أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - مزيج الفسيخ واللبن














المزيد.....

مزيج الفسيخ واللبن


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 08:25
المحور: كتابات ساخرة
    


ما هو الوصف المناسب الذى يمكن أن تصف به بقالا ذهبت إليه لكى تشترى من عنده لترا من الحليب، لكنه أصر على أن تشترى مع الحليب كيلوجراما من الفسيخ وإلا فإنه لن يبيع! ، ما هو فى رأيك الوصف المناسب لمثل هذا البقال إذا كان هو البائع الوحيد للحليب ( وللفسيخ أيضا) ـ وإذا كنت أنت ـ ياعزيزى القارئ ـ من الذين يشتهون الحليب لكنهم لا يتحملون رائحة الفسيخ ؟! ، .. تذكر أننى أسألك عن الوصف المناسب وليس عن التصرف المناسب الذى يمكن أن تتصرف به فى مثل هذه الحالة ، لكن قبل أن تتسرع فى الإجابة وقبل أن تقول لى ماهو الوصف المناسب لمثل هذا البقال، أحب أن أبوح لك بأننى لا أتكلم فى الحقيقة عن بقال ولكنى أتكلم عن حكومة !! وعلى وجه التحديد عن حكومة الحزب الوطنى فى مصر التى أجبرتنا على تناول الفسيخ مع الحليب مرتين ، وقد كانت المرة الأولى فى عام 1980، ..وعلى وجه التحديد فى 22مايو من العام المذكور عندما خرج الشعب المصرى (فيما قيل)، لكى يدلى برأيه فى تعديل مادتين من الدستور هما المادة 2التى أصبحت بعد تعديلها تنص على أن "مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع" ، وأما المادة الأخرى فهى المادة 77التى أصبحت بعد تعديلها تنص على أنه : يجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى ( إلى ما لانهاية ) ، وبرغم أن نسبة كبيرة من الشعب المصرى كانت تتوق إلى التعديل الأول،إلا أن نسبة أكبر ـ فيما أتصور ـ كانت ترفض التعديل الثانى ، غير أن الصفقة كانت لا تقبل التجزئة ، والـ ( شروة) واحدة ، إما أن تقبل الأمرين معا أو أن ترفض الأمرين معا !!، وهكذا اضطر الذين ذهبوا إلى الإستفتاء على أن يتعاطوا مزيج الفسيخ واللبن وأن يعلنوا قبولهم للسادات وللشريعة الإسلامية معا إلى الأبد!! ، وحين أعلنت نتيجة الإستفتاء وهى أن أكثر من 98% من المقيدين فى الجداول قد شاركوا فيه وأن أكثر من 90% منهم قد قالوا نعم ، حين أعلنت تلك النتيجة كان من الممكن للرئيس السادات أن يرد بكل ثقة على المشككين فى تلك النتيجة بأنها نتيجة منطقية جدا بالنسبة لرئيس مؤمن لشعب مؤمن!! ( على الرغم من تلك الحجة القوية فأنا ما زلت إلى يومنا هذا أشكك فى تلك النتيجة، وأعتقد أن أغلب المواطنين لم يشاركوا فى الإستفتاء أصلا ، وأنهم قد رفضوا ـ ومن المنطقى جدا أن يرفضوا مبدأ تعاطى الفسيخ مع اللبن) ، أما المرة الثانية التى تفضلت فيها حكومة الحزب الوطنى بتقديم مزيج الفسيخ واللبن إلينا فقد كانت فى العام الماضى وفى شهر مايو أيضا، وعلى وجه التحديد فى يوم25/5 عندما طلبت منا أن نوافق على تعديل المادة من76الدستور بحيث يصبح الإقتراع المباشر بديلا عن الإستفتاء ، وأن نوافق فى الوقت ذاته على الشروط التعجيزية التى اشترطتها المادة فى صيغتها الجديدة للترشيح لرئاسة الجمهورية (أن يؤيد المتقدم للترشيح ‏250‏ عضوا على الأقل من الأعضاء المنتخبين لمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات،‏ على ألا يقل عدد المؤيدين عن خمسة وستين من أعضاء مجلس الشعب وخمسة وعشرين من أعضاء مجلس الشورى،‏ وعشرة أعضاء من كل مجلس شعبي محلي للمحافظة من أربعة عشر محافظة على الأقل‏ !!!)، ويبدو والله أعلم أن شهر مايو هو شهر النكبات الدستورية المصرية، وليس شهر النكبات القومية وحدها، وكل مايو وربنا يستر.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيام الصعبة القادمة!!
- غسيل الحكام !
- لا وزن لنا إلا
- أرباب النوابل
- الليل يطارد طفلا فى الليل
- الفسادات
- الشهيد الحادى عشر
- هؤلاء التعساء
- ولد الضايع
- إلى الشاعر الذى لم يعد يكتب إلا للصغار
- زمن 00ما
- الميراث -قصة قصيرة
- هويدا طه
- المبارزة
- الشحاذ-مسرحية شعرية نثرية من فصل واحد
- موعظة أخرى على جبال هذا الزمان
- النجل والنجلان
- أنا أرى .. إذن أنا..
- الناس والكلاب
- يافرحتنا بوزراءإعلامنا


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - مزيج الفسيخ واللبن