أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن الشرع - متلازمة عمى الألوان السومري المعاصر














المزيد.....

متلازمة عمى الألوان السومري المعاصر


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 6259 - 2019 / 6 / 13 - 02:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم أجد غضاضة ولا صدعا في فهم حكم السن الذي شارف على عقود سبعة اكثرهن عجاف ،بل اشعر بغبظة غامرة كلما تذكرت انه مازال في قوس العمر منزع بعد ان كنت من بين قلائل نجوا من اهوال الحروب والقتول والامراض والمجاعات والفتن فقد تعدتني احداها او كلها فبت احيا زمانا ليس زماني ومكان غادرته افواج فاطرب في اللاوعي على لحن عزف منذ زمن طويل حتى مات عازف نايه وتوارى الى المدى كاتبه وخالقه..نعم لقد اصبحت اعيش في زمن الغيبة ..غيبة الانتقال من الزمن الاصلي الى الزمن بدل الضائع ..من الزمن الواقعي الى الزمن الافتراضي،لست متيقنا من معرفة من تلطف علي بهذا اللطف الها كان ام بشرا جنيا كان ام انسيا..افالمهم انه قد منحني زمنا متسق او قاس وبصيصا يفضي الى حلم غابت الوانه وتشرذمت معانيه قبل ان يحين الرحيل الابدي..
قبل عام حملتني قدماي المتكاسلتان الى عيادة لطب العيون في احدى الدول البعيدة قيل لي انذاك ان السومريون واحفادهم مهتمون بالفلسفة والحكمة ثم صار الدين والزماعة والامور الكبرى تمثل جل همهم..لكن العيون وطبها هي اصغر من ان تنالها طرقهم ..اخبرتني الطبيبة بان لونا جديدا اضيف الى الامراض الملونة التي تعاني منها عيناي الصغيرتان المتعبتان ببياضهما المحمر وخضرتهما المغبرة وجفنيهما ذي التجاعيد التي تروي قصة الخليقة برواية المغلوبين
ماء ابيض ..ماء اسود… داء الزرقاء.ماهذا برب انليل و كلكامش وشمش وانانا..،هل توجد كل هذه الالوان في عيون الآلهه ام في عيون اهل سومر واوروك ولكش.لطالما ظن اسلافنا السومريون ان زرقة العيون هو شأن الالهه التي قدمت من السماء الى الارض قبل البشر.
قلت :ماسبب المياه البيضاء في عيني ايتها الحكيمة؟ قالت: امر متعلق بتقدم السن، تذكرت ابيات صفي الدين الحلي:
قالت تخليت قلت عن جلدي. قالت تغيرت قلت في بدني
وقبل ان استرسل في الاستذكار بادرتني بالقول :وهناك صلة بين امراض العيون وداء السكري!.
امراضنا الوانها جميلة، طعمها حلو فهل ان ذلك تلطف الهي نجهله !.
ان الهداية بمعناها العام ليست مستحيلة وقد لا تستوجب طقوسا محددة ولا تحتاج الى مباركة الهية بل اكاد اجزم انها ليست ممكنة فحسب وانما وسهلة ايضا .لقد اهتديت الى ما يوقف الزحف السكري الى شبكية عيني الحمراء وعدستها الضبابية. لم يكن ذلك بمعونة طبيب حاذق او حكيم صادق .فعندما تزور عيادة طبيب وانت مصاب بالسكري فانه غالبا لايملك الا ان يكتب لك دواء الانسولين . لقد كان ذلك نظاما قالوا انه يدعى (كيتو) ،لا اعرف لماذا اتجه تفكيري مرة اخرى وانا اقرا عن هذا الكيتو الى اهوار جنوبي العراق ههد الحضارة السومرية ( الحضارة الاقدم في العالم) .اذ تذكرت الحلوى العراقية الجنوبية الصفراء والتي تصنع من البردي والمعروفة محليا بالخريط بكسر الخاء وتشديد الراء ،فلقد كتب عنها الكثير وقيل فيها الكثير لكن ما يهمني هنا ما ذكر بانها تقوى البصر.ان البردي هو ذات النبات التي استعمله قدامى المصريين في تدوين لغتهم الهيروغليفية وثقافتهم الفرعونية وحضارتهم المصرية..
لن ينصحك الطبيب بالكيتو ولا تناول الخريط ولا مشاهدة فلم بالاسود والابيض بذاكرة سومرية او فرعونية .
لم يكن مألوفا لدى منظري ايديولوجيا نظام حرب البعث تقبل فكرة كون السومريين اسلافا صالحين للعراقيين الذين تمتد عروبتهم الى اعماق التاريخ السحيقة ،فمن المعروف ان اولئك السومريين كانو قد قدموا الى ارض مابين النهرين من الشمال الشرقي قبل ان يستقروا على ضفاف الفرات الجنوبي ،لذا فمن باب اولى اسناد اصول عرب العراق الى الاكديين ..
يحرص السومريون على تمثيل عيون الهتهم باللون الازرق رغم ان ان عيونهم السوداء كانت عميقة ،لكننا لم نقرا يوما بانهم اكتشفوا الخريط الاصفر حتى ولو عبر ممارسة طقسية او كهنوتية..
متلازمات اللون والثراء ، السكري والعمى. الخريط والسياسة كلها تشير تشير الى اطنان من الدولارات الخضراء باكياس نفايات سوداء ينتهي بها المطاف الى نواد حمراء ...ايها الناس في بلاد سومر...من اين لكم كل هذه الالوان وقد كانت حلواكم الخريط ؟ام ان ذلك وهم ما قبل العمى!ليته كان كذلك.



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات في خير امة
- أغلقوا حساباتكم
- انا وداعش والعسل
- الروح الرياضية السياسية
- القطاوجي
- مواليد النسيان....كل عام وأنتم بخير
- دريول
- جز الصوف
- دفع الجزية
- بين الدعاء والفتوى...من ساجدة عبيد الى المشروع التايلندي
- قلمٌ جَلَبٌ ورأسُ كوبٍ في وِعاءِ نفطٍ
- عشيرة بريمر وثقافة الاحذية
- الغراب والوحي
- نقرتان باليمين
- صحة صدور حلم
- عبود لا يغني
- عبود يغني
- حلم ابنتي
- انصاف الدال على الف دال ..
- قراءة معاصرة في وصية انكيدو


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن الشرع - متلازمة عمى الألوان السومري المعاصر