أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد بلمزيان - الهجرة والعمران














المزيد.....

الهجرة والعمران


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6247 - 2019 / 6 / 1 - 00:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


غالبا ما يقترن الحديث عن الهجرة كموضوع سوسيولوجي بموضوع التنمية، على اعتبارأن الهجرة ونقصد هنا مساهمة المهاجرين بشكل من الأشكال عبرالتحويلات المالية في إنماء بلدانهم الأصلية وتدخلها في إحدى القطاعات الإجتماعية،ويضخون عملة صعبة لا يمكن إغفال دورها الهام في مجالات حيوية، ولاشك أن منطقة الحسيمة كانت من المدن المغربية الأوائل التي عرفت حركة واسعة من المغاربة المتجهين الى بلدان أوربا الغربية بحثا عن العمل ،قبل أن تتوسع لتشمل الكثير من البلدان في شتى أنحاء المعمور،وبالتالي فإن مدنا بأكملها عرفت انتاشة عمرانية واسعة منذ بداية سنوات الأولى من ثمار هذه الهجرات المتتالية، خاصة في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، وعلى سبيل المثال لا الحصر فمدينة إمزورن، كان لعامل الهجرة دورا حاسما في توسيع عمرانها وتمطط البناء في شتى المناطق المجاورة، وأصبح التهافت على العقار في سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن بشكل مثير، الشيء الذي انتشرت معه ظواهر العشوائية في البناء وعدم احترام مواصفات التعمير في الكثير من الأحياء والمناطق، وبقدر ما أن البناء عرف انتعاشا وتزايدا كبيرين على اعقار، فإنه هذا التوسع لم تقابله عملية التهيئة لتلك الأحياء من حيث التجهيز بقنوات الصرف الصحي والربط بالماء والكهرباء، وبقيت أحياءا هامشية الى حدود السنوات الأخيرة.
وفي اعتقادنا فإن الهجرة التي عرفتها المنطقة في البدايات الأولى لسنوات بعد الإستقلال، قد ساهمت في ميلاد حركة عمرانية لا عهد للمنطقة بها، كما ساهمت الى تمتين روابط التواصل العائلي بين الوطن والمهاجرين،والحفاظ على ذلك الحس التضامني والتكافلي بين الهجرة والوطن، فقد كان مغتربا واحدا يتكفل بأفراد كثيرين من الآباء والأشقاء والأعمام وغيرهم، وما يزال هذا السلوك موجودا رغم انكماشه وانحساره في السنوات الماضية بفعل الأزمة الإقتصادية التي ضربت البلدان الأروبية.
وقد يتسع مجال مساهمة الهجرة في التنمية الى مجالات أخرى، من قبيل قيام بعض المهاجرين بأنشطة خدماتية وتجارية وفرت فرصا للشغل لا يستهان بها،بالرغم من محدودية هذه المحاولات الرامية الى استثمار رؤوس أموال من العملة الصعبة في إطار تشجيع فرص العمل، رغم أن ما يلاحظ من تركيز واسع و استثمار المهاجرين في قطاع التعمير أكثر من غيره من القطاعات الأخرى، لكن لا يمكن إغفال دور الهجرة في تسريع حركة تمدين كإمزورن ، والتي حولتها الى قطب حضري في ظرف قياسي، كان بإمكانها أن تتحول الى قطب حضري مهم، لو صاحب هذه الإنتعاشة العمرانية تصور هندسي جمالي وبيئي للمدينة ، للحد من جشع المضاربين العقاريين، الذين حولوا مناطق غير مهيكلة الى أوراش للبناء مفتوحة لاتنتهي فيها الأشغال إلا لتبدأ من جديد، مما أدى الأمر الى غلاء فاحش للعقار المعروض للبناء، أمام تزايد متعاظم للطلب خاصة الموجه للسكن،وهذا ما يمكن ملاحظته بكل يسر في عيوب كثيرة لم تحترم فيها معايير وضوابط البناء، لكن كيفما كانت الأحوال فإن مساهمة الهجرة وأموال المهاجرين في توسع العمران بالشكل الحالي هي بديهية لا يمكن التنكر لها إلا من يعاني من غشاوة في العيون.



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضغاث أحلام
- ظواهر اجتماعية أم انفعالات شخصية ؟
- نسغ الحياة
- متاهة الأيام
- فن إدارة الحوار بين الممكن والمقلب
- على هامش الإحتفالات باليوم العالمي للمرأة (مساهمة التلميذات ...
- حول التحالفات السياسية الهجينة
- على هامش احتجاجات الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد
- السياقة والتهور = الموت .
- أكل غلتهم وسب ملتهم
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 6
- جعجعة بلا طحين عنوان لائق
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 5
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 4
- روايات كنفاني وسحر الكلمة
- الصراخ ليس هو عين الصواب
- شذرات من ذاكرة التجربة الأولى في الكتابة
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 3
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم (2)
- ما أشبه اليوم بالبارحة (!)


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد بلمزيان - الهجرة والعمران