أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - بشار ...ولحظة انهيار امبراطورية الفساد ...8















المزيد.....

بشار ...ولحظة انهيار امبراطورية الفساد ...8


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 08:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الثابت علميا ً وعمليا ًأن تقدم أو تخلف أي دولة في العالم يرجع بشكل أساسي إلى عاملين اثنين رئيسين : الأول هو البرنامج السياسي الذي يحدد الهدف المركزي الإستراتيجي لنظام الحكم ويوفر الغطاء التشريعي والقانوني الذي يحدد مساره في المستقبل , والثاني هو فعالية الجهاز الإداري ( جهاز إدارة الدولة بكافة مفاصلها ) وطبيعة هيكليته التنظيمية وهويمثل الجهاز التنفيذي الذي يعتمد على ميكانيكية معينة تسير بطريق محدد أيضا ً لتحقيق البرنامج السياسي , بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى الثانوية المساعدة في تجاوز المعيقات التي يفرزها واقع المجتمع ومستوى تفاعلاته الداخلية وتأثير العوامل الخارجية عليه , وتجيير كل ذلك باتجاه تصحيح وضبط حركيتهما باتجاه واحد للوصول إلى تحقيق الهدف السياسي المطلوب في نهاية المطاف .
ومن الثابت أيضا ً أن البرنامج السياسي والجهاز الإداري في كل أنظمة الحكم هما توأمان يلدان من رحم الحاضنة السياسية العليا ويكونان متماثلان في الطبيعة والبنية والتركيب والهدف ,ومتجاوبان بتناغم في سرعة وشكل الحركة , وموجهان بتأثير مشترك للتحكم في مسارشؤون المجتمع, ومتناوبان بين الحين والآخرمظاهرالقوة والقدرة على الفعل وضبط حركة المجتمع على إيقاع معين مفيد أو ضار,وتغذيته باستمراربعوامل معززة للوصول إلى الهدف المنشود,وفي حالتنا السورية مخرب ومفسد وأكثرمن ضار.
ومن المعروف الآن في سورية وغير المألوف في السياسة أن النظام الديكتاتوري الذي حكم ويحكم سورية لأكثر من أربعين عاما ً مستمرا ً وبدون شرعية دستورية ولا شرعية شعبية أو وطنية , وأن برنامجه السياسي حدده أصلا ً بشكل لا يتوافق مع رغبات الشعب بل بالضد منها , ومستمر رغم الفشل المطلق بتحقيق أي شيء مفيد للمجتمع أو الحفاظ على المستوى الذي كان عليه , فشل أكثر من مزدوج في التنمية والبناء في السياسة والإقتصاد , في الحرب والسلم في الحفاظ على الوحدة الوطنية , في العلاقة مع الشعب والعلاقة العربية والخارجية ,في مواكبة التطوروالزمن , باختصار نجح بامتياز في الفشل العام وفي هذا الإطار يحمل أرفع وسام للفشل والإستبداد ,وسام فساد البلاد والعباد ,وسام المستبدين والفاسدين والمنحرفين بامتيازعلى مر الأيام وتتبابع السنين .
وتسلسلا ً في عرض حالة الفساد في سورية وبما تعكسه مرآة مجسمة محايدة للصورة السورية كاملة ً في اللحظة الراهنة من حياة الشعب , يتبين بشكل واضح الدور الكبير والخطير الذي لعبه ويلعبه جهاز إدارة الدولة , الجهاز الإداري الحكومي الذي يمثل فساد الديكتاتورية والإستبداد بكامل أبعاد وألوان الصورة المنهارة التي تظهر سورية بها اليوم , الجهاز الإداري المتخلف والمتكلس في البنية والهيكلية وفي الوسيلة والأداء حيث أصبحت البيروقراطية هي طريقة الأداء الوحيدة التي تخنق الدولة والمجتمع ,البيروقراطية المزمنة التي أنتجها غياب القانون وتحولت إلى طبقة خطيرة تمثل سرطان نشط يأكل بنية الدولة ونسيج المجتمع , البيروقراطية التي أنتجتها العائلة المتسلطة على الشعب والسارقة لثروة الوطن تحت حراسة رأس النظام السياسي لها المتمثل بالديكتاتور الفاسد الكبير حافظ أسد " قائد المسيرة " وجميل أسد " قائد المسار " ورفعت أسد " قائد " سرايا النهب والدمار, وامتداداتهم العائلية والفطرية الطفولية والوصولية على مستوى أجهزة الحكم .
