أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية د - الذروة والانهيار في الحضارة الاقطاعية 1- 3















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية د - الذروة والانهيار في الحضارة الاقطاعية 1- 3


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 11:46
المحور: القضية الكردية
    


إذ تم الخروج منها بطريقتين :
أ: إن إصلاح المسيحية يعني تأميم الكنيسة وبدأ ذلك يحقق نجاحاً ابتداءً من عام 1500م، مما أسفر عن دولة حقوقية ديمقراطية معاصرة، ومن الواضح أن استناد الإصلاحات إلى البرجوازية كطبقة اجتماعية جديدة، هو تحول إيديولوجي يعتبر خطوة إلى الأمام، والتي نشاهد عدة أمثلة مشابهة لها في التاريخ، وهي أحد الخطوات الأساسية التي أنهت الحضارة الإقطاعية في أوربا.
ب: تمثل الانطلاقة العلمانية طريق التفكير العلمي، الذي قطع جميع روابطه مع الكنيسة، وسيحاول الفرد الذي يعتمد على العلم رسم قدره بحرية دون الرجوع للإله، و كان يحاول أن يصبح ديناً جديداً مع مرور الزمن، وأن يرسم طريقاً يمكننا تسميته بالدين العلمي الذي يتضمن أخطاراً كثيرة، وهذا هو الذي تحول إلى تيار ليستمد منه عصرنا أشكالها.
كان الفرد سيفيض بالقومية والعلمية التي كانت ستتطور عن طريق اللغة القومية والثقافة والآداب، وكان المجتمع الألوهي المتطرف سيتحول إلى مجتمع لا ألوهي متطرف، وسيؤدي إلى مصدر خطر مختلف عن طريق الفرد الذي أله نفسه أو أنه سيقع في الخطر.
وكانت الكنيسة المزدهرة المغلوبة على أمرها، ستواجه هذه التطورات بغضب، وستحاول الانسجام مع التطورات المتجسدة لتواصل التزامها بذكريات الكهنة والراهبات، ومواصلة بذل جهودها من أجل أن تكون الضمير الحي لمجتمع فقد ضميره.
لقد حصل المجتمع الإسلامي على علومه الكلاسيكية في عصر الإمبراطورية العباسية. وهذا النمط الذي يستند إلى التفسير السني للإسلام، هو المجتمع الذي أخذ شكلاً رسمياً وتحول إلى دولة، وانسجاماً مع جوهر الإيديولوجية الإسلامية انزلقت الدولة بسرعة إلى المونارشية" الملكية المطلقة". فالنتيجة الطبيعية لمصطلح الله عند النبي محمد السلطة المقتدرة. إن جميع الإيديولوجيات الاجتماعية الطبقية تعد مسرح السلطة السياسية حسب مصطلح الله الذي تكونه، ويتم القيام بأكبر تحريف في التاريخ بأقنعة الآلهة، ولا تهدف جميع النشاطات التأليهية أو تركيزها الذهني، إيجاد الحقيقة السامية كما يعتقد، وحتى لو تم الاعتقاد بذلك فإن لم يجبر إدراكها، فإنه يتم أعداد الأرضية للنظام من أجل المجتمع الطبقي، ويتم خلق القوة المعنوية للسلطة. لم تقبل الإنسانية السلطة السياسية الجافة كما هي دون الاستناد إلى بنية معنوية قوية، وسلطة ذهنية، ليتم تغليفها وتقديمها وتقدم من ثم للمجتمع، ويتم فتح الطرق أمام الحكم بتقمص الأشكال الإلهية.
