أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - الملف النووي الإيراني والعصفور العراقي















المزيد.....

الملف النووي الإيراني والعصفور العراقي


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكاد أن يكون موضوع الملف النووي الإيراني والتصريحات النارية التي تطلقها الحكومة الأيرانية وعلى رأسها الرئيس الأيراني أحمدي نجاد تجاه إسرائيل وأمريكا الحدث الأكثر بروزاً في الأوساط الإعلامية والسياسية الآن.. فمنذ فترة وبالتحديد بعد سقوط النظام العراقي السابق خرج علينا النظام الإيراني بخبر إمتلاكه لتكنولوجيا نووية تمكنه من صناعة قنبلة نووية أو ذَرية مما أثار حفيظة الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت وعلى أعلى المستويات بأنها لن تسمح بإمتلاك إيران لمثل هذه التكنولوجيا ثم جاء إنتخاب الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد الذي بدأ بدوره بتسخين الموضوع وتصعيده عبر إطلاقه بين الحين والآخر لمجموعة من التهديدات لهذا الطرف أو ذاك ولترتفع بدورها حدة التصريحات التي باتت تطلقها الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية رداً على تصريحات الرئيس الإيراني.. ولكن بعيداً عن هذا العداء الإعلامي والتصريحات النارية القديمة الجديدة والتي تعودنا أن يُطلقها الطرفان تجاه أحدهما الآخر ليس اليوم بل منذ سنوات.. هل شكل أي منهما في يوم من الأيام تهديداً على الآخر ؟.. وهل رأينا في يوم من الأيام مواجهة حقيقية بين الطرفين تعكس هذا العداء الذي يبدوا أنه لايتجاوز مايكروفونات المؤتمرات الصحفية ؟.. بل ألم يتعاون الطرفان عملياً في أكثر من مناسبة وحادثة كما في إيران كيت ثم في أفغانستان ثم في العراق ؟
فالنظام الإيراني الحالي ومنذ إستلامه لمقاليد السلطة في إيران عام 1979 لم يشكل في يوم من الأيام خطراً أو تهديداً حقيقياً على إسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة ورغم نعته لأمريكا بالشيطان الأكبر الذي تخرج تظاهرات صلاة جُمعة الجامعة الإيرانية إسبوعياً ومنذ عقدين للتنديد به ورغم نعت أمريكا له بأحد محاور الشر إلا أن المتتبع لطبيعة العلاقة بين البلدين يرى بأنها طبيعية وهادئة منذ ذلك اليوم طبعاً بإستثناء بعض التصريحات النارية التي يتبادلها الطرفان بين الحين والآخر للإستهلاك المحلي وللتغطية على ماتحت السطح .
إن مايميز النظام الإيراني الحالي هو ذكائه ودهائه في إستغلال الظروف الإقليمية والدولية لتوسيع دائرة نفوذه وسيطرته على المنطقة تمهيداً لإستعادة أمجاد الماضي التي إندثرت عِبر وعن طريق العراق.. فمنذ اللحظة الأولى لإستلامه مقاليد السلطة في إيران ورغم إنه كان مبتدئاً وفي طور التشكل إلا أنه سارع وبذكاء الى إستغلال ظروف الحرب الأهلية التي كانت مشتعلة في لبنان منذ فترة للتدخل بذريعة الدفاع عن شيعة لبنان ليوجد له نفوذاً ويفرض سيطرته على تلك المنطقة المهمة والملتهبة من المشرق العربي نتيجة لموقعها الجغرافي المهم والمحاذي لإسرائيل.. كما إستغل بذكاء ظروف الصراع الداخلي بين بعض الفصائل الفلسطينية داخل البيت الفلسطيني الواحد ليمد أذرعه ومرة أخرى بإسم الأسلام داخل هذا البيت وليمسك بأوراق يساوم ويضغط بها بين الحين والآخر على الآخرين.. كما إستغل هذا النظام بذكاء أحداث إنهيار الإتحاد السوفيتي السابق لينشط ويتغلغل عبر شبكاته العنكبوتية المنتشرة في كل أنحاء العالم