أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - صفقة القرن وايران ..بين ترامب والدولة العميقة الأمريكية .















المزيد.....

صفقة القرن وايران ..بين ترامب والدولة العميقة الأمريكية .


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 6265 - 2019 / 6 / 19 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترامب ليس كسابقيه أمثال أيزنهاور ، كنيدي ، جونسون ، نيكسون ، فورد كارتر ، ريغان ، ، بوش سواء الاب او الإبن, كلينتون , أوباما ، فهم جميعهم موظفون كبار، تديرهم مؤسسات حاكمة (الدولة العميقة ) أتت بهم وتذهب بهم وبآخرين انها الدولة الأمريكية العميقة وأهم مكوناتها المجمع الصناعي الأمريكي ثم العسكري يليه اللوبي اليهودي والماسونية الأمريكية ومافيا تبييض الأموال وتجارة المخدرات والسلاح والبشر وخلق الإرهاب العابر للحدود .
لكن ترمب , له قصة مختلفة ربما تسرد فصولها مع محدودية الديمقراطية الأمريكية، التي لا تسمح إلا بمرشحين اثنين يتوافق عليهما أعضاء النخبة في كل حزب، ترامب ليس أبن المؤسسة الرئاسية الأمريكية والمتمثلة في الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري؛ فهو بالرغم من إنتمائه للحزب الجمهوري، إلا أنه لا يعتبر ممن ترعرع في مهد الحزب وتجرع قواعده، وبالتالي فإنه لا يتصرف وفق ضوابط حزبه التي تربى عليها غيره. بل هو وضع ساقيه على ارضية السياسة وفقا لعوامل عدة اهمها السعي بكافة الطرق وباستخدام كل الوسائل إلى تحطيم خصومه ومعارضيه؛ مرة بالتجاوز، وأخرى بالتشكيك، وثالثة بإلقاء التهم، والخطاب الشعبوي التعبوي الإقصائي و المال.. ثم المال..ثم المال.. والنتيجة إحاطته بحملات من النقد والرفض بل والإستهزاء على كافة الأصعدة، شعبيا وإعلاميا ونخبويا وسياسيا وعالميا .
أعود الى الدولة العميقة الإمريكية من (إعلام وقضاء وإستخبارات خاصة مؤسسة الأمن القومي و مركز التحقيقات الفيدرالي ) فهي لم تقف مع ترامب منذ توليه الرئاسة؛ بل إن الإعلام جعله مادة للسخرية خاصة في صحف الواشنطن بوست و وال ستريت جورنال ونيويورك تايمز وموقع "بريتبارت" اليميني المتطرف ولجان تحقيق شبيهة بلجان (الوترغيت ) التي أطاحت بالرئيس نيكسون , كذلك كثرة التسريبات عن إدارة ترامب. أما أزمة خاشقجي فقد اوضحت أن الدولة العميقة وقفت ضده، وربما ضد بقائه. ومن المنطقي أن يقف الحزب الديمقراطي موقف المعارض لرئيس من حزب آخر؛ فكيف والرئيس هو ترامب؟وكان الموقف واضحا في قضية خاشقجي وصفقة بيع الاسلحة للسعودية وأزمة تفجيرات ناقلات النفط مع ايران والتهديد برد عسكري .
أن (الدولة العميقة) في أمريكا ليست بالطبع مثل الدولة العميقة في تركيا اومصر او باكستان ،والسؤال الأن بعد كل ما آلت اليه الأحداث عالميا هل نفد صبر الحزب الجمهوري على ترامب فإتخذ قرارا بالإنضمام إلى صف الدولة العميقة والتخلي عنه خاصة وان خلافا كبيرٍا يتصاعد حتى مع أقرب حلفائه في الحزب الجمهوري وخاصة مع وزراءه، مما يعني ان هنالك معركة حقيقية بين أمريكا ترامب وأمريكا الدولة العميقة.
في لعبة السياسة ترمب يمارس لعبة التفكير من خارج الصندوق ويمارس قطعا ابستمولوجيا "فلسفة التبرير" مع فلسفة السياسة الأمريكية وبدا تمرد ترامب عن مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية صعبا لدرجة أن العديد من منتقديه الرافضين أفكاره يرون فيها نتاج فكر مضطرب؛ لكن هؤلاء مخطئون: فهو يطبق مذهب سياسي متماسك هو “الدولار أولا” لكن الدولة العميقة تربط الإقتصاد بالغطرسة العسكرية وهو ما يخافه ترامبفهو يتعامل مع الدول وليس المؤسسات الدولية؛وبهذا يمكنه تحقيق صفقات ذات شأن بدلا من تضييع الوقت بمؤسسات دولية شكليةوتلك كانت لعبته مع دول الخليج وحلب أموالهم بسخاء .وعلى النقيض تماما لم يظهرإهتماما كبيرا بتدعيم قيم الديمقراطية أو حقوق الإنسان طبعا لأنه لا مكان للقيم في العمل السياسي البراغماتي الواقعي. فهو غير مؤمن بالقيم لكنه يلعب على وتر القواعد العسكرية والحماية الأمريكية العالمية , تماما كما لعبت –أمريكا مع الدول العميقة لعبة داعش فهي حقيقةً صناعة إستخباراتية بإشراف أمريكي مباشر، لتبقى التهمة جاهزة من جهة، وتفتقد الإشارة للدولة العميقة لإستكمال المشهد..