كان العمل الأساسي للكهنة السومريين والمصريين هو خلق الأقنعة الإلهية للحكم السياسي المتصاعد، ويتم شرح ذلك بوضوح عبر الميثولوجيا. فبينما كان الحثيون والإغريق ينقلون النسخة الثانية من ذلك باتجاه الغرب، كانت الهند المخرج والمقدم البارع لخلق الأقنعة الخاصة بالشرق، بعد أن تصبغها بآلاف الألوان، وكان خلق الميثولوجيا وتكوين الآلهة والقيام بالأعياد وحفلات الذكريات السنوية مرتبطاً بها، ويشغل مكاناً هاماً لدى سلطة النظام العبودي، وكانت قوة طبقة الكهنة تكمن في القيام بهذه المهمة بنجاح، ويرجع سبب تأثيرهم في التاريخ لهذه الدرجة، إلى دورهم الذي لا يمكن التخلي عنه في تحقيق مفهوم السلطة وديمومتها. إن ترك هذه الأدوار الأساسية جانباً والاتجاه نحو تقديس الإله المجرد ونقاشه وصراعه كحقيقة، هو من اكبر المغالطات الأساسية. ولا يمكن لأي حكم أو قوة أو سلطة مادية سياسية أن تواصل وجودها بطريقة عادية دون وجود ذلك التحريف. إن اعتقاد الملك ـ الرب، الذي يعتبر القناع الأساسي للنظام العبودي لا يمكن أن يكون إلا بالبنية الذهنية لمرحلة الطفولة البشرية، وكانت أقنعة الآلهة تتمزق وتسقط كلما تطور الإنتاج وكلما تقدم المجتمع الطبقي، وكلما اتضحت علاقة النظام بالاستغلال، عندها ستظهر الحاجة إلى أشكال وأقنعة جديدة. لم يكن إنتاج كل هذه الأقنعة من أجل تحريف وخداع الإنسان بقصد وعن علم، إنها ثقافة معتقدات وكانت تكتسب قوة تحميلها للعقل كحقيقة كبيرة، لأنها كانت تتقمص خصائص تابو قوية. ويجب أن نعرف جيداً أن الإنسانية كانت مؤهلة لذلك من الناحية الذهنية في المراحل الأولى للمجتمع الطبقي، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار بأنه تم القمع والاستغلال السياسي عبر تقديمه كأكبر حقيقة لأكبر كذبة، وكقاعدة للمجتمع الطبقي .
لا يمكن للعصر الإقطاعي أن يسير بالآلهة التي تمثل الأقنعة الخاصة بمرحلة الطفولة، وكان الإدعاء الأساسي للأنبياء والفلاسفة هو أنه لا يمكن أن يكون الله إنساناً، إن كشف أقنعة الإله بهذه الطريقة مهم جداً، وحدث ذلك لأن تطور الوعي لدى الإنسان ومستواه الذهني بات يستوعب اللعبة جيداً، وكانت هناك حاجة لتفسيرات طبيعية لمصطلح الإله الجديد. وخفض الأنبياء مصطلح الإله الذي لم يكن إنساناً، لتوحيد وتعميم القوى الاجتماعية والطبيعية، وإرجاعها إلى الواحد، لذا نقلوه إلى ما بعد السماء، إلى مكان لا يمكن معرفته أو مشاهدته، وهنا يوجد وضع تاريخي يرافق تجاوز مرحلة النمط النمرودي والفرعوني المطلق، وتحاول الإنسانية الابتعاد خطوة عن مصيبة الإنسان الإله والإله ـ الملك، وتهدف الدموع والحب ومظاهر العبادة أمام كائن يبث الخوف كثيراً، إلى التخلص من هذه المصيبة على الأغلب، وتلعب هذه المفاهيم دوراً كالتعبير عن الشكر في العصر النيوليثي لكونه لا يوجد استغلال فيه. إن الفلاسفة أما اعتبروا الله السبب الأول، أو انه كائن في كل ذرة وبهذا يكون امتداداً للطبيعة، وبذلك دفعوا فكر الإنسان خطوة إلى الأمام ويخلصون الإنسان من مخافة الله. وفي كلا الوضعين فإن تطور المجتمع الطبقي يلعب دوراً في إنقاذ الذهنية من مرحلة الطفولة، وبهذا تدعو الحاجة إلى إله ودين جديدين ومصطلحات فلسفية جديدة، وبهذا الشكل يستمر ويتطور الإرث التاريخي بهذا الشكل.
