رائحة النفط الكريهة

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان وزارة النفط هي الوحيدة التي اهتم بها الامريكان يوم 9/4/2003 حيث وضعوا عليها حراسة،فلم تتعرض للتخريب والنهب0احتراق طابقين من الوزارة في بغداد يدفعنا الى التساؤل عن السبب والدافع0هل ان (المس الكهربائي)في الطابقين المختصين بالحسابات كان مجرد صدفة؟وهل ان الوزارة تحتفظ بنسخ من الملفات المالية والحسابية المحترقة ام انها تحولت الى رماد يذر في عيون اعضاء هيئة النزاهة؟هنالك علامات استفهام كثيرة حول عمل الوزارة خلال السنوات الثلاث الاخيرة وعن كميات النفط المستخرجة واجهزة القياس والعقود وغيرها من الامور،بحيث ان رائحة الفساد الكريهة باتت تزكم الانوف0ان الفساد الاداري والمالي اصبح ينافس الارهاب في الاستهانة والاستهتار بحياة الشعب العراقي0
في بداية عام 2004،بثت قناة (العربية)برنامجا عن النفط العراقي،تحدث فيه احد المسؤولين الامريكيين وقال:ان 50%من النفط المستخرج هو من حقنا نحن الامريكيين وثمن النصف المتبقي سيسلم الى الحكومة العراقية0كان في نيتي تسجيل البرنامج عند اعادته صباح اليوم التالي،ولكن لم يعاد عرضه ابدا0وأتسأل هنا هل يعلم احد حقا كميات النفط المستخرج خلال الثلاثين شهرا المنصرمة بدقة؟وما هي حقيقة تصريح المسؤول الامريكي حينذاك؟
منذ اكثر من سنتين،تعاقدت وزارة النفط مع شركة امريكية مختصة،لحماية انابيب النفط الممتدة من كركوك الى بيجي،مقابل (7)ملايين دولار شهريا،خلال هذه الفترة تعرض الخط عشرات المرات الى عمليات تخريب،ماهي الاجراءات التي اتخذتها الوزارة بحق الشركة التي تستلم مامعدله(233)الف دولار يوميا؟
من المعروف ان قطع الغيار الضرورية لمشاريع النفط كان منشئها في معظمه روسيا،من الواضح للعيان بأن الولايات المتحدة ليست مستاءة كثيرا من عمليات التخريب في القطاع النفطي وتعلم جيدا بأن مخزون قطع الغيار على وشك النفاذ،وحينها لابد من استيرادها من الغرب وخصوصا من الولايات المتحدة والبدء بتبديل نظام الانتاج والتصدير وفق النظام الامريكي،وليست هذه هي المشكلة،فمن المفترض ان تكون التقنية الامريكية افضل واكثر كفاءة من الروسية،ولكن هل ستبقى العقود المبرمة مع الجانب الامريكي سرية وغير شفافة والى متى؟
خلال شهر نيسان 2005 فقط،اكتشفت لجنة مرسلة من بغداد وبالتنسيق مع نفط الجنوب،(140)ثقبا في خط الانابيب بين العمارة والكوت،هذه الثقوب المعمولة بحرفية عالية من اجل تهريب النفط0لماذا لم تكشف وزارة النفط عن الملثمين الذين هددوا اعضاء اللجنة وطردوهم من المنطقة؟
هل ان مافيات المنتجات النفطية المسيطرين على طول البلاد وعرضها اكثر كفاءة من وزارة النفط بحيث يجلبون هذه المنتجات من تركيا وايران وسوريا والكويت ويتحكمون في اسعارها حتى وصل لتر البنزين الى(70)سنتا،هل ستترك الوزارة لهذه المافيات حرية الحركة وتتفرج عليهم وهم ينهبون الناس؟
حقا ان هذه الثروة النفطية نعمة نقمة ذات رائحة كريهة0

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات