أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة














المزيد.....

غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 12:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بداية وما دام الأمر يتعلق بالغربان’ سلوكاً واخلاقاً وممارسة’ فأخترت غربان المزابل ــ مالها وما عليها ــ كنموذجاً للمقارنة ــ وقد سبقني البعض فوصف سكان المنطقة الخضراء ( بالواوية منزوعة الحياء ) واحياناً ( بقطط الكباحة ) وما دام المعنى متشابهاً’ فأخترت مقارنتهم بغربان المزابل,ولأنها اي غربان المزابل وبعد نهار من عناء البحث عن فضلات وبقايا من فطائس في مزابل المحلة تتجمع على شجرة او مرتفع تسترجع تجربة ومكاسب يومها ’ وبأشمئزازتنظر الى بعضها’ كل يرى على وجه الآخر بقع من مخلفات اوحال المزبلة’ وبنظرة قرف واحتقارتنعق صراخاً بوجه بعضها’ يشتمه ويعيره بقباحة وجهه وكأنهم وكما يقول المثل( غراب يكل لغراب وجهك اسود )’ وبدافع الغيرة والشعور بالدونية تنش وتطارد احياناً ما حولها من الطيور التي تترفع من الأقتراب الى قذارات المزبلة حتى لا تلوث منظرها وتسيء الى سمعتها ودماثة اخلاقها ونقاء وجهها اوتغيير مجرى اهتماماتها بممارسة الألفة والمودة ودفيء الغزل وتغاريد الشوق والحفاظ على تقاليد العلاقات السليمة مع البيئة .
رغم مواصلة الغربان علاقاتها التقليدية مع المزبلة تقتنع آخيراً انها تشبه بعضها وتشترك في تبعات ومسؤولية تلك العلاقة واسيرة لسلوكها اليومي ولا يوجد بينها من هو الأفضل او الأقل قباحة وتقترب الى بعضها وتتجمع حول مبداء قبول الأخر’ وفي حالة من الوداعة والألفة والمراجعة الذاتية’ تقر حالة من الأنسجام والأسترخاء واسترجاع حيويتها لمواصلة تبعات ضجيج اليوم القادم .
حديث عابر .. او مجرد مثال او ربما استذكار على الأقل لتقاليد واخلاق وممارسة غربان المنطقة الخضراء’ مع الفارق طبعاً حيث تستطيع الآخيرة ان تحافظ وتزيد على اناقة مظهرها الخارجي وتلميع وجهها وتغليف طويتها بخطابات وتصريحات وادعاءات محشوة بمفردات مبتورة من التراث الديني والقومي والأنساني واحياناً الوطني الديموقراطي’ وهذا ما تفتقر اليه مساكين وبلداء غربان المزابل .
هنا سيعترض بالتأكيد غربان المزابل’ وقد اجد نفسي مضطراً للأعتذار عندها اذا ما اتهمتني بعدم الأنصاف وتجاهل بعضاً من تقاليدها التي تعتقد من جانبها على انها حميدة’ وقد تحاصرني في زاوية لا استطيع الخروج منها دون المقارنة المحايدة ما بينها وبين غربان المنطقة الخضراء .
غربان المزابل’ اذا ما شبعت واكتفت برزق يومها تلتزم عفوياً بقاعدة( القناعة كنز لا يفنى )’ وبعد التحرر نسبياً من اجواء وصخب المنافسة تبداء بمراجعة نقدية لسلوكها وممارستها في المزبلة والتفكير بأمور آخرى ربما مصيرية وذات اهمية’ وفي حالة من الوداعة ودفيء العلاقات تتبادل العواطف وانتاج حالات من الحب يختار في اجوائها الرفيق رفيقته وبالعكس’ ثم الأهتمامات الجدية بموسم بناء العشوش وضمان سلامة البيضات ومصير الأجيال القادمة وتحسين شروط مستقبلها’ وبؤآم وربما احلام وردية وقلوب صريحة تواصل ليلتها نوماً هنيئاً تستعيد به حيويتها لأستقبال فجر نشاطها في ربوع المزبلة’ وهذا ما تفتقر اليه غربان المنطقة الخضراء’ فهي لم تشبع اطلاقاً ولا تعرف القناعة’ نهمة تتفجر فقراً وجوعاً من داخلها’ تتسابق بلا لياقة ولا خجل للأستئثار بما ليس لها’ تحتقر منظر النقد المحلي ويسيل لعابها امام بريق فضلات العملات الصعبة والأخضر منها بشكل خاص’واذا ما استحوذ بعضهم على المليار من الأخضر يعتبر الآخر نفسه مغدوراً جائعاً اذا ما كان نصيبه قد توقف بحدود النصف’ وينهار غيرة ومظلومية اذا لم تتجاوز غنيمة بعضهم ال 100 الى 300 مليون دولار ويضع نفسه بين من ساء حضهم وخانتهم الشطارة ’ وتلك صفة تترفع غربان المزابل عن وضاعتها .
