أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( شجرةٌ ) للقاصة الفلسطينية فاطمة عبد الله / بقلم : رائد الحسْن














المزيد.....

قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( شجرةٌ ) للقاصة الفلسطينية فاطمة عبد الله / بقلم : رائد الحسْن


رائد الحسْن

الحوار المتمدن-العدد: 6262 - 2019 / 6 / 16 - 19:51
المحور: الادب والفن
    


شجرة
اتهمتهن بالجفاء والانحراف، ازدادت المسافة بينهن، أكلها الحزن. بعد أن تجمعت السيول في الواحة، على صفحة الماء؛ تفاجأت بساقها الأعوج.
______________________________________________

العنوان: شجرة، وهنا جاءت الكلمة بصفة النكِرة، أية شجرة هي؟ هل بمعناها الحقيقي أم الرمزي، الشجرة هي كائن حي، وأحد أشكال الحياة النباتية وتتواجد في بيئات مختلفة وبأشكال وأنواع مُتعدِّدة، تتميّز عن باقي النباتات بوجود جذور وسيقان وأغصان وممكن أن تكون مثمرة أو غير مثمرة ومنها دائمة الخضرة أو موسمية نفضية.
ومع هذا، سيتجلى لنا المعنى الحقيقي الذي ترمي إليه كاتبة النص بعد الولوج في المتن.
المتن: اتهمتهن بالجفاء والانحراف، إذن هذه الصفات لا وجود لها وغير حقيقية ومجرد اتهامات باطلة من نسج خيالها وصنع أفكارها.
فالاتهام يتبلوَر في ذهن الإنسان ويتجسّد شكله ليأخذ طابع الشر بعد أن يتحوَّل إلى هاجس حقيقي قد يعزّز - أحيانًا - بكلماتٍ جارحة تُقال بحق أناس أبرياء، لا ذنب لهم ، سوى أنهم موجودون في دائرةِ معرفة وعلم وحياة - ذلك الشخص - الذي لا يهمه سوى الدوران حول الأنا والذات؛ فيراها ناصعة متميّزة متفوّقة وينظر نظرة دونية - للآخر - ملؤها التكبّر والاستعلاء ويحاول الحط مِن قدرِ وقيمة ومكانة مَن هُم حوله. عندما يقوم الإنسان بهذا العمل المُشين ويتهم الآخرين بتهمٍ باطلة، فهو ، يعاني من التكبّر والسمو - الزائف - أو الغيرة والحسد، خاصة عندما يغيب المنطق ويصمت العقل وتندثر القيَم، وتختلج النفس نزعات شريرة وأفكارًا غير سوية. وعندها يبتعد أولئك الناس عن ذلك الشخص، نأيًا عن المشاكل وكتصرّف طبيعي ورد فعل عادي اتجاهه. لكن مِن طبيعة الإنسان - وإن كان من النوع السلبي - هو أن يحزن، عندما يرى مَن هُم حوله يبتعدون عنه... يريد أن يجمع تفاحتين بيدٍ واحدة - رغم اختلافهما ووجود التناقض بينهما - وهذا أمر غير ممكن، انه يريد أن يطعن بالناس وبذات الوقت يريد بقاءهم في حياته ويستنكر رحيلهم ويودّ الاحتفاظ بعلاقاته معهم - مع الذين جرحهم - وعندما ينفضّون عنه، يحزن!.
الإنسان رغم انه يمارس أحيانًا دورًا سلبيًا، لكن يبقى هو إنسان له عواطف ومشاعر؛ فيحزن عندما يبتعد عنه الآخرون، انه ينسى أو يتناسى، يغفل أو يتغافل عن سببِ ابتعادهم عنه، لأن هناك نظارات سوداء، تعتلي وجهه وتقف أما عينيه؛ فتحجب عنه رؤية الواقع، ولا يعي الحقيقة إلّا بعد أن تسقط، أو يتخلى عن تلك النظارات لسببٍ ما.
الأنثى - الشجرة - واقفة عند واحة الحياة، هطلت أمطار كثيرة؛ ففاضت الوديان وتحوَّلت إلى سيولٍ، سيول العمر والزمن التي تجرف معها كل شيء الحابل والنابل، الغث والسمين، أتتْ إليها إلى حيث هي ساكنة، وبعد أن استقرت، بدت صفحة الماء صافية وفي لحظة صفاء وتأمل واختلاء - مع الذات - رأت نفسها وإذا بساقها أعوج.
وهنا كانت الصدمة القوية والمفاجأة التي هاجمتها والتي أخذتها إلى الماضي القريب، لتنكشف أمام نفسها وتصمت أمام حقيقة، جهلتْها أو كانت تتَجاهلها.
لولا تلك السيول الجارفة التي امتزجت مياهها مع مياه واحتها، لما انجلى لها واقع حقيقتها. ركبَ رأسها العنادُ والتعالي وبقت ثابتة على عجرفتها وتكبّرها، لكن للزمنِ سيوله واتجاهاته ويذهب إلى حيث يريد، فان جمدت هي في مكانها وتمادت في ثباتها على ما هي عليه، فللعوامل الأخرى كلام آخر.
الفكرة: إن الإنسان وهنا كانت الشجرة - الأنثى - رمزًا ، تنازعت فيه رغبتان متصارعتان، الشر والخير .
.. الشر: عندما يتعالى - الإنسان - ويتكبّر ويصاب بالأنانية ويظن السوء بأخيه الإنسان الآخر، فيجرحهم سواء كان بالفعل أو بالكلام، فيتهمهم بشتى الأوصاف النابية ومنها: الانحراف، لكن في النهاية، عندما اجتاحتْ واحة بيئتها وعالمها الخاص ب - سيول التجارب التي اقتحمت واحتها - واختلطت مع مياهها - دون إرادة منها - لتكشف لها حقيقة نفسها وترى أن الانحراف والعوج هو بها بساقها ، الساق الذي كانت تستند وتقف عليه و تتعالى به عليهن ، تبيّن أن الانحراف هو به وليس بهن.
... الخير: عندما حزنت لابتعادهن عنها - وبالرغم من أنها هي التي كانت السبب في ابتعادهن عنها - وطبيعة الإنسان السوي هي العشرة والتعايش مع الآخر، فالحياة لا تحلو إلّا مع أناس، والإنسان بطبعه يحب أن يكون مُحاطًا بأصحاب وزملاء وأصدقاء، فالدنيا بدونهم تكون موحشة، وإن كانت جميلة، كما يقول المثل: الجنة بدون ناس لا تداس، أي بالرغم من أنها جنة، لكن غير مرغوب بالمشي فيها أي لا يحلو العيش فيها.
و كذلك، هي التي انفتحت على الآخر ، وإن كان ذلك الانفتاح قسرًا، لكنها تخلَّت عن كبريائها الفارغ ونزعت نظاراتها السوداء لتشاهد الحقيقة بأم عينيها. تفاجأت، وبكل تأكيد، بعد أن عرفت أن الخلل هو بها - وهنا نستنطق النص ونقرأ غير المكتوب - فبعد أن عرفت الخلل، غيّرت وتغيّرتْ الكثير من المفاهيم المغلوطة التي عاشتها واستوطنت بها لسني عمرها.
رائع هو الذي يدرك حقيقة نفسه وحجمها، وإن أتت - تلك الحقيقة - متأخرة وإن جاءت لأسباب خارجية . الأهم ، ننفتح نحو الآخر ونتقبَّل التعايش معه ولا ننظر إليه بدونية واستصغار ونبعِد كل الاتهامات غير الصحيحة عنه، لغايةِ رمي اللوم - جزافًا - للتقليل مِن شأن الآخر لهدف تعظيم الذات.
كلنا في وقت مِن الأوقات كنا مثل الشجرة هذه، لكن سعيد الحظ الذي يصحو على الحقيقة مُبكرًا ليحيا بمحبة وتواضع بعيدًا عن رمي الآخر بالظنون والاتهامات الباطلة التي ربما تكون هي حقيقتنا وليست أضاليل أطلقناها وشوّهنا الآخر.
النص جميل، ابتدأ بعنوان غير كاشف، تم استخدام الرمز به ، مكثّف، تدرّج بالأحداث بسردٍ موفّق، لينتهي بقفلة صادمة.
فقط ، كنتُ أتمنى على الكاتبة، أن تستخدم علامات التشكيل في النص.
أمنياتي للأستاذة فاطمة عبد الله بدوام الإبداع والتألّق والنجاح.



