أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - مأساة الكنائس المغلقة في مصر














المزيد.....

مأساة الكنائس المغلقة في مصر


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنيستي القبطية كنيسة الإله
قديمة قوية أرجو لها الحياة هذه الترنيمة وغيرها من الترانيم الجميلة الأخرى وكل التعاليم الدينية التي لازالت باقية في الذاكرة إلى الآن تعلمنا معظمها على ايدى مدرسي مدارس الأحد منذ نعومة أظافرنا وكما قيل قديما فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر حيث كان دور مدرسي مدارس الأحد جمعنا من البيوت والإتيان بنا إلى الكنيسة وشرح الدروس والقصص الدينية لنا بأسلوب سهل ومبسط وقتها كانت الكنيسة ومازالت هي المكان الذي يقوم في حياتنا بادوار هامة لكل قبطي منذ لحظة ميلاده حتى مماته ومن هذه الأدوار الهامة التي تلعبها الكنيسة في حياتنا :
1 الدور الثقافي والتعليمي حيث قدمت التعليم الديني وأسست النشء الصغير وعلمته أصول دينه وإيمانه بل امتد دورها هذا إلى التعليم المدني فأنشئت بعض الكنائس المدارس الخاصة كمدارس الأقباط والمدارس الإنجيلية وأيضا وجدنا الكنيسة في أحيان كثيرة كانت تنظم مجموعات للتقوية وبأسعار رمزية وأحيانا بالمجان للطلبة الفقراء في الوقت الذي كانت الدروس الخصوصية تستنزف دخل الأسرة المصرية .
2 الدور الاجتماعي حيث إن الكنيسة أصبحت بالنسبة للشاب القبطي هي المكان الذي يستطيع إن يقضى فيه بعض من وقت فراغه خصوصا إذا كان هناك نادي أو مكتبة ملحقة بالكنيسة وازداد هذا الدور مع اختفاء الأندية الرياضية التي كانت تجمع الشباب أو لسيطرة المتطرفين علي هذه الأندية حارمين الشباب القبطي من بعض الخدمات البسيطة التي تقدمها هذه الأندية . كذلك لا نستطيع إن ننسى دور طقوس العماد التي تجرى لكل مولود كذلك صلوات الإكليل في الزواج والصلاة علي الموتى بعد الوفاة .
3 الدور الاقتصادي فالكنيسة كمؤسسة قائمة في مصر خصوصا في الأرياف والصعيد حيث نسبة الفقر عالية وحركة إفقار الأقباط بحرمانهم من فرص العمل تتزايد فهنا تلعب الكنيسة دور هام جدا لمساعدة هؤلاء من الأموال التي تأتيها من العشور والنذور والتبرعات التي يتبرع بها شعب الكنيسة عن طريق لجان موجودة في معظم الكنائس( كإخوة الرب وغيرها) تتولى رعاية الفقراء الذين يلجئون إلى الكنيسة .
كذلك لا نستطيع إن ننسى بعض المشروعات البسيطة التي تديرها بعض الكنائس مثل المشاغل التي تتعلم فيها الفتيات المتسربات من التعليم مهنة كالخياطة والتطريز وغيرها وكذلك لا ننسى دورات تعليم اللغات الأجنبية وعلوم الكمبيوتر التي تقيمها بعض الكنائس للشباب من اجل تحسين مهاراتهم ليسهل حصولهم على الوظائف .
4 دور سياسي شئنا ام أبينا فأننا لا نستطيع إن ننكر إن هناك دور سياسي للكنيسة تلعبه في بلادنا والدولة تدفع الكنيسة للعب هذا الدور عندما تتفق رؤية الكنيسة مع رؤية الدولة وتهيج الدولة كل وسائل الإعلام على الكنيسة لو اختلفت الرؤى وأرادت الكنيسة إن تلعب دور مختلف عن توجهات الدولة .
وهنا وان كنا لا نريد للكنيسة إن تتورط في لعب اى دور سياسي إلا إننا لا نستطيع إن ننكر على الكنيسة مثلا" تحفيزها للشعب المسيحي بالمشاركة في الانتخابات وحثه على الذهاب لاستخراج البطاقات الانتخابية فهذا دور محمود للكنيسة نتمنى إن يستمر .
