أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - طلال الربيعي - (قاتل) تروتسكي: رواية الرجل الذي أحب الكلاب (من تأليف ليوناردو بادورا), (1)















المزيد.....

(قاتل) تروتسكي: رواية الرجل الذي أحب الكلاب (من تأليف ليوناردو بادورا), (1)


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 6254 - 2019 / 6 / 8 - 22:37
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ولد ليوناردو بادورا في هافانا في عام 1955 ويعيش هناك اليوم. وهو روائي وصحفي وناقد ومؤلف لعدة روايات ومجموعة واحدة من المقالات ومجلد من القصص القصيرة. ليوناردو بادورا هو الروائي الكوبي الأكثر نجاحًا عالميا في الحقبة الثورية, وهو المسؤول عن تحديث ادب المباحث في كوبا في التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. تمت ترجمة كتبه إلى العديد من اللغات, وفازت بجوائز أدبية في جميع أنحاء العالم. واشادت باعماله صحف ودوريات عالمية شهيرة مثل الاندبيدنت والغارديان والنيويورك تايمز وغيرها
Reviews for Havana Red by Leonardo Padura
https://www.bitterlemonpress.com/blogs/press-reviews/19952963-reviews-for-havana-red-by-leonardo-padura

ولكن روايته التاريخية عن قاتل تروتسكي الصادرة بالاسبانية في عام 2009, والمترجمة الى الانكليزية في عام 2014, بعنوان "الرجل الذي أحبته الكلاب", هي من نوع مختلف تماما عن روايات المباحث او المحققين detective stories.
The Man Who Loved Dogs
https://www.amazon.de/Man-Loved-Dogs-Leonardo-Padura/dp/1908524448/ref=asc_df_1908524448/?tag=googshopde-21&linkCode=df0&hvadid=350440767008&hvpos=1o2&hvnetw=g&hvrand=16105362876961089270&hvpone=&hvptwo=&hvqmt=&hvdev=c&hvdvcmdl=&hvlocint=&hvlocphy=9062721&hvtargid=pla-333326428261&psc=1&th=1&psc=1&tag=&ref=&adgrpid=70577735037&hvpone=&hvptwo=&hvadid=350440767008&hvpos=1o2&hvnetw=g&hvrand=16105362876961089270&hvqmt=&hvdev=c&hvdvcmdl=&hvlocint=&hvlocphy=9062721&hvtargid=pla-333326428261

هذا الكتاب هو في الواقع قصة ثلاثة رجال أحبوا الكلاب: الراوئي الشاب, قاتل تروتسكي بدم بارد مع كلابه من سلالة أصيلة, وتروتسكي نفسه. الرواية توفر نظرة ثاقبة لشخصياتهم مع لمحة حنان من الداخل. الرواية تحيل هؤلاء الثلاثة من, يمكن القول, مجرد أصفار تاريخية الى شخصيات بارزة, إلى كائنات حية يمكن للمرء أن يشعر بالشفقة والخوف تجاهها . حصلت الرواية على إشادة أدبية واسعة النطاق عندما نُشرت باللغة الإسبانية, وهي فعلا ىستحق كل ذلك, لأنها عمل ضخم. ويعد ايضا نشر كتاب "الرجل الذي أحب الكلاب" للكاتب ليوناردو بادورا باللغة الإنجليزية حدثًا أدبيًا وسياسيًا كبيرًا. والعديد من النقاد يعتبرون روايته هذه بحق عملا كلاسيكيًا عصريًا ومزيجًا من البحث التاريخي الدقيق مع إبداع روائي في أعلى المستويات. وبصفته أعظم كاتب يعيش في كوبا, ويكاد ان يحظى بسمعة غابرييل غارسيا ماركيز وماريو فارجاس يوسا, فان المساس به من قبل المؤسسة.الرسمية يبدو بعيد المنال.

العنوان المثير للاهتمام هو نتاج أداة أدبية يحاول من خلالها المؤلف ربط المصائر المنفصلة للشخصيات الرئيسية الثلاث في الرواية: الكاتب الكوبي إيفان والثوري الروسي الكبير ليون تروتسكي وقاتله رامون ميركادير . هذا الأخير هو الرجل الذي أحب الكلاب. سواء كان هذا الارتباط الوثيق بأنواع الكلاب للشخصيات الثلاث كان موجودا على الإطلاق أم لا, فهو بطبيعة الحال غير ذي صلة بالموضوع الرئيسي للكتاب. وفي أفضل تقاليد الرواية التاريخية, يمزج بادورا الواقع التاريخي مع ابتكار فني إبداعي. الرواية تستدعي ضمنا مفهوم
suspension of disbelief
" كبح عدم التصديق"
او القبول المؤقت للأحداث أو الشخصيات التي من المعتاد اعتبارها لا تصدق. وهذا عادةً يسمح للقراء او رواد المسرح بتذوق الأعمال الأدبية أو الدرامية التي تستكشف الأفكار غير العادية والتفاعل معها كما لو كانت واقعا مصدقاُ اصلا. والفكرة تعود اصلا الى الفيلسوف ارسطو, ولكن البعض يعتبر الشاعر الانكليزي صموئيل تايلور كوليردج Samuel Taylor Coleridg اول من ابتكر هذا المصطلح في عصرنا الحديث, وذلك في عام 1817 بنشر كتابه Biographia Literaria "مخططات عن سيرتي وآرائي الذاتية"- وبالطبع هذا النوع من الادب والدراما الارسطية تقف بالنقيض من المسرح الملحمي اللارسطي لبرتولت بريخت الذي يعتمد على عنصر التغريب, اثارة التساؤلات, وكشف التناقضات, وقد عالجت هذه الموضوعة بتفصيل اكبر في
ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (29)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=554395&r=0
ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (34)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=559318&r=0

ويُستخدم مفهوم " كبح عدم التصديق" ايضا في التحليل النفسي والطب النفسي-عصبي
The willing suspension of disbelief: A neuro-psychoanalytic view
https://www.researchgate.net/publication/232588196_The_willing_suspension_of_disbelief_A_neuro-psychoanalytic_view

كبح عدم التصديق هي عملية ذهنية تتضمن الابداع والابتكار وتستخدم في مجالات مثل الرواية, الشعر, المسرح, والعلاج النفسي. انها ثورة وعصيان ضد طغيان شمولية واحادية السردية التاريخية-التعسفية, وبذلك تكون هي صنوا للشجاعة. وبهذا الصدد يقول غابرييل مارسيل "لا يؤثر الابداع ابدا على الاشياء... (ولكنه) فعل شخصي, وليس هنالك شخصا قادرا على فعله بدلا مني او في مكاني او نيابة عني".
Psychotherapy And The Creative Patient: E.Mark. Stern (Ed.), p. 10
https://books.google.at/books?id=nV0oLReYciIC&pg=PA38&lpg=PA38&dq=SUSPE+OF+DISBELIEF+PSYCHOERAPY&source=bl&ots=BY_xRGhxCW&sig=ACfU3U2AgHsefVFhyKQxjVS5Nx35nOk-nw&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwimsKWa-NniAhUHWZoKHTZ_CeEQ6AEwCXoECAkQAQ#v=onepage&q=SUSPE%20OF%20DISBELIEF%20PSYCHOERAPY&f=false
وهذا وعي! ولكن الوعي ابتكار وابداع. فليس هنالك من وعي ادبي او فني او اجتماعي-سياسي اذا لم يقترن بالابتكار, والا انه سيصبح, الى حد كبير او حتى كليا, مجرد اجترار ممل للغة والتاريخ وتجسيد لسطوة العادة, وسيسجل لا محالة انتصار غريزة الموت, الخطاب الاحادي-شمولي- على غريزة الحياة. الابداع هو فعل ايروتيكي وانتصار لغريزة الحياة. لذا ان المجتمعات القامعة للجنس, كمجتمعاتنا, تعيش حالة من الغيبوبة او شبه الغيبوبة فيما يتعلق بالابداع الفني والبحث العلمي- والجنس هنا لا ينبغي فهمه, كما قد يظن الكثير, كعملية ميكانيكية وتوتر عضلي فيزياوي ينبغي التخلص منه على وجه السرعة بفعل انعكاسي لاارادي لاسترجاع الحالة الفيزياوية المتوازنة السابقة او ما يسمى Homeostasis
Homeostasis in Psychology
https://study.com/academy/lesson/homeostasis-in-psychology.html
بل بمعنى اضفاء الايروتيكية erotization على عموم الحياة (والنظرية) واحالتها الى اسلوب حياة كي تصبح هي بدورها دافعا للتساؤل والتغيير والثورة, وتحول دون احالة الحياة الى لهاث سيزيفي لفتشية الذهب والمال, فتشية الغائط: والغائط هو غذاء الرأسمالىة المفضل او الوحيد, وهي ماكنة جهنمية تحيل كل شئ الى مال, الى غائط- تلويث البيئة والاخلاق كمثالين بارزين! وبكلمة اخرى, يتحول الجنس, ايروتيكيا, من كونه صيرورة ميكانيكية او ثرموديناميكية الى صيرورة ايروتيكية خلاقة, تحتوي الاولى ولكنها تتخطاها من خلال ديالكتيك نفي النفي. و بموجب هذه المواصفات, يمكن اعتبار مسرح بريخت اللارسطي في الاغتراب وادب بادورا الارسطي في كبح عدم التصديق اعمالا ايروتيكية, وبذلك فهي اعمال ثورية رغم التناقض الشكلي في الفلسفة والمنهج.

