أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - متى يتوقف الموت والخراب في عراقنا ؟















المزيد.....

متى يتوقف الموت والخراب في عراقنا ؟


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 6265 - 2019 / 6 / 19 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى يتوقف الموت والخراب في عراقنا ؟..
سؤال جلب انتباهي طرحه أحد الأصدقاء على التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) .
فكان جوابي على هذا التساؤل الذي يحمل بين طياته كثيرا من الجزع والحزن والغضب ، على كل الذي جرى ويجري في وطن الحضارات ومهبط للكثير من المفكرين والفلاسفة والأدباء والشعراء والفقهاء والأئمة وربما الرسل والأنبياء .
وما تعرض اليه العراق خلال نصف القرن الأخير على وجه الخصوص ، من جور وظلم وحروب وقتل وإرهاب وعسف وفقر وألام وأحزان ونوائب .
باعتقادي أن هذه المحن ستستمر الى ما شاء الله ، ما دام يتحكم بالعراق وشعبه قوى جاهلة وفاسدة وطائفية ظلامية معادية للتعددية وللديمقراطية وللحريات والحقوق وللمرأة والفنون ؟...
لا أمل للخروج من هذا الجب العميق ، والخلاص من هذا النظام الظلامي والفاسد ، نتيجة غياب دولة العدل والتحضر والمساواة ، وستستمر المعاناة الى ما شاء الله !!.. .
متى ستصوم الأرض وتتوقف الأرض عن هذا الظمأ المرعب الحزين ، الذي طال أمده ، وعلى ما يبدوا ما زالت الأرض لم ترتوي من ظمئها بعد ، وسيستمر نزيف تلك الدماء الزكية وسقوط الضحايا !...
أعتقد حين يصوم من على سطحها من البشر ، الذي يمشي متبخترا فخورا بالذي يرتكبه من مجازر والرقاب التي تقطع على أيدي عصابات الإرهاب والجريمة المنظمة والميليشيات الطائفية العنصرية ، ومن دون ضمير وخجل وندم !...
هذا الذي يقتل على الهوية باسم عمر تارتا !,,,,وتارتا يقتل باسم علي !...
وأخرى لأنك على دين غير دينه !...وفكرا غير فكره وطائفة غير طائفته !...و يتفاخر هؤلاء العتاة بما يرتكبونه من جرائم !...
هل رأيتم أو سمعتم هكذا بشر وبهذا السلوك الحيواني الجائر العنيف يغتصبون الأرض ويعبثون بالزرع والحرث وبالضرع والشجر ؟ ..
الناس متعطشة الى السلام والأمان والحب وللأمن الذي غاب عنهم منذ سنوات ، ويتوجب ومن الانصاف والمروءة ، أن يشعروا بالأمان بعد كل هذه الدماء التي أريقت ، والأرواح التي زهقت والسنوات العجاف ؟ ..
وهذه الألاف من النساء الي رملت والثكالى وما يقاسونه من جوع ومصاعب الحياة ، وألاف الأطفال التي يتمت وشردت !؟؟...
كم من دموع تذرف ؟...حزنا وكمدا على هذه الأرواح البريئة ؟ ، من مختلف الأعمار والملل والمناطق والألوان والأديان !..
عند كتابتي لهذه الكلمات القاسية والمؤلمة والكئيبة الحزينة !...
تذكرت قول المناضل والكاتب والقائد الشيوعي الشهيد عبد الجبار وهبي أبو سعيد قبل أن يعتقل في تموز عام 1963م ، ويستشهد تحت التعذيب في قصر النهاية على أيدي البرابرة النازيون الجدد ، حين قال قولته الشهيرة الخالدة والصائبة والدقيقة [ إن شعبا ينسى مأسي شباط وما سفكت فيه من دماء " ..هو شعب لا يستحق الحياة ! ] ..
شعبنا وفيا لقيمه وحبه للوطن وللحياة وللخير والصلاح ، ولمعتقداته وتراثه العظيم ، هذا الشعب لن ينسى ما فعلته الفاشية الجديدة ، من رعاع البعثيون في الثامن من شباط الأسود .
