أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الصباغ - على جدار النكسة: درس في اللجوء؛ -كفر الما-والبيان رقم-66-















المزيد.....

على جدار النكسة: درس في اللجوء؛ -كفر الما-والبيان رقم-66-


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 6265 - 2019 / 6 / 19 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الخبر ...أشارت تقارير متنوعة سورية و روسية وأممية "تابعة لقوات الفصل الدولية على الجبهة السورية (الأندوف)" قيام وحدات من الجيش الإسرائيلي يوم 3/11/2018 بتحريك الشريط على طول خط فصل وقف إطلاق النار لتضم إلى داخله قرية "كفر الما*" (المقابلة لقرية"جملة" المحتلة) ، والتي كانت القوات الإسرائيلية قد دخلتها في وقت سابق من العام 2016 لمواجهة جيش خالد بن الوليد التابع لتنظيم داعش
انتهى الاقتباس، لكن صاحبي يصر على أن الخبر لم ينته بعد. فلهذه القرية حكاية مع اللجوء و النزوح حيث لجأ إليها بعض الفلسطينيون في العام 1948. ولم تتوقف معاناتهم عند هذا الحد؛ ففي الساعة الثامنة إلا الربع، صبيحة الخامس من حزيران/يونيو 1967، وقعت الحرب(الكارثة؛النكسة، سمها ما شئت فهي لن تخرج عن إطار الكوميديا السوداء التي يعيشها سكان شرق المتوسط منذ قرن أو يزيد). سويعات قليلة كانت كافية بتدافع مجموعة جديدة من سكان المنطقة للنزوح من قراهم نحو الحواضر الشامية بسبب المعارك و "القياظين" وخوفاً من تكرار مجازر الدوكة وسكوفيا "اسقوفية"التي لا تقل بشاعة عن مجازر قبية ودير ياسين أو كفر قاسم. وكان من ضمنهم الفلسطينيون الذين لجؤوا للمنطقة قبل عقدين من الزمن.
أيقن النازحون الجدد بعد اليوم السادس و الأخير من "النكسة" أن طريق عودتهم للديار يشبه طريق من سبقهم؛ لاسيما بعدما تناهى إلى مسامعهم عبر أثير إذاعة دمشق تلاوة ما تيسر من البيان رقم 66 **الشهير الذي دفع به وزير الدفاع -وقتئذ- حافظ الأسد ليبشرهم( "إن القنيطرة سقطت في يد "العدو" بعد قتال عنيف.)
المهم، من بين النازحين الفلسطينيين كان ثمة سيدة من "كفر الما" ؛ و كانت قد لجأت إليها بعد حرب فلسطين واحتلالها ؛ ثم ساقها طريق النزوح مرة ثانية إلى عاصمة الأمويين بعد أن استكملت إسرائيل احتلالها للبلاد. وطوال الوقت، سواء في كفر الما أم في دمشق؛ كانت هذه السيدة تحلم بالعودة ولو زيارة إلى فلسطين .
قيض لهذه السيدة-كما يقول صاحبي- في العام 2000 أن تقوم بزيارة أهلها في فلسطين؛ وهناك تذكرت قرية كفر الما فطلبت من أحد أقاربها تأمين زيارة لها للمكان؛ ولكن حدث ما لايمكن أن يخطر على بال الإنس أو الجان؛ مفاجأة كادت أن تجلطها فقد قيل لها وبلهجة قاطعة أنه من غير الممكن زيارة كفر الما من فلسطين المحتلة لأن القرية بكل بساطة لم تكن محتلة؛ ولكن السيدة وبعناد متوارث ونزق مشهود لها به أصرت على أن كفر الما محتلة "عزاااا شو هالخُرّاف، مجنون يحكي وعاقل يسمع، كيف مش محتلة؟ لعاد شو قاعدة أتشحر بالشام من النكسة وجاي؟". واحتد النقاش و انقسم الناس فريقين. في الحقيقة كانوا فريقاً واحداً، إذ لم يكن معها أحد. المهم تراهنوا على سفط راحة وعلبة بسكويت إذا كانت كفر الما محتلة أم لا...ورغم أنها لم تخسر رهان في حياتها قط...إلا أن هذه المرة وقع زريق بالعليق و خسرت.
لما عادت إلى الشام ( يحلو للسوريين تسمية دمشق بالشام) أخبرت سكان كفر الما النازحين في مخيم اليرامكة( السوريين منهم و الفلسطينيين) برهانها الذي خسرته .
‏بقي ان نقول أن طبيعة القرية و جمالها جعل ضابط (يحرس الحدود) يدعي بأنها محتله ليبقيها ضمن ممتلكاته.
‏............
‏* قرية "كفر الماء" من قرى الجولان المحتل تقع شرق مدينة فيق وعلى يمين وادي الرقاد الشهير بين مسيلي أبوخيط وسحنان، شرق قرية العال بحوالي 9 كم، وشرق مدينة فيق بحوالي 14 كم، وترتفع عن سطح البحر 408م وهي تابعة لمنطقة فيق. و تتميز ببنائها القديم ووجود الكثير من المعالم الآثارية، ‏إضافة إلى عدد من المدافن التي تعود إلى العصر الروماني والبيزنطي، وتقول" هناء هاني قويدر" في كتابها "دليل المواقع الأثرية في الجولان ومحافظة القنيطرة":(تحتوي القرية العديد من البقايا المعمارية، منها الحجارة المنحوتة والتيجان المزخرفة من الطراز الكورنثي، وقد كشف فيها عن تمثال محفور على حجر بازلتي بشكل نافر شخصاً يرتدي قميصاً على شكل حراشف من الزرد يغطي الصدر ويصل حتى الركبة، ورأسه معصوب بجديلة، وتمسك يده اليمنى قضيباً تلتف عليه أفعى ويده اليسرى تحمل سهماً ذا ريش وتطوق ذراع هذه اليد سوار عريض.)، يعتقد أنه يمثل الإله أسكولاب إله الطب عند الرومان.
يقع في غرب القرية وادي "سرعيه" الذي تتشكل بداياته من منطقة "الحفاير" شمال قرية "أبو خيط"، ينحدر جنوباً لتغذية بعض الينابيع الموسمية في "كفر الما"، ويفيض بغزارة شتاءً، ليصب في وادي "طعيم". أما سيل "أبو الفيلات"، فيتشكل شتاءً شمال قرية "خسفين"، ويتجه جنوباً ليرفد وادي "طعيم" عند موقع "سيحان" شرق القرية، كما يحاذيها من الشرق وادي "المعكر" الذي يصب في وادي "طعيم" ليشكل شلالات بديعة هادرة شتاءً تسر الناظرين، وغرب القرية تلة "الدبة" المرتفعة قليلاً عما حولها، وشرقها في وادي "طعيم" عيون ماء كثيرة أبرزها "العين"».
كفر الما.. كثيرة الشجر و الماء ، وربما من هنا اشتق اسمها الذي يتكونمن قسمين:( كَفْر) و من معانيه :التُّرَابُ ؛ و الكَفْرُ من الأَرض، ما بَعُدَ عن الناس؛و الكَفْرُ ايضاً : القريةُ الصغيرة وهو المعنى الشائع بين الناس، والقسم الثاني ( الماء ) ومعناه معروف وهو يعني هنا كثرة الينابيع.. لذلك يطلق عليها أيضاً لقب قرية الينابيع. وإلى الجنوب الغربي من قرية "كفر الما"، وعلى الطريق المتجه إلى قرية "حيتل" يقع مقام "الخضر"، وإلى الجنوب منه توجد خربة أثرية تعرف باسم "خربة سيحان"، وإلى الشمال الشرقي من القرية وعلى الضفة اليمنى لوادي "الرقاد" توجد خربة "دير السبع" بالقرب من نبع "السبع"، كما تقع خربة "عين الطاروق" إلى الغرب من القرية».وتتبع إلى قرية "كفر الما" مزرعتا "أم الزيتون" و"خربة سيحان"».
وكانت تسكن القرية عائلات "الحسين" وبعض الفلسطينيين، وكان فيها مدرسة ابتدائية، وترتبط القرية بعلاقات تجارية مع مدينة "فيق" وقرى محافظة "درعا"، وتتصل مع "فيق" عبر الطريق الرئيس من مزرعة "أم الزيتون"، ومن "فيق" إلى مدينة "القنيطرة". وتعد عائلة الحسين من أشهر سكان البلدة ويعودون بنسبهم إلى زينب بنت جحش إحدى زوجات النبي محمد .(حسب الروايات الشعبية). و مُثلت بالنائب أحمد الحسين في أول مجلس نيابي في سورية فضلاً عن ذكر السجلات العثمانية في تقريرها السنوي للشؤون الإدارية المعروفة باسم "السالنامة" او "،سالنامة عمومي" أحد افراد هذه العائلة المدعو محمد الحسين كعضو مجلس قضاء القنيطرة في الفترة بين 1870 وحتى 1884 بوصفه عضو مجلس إدارة و محكمة.
بلغ عدد سكان كفر الما عام 1967م 1120نسمة، وارتفع إلى 2000نسمة عام2002 م. و بعد النزوح المعروف أن سكان قرية كفرالما توزعوا في عدة مناطق في سوريا مثل قرى مزيريب و طفس و تل شهاب و و درعا المدينة و مخيم درعا و بعضهم في مناطق من ريف دمشق مثل السيدة زينب والحجر السود و حجيرة و ببيلا و مناطق من دمشق مثل مخيم اليرموك و برزة.
تم إخلاء سكان القرية منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وهي ضمن منطقة الفصل أي المنطقة «منزوعة السلاح»و تخضع لحراسة قوات «اليونيفل» التابعة للأمم المتحدة.
‏**يقول الصحفي الإسرائلي إيال زيسر المختص في الشأن السوري "اعتدنا (في إسرائيل) على سماع ما تذيعه بعض الإذاعات العربية من بلاغات عن انتصارات لم تحصل، لكن البيان (يقصد رقم 66 ) هذه المرة كان عن هزيمة لم تحصل بعد".