#رائد_الحسْن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقديّة لقصة قصيرة جدًا ( دمية ) للقاصّ العراقي علي غاز ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( عودةٌ ) للقاصة الفلسطينية نجاح ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( تعديلات ) للقاصة غفران كوسا ، ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( استفاقةٌ ) للقاصة السورية رغدا ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا (سلاسل) للقاصة العراقية سمر العب ...
- الفيس بوك ومدى أهميته للأديب أو المثقف
- الغموض والإبهام في القصة القصيرة جدًا
- الكاتب بين الواقع والأدب
- قراءة نقدية للقصة القصيرة جدًا - ندم متأخر - للقاص مجيد الكف ...
- أصدقاء في العالم الأزرق
- قصص قصيرة جدًا/ زهرة
- قصص قصيرة جدًا/ طريقٌ آخرُ
- قصص قصيرة جدًا/ تَصريحٌ
- قصص قصيرة جدًا/ قلبان
- قراءة نقدية لومضة(فساد) للكاتب مفيد وسوف
- قراءة نقدية لقصة(صمت) للقاص علي غازي، بقلم الناقد: رائد الحس ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا
- قصص قصيرة جدًا/ مَشْهدٌ
- قصص قصيرة جدًا/ أريج الشوق
- قصص قصيرة جدًا/ قُبلَةٌ


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( شجرةٌ ) للقاصة الفلسطينية فاطمة عبد الله / بقلم : رائد الحسْن