أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزكار محمد فاتح - اصدقائي انا وانا اصدقائي















المزيد.....

اصدقائي انا وانا اصدقائي


روزكار محمد فاتح

الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 04:29
المحور: الادب والفن
    


(اصدقائی انا وانا اصدقائی)
- مرضي سيطول كثيرا يادكتور؟
-تحتاج الى ان ترقد في الفراش شهر اخر لكي تعود صحتك الى ماكنت عليه من قبل .
قال الدكتورهذا وهو يهيئ حقيبته للمغادرة من منزلي بعد
اتى به ابن عمي سرمد لكي يكشف حالتي .
- اه (جسدي ياكله الالم في كل لحظة وفي جميع اجزائه)
- كامران ياكامران .
- نعم يا استاذ مدحت.(اجبته وانا اتوجه نحوه راكضا
وهو يناديني بعصبية)
- لماذا لم تنظف منضدتي؟(سالني ساخطا غاضبا)
- بلى لقد نظفته بقطعة قماش على اكمل وجه.
- هل تقصد بانني اكذب؟حسنا هيا انظر.
(قالها مهتاجا وهو يشير بيده الى فتات الخبز والشاي والجبن الذي اكله)
- اسف استاذ لم اقصد سانظفه الان فورا.
وبينما انا انظفه نظرت له باطراف عيني لاراه ينظر الي وهو يبتسم ساخرا.
- لماذا؟ لماذا ينظف قاذوراتك اوليس لك يد مثله؟
سئلته بسمة ناقدة ومنددة.
- وما دخلك انت؟
- اه ! الان تركني اوجاع ساقي بينما افكر فيما مضى وخصوصا في اليوم الذي كنت امشي وانا في طربقي لمكان عملي اي معمل السجاد حينما استوقفني صوت منبه باص المعمل وسائقه الذي جعلني ادير ظهري للوراء حينما دعاني لركوب باصه وهويناديتي:-
- هيا ياكامران اركب,لماذا تاتي للمعمل مشيا على الاقدام؟
- لاشكرا انا احب المشي ولم يبقى لوصولي للمعمل كثيرا.
- هيا اركب ولاتجادل كثيرا.
-اه! من اوجاع اضلعي لااعرف من اين ياتي كل هذا الالم ؟
حينما صعدت الى الباص رايت عينا انور المهندس ينظران لي بعينان مليئتان بالكره والغضب,بعدها حول مرمى نظره لاحسان السائق وهو يقول له منذرا ومتوعدا بالشر الوفير.
- الاتعرف يا احسان بان ماتفعله هو مخالف لقوانين المصنع لانه يعمل باجر يومي والباص ليس مخصصا لنقلهم بالاضافة الى انك بهذا الشكل تؤخرنا عن الوصول الى المعمل.
- اولا بقى لبدء الدوام ربع ساعة ثم انني دعوته بدافع الصداقة والاتسانية ليس الا.
- استاذ انور انا.....
- اسكت انت انا لم اوجه حديثي اليك .
ثم وجه نظره نحو السائق احسان وهو يكمل كلامه قائلا:-
- ان كامران ليس بصديقي بل انه عامل يعمل عندي باجر يومي وانا رئيس عمله.
- اه ! يا اذني كم توجعني؟
-لكن كامران صديقي وسيظل صديقي وانا لن اتهاون في مساعدة اصدقائي ابدا ومهما كانت النتائج.
-اه !(لقد خف اوجاع اذني ولكن اخاف ان يدرك جزءا اخر من جسدي بعد قليل)
- نعم يا انور هوليس بصديقك بل العكس وان قبل احسان بان يمشي كامران على قدميه ونحن نمر امامه بالباص فنحن لن نقبل بهذا.
( قالت شيرين هذا الكلام بوجه غاضب)
- اه !(لقد تخدر جسدي بهذا الكلام الرائع وبدا قلبي بالفعل يدق طبول ضرباته بسرعة وانا انظر لوجه شيرين القمري وهي تدافع عني).
وكانه بجمالها تلك ودفاعها المستميت عني مع الاخرين تثقل كاهلي بحمل عشق شاق جدا انا في غنى عنه.
حذاري ياشيرين حذاري من ان تقحميني في اتون الحب تلك والتي اذاكان له اول الا انه وبدون شك ليس له اخروخاصة بالنسبة لي , كنت دائما يحذوني الخيال ان اصارحها بحبي ولكن كنت بالاضافة الى حالتي المادية الصعبة فكنت خائفا كثيرا من ان لاتقبل بي كحبيب او كزوج.
- انور لماذا انت دوما قاسي القلب هكذا؟ لماذا انعدم الضمير الانساني في داخلك؟ هل تتذكر قبل خمسة عشرسنة عندما كنت حاملا بسيروان ومنعتني من ان ااخذ اجازة الامومة ؟هل كنت حينها عامل اجر يومي ايضا؟
قالتها ام سيروان مذكرة المهندس انور بتاريخه الاسود الاظطهادي.
- اذن كلكم ضدي اليس كذلك؟وتودون ان لااذهب واشتكي عند المدير بسبب ماحصل؟
- اه !يالوجع يداي وقدماي احس بانني ساشل عن الحركة بعد لحظات.
- اطمئنوا ! انا قررت ولن اغير قراري فاما ان افصل كامران عن العمل اوان استقيل انا .
- استاذ من الممكن حل المشكلة دون ان يصل المسالة الى درجة تركك للعمل .(قال نعمان المراقب بابتسامة ماكرة استرضاءا لسيده)

