أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في القدس....الحرب تشتد وطأتها















المزيد.....

في القدس....الحرب تشتد وطأتها


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6263 - 2019 / 6 / 17 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح بأن حكومة الإحتلال...في ظل الحالة العربية المنهارة،بوصول النظام العربي الرسمي الى مرحلة " الإنبطاح" الكامل،والإنخراط المباشر في المشروع الأمريكي المسمى بخطة صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية،حيث تتقاطر دول ما يسمى ب" الناتو" العربي الى جانب دولة الإحتلال للمشاركة في ورشة البحرين الإقتصادية التي دعت اليها الإدارة الأمريكية في الخامس والسادس والعشرين من هذا الشهر من اجل تصفية القضية الفلسطينية وشطبها،بإعتبار قضيتهم قضية مال ومشاريع اقتصادية وليس قضية وطن وأرض،فالمتصهين كوشنير صهر الرئيس المتصهين ترامب،وصلت به الوقاحة حد القول بان الفلسطينيين غير قادرين على حكم أنفسهم،دون ان يثير تصريحه أية رد فعل عربي...تجليات السياسة الأمريكية والإنهيار العربي يترجمها الإحتلال الصهيوني بشن حرب شاملة على المقدسيين،حيث عمليات الطرد والتهجير القسري الجماعي،المعبر عنها بالتطهير العرقي والمشرعة و" المقنونة"،بما يعرف بقانون أساس القومية الصهيوني،نجدها في منطقة واد الحمص في صورباهر،حيث خطر الطرد والتهجير القسري يتهدد مئة عائلة مقدسية بهدم 16 بناية منها 11 تقع في المنطقة المصنفة (A) و 3 تقع في المنطقة (C) واثنتان تقعان ضمن المنطقة المصنفة (B)..والحجج والذرائع القرب من جدار الفصل العنصري،وهذا يشكل خطر امني،لا يمكن الإحتلال من مراقبة المنطقة،ودخول عناصر أو جماعات من الضفة الغربية الى القدس،قد تلحق الضرر بأمن دولة الإحتلال،ولكن الهدف الحقيقي لذلك هو شق طريق استيطاني يربط ما بين مستوطنتي " هار حوماه" أبو غنيم مع مستوطنة " معاليه ادوميم"،والطرد والتطهير العرقي لا يقتصر على منطقة وادي الحمص،فهناك نفس المخاطر يتعرض لها سكان حيي واد ياصول وبطن الهوى في سلوان،والشيخ جراح وكبانية ام هارون..وهي سياسة متدحرجة ومتواصلة لتشمل المزيد من الأحياء والمناطق الفلسطينية المقدسية،لتطال المناطق والأحياء المقدسية الواقعة خارج جدار الفصل العنصري،حيث يتهدد خطر الهدم الجماعي والتطهير العرقي عشرات البنايات في منطقة قلنديا والمطار.
وفي إطار سياسة الإحتلال لتقسيم المقسم في مدينة القدس،وجعل كل قرية من قرى القدس وحدة اجتماعية منفصلة ومعزولة عن الوحدات الإجتماعية الأخرى،بما يمنع التواصل الجغرافيا بين القرى المتجاورة،ببناء بؤر إستيطانية تفصلها عن بعضها البعض،او في قلبها،على سبيل المثال لا الحصر بناء مستوطنة تفصل قرية المكبر عن صورباهر،واخرى تفصل شعفاط عن بيت حنينا وهكذا دواليك، وفي هذا الإطار جرى توزيع عشرات الإخطارات بالهدم في العيسوية لإقامة ما يسمى بالحديقة التلمودية التوراتية المسماة بالحديقة الوطنية التي تفصل ما بين قريتي الطور والعيسوية،وتمنع أي تمدد جغرافي لقرية العيسوية المحاصرة....وسبق هذا القرار ما جرى في منطقة باب الخليل،حيث ضرب المنطقة " تسونامي" وكارثة حقيقية،من خلال بيع وتسريب عقارات باب الخليل ( فندقي البتراء والإمبريال) في باب الخليل وقصر المعظمية بالقرب من باب حطة الى جمعية "عطروت كوهانيم" الإستيطانية،بتواطؤ ومشاركة من قبل شخصيات نافذة في البطريركية بما فيها البطريرك السابق ايرينيوس واستمرار البطريرك الحالي ثيوفيوليوس في نفس السياسة والنهج،فهو لم يلتزم بما وعد به امام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من الغاء لتلك الصفقات لوجود الرشاوي والفساد المالي في أساسها،حيث أسقطها محامو البطريركية وتخلوا عنها في محكمة العدل العليا الإسرائيلية،هذه العقارات التي تتحكم بمدخل البلدة القديمة وتشرف عليها،حيث تتحكم بالطرق المؤدية الى جامع الخليفة عمر بن الخطاب ومدخل كنيسة القيامة وتشرف على الطريق المؤدية الى المسجد الأقصى،وبيت المعظمية قريب جداً من باب حطة الذي استهدفه الاحتلال وحاول السيطرة عليه،في معركة وضع البوابات الكترونية على بوابات المسجد الأقصى في تموز/2017،والإستيلاء على تلك العقارات وما سبقه من بيع وتسريب لبيتي جوده والعلمي في قلب البلدة القديمة،وبما يعنيه هذا ليس فقط تهويداً للمدينة،بل تفريغاً للبلدة القديمة من القدس من الوجود العربي الإسلامي والمسيحي،وتغيير وضعها القانوني والتاريخي ومشهدها العام،حيث نشهد تناقصاً حاداً في اعداد العرب المسيحيين فيها،وبالتالي هذا التسريب لا يشكل فقط إهانة لشعبنا الفلسطيني،بل وللحكومة الأردنية صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها..ولعل هذا مرتبطاً بالقرار الأمريكي بإعتبار القدس عاصمة لدولة الإحتلال ضمن ما يسمى بخطة صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية.
