أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رزكار نوري شاويس - بين الصراحة و الوقاحة














المزيد.....

بين الصراحة و الوقاحة


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 6249 - 2019 / 6 / 3 - 02:49
المحور: المجتمع المدني
    


أن تكون صريحا فإنك قد تقحم نفسك في معضلة لا حل لها أو ورطة لا تدري كيف تخرج منها خصوصا في ثقافات تخلط الصراحة بالوقاحة و تراهما وجهين لعملة واحدة .
و هناك من يرى في الصراحة حماقة ..! و منهم من يراها صلافة و قلة أدب ، و اخرون يعتبرونها معيارا
من معايير الشجاعة و البداهة ، أو براءة و سذاجة و يعدها الكثيرون تهورا و طيرانا خارج السرب ..
و بمعزل عن كل ذلك ، تبقى الصراحة مالكة لخصوصيتها حسب ضرورتها و تواقيت و أساليب اطلاقها ، وهي سلاح ذي اكثر من حد يستوجب التعامل معه بحرص نابه لاستخدامه بالشكل الذي يحقق الغاية . فكما ذكرنا فهناك حالات استخدام لا عقلانية لها تستحق و بكل جدرارة و صفها بالحماقة و الطيش ، فبعض الآسرار و الخصوصيات الشخصية لا تتحمل الآقتحام الصريح لها الذي يتحول فتيلا يفجر قنبلة تعقد الأمور أكثر بدلا من ان تكون اداة للوصول الى فهم مشترك لحل ازمة و فكّ عقدها ..
و الصراحة تحتاج ثقافة ، و ثقافة الصراحة كسلوك اجتماعي في مجتمعاتنا الشرقية المتزمتة ، إن لم تكن معدومة بالأساس ، ضحلة .. فنراها حتى و إن كانت بنية اصلاح او تصحيح موقف أو كأنتقاد مهذب جميل ، ينظر اليها فورا كوقاحة و اهانة او تعبيرا عن حالة عداء و رفضاَ مطلقاَ لواقع مقدس ، بدلا من أن ينظر اليها كنافذة تفتح على المشهد الواقعي و الصورة الأصلية للموضوع او الحدث ، بهدف تجاوزالتصورات الخاطئة و الأضافات المفبركة ، بحثا عن و فاق و مصالحة و اتفاق ..
و الصراحة قد تمنح الكثير من الراحة النفسية لمطلقها ، لكنها في بعض قوالبها عواقبها الخذلان و الندم . نعم هنالك الكثير من الناس ممن يتصدون بعنف او ردود افعال مبالغة فيها للصراحة بأعتبارها وقاحة ، لكنها كضرورة اجتماعية ترتبط بالوعي و السلوك الفردي و العام ، و كثقافة تعامل جدي مع الواقع يجب فصل الصراحة عن الوقاحة و فهمهما كأتجاهين متعاكسين و متناقضين بالكامل ، فالصراحة الموضوعية الواعية مطلوبة كضرورة ايجابية اصلاحية لتنقية النفس البشرية من روح الآنتهازية و المداهنة و النفاق و تبني الحقيقة كما هي بفضح الباطل و شطبه من الفهم .. فقط الحقيقة المنقاة من الشوائب و الأضافات و من التحريف و التحويرات و بالشكل الذي يضع نهايةحاسمة لسوء الفهم ويمنع ا ستمرار المضي على الخطأ .
أما الوقاحة ، فهي لا تعبر ألا عن حالة رد فعل عصابية او انفعال سلبي مريض خصوصا اذا جاء من دون سبب واضح ، فلا يستشف منه شيء غير حقد كامن و اشهار فجائي لحالة بغض و عداء كامنين الامر الذي يؤدي على الأغلب الى تصعيد الموقف الى حالة صِدامْ و أحيانا صِدام عنيف ، بعكس الصراحة بمفهومها الثقافي الحضاري و كحالة راقية من حالات شفافية التعامل مع الآخرين ، الذي يحمل في جوهره النية المخلصة و المحاولة الجادة لتصحيح اشكال او تقويم اعوجاج قد تسبب في حال استمرارها المزيد من الخسائر و
الأضرار ..
خاتمة لهذه الملاحظات ، أقول :
ليس الخلل في الصراحة و انما هو في ناس تصدمهم الصراحة و الوضوح ، فتراهم ينفرون منها و يطلقون عليها اقبح النعوت ..
و اقول ايضا :
كونوا صُرحاء مع كل من يبحث عن الحقيقة و يحترمها ، فالباحثون عن الحقيقة أشخاص يمكن الوثوق بهم .



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختصرات
- مدن الوهم
- حلبجة ، وجع أمّة و وطن *
- - صمت .. -
- مختصرات (2)
- العراق .. و شيء عن الأستقرار
- مختصرات ..
- أرَقْ ..
- حول التعصب ايضا ..
- مقاربات (3) - أن تكون كورديا ..
- وداعا إبن الجبل الأشم .. وداعا جوهر صديق شاوَيْس
- مقاربات .. (2)
- شيء عن الحقيقة ..
- مقاربات .. (1)
- عقول مغلقة بأقفال صدئة ..!
- في ساعة أرَقْ (2)
- استقلال كوردستان ، قضية ضمير و حق من حقوق الحياة ..
- الكورد الفيليين و ورثة السياسات العنصرية
- نحن الشعوب المسطولة ، بين الصح و الخطأ ..
- الباكون و المتباكون على وحدة تراب العراق ..


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رزكار نوري شاويس - بين الصراحة و الوقاحة