وبنظرة سريعة على تكوين الجهازالإداري الذي اعتمد عليه النظام لبناء امبراطورية الفساد , نرى بوضوح أن الأدوات الأساسية والفاعلة في تركيب الإدارة العامة للدولة والتي مثلت العصب المحوري لتنفيذ برنامج النظام ,كانت في معظمها يتم اختيارها على أساس عصبي أولا ً, ومصلحي مرتبط بالمنفعة والولاء للفساد ثانيا ً , وجاهلة وغير فنية ولاعلاقة لها بالإدارة أو القيادة سوى بخدمة النظام ومشاركته في النهب والتخريب وتغطية جرائمه وفساده ثالثا ً ,وريفية بعيدة عن السياسة وعلم الإدارة دفعها النظام وورطها في جرائمه وفساده لتكون جزءا ً منه على الدوام رابعا ً,وبالتالي ربط مصالحها بالدفاع عنه في السراء والضراء في الهزائم والجرائم في النكبات وتقاسم الثروات وكأنها غنائم لهم ولورثتهم خامسا ً ,و تمتعها بصلاحيات تجاوز القانون سرحت ومرحت قتلا ً ونهبا ً دون أية مراقبة أو محاسبة وأضفت على الإدارة طابع الفوضى والرشوة والمحسوبية التي تشكل بداية الإنهيار للمجتمع سادسا ً, واتبعت سياسة الترهيب والترغيب , والتجويع والتبليع وحصرت الشعب في دوامة الحصول على لقمة عيشه وحرفته وخدرته حتى تمارس انحطاطها بدون رقيب أو حسيب سابعا ً , وبغياب خطة إدارية مركزية منهجية الأمر الذي وفرلها قدرا ً كبيرا ً من المرونة لا في تطوير الدولة وتفعيل أدائها في خدمة المواطنين بل التفنن في سرقة البلاد والعباد ثامنا ً , ومع مرور السنين أصبحت تملك قدرة عالية على التكيف مع المعطيات الجديدة وتمكنت من الإلتفاف على أية مسؤولية والإستمرار في أداء دورها التخريبي تاسعا ً, واستطرادا ً أصبحت هي النظام العائلي الذي نزع قناع الوطنية المزيف ودخلت الطورالجديد والخطيربنقل الحكم بآلية الوراثة عاشرا ً وأخيرا ً .
والخطير في الموضوع هو أبعاد فساد الإدارة السلوكية السلبية على مستوى المجتمع وحياة الإنسان اليومية العادية البسيطة التي تحكمه من ضريبة المهد إلى ضريبة اللحد ومابينهما من مسلسل إهانة الكرامة الإنسانية التي سار ويصر النظام الفاسد على السير فيها رغم كل مآسيها الإنسانية التي فاقت حدود الوصف وقدرة الفرد البشرية على التحمل .
والخطير أيضا ً أن أداء الجهاز الإداري لعمله بهذا الشكل التخريبي لبنية الدولة وتشويه أخلاقية الفرد لم يكن سوء تقدير وانعدام قدرة شعب على الحياة مع العصر بقدر ماكان منهج مبرمج ومدروس بدقة وعناية لص محترف وإصرار مخرب ورغبة عدو وحلمه الخبيث في رؤية دولة وشعب بأكمله يغرق في مستنقع الفساد وبه وفيه تكون كل الغاية الشريرة والهدف الخبيث الذي وصل إليه الإستبداد وفيه سيغرق لامحال .
بقي أن نقول : أن فساد الجهاز الإداري الذي ينظم حركة الدولة والمجتمع بشكل كامل يعكس في حقيقته فساد حكومي , وهو بدوره يمثل المانومتر الدقيق الذي يقيس شرعية الحكم أولا ً , ووطنيته ثانيا ً ,وكذبه ثالثا ً , وطبيعته وأهدافه رابعا ً , ومدىقابليته للإصلاح خامسا ً ,وقدرته على البقاء سادسا ً, وهو فساد سرطاني اخطبوتي مصدره الرأس وانعكس على البنية الإقتصادية والإنتاجية والنسيج الإجتماعي والإطار الثقافي والتعليمي والإعلامي وكل مظاهر الحياة الإنسانية ,والذي يدفع للتفاؤل بالمستقبل هو أن قبائل الفساد والفاسدين بدأت تأكل بعضها وهذا سيكون المسمارالأخير في نعشها ....!.وللحديث تتمة ....



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة ....اسمها الطائفية ..
- جبهة الخلاص الوطني...الخروج من نقطة الصفر
- الديموقراطية.. الثقافة ..السياسة ..واختلاط الفهم والمفاهيم
- اغتيال الحرية..اغتيال جبران تويني .. اغتيال الحياة .! .


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - بشار ...ولحظة انهيار امبراطورية الفساد ...8