تدور احداث القصة حول شخصية خيالية, إيفان كارديناس ماتوريل, الذي كان في شبابه كاتباً كوبيًا واعدًا قبل ان تعلن الرقابة الستالينية أن إحدى قصصه معادية للثورة. تم حظر نشاطه الادبي من قبل طبقة من البيروقراطيين والموظفين المتسكعين. وبسبب عوزه المادي المدقع اضطر الى العمل كمصحح مطبوعات في مجلة بيطرية. في بداية الرواية, نقابله في جنازة زوجته كرجل مخيب الأمل ومحطم ويعيش في كوخ يخر سقفه اثناء هطول المطر, ولكنه يجد عزاءه الوحيد في كلبه الأليف.

بينما هو يفكر في وفاة زوجته, يبدأ ايفان باسترجاع حياته الماضية ويتذكر لحظة صدفة غير عادية. بعد ظهر أحد أيام عام 1977 بينما كان يتجول على الشاطئ, التقى بشخص أجنبي تحيطه هالة من الغموض, يسير مع اثنين من كلاب الذئاب الروسية بورزوي - سلالة غير معروفة عمليا في الجزيرة الكوبية. شكل الاهتمام المشترك للاثنين بالكلاب نقطة الانطلاق للمحادثة التي يقدّم فيها الرجل الذي أحب الكلاب نفسه باسم خايمي لوبيز, وهو إسباني مسن يعيش في هافانا.

يتبين أن الرجل في نهاية المطاف هو رامون ميركادير, الستاليني الكاتالوني وعميل المخابرات السوفيتية الذي قام, بناء على أوامر شخصية من ستالين, بأغتيال ليون تروتسكي, الرجل الذي قاد مع لينين الثورة البلشفية في روسيا. بعد الانتهاء من عقوبة السجن لمدة عشرين عاما في سجن مكسيكي, تم إطلاق سراح ميركادير أخيرًا في عام 1960, عندما سافر لأول مرة إلى هافانا. بعد ذلك بعام, في عام 1961 انتقل إلى موسكو, حيث منحه رؤساءه في الكرملين مدالية "بطل الاتحاد السوفيتي"- هذا يثبت ايضا, بأعتقادي, ان من تولى الحكم بوفاة ستالين يمثل وجه العملة الآخر للستالينية وليس نقيضها. والنقيض بالفعل لم يكن موجودا كواقع, والافتراض عكس ذلك غير واقعي و يدلل على جهل فاضح بالمنهج الماركسي في البحث وقراءة التاريخ: انه يعتمد على تفاصيل هامشية لا تنفي ستالينية خلفاء ستالين, بل تؤكدها.


يتبع






#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسانج: شر عظيم ترتكبه واشنطن!
- معاداة روح العصر: شيوعيو -العملية السياسية- وليبراليوها في ا ...
- غاس هول: ستالينية بالضد من البلشفية ولصالح (النيو)فاشية!
- مازوخية-سادية وعدم دستورية -العملية السياسية- في العراق!
- شيوعية الزومبيات كحصيلة لرأسمالية القلق!
- اسانج والطابور الخامس لفاشيي -الأم الحنون-!
- الدفاع عن أسانج دفاع عن الديموقراطية وبالضد من فاشية عصرنا!
- اكاذيب الامبريالية بخصوص كوريا الشمالية!
- افساد رأسمالية عصرنا للصحة الجسمية والنفسية!
- حكومة نيوزيلندا تكرس الاسلام السياسي الفاشي
- تصاعد فاشية-عنصرية رأسمالية عصرنا!
- اكاذيب الامبريالية الفاحشة بخصوص فنزويلا!
- بيان الاحزاب الشيوعية والعمالية في شجب التدخل الإمبريالي في ...
- !عشرة نساء ثوريات غمط حقهن التاريخ!
- المصالح الطبقية الكامنة خلف جدار ترامب
- الرأسمالية واستعارة ماركس -مصاص الدماء- (دراكولا) 2!
- ديفيد هارفي: الرأسمالية والنيوليبرالية!
- (علم) الداروينية وانقلاب شباط 1963!
- الرأسمالية واستعارة ماركس -مصاص الدماء- (دراكولا) 1!
- الحقائق والاكاذيب بخصوص الوضع في فنزويلا (2/2)!


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - طلال الربيعي - (قاتل) تروتسكي: رواية الرجل الذي أحب الكلاب (من تأليف ليوناردو بادورا), (1)