أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية














المزيد.....

شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6239 - 2019 / 5 / 24 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعجبتني الرسمة الكاريكاتورية لرسام الكاريكاتور العراقي المبدع قاسم حسين بفكرتها البسيطة لكن العميقة المعبرة, فهي تحمل مغازٍ عدّة تحيلنا الى اخطار محدقة.
بداية أود ان اشير بأنه يمكن ان تكون هناك رسوماً كاريكاتورية لفنانين آخرين تعالج نفس الموضوع, لا تقل حذاقة عن هذه الرسمة, لكن هذه الرسمة هي ما وقعت عليه عيني بفضل صداقتي الفيسبوكية بالأخ الفنان الذي لم ألتقه يوماً, حيث تصلني أعماله تباعاً عند نشره لها, التي هي كما أعمال زملائه من رسامي الكاريكاتير, تتراوح بين اللاذعة والقارصة او الصادمة وحتى الموجعة للفاسدين و للمجتمع.
الرسمة هي عبارة عن قذيفة في الهواء تسأل مُطلقها :" وين أطيح ؟ ع السفارة لو ع الحنطة ؟ ". فيجيبها :" ماكو فرق ".
الفكرة الذكية التي اراد ان يمررها الفنان ان الأطراف التي تحاول زج العراق والعراقيين في اتون حرب قد تندلع بين ايران وامريكا, هي نفسها التي تقوم بحرق مزارع الحنطة والشعير حيث تشهد غلتّها هذا العام وفرة لم يتوقعها أحد.
ان هذه القذيفة تحمل شرارات نار حرب مرتقبة او جوع قادم... وهما بمآسيهما على الأنسان.. سواء ! وقد نال العراقي النصيب الأوفر منها خلال العقود الماضية... بعد ان ذاق مآسي حروب الثمان سنوات مع ايران ثم حرب تحرير الكويت من احتلال الدكتاتور, تبعتها بعد اكثر من عقد من السنين حرب اسقاطه, بعدها كانت حروب مخلفاته من طائفيين وارهابيين وميليشيات منفلتة.. وكذلك ذاق مرارة حرمانات ايام حصار دولي طويلة ونقص الغذاء وتعميم الجوع, ولا يزال يعاني من حصار قوى الفساد في كل شؤونه.
الجهات التي أطلقت قذيفة الهاون على محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء بهدف جرّنا الى مواجهة عسكرية لا ناقة لنا بها ولا جمل, كما من يحرق مزارعنا, لابد ان تكون عدواً كارهاً للعراقيين.
ولقد تنوعت بل وتناقضت التخمينات لمن له مصلحة حقيقة في اعمال التخريب هذه التي تدفع نحو صِدام عسكري في المنطقة, وكلها تتضمن شيئاً من الصواب.
في مقدمتها تقف اسرائيل, لتتخلص من كابوس ايران وحزب الله اللبناني بسلاح العرّاب الأمريكي وبماله, وبأجداث العراقيين والأيرانيين, وفي ساحة بعيدة عن حدودها.
او ان تكون ايران التي تريد ان تُبعد ساحة الحرب الرئيسية أبعد ما يمكن عن حدودها وتجنب شعبها أهوالها, ليكون العراقيين وقودها, كما تعودوا ان يكونوا في حروب الموت السابقة بالنيابة.
ثم امريكا ذاتها لدواعي الهيمنة والغطرسة ولأهداف استراتيجية تتعلق بمنابع النفط واستمرار تدفقه ومنافذ تصديره, ثم بتكريس نفسها القوة العسكرية الأولى في العالم وحقها الحصري, كقوة غاشمة, في تشكيل العالم على مزاجها خارج اطار القانون الدولي.
او قوى اقليمية او داخلية لاتود ان ترى العراق متعافياً مزدهراً.
وأخيراً وليس آخراً تجار السلاح ومافيا المخدرات التي تروق لها اجواء التوترات وغياب القانون واستفحال الفساد لتثرى على حساب الأنسانية.
يجب ان لا يغيب عن بال المتابع عن وجود تخادم متبادل بين هذه القوى المتناقضة, فهي تدين لأستمرار تأثيرها ووجودها, لوجود نقيض لها ولمصالحها ولدورها. وهذا لا يلغي امكانية لجوئها, في اية لحظة, الى مستوى من التفاهم يتسامح مع وجودها لكن ليس مع تماديها. وقد نصحو يوماً على صفقة ايران غيت جديدة.
لايمكن ادراج صراعهم في اطار الصراع بين الخير والشر بل هو صراع اشرار على حساب الشعوب والأنسانية, لذا يجب الوقوف ضده.
وفي غمرة الرفض الشعبي العام لحرب اخرى في المنطقة, لا ينبغي ان يعدم المواطن العراقي فراسة التمييز بين الدعوات الحقيقية الرافضة لها والمنادية بسلام راسخ مقترن بعدالة اجتماعية وبين دعوات المنتفعين من اصحاب السلطة برفضها, لكن بهدف الأبقاء على الوضع الحالي البائس والقلق واستمرارهيمنتها وتسلطها وامتيازاتها.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نذُر حرب... والعراق مُسبلاً يديه !
- الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي... لعبة تليق بسُرّاق نفط !
- رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !
- الغوث الغوث... داهمنا الغيث !!!
- الأحتمال المكين في قضية مخدرات الأرجنتين
- سِيلفي لواقعنا السياسي !
- غفاريو بغداد وغيفاريّوها !
- في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !
- السيادة الوطنية ودائرة الولاءات
- عادل عبد المهدي - انقلاب على الذات ام إذعان للإملاءات ؟
- زيارة السيد البارزاني للعاصمة بغداد... لا جديد !
- تسييس قضية سمك مسيّس !
- افتراءات ما قبل الأستيزار !
- الى أين يدفعون بالوضع في البلاد ؟
- هل ستقوم للعراقيين قائمة ؟
- - المحاصصة المحسنة - بعد - المحاصصة المتوحشة - لن تمرْ!
- قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !
- حكومة الصدر الأبوية و - تحالفات الباطن - * !
- الأنقلاب المقتدائي والحرب الأهلية
- العراقي انتخب... العراق انتحب !


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية