أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد شفيق توفيق - تهاني الكترونية باردة














المزيد.....

تهاني الكترونية باردة


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6250 - 2019 / 6 / 4 - 14:53
المحور: المجتمع المدني
    


تهاني الكترونية باردة
رائد شفيق توفيق
ما عادت الكلمات تستطيع وصف ما يجول في دواخلنا او تعبر عما يعتمل في نفوسنا من مشاعر وما عادت بلاغة البلغاء واشعار الشعراء تجدي نفعا في تخفيف ما يعتلج فينا من الام حتى اصبحنا كرسالة عبد الحميد الكاتب التي احرقها ابو مسلم الخراساني قبل ان يقرأها .. تمر الايام سراعا ويحل بنا عيد اثر عيد لكنه غير سعيد برغم اننا نتبادل التهاني والاماني عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبخاصة موقع الـ فيسبوك لا اكثر انها تهاني باردة بلا مشاعر بلا احاسيس ، بعد ان كنا نهنىء بعضنا بحرارة ونحتضن بعضنا اثناء التهنئة بصدق تجده في نبرات اصواتنا التي تصطبغ بفرحة العيد وفي الوجوه المستبشرة وفي بريق العيون وحتى في اشعة الشمس برغم حرارتها الا انها كانت ضاحكة فرحة بنا حنونة علينا ، اليوم يتملكنا الحنين لا الى الوطن لانه وطن بل الى تلك الايام الماضيات والطيبة التي اغتيلت والفرحة التي دنست نشتاق الى اؤلئك الناس الطيبين الذبن ما كنا نعرفهم الا انهم يساعدوننا بحب بدون ان نطلب منهم ذلك ليودعونا بانواع الدعاء ترتسم على وجوههم هالات الفرح والمحبة الغامرة التي تفيض من اعماقهم تشعر بانها تحيط بك من كل جانب لانها كانت صادقة نابعة من قلوب عامرة بالمحبة للجميع ما كان هناك من يعرف شيئا اسمه طائفة او عرق فالكل كانو يتالمون للكل ويفرحون للكل ويتشاركون الحياة برغم بساطتها بكل تفاصيلها فقد كان هناك اجماع على فكرة واحدة يقومون بتنفيذ ها وفقا لما تتطلبه منهم الفكرة التي اجمعو عليها وهي المحبة والتواصل والمواساة من دون ان يوجههم احد فقد كان الجميع مسلمين وغير مسلمين عربا وكردا واقليات اخرى يحبون بعضهم بعضا وما كانو يطلبون المساعدة فقد كانت تقدم بغير طلب فتجد ان الناس تحزن جميعها لحزن احدهم وتفرح لفرحه .
اليوم مزقتنا الطوائف والملل والاثنيات العرقية التي روج لها تجار الدم .. اليوم نحن غرباء في بلاد غريبة برغم ان الارض هي نفس الارض والسماء نفس السماء لكننا غرباء برغم الامان الذي نعيشه وهاهو العيد يحل بننا وحالنا اسوأ من حال الايتام اذ لا اهل ولا اصحاب ولا اصوات تكبيرات العيد واغلب الاصدقاء والاقرباء قطعو اتصالهم بنا خوفا على انفسهم ان تطالهم الاياد الخبيثة التي طاردتنا وهجرتنا .. يحل بيننا العيد ونحن فرادا وحيدين يلفنا الصمت بصوته الذي يمزق احشاءنا ويقتلنا ببطىء، انه صمت ليس فيه سوى رائحة الغربة وبرودة الوحدة حتى نبضات قلوبنا ما عدنا نسمعها او نشعر بها .
يكذب كل من يقول انه سعيد في الغربة ، فالغربة لاسعادة فيها برغم ما نحاط به من اهتمام وعناية والكثير من المغتربين ينغمس في شتى الممارسات الحياتية هروبا من الوحدة والصمت القاتل مدعيا ان يعيش مع انه هارب من الحقيقة ، فان تعيش شيء وان تحيا شيء اخر والسعادة ذاتها ليست فرحة فالفرح جزء من الرضا والرضا هو الحياة الحقيقية لذا فاننا نبحث عن الحياة بكل معانيها ، فحتى الميت اكلينيكيا يعيش بمساعدة الاجهزة الطبية لكنه ميت غير حي ونحن في الغربة اموات نعيش بمساعدة مؤسسات هذه الدول التي وفرت لنا وسائل العيش الامن ، اما الحياة فقد نزعت منا منذ ان ولى العيد وانتزعت فرحته من قلوبنا وضاع الاحبة في فيافي الارض وبحارها .
عبر الانترنت نقول لبعضنا: كل عام وانتم بخير
كلمات فقدت معناها وحرارتها .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. خسائر بيئية جسيمة وتراجع الطبيعة النقية
- اللغة العربية ونحوها السياسي
- زميلي هشام عبد الخالق عذ را .. فقد تحدثت بلسانك
- خواطر مبعثرة
- رمضان عذوبة كنا نعيشها
- العلمانية هي الحل ........ الخطاب الديني دمر الحياة العامة و ...
- من يشاء مواجهة امريكا فليواجهها ولكن بعيدا عن العراق
- اكبر عملية احتيال ونصب سياسي على الشعب
- الخزينة سرقت والعقول قتلت وهجرت والجهل ساد …. ...
- العقيدة ليست من السماء بل نتاج بشري ….. ...
- ايران تتحدى امريكا واسرائيل بالعراقيين ........... ...
- من كوابيس بلاد ما بين القهرين
- الاسلام السياسي وتدمير العراق
- بعد تجاوز ايران الحدود الدولية في العمق العراقي ( 30 60 ) ك ...
- اكثر ما كتب عنها للاستهلاك الاعلامي والدعائي .....… ...
- سرجون الاكدي رائد العلمانية واول من فصل الدين عن الدولة ………… ...
- خطة لاعادة العاكوب الي منصبه ......... الاحزاب الدينية اغرقت ...
- ويسألونك عن العراق ......... قل لهم : برهم يقول انه محظوظ
- الموصل المنكوبة والاخطار المحدقة بها والاياد الخبيثة
- العراق هو العراق واهله عرب اقحاح …..... ...


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد شفيق توفيق - تهاني الكترونية باردة