أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - فى ذكرى رحيل الشعراوى














المزيد.....

فى ذكرى رحيل الشعراوى


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 02:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذكري رحيل الشيخ الشعراوي
في يوم 17 يونيو 1998 رحل من عالمنا الشيخ الشهير محمد متولي الشعراوي ، الذي كان له مريدون ومعجبون كثر من بسطاء المصريين المسلمين ، والذي كانوا يتابعون عظاته ،ودروسه النفسيرية للقرآن الكريم ، ويحرصون علي مشاهدة برنامجه الأسبوعي بالتلفزيون المصري كل يوم جمعة .
من الأمور المؤكدة ان الرجل كان له كاريزما وحضور ، وقدرة لغوية مستندة لدراسة متعمقة في النفسير القرآني مع معرفة واسعة بالفقه الإسلامي المنتج في العصور الوسطي ، ويقين مطلق بان الاسلام وحده هو الدين الحق المقبول من الله تعالي ، وان المسيحية واليهودية قد تعرضت للتحريف فلم تعودا دينا حقا .
هذا الرجل كان له دور كبير في ترسيخ الأصولية الإسلامية في اذهان وقلوب عامة المصريين الذين لا يُعملون عقولهم ، وتعوزهم النظرة النقدية ، ومن ثم كان له تأثير كبير ضار بمدنية الدولة ومقوض لمفهوم المواطنة وباعث علي الشقاق بين المصريين المسيحيين والمصريين المسلمين .
رأي في نظام عبد الناصر ردة عن الإسلام فهو أي عبد الناصر متحالف مع الاتحاد السوفيتي الشيوعي الملحد ، ومن ثم كانت هزيمة يونيو 67 عقابا إلهيا علي ترك الإسلام والتحالف مع اكبر قوة كافرة . ولم يخجل الرجل من ان يعلن انه سجد لله شاكرا علي هزيمة مصر في تلك الحرب المشؤمة ، وللأسف لم يحاسبه احد مع ان هذا الذي فعله والاعلان ببساطة عنه يرقي لدرجة الخيانة العظمي للوطن ، اذ كيف لمصري ان يسجد شاكرا الله علي هزيمة الوطن الذي ينتمي إليه ؟ !
في دروسه الدينية حض جمهور المسلمين علي عدم مودة جيرانهم المسيحيين مستندا للنص القرآني القائل : "لن ترضي عنك اليهود ولا النصاري " في حين ان هذا النص جاء في سياق تاريخي معين فلكي نفهمه علينا بدراسة تلك الظروف التاريخية المصاحبة للنص ، ولكنه نظر للنص نظرة مجردة معزولة عن السياق التاريخي ،ومن ثم لم يفهم المقصود من النص فهما صحيحا .
تصوروا معي وقع هذا الكلام علي جمهور المتابعين ، وكيفية بلورة سلوكهم تجاه جيرانهم المسيحيين ، وزرع بذور الشقاق والكراهية والعداء والاستعلاء في نفوس البسطاء مما يهدد السلام الاجتماعي . ولعل كثرة الاحداث العدوانية منذ أيام مبارك وإلي الآن ضد المصريين المسيحيين تعود بصورة من الصور لكلام هذا الداعية خطير التأثير .
في احاديثه التلفزيونية كل يوم جمعة والتي كانت تحظي بمتابعة ومشاهدة واسعة النطاق تطرق الي المثل الي ساقه السيد المسيح عن أهمية الاستعداد للقاء الرب وهو مثل " العذاري الحكيمات والعذاري الجهالات " .
وعلق الرجل علي قول المسيح : " ...... والمستعدات دخلن معه الي العرس ،وأغلق الباب " باسلوبه المؤثر دخل واغلق الباب فماذا فعل ؟ هنا الشيخ الشعراوي يتهم المسيح بانه مارس الجنس مع الخمس عذاري فقد دخل معهن واغلق الباب .
تصوروا معي تأثير هذا الاتهام علي وضعية المسيح والمسيحية في عقول السامعين ،وما يستتبع هذا الاتهام من احتقار للمسيح والمؤمنين به ، وما يترتب عليه من استخفاف واعتداء .
في قضية استبدال الأعضاء المريضة التالفة بأخري صحيحة ماخوذة من انسان مات في حادث او غيره رفض الرجل بشدة وقال بان هذا الاجراء يعطل لقاء العبد بربه ، في حين انه لما مرض سافر الي لندن لتلقي العلاج علي ايدي الأطباء الكفار . ياللتناقض !!
هذا الرجل كان له دور كبير في ما نحن نعيشه من هوس ديني ، وتكفير للمختلف ، وعدوان عليه والاخطر تفشي الأصولية الدينية وخنقها للدولة الحديثة دولة المواطنين ... رحمه الله .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيده فرنسا عبد السيد واذلال الاقباط
- هزيمة يونيو 1967
- علمانيه ام مدنيه ؟
- تعليق على حدث
- دولة العاصمه الاداريه ودولة المنيا
- شيخ الازهر وبناء الكنائس
- مفهوم الله والارهاب
- 31 ديسمبر 2018
- الدوله المصريه والمصريون المسيحيون
- اسلام السيسي واسلام شيخ الازهر
- ازدواجيه
- هل مصر دوله ؟
- اقباط المهجر والاخوان
- ماذا لو لم تنجح ثورة 23 يوليو
- حول حديث شيخ الازهر في ليلة القدر
- من قتل ابونا سمعان؟
- على من يحل غضب الله ؟
- ميتافيزيقا المعرفه وميتافيزيقا الاخلاق
- زواج المسلمه من غير المسلم
- هل نحن عقلاء ؟


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - فى ذكرى رحيل الشعراوى