بديهي ان يشمل مصطلح الله عند النبي محمد هذه المرحلة التاريخية، فتعريف الإله، لا يشمل مصطلحات الإله الميثولوجي السومري والمصري، ومصطلحات الفلسفة الإغريقية والرومانية، والتي لم تكن تخدم المجتمع الإقطاعي، وكان محمد يشهد صعوبات إيديولوجية كبيرة لإدراكه العميق لهذه الحقيقة، لدرجة كان يغمى عليه ويتصبب عرقاً كما هو معروف. إذ ان المجتمع الإقطاعي يمر بمرحلة متقدمة من الكونية والتعمق ويجب أن تكون هويته الإيديولوجية مواكبة لذلك، بحيث يكون مصطلح الله بشكل خاص مقنع ومؤثر وموجود في كل مكان ومراقب وأقرب الى الإنسان من حبل الوريد، وبذلك يتم فتح الطريق المعنوي للسلطنة أو ملكية السلطة الإقطاعية المحتملة، ويتحقق ميلاد الفكر والإيديولوجية كأحد دقائق فن الإدارة الطبقية، وكانعكاس لها، يطلق وصف أكبر قوة على الله، بينما تسمى السلطة الإقطاعية بظل الله، حيث يتم قلب الوضع رأساً على عقب، لتصبح السلطنة الحقيقية للخلافة، بينما انعكاسها هو الله، وبذلك يتحقق التوازن في الهوية الاجتماعية، وينفتح الطريق أمام نقاش دوغمائي حول الله على مدى قرون طويلة، وبهذا الموقف العلمي نستطيع فهم أبعاد دوغمائيات تلك المرحلة بشكل أفضل.
إننا لم نقصد هنا التقليل من مصطلح الله، بل إعطاءه معناه الحقيقي. إن المصطلحات هي وقائع مثلها مثل الكيان الاجتماعي، ولها تأثير بمقدار الاقتصاد على الأقل، ولا يمكن أن نستصغر تطوير النبي محمد لمصطلح الله. فأخطاء الماديين الفظين في هذا الخصوص سلبية بمقدار ما يقوم به المثاليون على الأقل، ويؤدي إنكار الماديين للرب إلى نفس نتيجة ادعاءات المثاليين الذين يرون الله حقيقة مطلقة، هذا يعني تحريف المعنى الحقيقي لكيان اجتماعي من خلال نظرة علمية اجتماعية صحيحة.
إن الإبداع الإيديولوجي للمجتمع الإقطاعي، هو عمل يتطلب مهارة أكثر من الإبداع العملي وأكثر صعوبة، ويشبه ذلك الفرق بين ولادة طفل بصحة كاملة وبين نشأته العادية. إن تقنيع ذلك في المجتمع الإغريقي بقربه إلى الإنسان وتشابهه معه، وعدم قدرته على الخلق الكبير، وبما يتماشى والفيدرالية العشائرية، قد أثر على التحول إلى دولة وديمقراطية أثينا فيما بعد. لقد أدى مفهوم الله المتميز عن الإنسان، والمتسم بالقوة الخارقة في الأديان التوحيدية إلى المجتمع السلطوي، وسلطنة السلالات، وتلعب الهوية الإيديولوجية دوراً أساسياً في تشكل المجتمع بشكل عام، وفي تكوين السلطة السياسية بشكل خاص، وذلك يشكل جواباً على السؤال التالي: لماذا لم تتطور الديمقراطية والجمهورية في المجتمع الإسلامي؟، وهذا يعني أنه لا يمكن للمجتمع الإسلامي، الذي أخذ طابعه من البنية الإيديولوجية الموجودة، أن يتحول إلى مجتمع ديمقراطي دون تجاوز هذه الهوية الاجتماعية. أي دون أن يعيش علمانية منسجمة، فتحقيق العلمانية الحقيقية عن طريق تحليل وتجاوز الهوية الإيديولوجية التقليدية عبر التاريخ، والمتجذرة في أعماق المجتمع حتى ذراته، وتحقيق الجمهورية العلمانية والمجتمع والسياسة الديمقراطية مرتبط بذلك.