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب اليهودي-الصهيوني و قيام دولة إسرائيل(1)
- فلسطين الصهيونية: بين مجتمع مستوطنين ووطن قديم لشعب جديد : ا ...
- تلك اللحظة التي هرمنا من أجلها
- حلم ثورة لم تأت : The Company You Keep
- متعة كاهن
- الإثنية واليهودية والتراث الثقافي لفلسطين
- -يوروفيجين- تل أبيب و- بصل الخطايا-
- البحث عن إسرءيل: مناظرات حول الآثار و تاريخ إسرءيل القديمة(7 ...
- البحث عن إسرءيل: مناظرات حول الآثار و تاريخ إسرءيل القديمة(6 ...
- البحث عن إسرءيل: مناظرات حول الآثار و تاريخ إسرءيل القديمة(5 ...
- ربيع الشام و الحرب على السوريين
- البحث عن إسرءيل: مناظرات حول الآثار و تاريخ إسرئيل القديم(4)
- تمرين في الاقتصاد: متلازمة بومول
- البحث عن إسرءيل: مناظرات حول الآثار و تاريخ إسرئيل القديم(3)
- البحث عن إسرءيل: مناظرات حول الآثار و تاريخ إسرئيل القديم(2)
- البحث عن إسرءيل: مناظرات حول الآثار و تاريخ إسرئيل القديم(1)
- علم الآثار السياسي و النزعة القومية المقدسة(5)
- علم الآثار السياسي و النزعة القومية المقدسة(4)
- Il Postino ساعي بريد نيرودا: مجاز الوعد بوصفه خذلان
- علم الآثار السياسي و النزعة القومية المقدسة(3)


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الصباغ - على جدار النكسة: درس في اللجوء؛ -كفر الما-والبيان رقم-66-