أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الجنوب والشعراء ونساء خلق الله أجسادهن من الكعك














المزيد.....

الجنوب والشعراء ونساء خلق الله أجسادهن من الكعك


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


أعاداني موت كمال سبتي إلى البحث عن ذائقة أخرى لتقبل الحياةْ
الحياةُ الخضراء، كدورانِ مؤخرة غجرية..
تلك التي أوصافها مصنوعة بحبر لوركا أو دموع الحلاج
تشعل فينا نار الثلج أو حنان قدور الطبخ أو موسيقى صلاة الفجر
المهم إنها حياتنا التي كان إباؤنا يصنعون منها قدرنا القادم
هذا القدر الإغريقي الذي تاه بين بحة صوت سقراط وبلادة عريف الفصيل
غير إن الطعم الجميل في حياة مشاتي العوز يكمن في قدرتنا على صناعة حب ....
حب وموت ومزهرية ورد
تلك اللوحة لحياة جامدة أبدعها فان كوخ
واشتراها منه كاهن المندائيين
سورها بالأس وضوء الشهداء
وإهدائها لفرات يبعد عن أور السومرية بضعة أميال
موت الشاعر كمال سبتي أعادني إلى كل هذا
لأضع أمام شعراء الأمم كلها فريضة إن الشاعر وشجرة التوت سواء
هي تعمر لتصنع الظل
والشاعر يموت ليصنع الأمل
بهذا الأمل حملت جسدي المتعب من شهوة الشوق إلى جفنيك وذهبت لإحضار رومانس الشاعر الذي مات في هولندا
وهناك ..مشيت معزيا وكان المطر فوق راسي يعزف بقيثارات اسبانية
وكانت مؤخرات الغجريات المدورة تدور مثل كرة أرضية وسط صحن قيمر ....

2

لوكانت العين السومرية تنظر بنصف جفن
فحتماً النصف الأخر يغازل القمر على سرير من القش
3

يبحث المندائيون عن الخلود الروحي كما تبحث النجمة عن خاتم أضاعته في بيدر رز...
وهم يقراون شكل الموت بفلسفة البياض
وأنا أرى في البياض سعادة دودة القز..
لهذا لاأفكر بالشعر على انه بعضا من خلود يتمناه موهوب مثلي لازلت أصابعه تخلط قطرة المطر مع التراب لتصنع وحدة الفكرة
بل كل هاجسي ينصب الآن أن أدرك مع الصابئة ذالك الخيط الممتد إلى نقطة في القلب
حيث تتشكل خرائط الضوء مدنا وحاناتا ومعابد نساك خجلين
وحتما سوف التحف ببهجة احدهم وأتعلق في أجفان رغبته المذهلة
وحتما يعطف علي الآخر ويحرك شفتيه كما الجنود في انتظام الفصيل
ويهمس بسريانية تشبه صفاء الحليب :
قم ياولدي خذ من الشاعر الراحل بقيا قصائده التي لم ينشرها بعد

4

مرات أفكر بين تلك الرؤى المتشتة في كتب السبحانيات وعادات الشعوب
أنصت بخشوع الحصى لموجة النهر .
أقلب أوراق التراب لأحصي أصدقائي في دفاتر الحروب
أعيد تلوين وجوه نساء الطفولة بريشة من ذيل دجاجة
اقبل واحدة وأخرى أقلبها على الفراش كما قطعة اللحم في قدر أمي وهي تمسك سعادة فطنتها حين تضع في المرقة لحما وبطاطا
بطوننا تشبه سفنا جائعة للبحر
ودموعنا من الجوع أغاني تركية
وأبداننا من الجري وراء كرات القدم
مثل لهفة الطائر الجريح إلى عش بارد
كلها رؤى تستعاد الآن
لكن الصديق مات بحسرة مطبوع يتمناه
مالذي نفعله سوى أن نصنع من التشتت حلما سومريا
يمنح الذين على قيد الحياة هاجسا للخلق الجديد

5

شدني مقال مكتوب بعناية لصلاح حسن في صحيفة اسمها كهرمانة
يتحدث فيها عن موت كمال وشيئا من سيرته التي لم تنل في هولندا ما ناله بعض الشعراء الأقل مرتبة في صنع الشعر ..
انتبهت إلى أمر كان غائب عني بشان الشاعر المغادر في فردوس العربة
ورغم صداقتي له منذ طفولة مقاهي الجنوب المعذب
وحتى عودته الأخيرة وسط ضجيج حرب الشوارع
انتبهت على إن كمال كان يحمل حسرة وحيف
ومنها كان يصنع مشاكسته ذات البوق العالي
ولأنهم صنعوا مسامعهم من حلوى وبرودة أعصاب
تركوه ويهجي ويكتب شعرا عالي الجودة


6

الجنوب والشعراء ونساء خلق الله أجسادهن من الكعك..
هذه خزينتنا كلها
وغيرها سيأتي لنا قبر
ونخلة تهفهف على أيامنا مثلما يهفهف جنح الفراشة على الوردة النائمة

أور السومرية 6 آيار 2006



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع التشكيلية والكاتبة العراقية أمل بورتر
- في عينيك المندائيتين ..عطر برتقالة وقميص نوم سلمى الحايك
- عشتار ..فقط . أو لنسمي القصيدة قلب سهام
- كمال سبتي .. موت نقار الكلمات السومري
- الطين ..ذاكرة النهر والملك ودمعة الشاعر
- كوتا ..لعمري الذي غرق كما تايتانك في قاع الرغيف
- لماذا المرأة والوردة في غرفة واحدة ، فيما نابليون يجمع العطا ...
- ظلُ الشمسْ في الكأسْ ، وظلُ أجفانكِ في ريشةِِ دافنشيْ
- بعد كل هذا ..تطبعين على خدي سمكة وتمضين
- (عصفور في جسد الوردة . الوردة بين أسنان الرصاصة )
- نعيم عبد مهلهل و3 كتب جديدة في شهر واحد
- الأهوار .. نعمة الله في الجنوب المنسي
- الخبزُ وعينيكِ من بيدرٍ واحد ، وأنتِ والحضارة ، عطرٌ وقميصْ
- وزارة الثقافة العراقية ..للعلم ..لا بيانات ثقافية للعراق في ...
- أنا أكثر هلعاً من بطة في فم إرهابي
- للحب فقط...
- عيون اورنيلا موتي والعام الثالث للحرب
- ذاكرة الشعر . تفتح باب الطلسم . وتقبلُ عينيك وصفة غرام بخط ...
- قطعة موسيقية (( لكولدن فيس ))..لابتسامته الصوفية الجاثية في ...
- ذاكرة الشعر . تفتح باب الطلسم . وتقبلُ عينيك وصفة غرام بخط ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الجنوب والشعراء ونساء خلق الله أجسادهن من الكعك