رغم ذلك فإن الدور الأولي لمصطلح الله عند النبي محمد، هو تقدمي وخلاّق ومعطاء وقوي، ويدفع إلى الممارسة، ويحقق سمواً على الصعيد الذهني، وقد لعب دوره التاريخي بنجاح، ولكن ستبدأ البنى الثقافية المتعددة بالضغط على المصطلح عندما يصل هذا الأخير إلى مرحلة النضج. وتواصل المجموعات العرقية المحلية، والقوميات، تغطية المصطلحات الموجودة في ثقافتها بستار الله، وبذلك تم الدخول في مرحلة الخداع في مواجهة الله، فأصبح لكل مجموعة مصطلحها الخاص بالله الذي يواكب مستوى مصالحها، فإلى جانب السنة الرسمية تتعدد وتنتشر المجموعات الإسلامية غير الرسمية كالباطنية والصوفية،
كانت المجموعات المعارضة ولاسيما الفاطميون والقرامطة، تعارض النظام، وكان يتم تبني معتقدات غريبة يتطور فيها التصوف، ومع الوصول إلى مرحلة الذروة للمجتمع والدولة الإسلامية، أصبح الفلاسفة الإسلاميون أمام مهمة إنقاذ المجتمع والدولة الإسلامية، مثلما ظهر أرسطو كأكبر فيلسوف من أجل إنقاذ مجتمع المدينة والدولة الإغريقية.
لقد شهدت المرحلة ما بين القرن العاشر والثاني عشر بعد الميلاد، تطورات سياسية كبيرة في هذا الاتجاه، وكان تشابك التطورات الاجتماعية والسياسية تنعكس على البنية الإيديولوجية الفوقية، مما دفع الكندي والفارابي وأبن سينا وأبن رشد الى إضفاء الفلسفة على الإسلام، أي انهم مثلوا دور أرسطو ورفاقه للمجتمع الإسلامي، وذلك بهدف إنقاذ المجتمع والدولة اللتان بدت تلوح فيهما بوادر الانهيار، وليس لإثبات مصطلح الله. وتدل النقاشات الواسعة على تعاظم الأزمة، وكيفية الخروج منها بطريقة صحيحة؛ إن جوهر هذه النقاشات متشابه في كل مرحلة مشابهة، وإن ما يجب إنقاذه هنا هو الدولة والمجتمع وليس الله المجرد. ويكتسب مصطلح الله تفوقاً إيديولوجياً إلى درجة أضحى منطقياً، ولذلك فإنه يكون قد قدم خدمة كبيرة من أجل بقاء المجتمع وديمومة الدولة، وكان الفلاسفة يؤدون الخدمة التي كان يؤديها الكهنة. لقد خلق الإسلام فكراً فلسفياً لاهوتياً أكثر تطوراً من المسيحية. فلابن سينا أثر يماثل أرسطو. وحينها كان الفكر العلمي وتراكماته متفوق على أوربا، إذ كانت أوربا تترجم المراجع الفلسفية والعلمية الشرقية في تلك المرحلة مثلما نقوم بترجمتها اليوم عن أوروبا، كما لم يستطيع الفكر العلمي الذي حقق تفوقاً لدى المسيحية إظهار ذلك التفوق في الشرق، لان نمط التفكير الإسلامي المتعصب قيّم المكتسبات العلمية والفلسفية الموجودة بالكفر.
