يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٦)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)

الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 19:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (26)
أرعى بقيدك يا "حميتي"
أحمد موسى قريعي
نحن كمجتمع سوداني عندنا رأي في أن يحكمنا الجيش، ناهيك عن "المليشيات" التي فرضت نفسها في زمن الغفلة، وأصبحت "أمر واقع" يتحكم فينا كل يوم بشكل جديد، بل وصلت "بجاحة" قائد الدعم السريع إلى تهديدنا بالفصل من أعمالنا إن حاولنا أو فكرنا في العصيان المدني والذي هو حق من حقوقنا التي كفلها لنا حتى الدستور والقانون الكيزاني.
سعادة الفريق حميتي "أرعى بقيدك"، وإياك أن تأخذ الجرعات السياسية دفعة واحدة لأنها مضرة بمستقبلك السياسي إن أردت أن تأكل "عيش وسياسة" في البلد. فأنت "لسه" في بداية طريقك، ولا تنسى أن الطريق طويل ومحفوف بالكيزان ودولتهم العميقة التي تلعب بمجلسكم كل يوم. لذلك من الأفضل لكم تسليم السلطة التي انقلبتم عليها باسم الثورة، فأنتم مجلس انقلابي وكيزاني صميم. قد فشلتم في إدارة الدولة في الأسابيع الماضية مثلما فشلت الإنقاذ في إدارتها لمدة ثلاثين عاما.
الفريق حميتي "بفتكر" أن الإضراب والعصيان عمل فردي، من قام به قعد في بيته "طوالي" أو مثلما قال. وعلى ذات الفرضية وبما أن "الاضراب والعصيان" عمل جماعي سيقعد الشعب العامل كله في بيته، وستحل قوات الدعم السريع وكتائب ظل الإنقاذ مكانهم، وليس بعيدا أن نرى "طبيب دعم سريع" و "طبيب ظل" و"طبيب كوز" و"طبيب فريق" وكذلك المهندسين والمدرسين والمزارعين وغيرهم .. وغيرهم.
سيادة الفريق هل أنت مستوعب حجم المصيبة؟ التي تقع على رأسكم لو كل "السواقين بس" أضربوا وتوقفوا عن العمل لمدة يوم واحد فقط. بلا شك المصيبة أكبر من أن تحلها ريالات السعودية ودراهم الامارات. حتى الدول العظمى والحكومات المحترمة تتأثر إن عم الإضراب البلد، لأنه يشل الحياة تماما ويجعلها تتوقف.
يا "سعادة" العصيان المدني عمل عام، سلمي يتم بوعي كامل - مثل تلك السلمية التي صاحبت ثورتنا المجيدة – لكنه عمل سياسي، يتعارض مع القانون ويطبق في أغلب الأحوال لإحداث تغيير في القانون أو سياسة الحكومة أو لقلع مجلسكم من جذوره الكيزانية الهشة. وتأكد أن أي عصيان يأتي بعد ثورة سيكون ناجحا لأنه يخاطب "حس" العدالة والثورة لدى غالبية المجتمع المعتصم الآن في ميادين "الحرية والتغيير" لذلك خذوا حذركم فأنا قد بلغت.
يتسم العصيان المدني بست خصال رأينا أن نوجزها على النحو التالي:
خرق واع ومتعمد للقانون:
رغم الضغوط الإدارية، ورغم ضغوط الدولة العميقة وثورتها المضادة، ومجلسكم الكيزاني المرتد عن أفكار الثورة، عندما تراجع عن كلمته وأعاد فك "تجميد" النقابات الكيزانية التي كانت شريكا للإنقاذ في بطشها وجبروتها. ظنا منكم أنكم بهذه الفعلة الرخيصة ستهددون الثورة وقواها الحية "بشوية" لافتات كرتونية تسمى مجازا نقابات أو اتحادات.
عمل عام:
يترجم إلى سلوك شعبي وهذا ما يميزه عن العصيان الإجرامي الذي يزدهر في الخفاء مثلكم تماما فأنتم أنجح في أي عمل يتم بعيدا عن أعين الناس. فعصياننا "شعور" و"قناعة" تامة راسخة في أذهاننا وليس بمقدور أحد أن يغيير هذا الشعور مهما كلفنا الأمر.
حركة ذات رسالة جماعية:
دوما يندرج فعل العصيان تحت مبدأ الحركة الجماعية الثورية، لذا سيكون فاعلا لأنه يستمد قوته من العمل المشترك بين القائمين به.
حركة سلمية:
في الأصل يلجأ الممارس للعصيان إلى وسائل سلمية، عن طريق الحوارات العامة التي تخاطب ضميركم الكيزاني الغافل حتى وإن بدر منكم العنف أو حركة غدر كيزانية فالسلمية هي شعارنا الذي تعاهدنا عليه.
أهداف كبرى:
في الحقيقة لنا هدف واحد من العصيان هو أن "تقطعوا وشكم" منا، و"نحنا بعد كدة عارفين حنعمل شنو"
مبادئ عليا:
هي أهداف الثورة التي قدمنا من أجلها "الأرواح والدماء" ثم جئتم بلا خجل للتكويش على السلطة والثورة معا. مع أنكم كنتم جايين "أجاويد" بس.

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)

[email protected]

#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات