أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - رموز ورقي ومعاملة ورحمة وانتحار وخلود.














المزيد.....

رموز ورقي ومعاملة ورحمة وانتحار وخلود.


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6253 - 2019 / 6 / 7 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


ذاكرة مكان
بقلم: دينا سليم حنحن

رمــوز ورقـــي ومعاملــة ورحمـــة وانتحــار وخلــود.

سوف أذهب بكم إلى القدس، وسوف أعرج قليلا إلى إيطاليا وباريس أيضا، بما أننا احتفلنا قبل شهر بعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية. لن يكون مقالي دينيا رغم اضطراري باقتباس بعض الأسفار من الكتاب المقدس، لكنني تعمدت إلى شرح بعض الحقائق التي حصلت أثناء رحلة الآلام التي مر بها السيد المسيح.
وتصادف في ذات الفترة احتراق سقف كنيسة نوتردام في باريس فرنسا، وقد اهتم أحد الكهنة من تخليص أكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح في رحلة الآلام والتي احتفظت به الكنيسة منذ سنة 1806، واحتفظت أيضا بقطعة من الصليب ومسمار الصلب، وقد نقل لأول مرة إكليل الشوك من القدس سنة 409 م إلى كنائس أوروبا، ويقال أن الصليب قد قسم إلى أجزاء و يوجد جزءا منة فى مصر فى دمياط كنيسة سيدهم بشاى.
وقد زرت باريس قبل سنة والتقطت الصور لكنيسة نوتردام والتي دارت فيها أحداث رواية "أحدب نوتردام" للكاتب فيكتور هوغو، أما في سنة 2003 وأثناء زيارتي الأولى للكنيسة، حصل وقد قررنا نحن أربعة فتيات الصعود إلى السطح من خلال السلالم الدائرية والضيقة، 500 درجة، فعلنا ذلك لكنني قررت الاستمرار حيث نصب الجرس العملاق واستمررنا إلى أعلى، وقد أحسست في حينه بما أحسه الأحدب المسكين الذي صعد ونزل كل يوم عدة مرات حتى يدق الناقوس، وقد نقشت على الجدران صورته بالألوان مما دعا الزوار التعاطف معه، وأذكر كيف أصيبت الفتيات بصدمة الارتفاعات وأمرتهن بالجلوس فجلست كل واحدة أمام الأخرى داخل درجة صغيرة وبقيت أنا في الخلف، وطلبت منهن القيام كل واحدة بتمشيط شعر الأخرى، لقد أنستهم هذه الحركة الصدمة، بعد ذلك أكملنا مشوار النزول بهدوء.
العشاء الأخير،
تحتفظ، أو تتحفظ السلطات اليهودية في القدس وحتى اليوم بالغرفة التي تناول فيها المسيح مع تلاميذه العشاء الأخير، الغرفة في الطابق الثاني لمبنى قديم يحتوي قبر النبي داوود، والمكان مفتوح لزيارة السياح والمصلين اليهود، وقد زرته والتقطت الصور وشاهدت أحد الكهنة اليهود وهو يعزف على الآلة الموسيقية وذلك استمرارا للعادة التي اتبعها النبي داوود. (سوف أخصص مقالا خاصا عنه مستقبلا). وفي زيارتي إلى إيطاليا وتحديدا فلورنسا شاهدت التمثال الحقيقي للنبي داوود والذي صممه ونقشه النحات ميخائيل أنجلو.
في العشاء الأخير، علم المسيح بنية يهوذا الإسخريوطي تسليمه، " أليس أني أنا اخترتكم الإثني عشر وواحد منكم شيطان؟" (عدد 70)، لأنه رآه عندما سار خلفه متراجعا ولاحظ تظاهره بالأمانة، وبقي يهوذا مع المسيح يستمع ويخطط متجاهلا بعض التعاليم، في المقابل استمر السيد بمعاملته الحسنة له وأبقاه على مائدته حتى يشعر الخائن بأخطائه.