الذي جرى وما زال يجري ، وما سوف يحدث مستقبلا من فواجع وكوارث ومحن ، لا شك بأنها نتيجة لما أرتكبه هؤلاء الأوباش الرعاع ، ولما زرعوه وما سوقوه من ثقافات معادية لإنسانية الإنسان ، وما أحدثوه من أمراض وعلل أصابت نسيجنا ومجتمعنا العراقي بالصميم ، نعم محنة العراق وشعبه كبيرة ومؤلمة صادمة ، ولابد من أخذ العبر والعمل على تجنيب شعبنا لأمثال ما شاهدناه وما سمعناه أو قرأناه .
على شعبنا السعي الحثيث وبعزيمة لا تلين ، وطلائعه الواعية المسؤولية الأعظم ، من الوطنيون المخلصون والتقدميون والديمقراطيون ،على هؤلاء بتشديد النضال والكفاح ، من أجل بناء دولة العدل والمساواة ، دولة المواطنة وقبول الأخر ، الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية .
من دونها لا يمكن تحقيق العدالة والمساواة وسيادة القانون مهما حاولنا ذلك أبدا ، فكيف لنا أن نعيد عجلة الحياة لهذا البلد ، ونحن نعيش ثقافة ونهج وظلام الدولة الدينية منذ سنوات ، واستمرار التأسيس لقواعدها المعادية لكل شيء فيه حياة ، ومهما أراد النظام السياسي القائم وأحزاب الإسلام السياسي إنكار هذه الحقيقة فإنها لن تستطيع إخفاء هذه الحقيقة ؟ ؟؟ ..
الحلقة المفقودة في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الأخلاقي هو غياب الدولة الديمقراطية العلمانية ، بوجود هذه الدولة سيسود في ربوع العراق الأمن والسلام والأمان ، ويتحقق الانتصار على القوى الإرهابية المجرمة ، اللاغية للحياة والتعايش بين مكونات شعبنا ، هذه القوى المدمرة لتأريخ العراق وتراثه ، ولحاضره ومستقبله .
هذه الدولة ومن خلالها ستتحقق هزيمة الطائفيون وسراق المال العام وقوت الشعب، من الفاسدون والمفسدون ، العابثون بوحدة العراق وسلامته ورخائه وتقدمه .
هذه القوى الظالمة والمفتتة لنسيجه الاجتماعي ، هادري دمائه ومشيعي الحزن والخراب على أرضه .
اي نظام غير النظام العلماني الديمقراطي ، لا يمكنه النهوض بمسؤولية بناء دولة عادلة وأمنة ومستقرة ورخية سعيدة ، دولة المواطنة .
حتى وأن بقوا هؤلاء الظلاميون جاثمين على صدور شعبنا ، ومهيمنين على السلطة ألف عام قادمة !!!...
من يشك بصواب وصحة هذا الاستنتاج ؟!...
فما عليه ألا أن يراقب تطور الأحداث ، وما تفرزه الأيام وما تنتجه من أحداث وكوارث وما تحدثه من ألام ؟.
الأيام بيننا هي من سيكون حكما وشاهدا على ذلك ، وسنؤكد للجميع وبما لا ندع مجالا للشك ، بأن الديمقراطية والعدالة والمساواة والتعايش لا يمكن تحقيقه ، إلا من خلال هذه الدولة دون سواها ، الدولة الديمقراطية العلمانية ، دولة المواطنة وقبول الأخر .
اليوم نحتاج الى مؤسسات ضامنة، ومُؤَسِسَة لقواعد هذه الدولة وهيكلها الهرمي وقاعدته العريضة .
البنية التحتية لهذه الدولة وركائزها وشروطها ، تحتاج الى الفصل الكامل بين السلطات الثلاث ، واستقلال القضاء ونزاهته وأن يكون وطنيا أمينا على مصالح الشعب بمكوناته المختلفة .
وأن تقام مؤسسة أمنية وعسكرية ، مهنية ومستقلة وحيادية ، ووطنية المؤسسة الأمنية والعسكرية والمخابراتية شرط أساس من شروط نجاحها ، ومن شروط قيام الدولة الناجحة .
إعادة النظر في الدستور الذي يجب أن يمثل كل الطيف العراقي ، الضامن والحامي لهذه المؤسسات والهيئات والأفراد والجماعات ، ولاستقلاليتها ونزاهتها وتكون وطنية وتمثل إرادة الناس كما بينا .