كل هذه الأدوار وغيرها الكثير من الأدوار التي تلعبها الكنيسة في حياة المسيحي في مصر تجعل القبطي يرتبط بكنيسته ومستعد إن يدفع كل ثمين وكل غالى من اجل هذه الكنيسة حتى اننى رأيت في إحدى الكنائس في الريف عندما أعلن الكاهن انه حصل على قرار بالهدم والبناء للكنيسة كيف قامت السيدات بخلع حليها الذهبية للتبرع لبناء الكنيسة وكيف قام احد الفلاحين ببيع مواشيه كلها من اجل هذا الأمر رغم أنها مصدر رزق له ولأولاده ,وكذلك فان القبطي مستعد لان يدفع حياته عندما يشعر إن كنيسته تتعرض للخطر وهذا كله لأنه يشعر بالارتباط بينه وبين الكنيسة , هذا الارتباط الذي يحقق له ذاته ويبين هويته ويمنعه هو وأولاده من الذوبان في المجتمع الذي يحيط به .
لذا فأنه عندما تغلق كنيسة فأن كل الأدوار السابقة لا تجد من يقوم بها ورويدا رويدا تتآكل ذاكرة المسيحي الدينية هو وأطفاله ويسهل تذويبه في مجتمع الأكثرية الذي حوله وبالتالي يسهل فقدان هويته وتصبح مسالة إنكاره لمسيحه الذي لم يسمع عنه ولم يقرأ عنه شئ في حياته مسالة تحصيل حاصل وواردة مع اى ضغوط أو إغراءات يتعرض لها ,
ونحن نعرف إن هناك كنائس مغلقة في بعض القرى منذ ثلاثين عاما اى إن مسيحيي هذه القرى لا ارتباط بينهم وبين اى كنيسة ولا يعرفون شئ عن دينهم كل هذه الفترات ولقد أكد لي احد الكهنة الذي يخدم في قرية قريبه من إحدى هذه القرى التي بها كنيسة مغلقة انه في يوم من الأيام جاء مجموعة من شعب هذه القرية للصلاة في كنيسته فوجد نسبة كبيرة منهم تصلى وتسجد كما يفعل المسلمون في المساجد .
إن مأساة الكنائس المغلقة لا تقل أهمية عن مأساة بناء الكنائس الجديدة لذا لا بد لنا من النضال من اجل إعادة افتتاحها ولا بد من عمل حصر كامل بها فعلى كل قبطي في كل مكان في مصر يعرف كنيسة مغلقة إن يساهم بإعلام الآخرين بهذا الأمر وان يكتب لجميع السلطات داخل مصر من اجل إعادة فتح هذه الكنائس وكذلك الكتابة لكل منظمات حقوق الإنسان من اجل الحصول على حقه العادل في أقامة شعائره الدينية في مكان امن , وعلى الأمن الذي يغلق الكنائس لحجج واهية ولشكاوى كيدية من أناس متطرفين إن يتوقف عن هذه اللعبة الخطيرة فنحن نعرف إن هدفه هو تذويب الوجود المسيحي وتهجير المسيحيين من أماكن تواجدهم .
في النهاية أقول للأمن إذا كنت تغلق الكنائس للدواعي الأمنية كما تدعى فهل هذا الأمن لا يتحقق إلا بحرمان المسيحيين من الصلاة في كنائسهم ؟
إذا لم يكن رجال الداخلية قادرين على توفير الحماية والأمن للجميع خصوصا للأقباط إثناء تأدية الصلاة فعليهم إن يستقيلوا تاركين الأمر لمن يستطيع ذلك إما إذا كانوا قادرين وغير راغبين في ذلك فإننا نقول لكي الله يامصر ولكم الله يااقباط مصر ونقول لهم إن كنيستنا القبطية كنيسة الشهداء ستظل باقية على مر الدهور رغم انف الحاقدين والمتطرفين والمتواطئين .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغلبية والأقلية في مصر
- تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
- متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
- مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
- أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
- مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
- من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
- حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
- هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟
- هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟
- اما من نهاية لهذا الاستنزاف ؟
- رسالة الى المطران منير حنا
- الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة
- التحرك المصرى الاخير والازمة السورية
- العمل القبطى العام فى الخارج والياهوذات


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - مأساة الكنائس المغلقة في مصر