وسط جمهورياته السابقة بغرض الحصول على التكنولوجيا النووية وقد حصل عليها بالفعل بالمقابل لم نرى له نشاطاً وفعلاً يذكر في نفس تلك الفترة تجاه نظام طالبان الظلامي الذي كان جاراً له لسنوات رغم أنه كان يُكفّره ويقتل شيعة أفغانستان يومياً بدون رحمة بل صمت صمت القبور أمام كل هذا ثم سارع الى تقديم الدعم اللوجستي للطيران وربما القوات الأمريكية التي أسقطت ذلك النظام في أفغانستان بعد جريمة 11 سبتمبر.. أما في مايخص العراق فكلنا نتذكر الإسلوب الذكي الذي تعاملت به إيران مع نظام صدام رغم ماكان بينهما من عداء فبعد أن تجرعت السم ووافقت على إيقاف حرب الثمان سنوات العبثية الضروس معه والتي كانت ترفض إيقافها لحين إسقاطه كما كانت تدعي وافقت إيران على طلب صدام بإرسال الطائرات الحربية العراقية الى مطاراتها لحمايتها من غارات قوات التحالف أبان حرب تحرير الكويت لحين إنتهاء تلك الحرب ولكن وبعد إنتهاء الحرب فوجيء النظام السابق بتمسك إيران بتلك الطائرات ورفضها بشدة إرجاعها له بحجة أنها تعويضات عن حرب الثمان سنوات ثم عادت إيران لتطبع علاقاتها مع نضام صدام عن طريق إرسال وزير خارجيتها السابق كمال خرازي الى العراق والذي إلتقى بصدام شخصياً وشاهدناه على شاشات التلفاز وهو يتبادل القبل الديبلوماسية مع من خاضوا معه حرباً ضروس لثماني سنوات وكانوا يصفونه ونظامه بالكافر !.. وأخيراً والأخطر هو إستغلالها وبذكاء خارق لما حدث في العراق بعد سقوط النظام السابق من فوضى لإدخال وزرع عناصرها الإستخبارية في كل شبر من الأرض العراقية إضافة الى تقديمها للدعم اللوجستي لجميع أشكال التمرد ضد نظامه الجديد حتى ذلك الذي تقوده تنظيمات إرهابية تتبنى فكراً دينياً يكفر الفكر الديني الذي تتبناه بل ويستبيح دماء معتنقيه .
لذا فأن العمل بالمثل القائل ( عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة ) ليس بجديد على الثقافة السياسية الإيرانية.. فالضجة التي أثارتها الحكومة الإيرانية بشكل مقصود ومدروس بإعلانها إمتلاك تكنولوجية نووية تضع المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا في وضع يجبرهم على مساومة إيران للمفاضلة بين خيارين لاثالث لهما.. فأما أن تستمر في برنامجها النووي وتتحمل عواقب ذلك والتي من الممكن أن تكون حصار أو ضربة تأديبية أو ضربة قاصمة لن تقوم لأيران بعدها قائمة وهو ما أستبعِده.. أو مكافأتها مقابل إغلاقها لهذا الملف بالعراق المسكين وربما بالخليج وهو عين ماتريده إيران بل في إعتقادي هو السبب في إثارة إيران لموضوع الملف النووي من الأساس.. فاليوم إيران أقوى من أمريكا في العراق وهذا ما تعلمه إيران جيداً وهنا يكمن الخطر في إن أمريكا قد تضحي في نهاية المطاف بالعراق حفاظاً على مصالحها الإقتصادية والإستراتيجية فيه وفي مجمل المنطقة بدلاً من الدخول في معركة إستنزاف خاسرة في أرض ومجتمع وأجواء غريبة عليها وعلى جيشها المنهك أصلاً في العراق.. هذا إن لم يكن هنالك في الأصل تنسيق مسبق بين الطرفين حول كل ماحدث وماسيحدث في العراق وإن " every thing under control " كما يردد على الدوام الضباط البريطانيين والأمريكان عندما يسألون عن التدخل والتغلغل السافر للأجهزة الإيرانية والميليشيات التي تدعمها في الجنوب العراقي عموماً وفي البصرة الحبيبة خصوصاً رغم أنهم كانوا قادرين على إيقاف هذا التدخل الذي أصبح اليوم سافراً ومفضوحاً ومهزلة منذ اللحظة الأولى .
