أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق الاحتلال















المزيد.....

كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق الاحتلال


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 12:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يستمر ويتعمق مأزق الاحتلال في بلادنا ، وتظهر أعراض ومؤشرات إضافية عديدة على تعثر المشروع الأمريكي وإنسداد أفقه الداخلي ، وعدم وجود حلول جاهزة وقوية لكي يخرج من هذا التورط ، رغم العنجهية الإعلامية والدعائية المستمرة ، ورغم الإدعاءات والخطب الفارغة التي يطلقها بوش ورامسفيلد ورايس ، والتي تأخذ موقف شكلي وإنشائي مسبق ، لا تقترب من حقيقة التطورات والتحولات الميدانية ، والتي حصلت بين بداية الغزو والاحتلال ، ومنتصف المسافة والوقت الراهن .
الوضع الحقيقي الحالي يدور بين مستويين ، المستوى الأول هو التخطيط الإستراتيجي الذي وضعته الإدارة الأمريكية لإحتلال العراق ، وقلب خرائط المنطقة السابقة ، وإجراء تحولات كبيرة وحاسمة تتناسب وتتطابق مع مشروع القرن الأمريكي ، وهينمة القطب الواحد ، بعد إنتهاء الحرب الباردة التقليدية البطيئة بسقوط الإتحاد السوفيتي وكتلته الشرقية وجدارها العازل ، وتثبيت الوجود الصهيوني بشكل تاريخي ونهائي في منطقتنا ، والسيطرة على موارد الطاقة الحيوية . إن هذا المشروع الكوني والتاريخي لايمكن التخلي والتراجع عنه بسهولة وبسرعة ، مهما كانت الخسائر والعقبات والظروف المحيطة بتطبيقاته أولياً ، وقبل أن تظهر النتائج الحاسمة والأسياسية حول نجاحه أو فشلة ، وهذا الموقف يحتاج الى وقت طويل نسبياً ، في منطقة متحركة ومضطربة ، وأحياناً مجهولة بالنسبة للمحتل الأمريكي ، وهذه العملية التاريخية تنطوي على مفارقات متداخلة ومتناقضة في كافة الإتجاهات والإحتمالات المطروحة .
لقد حاول مخططوا ومنظروا المشروع الأمريكي الحالي ، تغطيته وتقديمة بصيغ فلسفية واخلاقية وتاريخية جديدة ، وإستغلال المشاكل الحياتية التي تعاني منها شعوبنا ومجتماعتنا ، والتي كانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أحد أسباب وجودها وإستمرارها ، وذلك عن طريق الدعم الكبير للأنظمة العربية المستبدة والمأزومة ضد الشعوب الجائعة والمضطهدة . ومن ثم إستغلت هذه الظروف الصادمة ، كما إستغلت حالة التفسخ الذي وصل إليها الوضع العربي الراهن بقيادة النظام العربي الرسمي ، لتزعم وتشرح توجاهتها الديمقراطية والإصلاحية ، بينما الكل يعرف الجوهر الحقيقي للنظام الرأسمالي العالمي ، والطبيعية الإستغلالية الهمجية الثابتة التي تقف وراء الخطط والتوجهات الحقيقية لهذا النظام . ثم من يستطيع أن يصدق ويقبل مشاريع الاحتلال العسكرية بصيغتها الاستعمارية القديمة ، لتكون رافعة للديمقراطية والتقدم ؟؟ وهل هناك صلة بين الاحتلال العسكري المباشر والبناء الديمقراطي المزعوم ، وخاصة في بلادنا ومنطقتنا ، التي لم تنجز أو تطرح مشروعها الداخلي بعد ؟؟ وكيف حرك المحتل كل المكونات المتخلفة والبدائية في مجتمعاتنا وفي مقدمتها الطائفية ، ليبني بها ديمقراطيته المزعومة ؟؟ وقد شاركت مؤسسات متخصصة في الدعاية والتضليل ، الى جانب كتاب من أمريكا وأوربا ، وكانها إستعادة لفكر ونشاط الإستشراق بصيغته الاستعمارية التقليدية ، وقد إنجر بعض من مثقفي وسياسي بلداننا الى هذه الجوقة ، عبر دعاوى ليبرالية وديمقراطية ملفقة ومفتعلة ، ومن بين هؤلاء المثقفين والسياسيين من كان ماركسياً يسارياً أو قومياً أو إسلامياً ، وهذه ظاهرة أخرى تستدعي الدراسة والمتابعة ، وكشف الأسباب الحقيقة لهذه المواقف والإنقلابات الغريبة .
أما المستوى الاخر الذي أريد مناقشته في تعليق اليوم هو تطبيق هذه الإستراتيجية ، والمعوقات والصعوبات العملية المعرقلة والمواجهة لهذا المشروع ، من قبل الشعوب والأحزاب والحركات الوطنية ، وإن صراعاً حقيقياً يجري على الأرض بين قوى كثيرة ومتداخله ومتنوعة ، قوى قديمة وأخرى جديدة ، قوى داخلية وخارجية ، إقليمية وعالمية .. إن جميع هذه القوى ترفض مشروع الاحتلال بكل تفاصيلة واهدافه وخططه ، من الناحية النظرية والأخلاقية ، لأسباب ودوافع مختلفة ، بل ومتناقضة أحياناً .
لقد فشل المحتل في فرض سيطرته العسكرية المباشرة على الأرض والأمساك بها ، وفشلت خططه السياسية والإعلامية أيضاً ، وتزداد الخسائر البشرية والمادية اليومية ، بمقاييس لايمكن تحملها أو السكوت عنها الى النهاية ، كما إنعزلت الإدارة الأمريكية ، وتصاعدت المعارضة الشعبية وخاصة من قبل أهالي الضحايا ، ومجموعة الجنرالات المتقاعدين ، ووصل الإعتراض الى اولبرايت وباول ، بالاضافة الى المعارضة الدائمة في الكونكرس الأمريكي ، وأوساط أمريكية أكاديمية ومدنية وإعلامية كثيرة ومؤثرة .