أول عملية انتحار في التاريخ،
شهد التاريخ أول حادث انتحار وذلك عندما علق يهوذا نفسه على شجرة ومات شنقا وذلك بعد شعوره بالندم عندما رمقه السيد بطرف عينه وقتما أقتيد بواسطة حشد كبير من الجنود إلى المحاكمة.
ومعنى اسم يهوذا "رجل من قريوت" وهو واحد من تلاميذ المسيح الإثني عشر، ويهوذا ضمن أولئك الذين قبلوا الدعوة عند بحر طبرية.
المائدة أو الطاولة،
ونعلم جميعا أن المسيح تربى في الناصرة في عائلة امتهنت النجارة، وهذه الصنعة ترمز إلى التحضر والتقدم والازدهار وتدل على الاستقرار والتوازن، وقد ورد ذكر المائدة في عدة أماكن في الإنجيل، بداية في عرس قانا الجليل وكسر الخبز وتحويل الماء إلى خمر، وانتهاء بطاولة العشاء الأخير في القدس.
لوحة العشاء السري،
لقد رسم لوحة العشاء السري الحقيقية الفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي عام 1498 على جدار كنيسة في ميلانو الإيطالية، ولم يستخدم الفنان تقنية الفريسك، التصوير الجصي، في هذة اللوحة بل لجأ إلى التلوين المباشر على الحائط حتى يحصل على مساحة أكبر في تنويع وتوزيع الألوان مما أدى ذلك إلى سرعة تلفها، لذلك وللأسف لم أستطع دخول المكان لأنه مغلق لأغراض الترميم.
عادة المنديل الملفوف،
لقد اتبع السيد المسيح تقاليدا يهودية في أسلوب حياته وأحد الأمثلة هي " قصة المنديل الملفوف ."
"وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ".(يوحنا 20: 7).
لقد طوى المسيح المنديل الذي كان على رأسه ورتبه بشكل جيد ووضعه جانبا داخل القبر وذلك يوم أحد القيامة، لماذا فعل هذه الحركة وهل كانت مجرد حركة تلقائية؟ حركة ليست لها دلالة روحية لكنه قام بها، ونحن نعرف تماما ونرى في الأفلام كيف يقوم الخادم بانتظار سيده حتى ينتهي من تناول طعامه حينها فقط يتسنى له الاقتراب لترتيب المائدة، وذلك عندما يمسح سيده يديه ويضع المنديل على الطاولة، وطالما المنديل مطويا يبقى الخادم بحالة انتظار، ودلالة ما ذكرته هنا هو أن السيد المسيح هو الخادم وسوف يعود إلى الطاولة.
لقد طوى المسيح المنديل بعناية ووضعه في زاوية ما كشهادة مرئية على أنه سيعود مجددا لكي يخدم العالم وهو الآن في حالة استعداد.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع المشافات الحلقة 12
- الغائب
- الكابتن جيمس كوك والمتاهة
- أغنية في صدري
- مال وثقافة وزهو - عائلة مديتشي مثالا
- في رحاب الجنوب الأسترالي
- أظافر الموتى مولعة بالحياة
- احتفال بالروائية دينا سليم حنحن في بريزبن أستراليا
- مداخلة الشاعرة راغدة عساف زين الدين في أمسيتي
- شاهد على النكبة يحتفل بعيدة التسعين
- براكين الدهشة
- عمتي سلوى والعربة
- البُربارة في الحكايا الفلسطينية حكاية حقيقية
- الذكريات قرينة الحياة والممات
- بمناسبة مرور 100 سنة على توقف الحرب العالمية الأولى
- مستوطنات بريئة في الشمال الأسترالي
- بيكاسو والدير
- فراشات طائرة
- النادمون
- امرأة جميلة في حالة فصام


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - رموز ورقي ومعاملة ورحمة وانتحار وخلود.