إن إيران ستفاضل قريباً بين العصفور العراقي بلبل الشرق الأوسط والخليج الفتّان الذي تراه ويبدوا اليوم تقريباً في يدها بل في قبضتها ولكنها تحتاج الى مباركة دولية لتحكم هذه القبضة عليه ولتتحول ربما بعده الى مناطق أخرى في الخليج بكل خيراته التي لاتنضب وبهذا ستصبح قوة إقليمية كبرى لايستهان بها في المنطقة والعالم.. وبين.. عشرة عصافير على الشجرة قد تتحول في أي لحظة الى غربان سوداء ستنعق عليها وعلى حلم إمبراطوريتها الموعودة التي تسعى منذ عقود لإحياء أمجادها المندثرة في حال فكرت في إستخدام ماتدعي إمتلاكه من تكنولوجية نووية في صناعة قنبلة نووية أو ذرية وإستعمالها في ضرب إسرائيل أو مصالح أمريكا في المنطقة لعلمها جيداً بأن ماتمتلكه حالياً وما يمكن أن تمتلكه في المستقبل من تكنولوجيا نووية وعسكرية ليس سوى قطرة من بحر التكنولوجيا النووية والعسكرية التي تمتلكانها كل من إسرائيل وأمريكا والتي لن تتوانى كلتا الدولتان عن إستعمالها وبقوة في حال أقدمت إيران على مثل تلك الفعلة .
في النهاية أرى بأن ليس هنالك من ضربة ولاهم يحزنون ستوجه لإيران التي ستوقف جعجعتها الإعلامية فيما يخص الملف النووي قريباً وستختار كونها المعروفة بذكائها ودهائها السياسي المثير للإعجاب دنيوياً وللإشمئزاز دينياً فليس في الدين الذي تدعي إيران السير على هداه دهاء سياسي ولنا في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) الذي آثر التمسك بالمباديء على إستخدام الدهاء السياسي ضد أعدائه لتوطيد أركان دولته أسوة حسنة.. ستختار كما نتصور العصفور العراقي لكن ما تجهله إيران وما سيكون في إعتقادي القشة التي ستقصم ظهرها هو أن إيران كانت ولاتزال لاترى في العراق سوى أكثر من عصفور إلا أنها لاتعلم بأن هذا العصفور من الممكن بل سيتحول في يوم من الأيام الى عنقاء عملاقة ستنتفض ضد من يحاول صيدها.. إذ لم يخلق بعد من بإمكانه أن يصطاد العراق .
إنه العراق ياناس .. العراق الذي علمكم الكلام والقراءة والكتابة وكل أشكال الحضارة.. العراق الذي علمكم كيف تصنعون سهام ونِبال الصيد.. العراق الذي علمكم كيف تصطادون.. أئِذ جاء اليوم الذي إشتدت فيه سواعِدُكم ووهن فيه ساعِدُ العراق تريدون إصطياده !!
رحم الله الشاعر الذي قال :
علمتّه الرماية فلما إشتد ساعِدُه رماني
ولكن مهما فعلتم وخططتم وكِدتم.. ثقوا بأن العراق سيبقى أعظم وأكبر وأجمل الطيور .

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوج الجكمجة
- إنقذوا العراق بحكومة إنقاذ وطني
- المحاصصة وتهميش الآخرين في صفقات توزيع مناصب العراق الجديد
- أمريكا.. من تحرير العراق الى إحتلاله
- مصير العراق بين من أساء الأختيار ومن أحسنه
- بغداد العصية عليهم .. لو سلمت سلم العراق
- العراق الجديد وهيئاته المستقلة
- الفتنة كذبة وخدعة .. لعن الله من أوجدها
- ياساسة العراق الجديد.. تجتمعون وتفرقوننا
- القائمة العراقية الوطنية.. نواة للعراق الذي نريد وتحالف يبشر ...
- أين منا يا فيصل الأول.. عراق أنت به ؟؟
- العراق الجديد والمعادلة الخطأ
- العراقيون يقررون مصيرهم ومصير العراق
- ملفات الفساد بين مصلحة الوطن وتصفية الحسابات السياسية
- العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟
- الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز
- العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع
- شموع في دهاليز الظلام
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - الملف النووي الإيراني والعصفور العراقي