أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم مشارة - رحيل الدكتور مرسي من زاوية حقوق الإنسان














المزيد.....

رحيل الدكتور مرسي من زاوية حقوق الإنسان


إبراهيم مشارة

الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 23:51
المحور: حقوق الانسان
    


إذا كان الموت قدر كل إنسان وكل نفس ذائقة الموت فموت بعض الرجال صار كاشفا لحجم التردي العربي وحجم الانقسام ودرجة المهانة والدرك الذي نزل إليه البعض ،أقول ذلك وقد قرأت عبارات الفرح والابتهاج من بعض أنصار التيارات الدينية التي هللت واستبشرت بموت الدكتور محمد مرسي وكأن العالم العربي لا يخلو من فاسد ومن طاغية وأن آخر الطغاة وآخر الفاسدين المتآمرين هو محمد مرسي وبرحيله تنقت الأجواء وطهرت البلاد العربية.
تتفق مع الرئيس مرسي – رحمه الله- أو تختلف معه ذلك لا يمنع من احترام الرجل وإبداء جملة من المشاعر الإنسانية إزاء روحه وإزاء أسرته ومحبيه وهم بالملايين .
ثم إن المهم في هذا الحادث الجلل هي الملابسات والحيثيات التي أحاطت بظروف سجن الرئيس مرسي من يوم اعتقاله إلى يوم رحيله فقد تواترت الأنباء عن معاملات لا تليق بالسجناء – ناهيك عن كونه رئيسا سابقا- إلى درجة التماطل في إعطائه الدواء وحرمان أهله من زيارته أحيانا وحرمانه كما قيل من المصحف فهل هذا يجوز في حق سجين معتقل؟ كما جاء في تقرير المنظمة العالمية لحقوق الإنسان مما حدا بالكثيرين إلى الجزم بتوفير جملة من الظروف ليلقى الرجل حتفه خصوصا وهو مصاب بداءالسكري.
إن موت الدكتور مرسي يطرح جملة من الأسئلة عن وضعية السجناء المعتقلين في العالم العربي وحقوق الإنسان وقيم العدالة والحرية والمساواة تلك الشعارات التي يرفعها كل نظام عربي بلا تجسيد فعلي لها في الواقع.
إلى وقت قريب نسي الناس الدكتور مرسي واستسلم الرجل لمصيره وتتالت الأحداث الجسام تترى لكن موت الرجل أمس في قاعة المحكمة أعاد الرجل إلى الواجهة وتداول الحادثة العالم برمته وعاد الرجل إلى الواجهة ليخلد بموته معاناته ومسيرته سواء كمناضل في حركة الإخوان أو رئيس لمصر أو سجين سياسي، وسيكون الرجل بالتأكيد موضوعا سياسيا دسما لأطاريح بحث أكاديمية وموضوعا شعريا وأدبيا ، وإذا كان مرسي قد وجد التعاطف الدولي والاهتمام بقضيته بعد وفاته فإن الكثيرين القابعين في السجون لا يعلم احد بحجم معاناتهم ومعاملتهم غير الإنسانية وغير الأخلاقية في القرن الواحد والعشرين عصر التبجح بالقيم الإنسانية من عدالة وحرية ومساواة وبالتأكيد فالكثير مات تحت التعذيب أو الإهمال والكثير يستعد لنفس المصير ليس في بلد مرسي فحسب وإنما في كل العالم العربي الذي تردت فيه حقوق الإنسان بسبب الظلم المسلط من قبل الأنظمة ذاتها والتواطؤ الدولي الذي لا يهتم حقيقة بحقوق الإنسان في العالم العربي قدر اهتمامه بمصالحه فقط.ومن حسن حظ الكثير من عانى من ويلات السجون أن وثق معاناته في مدونات سياسية أو مؤلفات في شكل روائي أو خواطر أو دفاتر سياسية ولسوء حظ الكثير ممن لم يمكنهم الحظ حتى من تداول أسمائهم وظلوا أسرارا في سجلات السجون.
بموت الدكتور مرسي في سجنه سيعطي ذلك رمزية كبيرة لمحبيه وخلود في أدبيات المقاومة والرفض وسيصبح أيقونة للنضال والصبر وسوف يعاني النظام مزيدا من الكراهية من قبل الملايين .
لقد نقلت لحظة ارتقاء روح مرسي إلى الرفيق الأعلى الرجل من مجرد رئيس معزول إلى بطل كبير عانى في سجنه كثيرا وسوف يصبح بكل تأكيد أيقونة نضال لمحبيه ومريديه.



#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان بين قدسية العتبات الشريفة وأريج الشهادة
- في رحيل الدكتور الطيب تيزيني
- سفر، شنطة ومتاعب
- تكريم وشكر
- على آثار فولتير في مقهى البروكوب/ فصل من تاريخ التنوير
- شتاء باريس
- خمس قصص قصيرة جدا
- جعيتا سمفونية الصخر والماء
- عن الإعلام واللغة العربية الفصحى
- في الثقافة المغاربية في القرن العشرين
- رائحة بيروت
- لبنان في خاطري
- الكاتب الجيد يصنعه قارئ جيد وناقد جيد/حوار مع إبراهيم مشارة
- حوار مع إبراهيم مشارة
- الصحراء /رحلة إلى الهقار
- على الشاطئ ليلا
- بيادر الأسى
- معجزة
- حين رفض خوان غويتسلو جائزة عربية
- مطر نيسان..ورد أيار


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم مشارة - رحيل الدكتور مرسي من زاوية حقوق الإنسان