أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بيتر ابيلارد - حرب من طرف واحد














المزيد.....

حرب من طرف واحد


بيتر ابيلارد

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأسبوع الماضي قامت الجزيرة نت بإجراء تصويت بين المشاركين حول ما قاله بن لادن في رسالته الأخيرة، وكان السؤال المطروح هل تظن أنه بالفعل هناك حرب صليبية ضد العالم الإسلامي.
بالرغم من أن السؤال ليس بقديم فهو بقدم نظرية المؤامرة نفسها. وأي دارس للفكر الإسلامي يجد أن نظرية المؤامرة تشكل عنصرا هاما في هذا الفكر. ففي البداية تأمر اليهود،المسيحيون، الرومان، واليونان، وربما باقي العالم على إخفاء النبوات بمحمد من الكتاب المقدس. ثم طبعا هناك مؤامرة أخرى قام بها المسيحيون لتغيير المسيحية إلخ إلخ.
ثم تأتي المؤامرة من سكان المدينة بقيادة عبد الله بن سلول. بعدها المؤامرة على علي وأصحابه، ثم المؤامرة الفرس والروم، ثم المؤامرة على الخلافة الإسلامية وتقسيمها لدويلات صغيرة. بعدها تأتي مؤامرة العالم كله من خلال الحروب الصليبية. ثم المؤامرة على الخلافة الإسلامية. بعد ذلك ظهرت إسرائيل في الوجود وضمن الفكر الإسلامي متأمرا للأبد فكل ما يحدث من عام 48 هو مؤامرة صهيونية.
كل هذه الأمور قديمة وممجوجة من كثرة التكرار.
الغريب في هذا الاستفتاء هو نتيجتة فقد كان إجمالي المصوتين 56868 شخصا، 47075 منهم قالوا نعم لفكرة وجود حرب صليبية ضد الإسلام. هذا العدد يمثل حوالي 82 من المصوتين.
المخيف والمرعب لي في كل هذا الموضوع هو وجود 47 ألف مسلم يعتقدون أنهم في حالة حرب ضد المسيحيين أو يعتقدون أن المسيحيين في حالة حرب ضدهم الأمران سواء.
ولو كانت هذه العينة تمثل الرأي العام في العالم الإسلامي، فهذا يعني أن 82 من المسلمين يعتقدون أنهم في حالة حرب.
هذا يضع الكثير من النقاط على الحروف بالنسبة لي. أعتقد أن الصورة تتضح أكثر إذا وضعنا هذه النتيجة نص أعيننا عندما نفكر في ردود فعل المسلمين الغريبة في العالم في السنوات القليلة الماضية. فمثلا ما علاقة قتل مائتين مسيحي في نيجيريا بالحرب في أفغانستان، أو ما علاقة حرق آلاف الكنائس في أندونيسيا وسيرلانكا كرد فعل للحرب في أفغانستان أو العراق. أو لماذا يهاجم المسلمون كنيسة في لبنان ويقومون بحرقها. أو لماذا يهتف "مختل عقليا" وهو يهاجم كنيسة في مصر صارخا "إلا رسول الله".
ففي عقلية المسلم في العصر الحديث هو فعلا في حالة حرب – وإن كانت في فكرة فقط – وهذه الحرب تضم العالم كله ضده.
ومثل هذا الموقف العاطفي لا يحتمل النقاش المنطقي من الأساس. فلا معنى لمناقشة موقف الدول الغربية من المسيحية أو أن هذه الدول تعمل على مصالحها وليس من إتجاه ديني، أو حتى التدليل على العداء غير العادي في بعض هذه الدول للمسيحية مثل كندا التي منعت محاكمها إقتباس آيات الكتاب المقدس التي تدين الشذوذ الجنسي. أو حتى أمريكا التي تمنع فيها الصلاة في المدارس للمسيحيين ويسمح بها للمسلمين. أو حتى دول مثل السويد أستراليا التي تصل الأمور بها لسجن قسوس أو تغريمهم في حالة إصرارهم على موقف ديني سواء من الإجهاض أو الشذوذ أو الديانات الآخرى.
وفي نفس الوقت نجد نفس هذه الدول تسارع لإرضاء المسلمين سواء على أرضها أو في الخارج حتى وصل الأمر لمناقشة تطبيق الشريعة الإسلامية في كندا.
طبعا كل هذه الأمور لا تعني في للمسلم سوى إنها دليل واذح على الحرب الصليبية والعداء للإسلام، وكل ما تفعله هذه الدول هو خديعة للمسلمين ليس إلا.
الأمر الوحيد الذي لا يعيه المسلمون هو أنهم بالفعل في حالة حرب ولكن ليست ضد غير المسلمين بل هم في حالة حرب مع أنظمتهم أو مع مسلمين من طائفة أخرى أو حتى بين بعضهم البعض.
ولن نذهب بعيدا لندرك أن معظم من ماتوا في العراق قتلهم إخوانهم المسلمون، ونفس الأمر في أفغانستان. ولا يجب أن ننسى السودان، الجزائر، مصر، اليمن، السعودية، ... وتطول القائمة.
الرد الجاهز للمسلم في هذه الحالة – أو أي شخص مصاب بعقدة الإضطهاد – هو أن هذه الأنظمة عميلة ...
ولكن هل أيضا ما يحدث بين التيارات الإسلامية المختلفة نتيجة لعمالة بعض هذه التيارات؟
فقد أختلفت كل هذه التيارات بعضها مع البعض الأخر سواء بالكلمة أو بالسلاح، ولم يتوان بعضهم عن قتل البعض في أكثر من موقف.
أتمنى أن يأتي اليوم الذي يدرك فيه المسلمون عدوهم الحقيقي قبل أن يسحبوا العالم كله معهم إلى هاوية لا قرار لها.



#بيتر_ابيلارد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي إخوان وأي مسلمون
- إخواني أكثر من الإخوان
- القرضاوي والحل السحري
- فى صحتك يارسول الله
- قبلنا الدعوة
- المللا تشارلز بن فيليب
- مش عايزين حرية
- أعتدلنا أعتدلنا أعتدلنا
- أسكت إنت متعرفشي حاجة
- الفيروس المصري
- نجيب سرور نبي أضاعه قومه
- كلا لسنا أخوة، أحباء، ولا يحترم بعضنا البعض
- منتصر الزيات فعل فاضح فى الطريق العام
- أقباط مصر ومحمد عبد المطلب
- رجاء تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر
- الاسلاميون والعمى الفكرى الاختيارى
- نعم أنا أُسيء للدين الإسلامي
- الإسلامويون والعمى الفكري الإختياري


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بيتر ابيلارد - حرب من طرف واحد