أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - هل عِرقُنا ودِينُنا هما سببُ تَخلّفِنا؟














المزيد.....

هل عِرقُنا ودِينُنا هما سببُ تَخلّفِنا؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6242 - 2019 / 5 / 27 - 18:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




لماذا يلجأ المسلم المعاصر دوما إلى التباهي بعدد قليل من قدماء العلماء المسلمين، والعالم الحديث يعج بمئات الآلاف من العلماء المسلمين المعاصرين المنتجين للمعرفة في الغرب؟
لفت انتباهي أخيرا مشهد من مسرحية عرضها تلامذة بمناسبة يوم العلم في قاعة البلدية تحت إشراف فرع حزب حركة النهضة بمعتمدية حمام الشط. يحث فيه الأستاذ تلامذته على الاجتهاد وطلب العلم ويرفع معنوياتهم مذكرا إياهم بأجدادهم العلماء أمثال الخوارزمي والفارابي وابن رشد وابن سينا وغيرهم.
وددت لو قال لهم: اليوم وفي القرن الواحد والعشرين، يوجد مئات الآلاف من العلماء: نعم مئات الآلاف، أظن أنني لست مخطئا ولا مبالغا وأعني بالعالِم: الفرد المشارك في إنتاج المعرفة العلمية بالقليل أو بالكثير، والمشتغلين في مجالات البحث العلمي في الدول الغربية المتقدمة وخاصة في أوروبا وأمريكا وكندا، مئات الآلاف من المسلمين من جنسيات مختلفة، فرس وهنود وباكستانيين وعراقيين ومصريين (على سبيل الذكر لا الحصر: مصريون (أحمد زويل، جائزة نوبل في الكيمياء، فاروق الباز، عالِم جيولوجي في وكالة الفضاء الأمريكية النازا) وتونسيون (محمد الأوسط العياري عالِم جيولوجي في وكالة الفضاء الأمريكية النازا ) وجزائريين ومغاربة وأردنيين وغيرهم.
يبدو لي أن المشكل لا يكمن في الدين أو العرق أو الجنسية أو المذهب لأن العلم التجريبي المادي لا دين له (لا يعني أنه لا قِيم ولا أخلاق له، العلم ينشر قيما وأخلاقا لا تتناقض في غاياتها الإنسانية السامية مع الأديان وخاصة مع الدين الإسلامي).
ومن يدخل محراب العلم، عليه أن ينزع جبة التدين ويشمّر عن ساعد الجد والعمل ويستند ويستعين بحجج مادية قابلة للدحض والتفنيد، ولن تنفعه في هذا المحراب صلاته أو صيامه ولن ينجده كتابه المقدس (مع العلم أن القرآن والحديث يحثان على العلم والمعرفة). يكمن المشكل إذن في المحيط المادي والثقافي والسياسي المشجع للعلماء، محيط مفقود في جل دولنا الإسلامية، لذلك أرى أن اللوم يرجع على أنظمتنا السياسية أكثر مما يرجع على عرقنا العربي أو ديننا الإسلامي.

خلاصة القول:
العلم والدين - لكل محرابه - فلا يهدم الواحد منهما محراب الآخر وإذا رُمت المقام في أحدهما أو في كليهما فالدين رحب, يسكنه المؤمنون فقط وهم كثر, والعلم أرحب، يدخله المؤمنون وغير المؤمنين وهم أكثر. يبدو لي أنه من الأفضل أن لا نسجن أنفسنا في خانة الخيارات الخاطئة مثل: أنت مؤمن بنظرية التطور لداروين إذن أنت ملحد أو العكس أنت مؤمن بالله إذا أنت لا تعترف بهذه النظرية. من الممكن أن يكون الإنسان مؤمنا بالله ويعترف بنظرية التطور أو ملحدا ولا يعترف بها. التفكير الديني والتفكير العلمي يكوّنان عالَمين مختلفين ومنفصلين ومستقلين، لا تطابق بينهما ولا تناقض، والمواجهة بينهما معركة خاسرة للاثنين. قد يلتقي الدين والعلم في علم الأخلاق (Éthique).

بصمتي الفكرية:
- "إياكم والظلم إياكم والظلم إن الله يسامح في حقه ولا يسامح في حق الخلق إياكم والظلم".
علي حرب:
- "إن نقد الحقيقة يجعلها أقل حقيقة...و لهذا ليست الحقيقة سوى الاعتراف بحق الآخر"، "فحقيقة الحقيقة أنها أقل حقيقة مما يدعي قول القائل".
- "أليست ممارسة الفكر ضربا من الانشغال بالذات والاشتغال عليها وممارستها؟".
- نحن لا نطرح الأفكار على غيرنا لكي يعملوا بموجبها، أي لكي يفكروا مثلنا ويصبحوا نسخا عنا، كما يتصور مهمته العقائدي اللاهوتي، أو كما يمارس دوره المثقف النخبوي أو المنظّر الحداثي.. فالممكن والمجدي هو أن نطرح أفكارنا على سوانا، لكي يعملوا عليها، فيتغيروا بها ويسهمون في تغييرها بقدر ما ينجحون في استثمارها وصرفها إضافات جديدة وغنية في المعرفة والقيمة أو في الثروة والقوة.
Jean Paul Sartre :
L’Intellectuel est une création du XIXè siècle qui disparaîtra à la fin du XXè ou du XXXè parce qu’il est fait pour disparaître. L’homme qui pense pour les autres, cela n’a pas de sens. Tout homme qui est libre ne doit être commandé par personne que par lui-même
Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites
محمد كشكار:
- كل ما يُقال لك نصف الحقيقة، فابحث عن النصف الآخر بنفسك.
- على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
- أقرأ وأكتب وأنقل وأنشر للمتعة الفكرية وللمتعة الفكرية فقط، لا أكثر ولا أقل، ولكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي الكرام والسلام.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال باستور: القليل من العلم يبعدنا عن الله، والكثير منه يعيد ...
- هل سينقرضُ يومًا مفهومُ الجهادِ الأصغرِ؟
- أقوال إسلامية مأثورة في التسامح الديني: جزء 2
- أقوال إسلامية مأثورة في التسامح الديني: جزء 1
- ما الفرق بين التفكير العلمي والتفكير الديني؟
- مهنٌ فلاحيةٌ جديدةٌ برزت مع نَوبَةِ زراعة الدڤلة في نف ...
- مقارنة جزئية بين فجر الإسلام وفكر النهضة الأوروبية
- من الأفضل أن لا نسجن أنفسنا في خانة الخيارات الخاطئة
- دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة في ندوة فكرية
- آراء غريبة سمعتها من بعض المنتسبين إلى الإسلام السياسي المعا ...
- أخافُ ربي...
- حضرتُ الليلةَ مسامرةً رمضانيةً ثقافيةً ثالثةً بالعاصمةِ
- لن تقومَ للعربِ المسلمينَ قائمةٌ ما لم يغربلوا تراثَهم الحضا ...
- اجتهادٌ عن إخلاصٍ و ليس عن درايةٍ
- الطبيب الفيلسوف، المنظِّر في علوم البيولوجيا، عضو لَجنة علم ...
- لم أضحِّ في حياتي من أجل أحدٍ!
- شكرًا جمنة وألف شكر!
- حضرتُ البارحةَ مُسامرةً ثقافيةً رَمضانيةً ثانيةً في قاعةِ ال ...
- حضرتُ البارحة مسامرةً ثقافيةً رمضانيةً في قاعة الأفراح ببلدي ...
- أيُّ -اتحادِ- هذا وأيُّ -جبهةٍ- هذه، اللذان ابتُلِينا بهما ف ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - هل عِرقُنا ودِينُنا هما سببُ تَخلّفِنا؟