أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم علي فنجان - الضحية والجلاد ما بين حسام وحميدتي














المزيد.....

الضحية والجلاد ما بين حسام وحميدتي


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 6252 - 2019 / 6 / 6 - 22:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم يكن الخيار الا هذا، فقد كان حسام مناضلا اراد الحرية وطمح الى التغيير، وكأي شاب-ه سوداني فقد حلم بأن الحياة يجب ان تغير مسارها، وان عليها فتح افقها، لا يجب ان تبقى مغلقة وكاتمة انفاسها، حسام كأي اخر من هؤلاء الشباب اراد ان يعيش بمستوى لائق في هذه الحياة، ان يرى العدالة والمساواة وهما يتحققان في حياته، ان يرفل بثروات بلاده الوفيرة، ان لا يفكر بالهجرة من بلده الى مكان اخر. حسام لم يكن ضد احد، بل كان ضد نمط حياة قاسي، نمط جلب الويلات والحروب والدمار والتشظي لبلده، كان لسان حاله يردد كلمة غوته((ساءت احوالنا في كل الامور، العرف والشريعة القديمة، لم يعد احد يستطيع ان يثق بأي منهما)) فكان عليه ان يقف مع كل الشباب الاخرين، وينتفض ضد هذا الشكل غير العادل من الحياة. حسام شاب عشريني لم يعرف من هذه الحياة غير انظمة قاسية، جلاده، دموية، كان يتظاهر في بغداد والبصرة ضد العصابات التي تحكم العراق، سالت دموعه من الغازات وركض كثيرا من الهراوات والعصي، حسام ذهب الى السودان بلده، ولعلها كانت بانتظاره ككثير من الشباب، تظاهر واعتصم في شوارع الخرطوم، حتى ازالوا مجرم الحرب والقاتل الاكبر، البشير، صوروا للعالم بأن العسكر هم من ازال البشير، ارادوا ان يعيدوا السيناريو المصري، لكن هذه المرة كان الشباب قد وعى التجربة، فلم يقبلوا بأن يضع العسكر والداعمين له المجتمع السوداني امام خيارين –شرين- لا ثالث لهما، اما نحن العسكر او الاخوان المسلمين، حسام وغيره من الشباب لم يقبلوا بهذه المعادلة القذرة رغم الضغوط الاوروبية والامريكية والعربية، "يجب تسليم السلطة للمدنيين"، هو ذا شعارهم الذي تمسكوا به، هم محقين بذلك، لان السلطة ستكون بيد ابناء البشير "العسكر"، ولن يكون هناك تغيير. اصر حسام وجميع شباب الحرية والتغيير على الاعتصام، لم يريدوا ان تذهب تضحيات من سبقوهم سدى، العسكر لا يريد ان يتنازل عن الحكم الا بضمانات بأن لا يحاكموا او يلاحقوا، العسكر يدرك انه سيحاكم، لابد من ذلك، تفاوض مع الشباب، الا انه يخرج بدون نتائج، فتلقى العسكر الضوء الاخضر بقتل المعتصمين، فذهب حسام ومئة من الشباب الاخرين ضحايا هذه الخطوة القذرة من العسكر بقيادة حميدتي.
حميدتي عرف عنه انه راعي ابل من دارفور، أي انه ذو عقلية بدوية جافة، ثم اصبح تاجرا كبيرا بعد ان جنى ثروته من تهريب الابل، قربه البشير واعطاه رتبة فريق ركن، رغم انه من خارج المؤسسة العسكرية، لكي يضمن ولائه، فجعله على رأس اكبر مليشيا، وجهزه بالأسلحة والسيارات، وصل تعداد قواته الى 40 الف مقاتل، كان يقمع بهم معارضي البشير اين ما كانوا، قتل على يدية الالاف من اهالي دارفور، كانت "قوات الدعم السريع" وهو الاسم الذي اطلقه البشير على تلك المليشيا، كانت تحمي مناجم الذهب التي كان يسيطر عليها حميدتي، لقد كان مجرما حقيقيا وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
كان خيار حسام ان يكون ضحية من ضمن عشرات ارتقوا سلم المجد، بمقابل مجموعة من الجلادين والقتلة، يرأسهم البدوي حميدتي، والذي سيسقط يوما ما، وسيسمره التاريخ على منصة العار، هو وكل الشلة العسكرية، ولن تنفعهم صلاة داعميهم شيئا.
كل المجد والخلود لحسام ولجميع ضحايا الثورة السودانية، والخزي والعار لقتلتهم، من البائسين العسكر بقيادة البدوي الجلف والجلاد الدموي حميدتي.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتحار بين الفهم الديني والسيكولوجيا المبتذلة
- مذكرات نائب: بمناسبة ذكرى احداث 2003
- الطقوس الدينية لمجتمعات الافق المسدود
- تكالب الجرذان على جثة محتضرة
- مسلحون مجهولون
- 6 كانون الثاني ونهاية المؤسسة العسكرية
- سجن الكرخ المركزي والمعتقلات النازية
- مفهوم عصاباتي حول عطلة النصر على داعش
- الشكل الطائفي للتعليم الجديد ووحشية المجتمع
- نهاية معمل المصابيح الكهربائية
- طروحات ضد اُخرى.. هل الحزب الشيوعي العمالي على اعتاب مرحلة ج ...
- القتل على الشكل
- الانتخابات والموت
- -تحالف سائرون- الى اين؟
- الخليفة من قريش حصرا
- الوعي النسوي والسياسة
- في العراق وحده.. من نصر الى نصر
- مؤتمراً للفلسفة أم مؤامرة عليها
- الفتوى الدينية وقانون الاحوال الشخصية
- العبودية الحديثة او ال-ايكي-نو-دو-


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم علي فنجان - الضحية والجلاد ما بين حسام وحميدتي