لقد انتهت مرحلة الفكر الفلسفي بالإمام الغزالي والأشعري. ويعتبر القرن الثاني عشر الميلادي بداية عصر التعصب الذي هيمنت فيه الدوغمائية الصلبة على الإسلام، وانعدمت الثقة بالعلم وظل الطريق "العلمي" الوحيد هو الالتزام بالقرآن والسنة، وعلى مستوى الكلام فقط، ولقد شهدت المسيحية تطوراً مشابهاً لذلك نحو التعصب، إلا أنه تم فتح طريق امام الإصلاح وتطوير الذهنية المستقلة أكثر من غيرها، بينما دخل الإسلام إلى مرحلة تاريخية مظلمة لعدم تطويره طريقاً خاصاً به للإصلاح والعقل بشكل مستقل عن الدين، وعند تقييمنا التطور التاريخي نرى أن ثقافة الشرق الأوسط التي لعبت دوراً طليعياً منذ ولادة الإنسانية، أي من العصر النيوليثي10000 ق.م ـ 1200 م، قد تركت دورها للحضارة الرأسمالية الأوروبية بعد ذلك التاريخ، وفي الحقيقة فإن أكبر مهمة تاريخية هي البحث عن أسباب هذا التغيير في الأدوار من جوانب متعددة، وحتى الآن لم يقم أحد بهذه المهمة، ولكن بعض المؤرخين الغربيين مثل "غوردن تشايلد"، "اس. ن. كارمر"، حاولوا بجهودهم الخاصة تصحيح هذا التطور التاريخي، فالدفاع بالسبل الدينية الجافة لن يكون ناجحاً على الإطلاق، والدفاع عن التفوق القديم لا يعني أي شيء، بينما الأمر الأهم هو معرفة أسباب التراجع التاريخي وإظهار هذه المرحلة بكل أبعادها.
إن كشف النقاب عن بدء مرحلة التعصب والتراجع، التي تم دخولها بها باسم الإسلام عن طريق المجال الإيديولوجي سيؤدي بنا إلى الأسلوب الصحيح، كان الشرق الأوسط في تلك القرون يتفوق على أوروبا من حيث الغنى المادي والتطور الاجتماعي والعمراني، ولم يكن في هذه الساحة ما يشير الى التخلف، إذ كان الشرق الأوسط جذاباً بالنسبة للأوربيين، بغناه وجماله الخارق يمثل تفوق المستوى المعيشي الذي كان أهم أسباب الحملات الصليبية، ولذا لا بد من البحث عن أسباب التعصب والتردي في المجال الإيديولوجي. لقد خطت أوروبا خطوات هامة في مجال العلم في القرن الثالث عشر، وبدأت مرحلة الإصلاح الديني في القرن الرابع عشر، وكان القرن الخامس عشر هو بدء عصر التنوير، أما المجتمع الإسلامي في تلك المرحلة فقد تعرض لتطورات معاكسة تماماً، لدرجة اتهام المدارس الفلسفية بالزندقة، وأوصدت أبواب الاجتهاد، ومورس التعذيب ضد الذين طرحوا أفكاراً مميزة، وتم سلخ جلود الذين يبدعون أفكاراً فلسفية جديدة، مثل السهر وردى عام 1190م، الى حد اعتبار عدم الثقة بالعلم والعقل من الواجبات الأساسية للإيمان، وتم تلحيد الفلاسفة والعلماء كابن سينا والفارابي، واستند هذا العصر على المعلومات المقتبسة، والروايات الضيقة الأفق، وتم اعتبار حفظ القرآن والسنة علماً بحد ذاته، وتم اعتبار التفكير الحر للعقل من أعمال الشيطان، وأغلقت جميع الأبواب أمام المعلومات العلمية. وبدأ عصر سفسطائي اعتبر فيه التعصب العقلي المتشدد والمخيف، والذي لم يشهد الشرق الأوسط له مثيلاً في التاريخ ذات ميزة وقيمة، إن هذه المرحلة السفسطائية لا تليق بالشرق الأوسط، كما أنها السبب الأساسي لفقدان التاريخ المزدهر وفقدان الذاكرة، إنها بداية لفقدان التاريخ والتراجع.
سيكون من الصواب تقييم هذه المرحلة كفاجعة كبيرة للشرق الأوسط والمجتمع الإسلامي. إن هذه المرحلة خانت أكبر ثقافة رائدة للبشرية. وكانت سبباً في إنجازات كبيرة وفتح عصور جديدة على مدى15000 عام تقريباً، وتقوم الآن بالتنكر لعظمتها وتدفنها في القبر، فالقبور المصرية والسومرية الباهرة ليست هي المهمة فقط، إذ تم قبر الثقافة الباهرة الدائمة في الشرق الأوسط وسط آلام كبيرة، هذه المقابر لا نعلم ما تحتويه حتى يومنا هذا.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الخضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية د - الذروة والانهيار في الحضارة الاقطاعية 1- 3