ليس أمام الإدارة الأمريكية غير الإستمرار في العناد والمراهنة على الزمن الذي ( قد ) يسير أو ( لا ) يسير لصالحها ، وخاصة من قبل الدائرة الضيقة في الإدارة ، الرئيس وتشيني ورامسفيلد ورايس ، ومن يقف حولهم ، ويستمر إطلاق التصريحات الركيكة للإستمرار في الموقف الإستراتيجي الأول ، فقد أعتبر بوش إن تشكيل الإدارة المحلية في العراق يعد إنتصاراً كبيراً ، وإن العالم أصبح أكثر أمناً .. كذا .. في زمن شحت الإنتصارات الأمريكية الحقيقية ، وقال بوش إن العراق في لحظة تحول ، وقد وجدنا لنا شريكاً فيه ( يقصد المالكي ) .. وقال رامسفيلد ، إن بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق هو لتطويق وإحتواء الخطر الإيراني . وتصريحاته حول زيادة عدد القوات المحتلة ، وأخرى حول تخفيض هذه القوات !! ثم صرح أحدهم بأن القوات الأمريكية ستبقى حتى عام 2008 ، لماذا هذا التاريخ ؟؟ وهل سيزحف هذا الموعد الى تاريخ آخر ؟؟ من يدري .. ورأي مضحك آخر يقول ببقاء هذه القوات حتى بناء القوات العراقية الداخلية ... بينما تؤكد المعلومات المتواترة بقيام قوات الاحتلال ببناء قواعد رئيسية كبيرة في بلادنا ، كمؤشر على البقاء طويل الأمد .
إن مسألة بقاء أو خروج المحتل سيقررها الصراع الدامي والمفتوح ضد قوات الاحتلال ، وهل تتحمل هذه القوات الخسائر المادية والبشرية المتصاعدة التي تتعرض لها ؟؟ لقد أصبحت فاتورة إستمرار الاحتلال ثقيلة ومكلفة ، ولا يمكن السكوت عنها وتبريرها بسهولة .. إن الإحتلال بطبيعته العسكرية والسياسية ، فاقد لشرعية الوجود الطبيعي ، لذلك فهو يستدعي مباشرة المقاومة الداخلية الوطنية ، بكافة أشكالها وأساليبها ، حسب تطور الوضع السياسي والميداني . إن الاحتلال عدوان خارجي مدمر وغير مبرر ، ومن يسكت عنه أو يتعاطف معه أو يبرره ، يرتكب حماقة تاريخية ، ويصبح ثانوياً .. لذلك فإنني تقصدت في عدم مناقشة حالة ودور الإدارة المحلية ، وتشكليها أو عدمه ، بإعتبارها ليست رقماُ هاماً في المعادلة الجارية على أرض وطننا ، إنما هي مجاميع متناقضة يقودها السفير الأمريكي كما يشاء ، والأمثلة والشواهد كثيرة ومعروفة .
لازال الاحتلال جاثماً على صدر وطننا ، ولا يزال يقوم بعملياته العسكرية الكبيرة والقذرة ضد شعبنا ، ويفتح سجونه ومعتقلاته ، تعاونه ميليشيات طائفية خائبة تحاول إستغلال الظروف الخاصة التي يمر بها وطننا لتمرير مصالح ضيقة ، ويستمر تهديد الوحدة الوطنية والوجود الوطني ، ولايزال النفط يسرق بلا رقيب ( وطني ) وبلا عدادات ، حيث يسيل متدفقاً مع الدم العراقي ، وتستمرمعه عمليات النهب الخيالي لكل شئ ( يمكن الإطلاع على التقارير والأرقام الأمريكية الرسمية المذهلة ) . ولاتزال حالات الفساد والفقر والمرض ونقص الخدمات والخراب الإقتصادي والتضخم والإرهاب تنهش الجسد العراقي المنهك ، بسبب الاحتلال وبقيادته ، وكلها عوامل لاتعمل لصالح المحتل ، إنما هي من عوامل تأجيج وتصعيد الصراع الدائمي معه حتى النهاية ، والتي لن تكون غير طرد المحتل وأعوانه ، وكل من هادنه وسكت عنه من وطننا .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشتآشان : مكان خالد في الذاكرة الوطنية
- حال المدن العربية البائسة كإنعكاس للوضع العربي المتردي
- تهنئة وتحية وسلام الى محسن الخفاجي
- رسالة جوابية الى الأخ والصديق حسقيل قوجمان .. الستالينية باع ...
- دفاعاً عن حياة وحرية الدكتور أحمد الموسوي
- في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدرو ...
- خففوا ولا تحضروا ، لعنة الشعوب والحياة والتاريخ عليكم .
- ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!
- .منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت
- كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
- عزة تحترق ......... بغداد تحترق .
- رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر
- كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم ال ...
- تعليقات سريعة حول بعض الأحداث الجارية اليوم
- الدستور بإعتباره عملية إجتماعية قانونية سياسية وطنية ، والول ...
- ماذا تبقى لنا ؟؟ قراءة للمشهد العراقي ولبعض التغيرات الدراما ...
- تعليق : بوش الثاني وتخريجاته الهزيلة عن العراق
- قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة
- كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصديقين ، وفي موضع القديسين
- كربلاء جديدة في الكرابلة ، وتصريحات خرقاء لجورج بوش الثاني .


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق الاحتلال