تنفخ غربان المنطقة الخضراء كل بوجه الآخر قذارات الحسد والتشهير’ واذا ما بلغت الأتهامات حد الفضيحة المشتركة تتراجع وتتعاتب ثم تتصالح وتعيد اضابير الفضائح الى الرفوف الخلفية بعد خياطة افواه لجان النزاهة والمراقبة والمحاسبة التي شكلتها رماداً في عيون المتطفلين’ ومثل تلك الأساليب الملتوية لخداع وتضليل الآخرين لا تحتاج الى ممارستها غربان المزابل لأنها تتمتع بشيء من الشفافية والصراحة مع ذاتها على الأقل .
غربان المنطقة الخضراء اذا ما شبعت حد التخمة وفاض شبعها فضائحاً وشعرت ان جيوبها تتضايق من كثرة المنهوب ولم تعد قادرة على استيعاب الأكثر دون ان تصبح هدفاً للقال والقيل وشماتة وتندر الفضوليون’ تفتح جيوب العائلة والمقربين من العشيرة واعضاء الحزب واحياناً تفتح جيوباً وهمية لأخفاء الفائض’ وهي ذكية على درجة عالية من الشطارة تستطيع ان تنضح بعكس ما تحتويه ضمائرها المصابة وذاتها المعطوبة’ فتمارس نشاطها وضجيجها المرتب في التضليل الشامل والأستغفال العام مغلفاً بمفردات عائمة لا يمكن الأمساك بها وادراك محتوياتها’ وتلعب بمهارة على حبال جهل الناس وثقتهم وطيبتهم الى آخر قطرة خداع’ وتلك نقطة يجب ان نسجلها لصالح غربان المزابل .
غربان المزابل لا تصر على البقاء في المزبلة اذا ما لحق ذلك الآذى بالآخرين’ او كان سبباً لأراقة دماء من كان محسوباً على فصيلتها’ ولم ترى ثمة مبرراً لتلك المجازفة الخرقاء’ بعكسه فغربان المنطقة الخضراء تتسمر بمواقعها حتى آخر دولار من عقد استيراد’ وبآخر راتب او نثرية او مخصصات اضافية لجولة مكوكية’ وكذلك لآخر فرصة فرهود لمحسوبيها ومنسوبيها’ ولا يتم اقتلاعها الا بضغط الأجتثاث المهين معنوياً واخلاقياً حتى ولو وصلت دماء من تتحدث بأسمهم الى ركبتها .
مجرد مقارنة .. وقد تكون مثيرة لغضب من يشعر ان هناك ثمة بقايا كرامة لا زالت تتنفس بين الحين والحين داخله او اثر لقطرة خجل تبلل جبينه ’ فأنا على استعداد للأعتذار عنده اذا ما اثبت فعلاً ان هناك ندماً موجعاً يجتاحه حد الصراخ بتفاصيل الفضائح المشتركة ’ واذا كان هنك معترض يستحق الأصغاء والمراجعة والأعتذار احياناً فهم غربان المزابل لا غير .
06 /05 / 2006



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ثقافتين
- خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
- لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
- دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
- اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
- حرب مجهولة الهوية
- الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
- زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
- الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
- من اسواء من ... ؟
- الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
- حلبجة : شهيدة المدن العراقية
- بين بؤس الواقع وانتظار البديل
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .
- العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
- اللعبة القادمة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة