أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - الطائفية في الإسلام والمسيحية














المزيد.....

الطائفية في الإسلام والمسيحية


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6246 - 2019 / 5 / 31 - 05:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يقتصر التطرف الديني علي بعض المسلمين كما قد يتصور البعض. فللتطرف الديني تاريخ طويل لم يتوقف, ارتبط بشكل وثيق مع مطامع الحكم باسم الدين, او بالسيطرة علي التابعين في أبسط صوره.
وحيث لا يتصور ان تكون الديانات في جوهرها مختلفة, لأن الهدف منها جميعا هو اعلاء القيم الإنسانية الرفيعة الداعية للخير والناهية عن الشر, يكون المؤكد هو ان التطرف الديني وخلق الإختلافات بين الأديان هو صنيعة بشرية, بدءا من قدامي المفسرين ووصولا الي كهنة الحاضر.
التطرف والطائفية توأمان ملتصقان, ولقد سبقت الطائفية الدينية مسلمون ومسيحيون طائفية داخل الدين الواحد فعلي الجانب الاسلامي نري السنة والشيعة بتفرعاتهما, وعلي الجانب المسيحي نري الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية, ويتفق الجميع علي أحادية إحتكار الحقيقة وتكفير الآخرين حتي لو اختلفت الوسائل.

علي كلا الجانبين ارتبط التطرف الديني بالعنف والرغبة في تحقيق مكاسب دنيوية في موجات تزيد أحيانا وتخبو أحيانا أخري, فالفتوحات الإسلامية الإستعمارية في حقيقتها استخدمت الدين ستارا, تماما كما كانت الحروب الصليبية ترفع الصليب ستارا لها, وكلاهما كان فعلا يقوم به الحكام والملوك اعتمادا علي كهنة عصره, الذين يدفعون في اتجاه ذلك بذرائع شرعية هي من صنعهم.

وفي أحدث الصور لا نري اختلافا بين التنظيمات الإرهابية التي تسعي لإقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية, وبين جيش الرب الذي يسعي لإقامة دولته في شمال أوغندا والكونغو وجنوب السودان المؤسسة علي الكتاب المقدس العهد الجديد والوصايا العشر.
علي المستوي المحلي تلعب الأصولية الدينية التي ينتهجها رجال كلا الدينين دورها السلبي في حياة المصريين, ولكل طريقته.

ان مشكلة الأصولية الدينية وهي مرادف للسلفية الدينية تكمن في أنها تستدعي عصورا تجاوزها التاريخ منذ مئات السنين وتجاوزتها الحضارة الإنسانية, وما شملته من تقدم علمي وتقني, أضفي علي الحياة الإنسانية كثيرا من الوعي والفهم واتساع المدارك, والتصميم علي العودة بنا الي تلك العصور لا يفسره الّا رغبة الأصوليين في استمرار أو استعادة السيطرة علي الانسان وفرض الوصاية عليه وعلي شئون حياته, والعمل كوكلاء لله علي الأرض, فلا يستطيع الانسان التوجه الي ربه الّا من خلالهم, ومن خلال تعاليمهم ووصاياهم ورضائهم.

وفي هذا ينتهج الأزهر ودعاة السلفية طريق الاستئثار بالعلم الديني وترجمته الي فتاوي تشمل كل مناحي الحياة, سواء كانت دينية أو غير دينية, ويقاومون الاجتهاد أو التفكير, ويتهمون أصحابه بالتمنطق والزندقة والازدراء وهدم الدين والكفر, ويلاحقونهم في المحاكم ولدي السلطات.
كذلك تنتهج الكنيسة نهجها الخاص, فهي تربط المسيحي اليها برباط كالحبل السري منذ لحظة ميلاده وحتي مماته, وتحتكر لنفسها اسرارا تدعوها أسرار الكنيسة هي وسيلتها في التجكم في كافة شئون حياة المسيحي, وتسميهم الشعب المسيحي, وتستخدم الحرمان الكنسي عقابا رادعا لكل من يخرج عليها وتعتبره خارج عن الدين.

تسعي الأطراف الأصولية والسلفية الي تحقيق المكاسب داخل المجتمع بتخطيط آني ومستقبلي, وتستخدم في ذلك وسائل تآمرية غير دينية, في مأمن من حكومة لا تستطيع أن تحسم موقفها من رجال الدين, فتجدها راضية مستفيدة تارة, وتخضع للإبتزاز تارة, حكومة تتخبط فيهمل القانون, وتكتفي بالمجالس العرفية, وان طبق القانون, فهو عادة ما يطبق علي الطرف الضعيف.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولاء والبراء والمواطنة
- الإعتقاد وإعمال العقل
- الإنسداد السياسي
- التقرير النهائي للجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث الت ...
- لا سلطة دينية للدولة
- قراءة في تطورات الموقف الدولي والإقليمي
- استوصوا ...
- المهمة المتعذرة للأزهر
- حقيقة الدور السعودي في المنطقة
- تاريخ السياسة السعودية مع مصر
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح
- هل حقا لا كهنوت في الإسلام؟
- أي استنارة وأي وسطية في الأزهر؟
- الإسلام السياسي
- الفجوة بين الأديان والعلم تزداد إتساعا
- المعركة الخاسرة للأساطير
- الحب.. خطأ لغوي
- المشروع القومي وليس البطل القومي
- بالعقل يا فضيلة الإمام
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح مفاهيم تحتاج للتدقيق


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - الطائفية في الإسلام والمسيحية