعيشون الآن من خير مرسي ، في إشارة رخيصة منه إلي الزيادة في الراتب التي حصل عليها عام 2012 أثناء حكم الارهاب وفي الوقت الذي كان يعاني فيه المصريون من انقطاع الكهرباء ومن ندرة المحروقات ومن توقف غالبية المصالح المصرية عن العمل.
أكثر الكلمات بؤسا وبوارا هي التي تصدر من بعض الأساتذة البائسين حين يقولون عن جماعة الاخوان الارهابية ( ناس بتوع ربنا عايزين ينفذوا شرع الله ) ، أما الكلام الأكثر وضاعة ومرارة وجهالة هو ما يقوله لك أحد الأساتذة الساقطين أثناء مناقشتك له ( الاخوان هما إللي هايخلصونا من العري والدعارة إللي ماليه الشوارع في مصر ).
يمكنك أن تلتمس العذر لأي شخص عادي يتفوه بمثل هذه السذاجات حيث لا تتوفر له سبل المعرفة من مصادرها ، فالشخص العادي من العوام يتأثر بالمظاهر الشكلية ، ويتلقي معلوماته عن طريق أذنيه ، وحين تكون لغة وآراء ومواقف أستاذ الجامعة أكثر تهاويا من الشخص العادي فإن مستقبل طلابنا الذين يتعلمون منه كيفية بناء موقف أو كيفية تكوين وجهات النظر سيكون في خطر .
مثل هذا الأستاذ الجامعي لو كلف نفسه عناء القراءة بضعة ساعات فقط لعرف أن التاريخ الذي نشأت فيه جماعة الارهاب والظروف التي أحاطت بنشأتها يوضحان له من هي هذه الجماعة ، وما الهدف من تكوينها ، وكيف تم اتخاذ الدين غطاء لتكوينها :
أولا – تكونت هذه الجماعة بقيادة حسن البنا عام 1928.
ثانيا – كانت الخلافة العثمانية قد سقطت قبل ذلك التاريخ بخمس سنوات.
ثالثا – كان المد الثوري الذي تبلور في ثورة 1919 مازال يؤجج روح الاستقلال عن الاحتلال البريطاني في أرواح الشباب المصري.
رابعا – كان قد ظهر كتاب الاسلام وأصول الحكم عام 1925 للشيخ علي عبد الرازق.
خامسا – كان كتاب طبائع الاستبداد للكواكبي والذي صدر عام 1902 مازال يتداول بين أيدي الشباب المصري المتطلع للخلاص من استبداد المحتل ومن حكم آل محمد علي الذي كان قد اعتراه التفسخ منذ حكم توفيق.
سادسا – كانت النهضة الثقافية في ذلك التاريخ قد وصلت إلي ذروتها وتعددت أقطابها وبدأت الروح المصرية المتطلعة إلي الحرية وإلي بناء ثقافة عقلية عصرية تستعيد عافيتها.
هذه العوامل وغيرها كانت محل دراسة المخابرات البريطانية التي أفادت تقاريرها أن صعود هذه الروح المصرية وتطورها سوف يمثل أكبر الخطر علي وجود الامبراطورية البريطانية في مصر بل وفي الشرق بأكمله.
من هنا نشأت لدي الاحتلال فكرة إنشاء جماعة تستقطب الشباب المصري وتفرغه من تلك الروح المتطلعة إلي الخلاص من الاستبداد ومن الاستعمار وإلي بناء وطن حر حديث بإمكانه أن يتبوأ مكانته المفقودة في المشاركة في صنع الحضارة الانسانية.
وحين نشأت الجماعة بتمويل من المخابرات البريطانية كما يعلم القاصي والداني لم يكن من أهدافها التخلص من المستعمر ، ولم تكن إزاحة الحكم الفاسد من ضمن برامجها ، لكن الجماعة بإيعاذ من المحتل لعبت مع الملك لعبة الخلافة التي كانت تستهويه آنذاك حيث كان يتطلع إلي اعتباره خليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية علي يد كمال أتاتورك.
كان الغطاء الديني هو الوسيلة المثلي لجذب الشباب والصبية والأطفال ، وكان تعدد الأنشطة ( الكشافة وكرة القدم والسباحة ومختلف الأنشطة التي يراها النشيء ترفيهية ) وسيلة أخري وسعت كثيرا من سرعة انضمام أعداد كبيرة من الشباب والصبية والأطفال إلي الجماعة.
حسن البنا نفسه لم يكن رجل دين ، ولم تكن له أية مساهمات مكتوبة في الفقه أو التفسير أو في علم الكلام ، بل وقع اختيار المخابرات البريطانية عليه كقائد للجماعة لتوفر بعض الشروط الشخصية فيه والتي تؤهله للقيادة، أما إسم الجماعة ذاتها ( الإخوان المسلمين ) فقد استوحته المخابرات البريطانية من إسم الميليشيا الوهابية التي ساعدت الأسرة السعودية علي بسط نفوذها علي الجزيرة العربية ، إذ كان يُطلق علي هذه الميلشيا آنذاك إسم أو وصف ( الاخوان المسلمين ). وقد كان الملك عبد العزيز في منتهي الوعي والحكمة والفهم العميق لطبيعة تكوين هذه الجماعة حين طلب منه حسن البنا الموافقه علي إنشاء فرع للجماعة في المملكة إذ رفض الاستجابة إلي طلبه ساخرا : كلنا إخوان مسلمين.
خلاصة القول هو أن جماعة الاخوان المسلمين نشأت بتمويل من المخابرات البريطانية وتحت رعايتها لإجهاض روح التحرر المصرية ، ولفض النهضة الثقافية المصرية التي كانت مشتعلة في ذلك الحين من محتواها.
أعود إلي الأستاذ الجامعي الذي يفتقد إلي إلي المنهجية وإلي الروح العلمية وإلي كل وسائل البحث والاستقصاء التي تتيح له فرصة بناء موقف مستند إلي أسس معرفية دقيقة ، الوثائق البريطانية واحتضان بريطانيا حتي الآن للجماعة واستماتتها إبان أحداث يناير 2011 خير شاهد علي أن هذه الجماعة نشأت في حضن الاحتلال البريطاني لمصر ، وتحت رعايته ، ولأهداف أقل ما يقال عنها أنها أهداف وضيعة تتمثل في خيانة روح الاستقلال ، وضرب أسس النهضة الثقافية والعلمية لدي الشباب المصري، وإجهاض الوعي المصري الذي كان قد تبلور في كتابات محمد عبده وعلي عبد الرازق وسلامه موسي وغيرهم من الرعيل الذي قاد عملية عودة الوعي في بدايات القرن العشرين.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج الصندوق
- لن أخجل فقد بللت فراشي
- جميعنا شركاء في الجريمة
- مشروع إرهابية
- التنوير بخرافات حداثية
- ملاحظات في شأن من شئون حبيبتي
- البذرة التي تنمو فينا كل يوم
- أُنظر من بعيد لكي تري نفسك بوضوح
- بعض الغبار الذي يهب من الجنوب
- بدون عنوان
- الوهم المقدس
- آل كابوني والاخوان
- ورقة عثرت عليها بين علب الدواء
- أوهام
- أنا أحب النساء
- بين دخول الاسلام إلي مصر ودخول العرب إليها
- الصحيح والعقلاني
- أيها الكهنة هذه ليست لغتنا
- المرجعية واحدة
- كتاب الشعب وكتاب الدولة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - الجامعة المصرية والجماعة الارهابية