ترامب حقيقةً يواجه الدولة الأمريكية العميقة، سواء كان تاجرا أو غبيا أو جاسوسا روسيا، وهذا ما يفسر كل ما صدر عنه وعما يعانيه لتنفيذ سياسته، فهو كان يريد الإنسحاب من سوريا وتركها مكان تمدد لروسيا وعجز عن ضربها عسكريا، وكان يريد الانسحاب من تركيا والتمركز في الخليج العربي أكثر ليرسم حدود نفوذ جديدة مع روسيا تكون حدودها “إسرائيل”، ومازالت صفقة القرن غير واضحة اذا لا يوجد مؤشرات حتى الأن عن قبول الدولة العميقة الأمريكية لكوشنير المنفلت عجز عن الإلتفاف على الصين المتوسعة والمتمددة في إفريقيا، ومتاهة ايران وأزمة الحوثيين في اليمن .لكن هنالك خيوط تجاذب فيما يخص روسيا وتركيا وإعادتهما للمنظومة الدولية مقابل صفقات ليدخلوا جميعا في نظام جديد بدأ يطل بأعتابه خاصة مع فسيفساء صفقات أسلحة بين الصواريخ الباليستية وأس 400 والأسلحة الأمريكية .
فهل هناك صفقة مصالحة بين ترامب والدولة العميقة في الولايات المتحدة اليوم؟ وهل تبحث الدولة العميقة عن أرضية مشتركة وما هو الثمن؟ هل سيكون الثمن هو الحروب التي تريدها الدولة العميقة، في ما يتعلق بكوريا الشمالية أو إيران او صفقة القرن ؟هل من الممكن إبرام صفقة يلتقي من خلالها الجانبان؟ هل من الممكن القيام بهذا من دون حرب؟ إذاً ما الذي تريده الدولة العميقة؟ أعتقد أنه وفي المحصلة، ونسمع هذا طوال الوقت منهم، إستعادة القيادة لأميركا، يجب أن تبدو أميركا قوية لا ان تبحث عن المال .
ترامب يعلم أن الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية لها مواقفها السلبية تجاه طهران هي تريد الإستمرار في أن يكون لديها عدو واضح سواء كانت ايران او روسيا أم كوريا الشمالية او حتى الصين .والحاجة إلى عدو وصراع محتمل، لأنهم بحاجة للحصول على المزيد من الإنفاق على الدفاع وسداد الديون. سقف الديون سيبلغ 20 تريليون دولار ، ومع ذلك عندما يلوح أفق حرب ما كالتهديد من بلدان مثل ايران، عندئذ فإن من الأسهل بمكان الوصول إلى الموافقة على زيادة الإنفاق على الدفاع، لكن الجزء الثاني من الأمر لهو على نفس القدر من الأهمية عبر كل هذه الحقبة عمدت أميركا على تمويل تلك الحروب وتمويل نفسها، فإن المستوى المعيشي فيها جرى الحفاظ عليه بسبب قدرتها على طبع الدولارات ولإعطائها لدول أخرى، سواء كانت دول الخليج في مقابل البترول، أو الصين، لتحتفظ بها على شكل سندات خزينة أميركية، وهذا يمول دين الولايات المتحدة. من الجلي تماما أن ترامب يريد أن يكون منفقا وينفق بسخاء تام على العسكرة.والأسلحة و المطارات والجسور ، والجدار مع المكسيك، وكل هذه الأمور تحتاج إلى الكثير من المال، بالتالي فإن الدين سيرتفع والعجز سيرتفع ويحتاج إلى أناس ليدفعوا ثمن هذا، وأعتقد أننا هنا بالتحديد نرى العداء المفاجئ والتصعيد إتجاه إيران وفخ إستدراج أموال الخليج .
كما أن ترامب يتحدى بعدم ظهور نظام مالي جديد وبحرب مالية تاليا. الأمر يعتمد على هيمنة الدولار. ففي حال جرى تقويض وكسر هيمنة الدولار مثل البترودولار واليورودولار ستنهار أميركا. لن يمكنها أن تمول نفسها. دولارها سينهار. قيمته ستنخفض بشكل حاد. يجب أن يكون لديهم تدفق للدولارات من وراء البحار إلى الخزينة طوال الوقت. بالتالي يحتاجون إلى دخول الكثير من الدولارات. لا يستطيعون تحمل أي شكل من أشكال التحول بعيداً عن الدولار.
النتيجة محسومة. أما أن يتبنى ترامب برامج الدولة العميقة ، أو ان يستمر الصراع وتتغلب الدولة العميقة. اخيراً فإن هزيمة مشروع الهيمنة الإمريكية على العالم وعولمتها سيكون نتيجة فشل الإقتصاد الإمريكي فهل تعي دول العالم ذلك ..بعملة بديلة ؟؟؟ .



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردنيل هرمز ..بين إيران وأمريكا
- صفقة القرن والرهان على المقاومة
- الاردن وفقدان البوصلة السياسية
- حرب قادمة ...اسرائيل 2019
- مابين الشك والتأجيل ...صفقة القرن .
- فلسطين ...نحن الخونة
- هل اعتراف ترامب بالجولان عديم الأهمية ؟
- الأردن ....وحالة الحرب .
- الوصاية الهاشمية ....اشحذوا الهمم.
- ما بين الفساد والقرن ....قصة الأردن.


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - صفقة القرن وايران ..بين ترامب والدولة العميقة الأمريكية .