من خلال هذه الرؤيا ، سنتمكن من القضاء التام والمبرم ، على كل التنظيمات الإرهابية ، والميليشيات الطائفية الخارجة على القانون ، والتي أصبحت أقوى من الدولة ومؤسساتها ، التي تتحكم بالبلاد وبمصائر الناس ، وبمختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والإعلامية ، وفي التقاليد والأعراف وفرض رؤيا غريبة على مجتمعنا وعلى ثقافتنا وتقاليدنا الكريمة ؟! .
هذه الدولة المرتقبة والتي تمثل أمل الناس للخلاص من الطائفية والمحاصصة والفساد والعنصرية ،
بهذه الدولة دون سواها ، ستتمكن الدولة بحصر السلاح بيد المؤسسة الأمنية والعسكرية ، وسيسري القانون على الجميع ولا أحد فوق الدستور والقانون كما هو يحدث منذ عقد من السنوات ، فردا أو حزبا او جماعة .
وسيتم تدمير وحل جميع الميليشيات الطائفية والعنصرية ، أو أي سلطة أخرى خارج إطار القانون والدستور ، دينية أو سياسية أو مجتمعية .
القانون والدستور يجب أن يكون فوق الجميع وأن يكون خيمة الجميع ، عندها فقط ستوضع الأمور في نصابها الصحيح ، وسيحل الشخص المناسب في المكان المناسب ، بعيدا عن المحاصصة والمحسوبية، والفساد بصوره وأشكاله المختلفة .
تشريع قانون من أين لك هذا ، ومحاربة الفساد والكشف عن حيتان الفساد ومن تسبب في احتلال داعش لثلث مساحة العراق ، وما سببه من ألام وموت وخراب هو ضرورة وطنية وقانونية ملحة .
حينها فقط سنخرج من مستنقع الطائفية السياسية وثقافة الدولة الدينية المعادية للديمقراطية والتعددية وللمرأة وللحريات والثقافة .
هذا هو الحل الأسلم أن كانت هناك رغبة في عودت العراق الى حاضرة الدول الناجحة ونلحق بركب الحضارة الإنسانية ، وفي سبيل التقدم والرخاء والعيش الكريم ، ونغادر فلسفة الدولة الفاشلة ( الدولة الدينية وثقافتها التي تكرس منذ عقد من السنين ! ) هذه الدولة التي دمرت كل ما فيه حياة في هذا البلد العظيم .
هذه أقصر الطرق والمسافات لتحقيق السلام والتعايش والمحبة بين الجميع ، وسيتحقق النصر على جميع القوى الإرهابية والفاسدة ، ومنظمات وعصابات الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والسلاح والإتجار بالبشر، وعصابات الجريمة المنظمة والعهر السياسي ، والمافيات المنفلتة واقتلاعها من جذورها والى الأبد .
لا خيار أمام شعبنا غير ذلك أبدا ، حينها سيقام العدل وتصان الحريات وكرامة الناس ، ونحقق المساواة والديمقراطية والسلم الأهلي ، وستحدث طفرة نوعية في الرخاء والنماء وفي مختلف المجالات والأصعدة ، ونحقق لشعبنا العيش الكريم .
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم . ( المتنبي )
صادق محمد عبد الكريم الدبش



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسالة الى قوى شعبنا الديمقراطية .
- الشيوعية كفر وإلحاد ؟..
- الى أين نحن سائرون ؟..
- خبر وتعليق جديد !..
- بغداد تعانق الموت واقفة ؟..
- من وراء الحملة الظالمة على الشيوعيين ؟..
- الوقوف الى جانب الشعب السوداني واجب وطني وأممي .
- الثورة السودانية ترعب الأنظمة الدكتاتورية .
- عيشنا المشترك حقيقة لابد منها .
- كيف تسير الأمور في العراق ؟..
- الدولة الديمقراطية العلمانية خيارنا .
- ما هي الدولة ؟.. وما ركائزها ؟..
- الحرب والسلام ..
- لشعبنا العظيم وريث أعظم حضارة !..
- كيف لنا الخروج من الذي يعيشه العراق ؟..
- يسعد أيامك يا عراق .
- ما أشبه اليوم بالبارحة !..
- سياسة العداء للشيوعية سهام ترتد لصدور مطلقيها !..
- جلسة عسل .. وبصل !..
- المجد للأول من أيار ..


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - متى يتوقف الموت والخراب في عراقنا ؟