أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عبد الأمير - تراتيل الرجوع














المزيد.....

تراتيل الرجوع


طالب عبد الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


حين التقيتك، مرة أخرى.
بي الارضُ دارت، ودار بي الزمان.
وآنَ غادرتك، مرة أخرى،
بدأتُ بالدوران.

حين ترجلتُ من غربتي في حضرتِك،
أرضي اليباب ترطبت،
وشَغاف قلبي الضامئات،
تفتحت،
كالاقحوان.

***

ها أنا ذا عدتُ،
قلبي المتلهفُ يسبق خطوي
يشق ضلوعي،
ويقفز بين ذراعيك،
يحضنك،
فهو المفطوم من الدفء سنين.

***

ها انا ذا عدتُ،
أطوي ثلاثين غربتي،
ادفنها بين ثنايا الايام الساهرة، كي أغفو
استلقي بين الاعشاب وبين النهر،
كما كنتُ
أتطلع للنخل، يداري حزناً أعرفه،
حزناً صادفني في الطرقات،
وفوق شفاه الصحب اذا ابتسموا.
حزناً صافحني
حزناً، أعرفه... و يعرفني.
آهٍ ياحزني،
ياغربة أيامي، وسني عمري آهٍ
ياوطني

***

ها انذا عدتُ
خصلات النخل تداعب ذاكرتي
أبتسمُ،
ابكي،
ويبكي النخل ويبتسمُ
فبيني وبين النخل حكايات
يرويها النهرُ،
- للسفن الراسية فوق الشطآن،
استوحشها الليلُ وهجرِ الصيادين.
- للجسر المتلفت نحو الضفيتين
يبحث عن عشاق مروا ولم يعدوا،
- لليل الساهر في الطرقات،
يؤاسي شجن المحرومين.
- للطرقات المطلية بالاسفلت وبالطين.
- لمنازل كانت يوماً شامخة، زاهية الالوان،
فأحنى هيبتها الدهرُ.

***

ما بيني وبين النخل حكايات
يرويها النهرُ..
او بقايا نهر، عن نهر كان
وعن بستان،
كان يسمى " دُوولي"
كان ملاذا للعشاق،
ولكركرة الصبية والصبيان
"بعيد الدخول"
وكانَ وكانَ وكان البستان
أيام زمان.

ويُحكى عنه الآن،
ان مجزرة حدثت،
ذُبحت فيها كل جذوع النخل الباسقة،
واشجار التفاح الزاهيةِ
واشجار الرمان.
يحكى عنه،
أن دماً أخضر سال ...
آهٍ ياوطني ! كيف الحال

ها انا ذا عدتُ،
كالتائه، أبحث عن سالف ايامي،
عن صحبي، ومدرستي،
عن كلمات واغاني
حملتها الريح الى الاغصان
ونامت،
في سُبتٍ أزلي،

ابحثُ عن أهلي،
عن أمي، وترنيمتها،
بدفء الصوت وسحر القول:
"دللول.....
دللول، يالولد يبني دللول.
عدوك عليل وساكن الجول"

****

ارمي جسدي المتعبَ فوق القبر
ينتحب القلبُ
وبركان الصرخة ينفجرُ
آهٍ، آهٍ يا أمي،
يا كل أحبائي، الاموات
الزمن الاغبر فات
وها انا ذا عدتُ،
عذراً يا امي، تأخرتُ
عذراُ ياكل احباني الموتى،
تأخرتُ.
تأخرتُ.

ترفع أمي "شيلتها" البيضاء
كملاكٍ يهبط فوق الارض
تومئ لي أن أقتربَ.
فأقتربُ
آهٍ ياولدي، قد عدتَ،
فشكراً للربِ.... سلامات
سلامات ياولدي، سلامات
الزمن الأهوجً ولّى،
والثعلبُ فات
"الثعلبُ فات، فات"
لكنَّّّّ، طويل ذيله يا أمي
طويل.. وأطول من "سبع لفات"



#طالب_عبد_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غموض وصية ألفريد نوبل وراء مأزق جائزته للآداب، عبارة «الأدب ...
- مرثية للوطن
- لوركـــــــــــا المتألق ابداً
- هل إنتهت حرب الولايات المتحدة على الارهاب؟
- مصافحة بيد واحدة
- عز الدين ميهوبي: لا يمكن تصور اتحاد يعلق عضوية الأدباء العرا ...
- سلام عبود في (زهرة الرازقي) العودة للنقاء العراقي وطيبة الجذ ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عبد الأمير - تراتيل الرجوع