ومن اجل تعزيز قبضة سيطرة الإحتلال على المدينة وحسب صحيفة " يديعوت احرنوت" الصهيونية،بادر ما يسمى بوزير الأمن الداخلي الصهيوني "جلعاد أردان" بتقديم مشروع قرار يمنع فيه أي شخص او مجموعة فلسطينية من تنفيذ انشطة وفعاليات في مدينة القدس،تتلقى الرعاية والتنظيم والتمويل من السلطة الفلسطينية والقوى والأحزاب الفلسطينية حسب زعمه،ويعاقب كل من يقوم بذلك بالسجن لمدة ثلاث سنوات،وهذا القرار العنصري ليس بالجديد،فقط شهدنا حرباً على كل مظاهر وأشكال السيادة الفلسطينية في المدينة،لتطال رفع العلم الفلسطيني وأنشطة ذات بعد اجتماعي إغاثي،حيث جرى في شهر رمضان الفضيل مصادرة والإستيلاء على طرود غذائية للفقراء والمهمشين والعائلات المحتاجة بحجة ان مصدرها السلطة الفلسطينية.
وتفريغ البلدة القديمة من سكانها العرب،لا يقتصر فقط بالإستيلاء على عقاراتها سواء بالبيع والتسريب من قبل من هم متجردين من كل معاني القيم والأخلاق والإنتماء الوطني،بل يجري الإستيلاء عليها بأكثر من طريقة ووسيلة من قانون ما يسمى باملاك الغائبين الى الجيل الثالث والى تزوير الوثائق والأوراق الثبوتية للملكية.فالآن يجري تفريغ البلدة القديمة من طلبتها،لكي يسهل للإحتلال السيطرة عليها بدون عوائق أو منغصات،فالخطر يتهدد مدارس القدس للبنين وخليل السكاكيني للبنات والمالوية للبنات بالإغلاق،فالإحتلال يسعى الى تفريغها من الطلبة وتحويلها إما لمدارس للمنهاج الإسرائيلي " البجروت" او تحويلها الى مراكز جماهيرية او مدارس دينية يهودية.
نعم الحرب على مدينة القدس تتسع وتشتد وطأتها يوماً بعد يوم،والإحتلال يحقق المزيد من الإنجازات ويراكم عليها،فرغم حالة الصمود الأسطوري والممانعة التي يبديها المقدسيون في وجه المحتل،ولكن قدراتهم على الصمود والمقاومة لوحدها لا تكفي للتصدي لمشاريع،اكبر من طاقاتهم وإمكانياتهم،ولذلك من الملح والضروري ،ان يرتقي المستوى الرسمي الفلسطيني بمسؤولياته وتعاملاته مع قضايا أهل القدس الى مستوى التداعيات والمخاطر الكبيرة التي تتهدد وجودهم وبقاءهم،ولا بد من تحريك المياه الراكدة على المستوى العربي والإسلامي رسمياً وشعبياً،من أجل إسناد ودعم المقدسيون بالفعل لا بالقول،فالمرحلة تحتاج الى فعل وليس الى إنشاء و"هوبرات" إعلامية،فالخطر جدي وحقيقي.
فلسطين المحتلة – القدس
17/6/2019
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فريق- الباء- يريد جر واشنطن لحرب مع طهران
- نعم يمكن إسقاط صفقة القرن
- تسريب العقارات في القدس مجدداً
- ثقافة العنف والقتل في مجتمعنا إلى أين ..؟؟؟
- هل يحمل الخلاف الديني بصمات خلاف سياسي ...؟؟
- تطبيع اشرف العجرمي لا يختلف عن تطبيع اشرف الجعبري
- وجرائم الاحتلال، وبما يؤكد شراكتها في العدوان على شعبنا.
- صفقة القرن: - الشق الإقتصادي لتصفية الشق السياسي
- حرارة مرتفعة ....وعنف وجرائم في ازدياد
- الإتحاد الأوروبي ....إنحياز وعداء سافر
- في ذكرى النكبة ...نكبات شعبنا لم تتوقف
- كتيب قدوتنا رئيسنا،تعزيز للثقافة الوطنية أم لثقافة التبعية و ...
- في العدوان على غزة،هل تقع الحرب في المرة القادمة ....؟؟
- هموم مقدسية ما بين ضائقة السكن ...وارتفاع الإيجارات في القدس
- أوسلو نحرت الحركة الوطنية والحركة الوطنية ذبحت نفسها
- ما نفعله بأنفسنا اكثر ما يفعله الإحتلال فينا في القدس
- لعبة المشاركة في الإنتخابات البرلمانية الإسرائيلية،وعرب الدا ...
- بديل نتنياهو ليس -جيفارا-
- القمة العربية شعارات بدون مضامين واليات تنفيذ
- الأردن في قلب العاصفة


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في القدس....الحرب تشتد وطأتها