- اه!من اصابع قدماي انهما يتوجعان نتيجة البرد الشديد وذلك لعدم وجود وسائل التدفئة في بيتي.
-كيف يانعمان؟(سئله انور المهندس بعيون اكثر مكرا منه وعيون العمال عليهما وهم يكادون ان يمزقوا جسداهما
باسنانهم من شدة كرهم لهما.
- ليقطع من اجره اليومي كاجورنقله بالباص وبهذا الشكل لياتي ويذهب معنا متى ماشاء واينما شاء.
- عشت يانعمان يانابغة. (قالها ضاحكا واسنانه البيضاء يتلالاء فرحا)
- د...د...د...(يطقطق اسناني ولااستطيع ايقافه نتيجة البرد الشديد)
- ياجماعة عندي اقتراح. (قالتها شيرين لتوجه انظار جميع من في الباص اليها بابتسامة هي قمة الروعة والتالق لان مصدرها الانسانية والحب الانساني)
- اه (احس الان بان البرد قد ولى وكان التفكير فيمن تحب يبعد عنك الالام والظروف القاسية)
-لنطلب ان يزيدوا المبلغ المستقطع منا لكي نغطي اجور نقل كامران او ندفع المبلغ نقدا له شهريا وبذلك لن يؤثر عليه اذا ما استقطع منه عندما ياتي معنا كل يوم.
- دمت لنا ياارق واجمل شيرين وانا اول شخص مستعدة لتنفيذ اي من الفكرتين المقترحتين.(قالتها ام سيروان)
ثم ابدى الجميع موافقتهما على المقترحين باستثناء المهندس انور والمراقب نعمان ونكسا راسيهما وكانهما سارقان او مهزومين وكل مايصيب المرء من عار ونتيجة ذلك ينتكس له الرؤوس.
الا ان المهندس انور لم يرضى بالهزيمة واحس لو انه وقف
مكتوف اليدين هكذا فسيكون هذا انتصارا كبيرا للعمال وبذلك سيحققون جميع مطالبهم.
- اه!(الان جميع اجزاء جسدي يصيح في وجهي الما كفرفة موسيقية ينسجون معا قطعة صوتيةهادرة)
- لماذا ياكامران؟ لماذا؟لماذا قدمت استقالتك؟ (قالتها شيرين وكانت اول من حاولت ان اتراجع عن قرار استقالتي )
- اه ياقلبي اه, هل يمكن ان يفعل بعد الحبيب كل هذا؟
- لماذا ياكامران؟ الم نقف بجانبك وساندناك؟ ان باستقالتك هذا جعلت انتصارنا على صاحب المعمل يتحول الى هزيمة, ارجوك لاتحول نفسك من مناصر لنا الى خائن انت لست وحدك نحن اهلك.
- انا ... انا... انا
- انت ماذا ؟انت ماذا ياكامران؟(سئلتني ام سيروان حزينة غاضبة وناقمة وهي تكمل حلقة الدوران والالتفاف حولي هذه الحلقة الذي شكلها العمال حولي كانهم بهذا الشكل يمنعونني من ترك العمل ويتهمونني بالخيانة ثم يحاكمونني ولو استطاعوا ان يتغلبوا على محبتهم لي لكانوا عاقبوني ولكنهم كانوا متيقنين بانني لست خائنا)
- اه !(احس ان الارض يلتف حولي ويدور,ماهذا؟ هل هذا بداية الغيبوبة السريرية انني احس باجفاني يغطي عيني وكان عيني شخص جالس في غرفة ياتيه النور من الخارج فقط واجفاني بمثابة شخص اخر يغلق عليه الباب ويمنعه من الرؤية لينشربذلك ظلاما دامسا مابعده ظلام)
امتلىء المصنع بالضجيج والهتاف واعلن عن الاضراب العام وشكلت لجان لقيادة الاضرابات فهرع صاحب المصنع ليصدر قرارات ومنفذا اياها فور صدورها ومن بينها رفع الاجور للعمال بمختلف انواعه اصحاب العقود وغير العقود
وصرف المكافات والحوافز المتراكمة ومجانية النقل ومن دون استثناء وكذلك فصل كل من المهندس انور والمراقب
نعمان من العمل.



















-



#روزكار_محمد_فاتح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطم القلوب
- ثلاث حالات للحب
- العلم أم الحب


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزكار محمد فاتح - اصدقائي انا وانا اصدقائي