أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيد يوسف - أزمة أمة أم أزمة نخبة؟















المزيد.....

أزمة أمة أم أزمة نخبة؟


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 09:38
المحور: المجتمع المدني
    


(ولم أر أغبى ممن يحمل بيده مصباحا منيرا ويصر بغباوة رائعة على السير فى الظلماء)
تمهيد

استقر فى يقينى أن الأمة حين يبز فيها بعض الأفراد دون أن تصنع رجالا يغذون الإنسانية علما وثقافة وفكرا فإنها أمة على خطر ولولا بعض أفرادها النابغين لقلنا هى على خطر عظيم ذلك أن أى أمة هى بنخبها المفكرة لا استعلاء بل إنتاجا وتواضعا لخدمة بنى قومها فهل عجزت مؤسساتنا/جمعياتنا/أحزابنا/ حركاتنا/تنظيماتنا بفروعها المختلفة عن تحقيق مقاصد التغيير الايجابي الفعال فى مجتمعاتنا؟

وهل جفت منابع أمتنا عن استنبات قادة ورجال يحسنون البناء وعلاج الخلل؟!
وكيف نستنبت هؤلاء القادة إذا كانت بنيتنا الفكرية بها بعض العطب وتحتاج إلى إعادة تأمل؟!

(1)

أزمة أمة
من أبجديات العلم التى يلقنها الصبية أنه لا حل لمشكلة لا إحساس بوجودها فالشعور بالمشكلة ومن ثم تحديدها وفرض الفروض..واختبار صحة الفروض وهكذا... جعل فاقهونا يقررون أن عجز أمتنا – عبر نخبها المتميزة اسما- عن إنتاج النماذج القادرة على تشكيل وتوجيه بل قيادة الأمة لهو دليل على وجود أزمة في النخبة،وخلل واضح فى منهجها.

ولا شك أن الشعور العام بالإحباط الذى تعانيه أمتنا لهو مقياس جيد على أن هناك خللا يستلزم تدخلا سريعا لوقفه ووأده.

لكن يمكن القول بأن الإحساس بالمشكلة والأزمة ( أزمة الغزو الفكرى وإصابة الأمة فى بعض معتقداتها الفكرية)، جاء لونا من الانفعال بها،الأمر الذي يعنى الاكتفاء بتسطيح أزماتنا خالطا بين الإمكانيات والأمنيات ، ومكتفيا بالكلام هنا وهناك دونما فعل ايجابي ومكتفيا بالإلقاء بالتبعة على الخارج ، والهروب إلى طلب الخوارق والمعجزات المخلصة
من الواقع...

لكننا كنا نريد لهذا الانفعال : الانتقال من الإحساس الذي يعني الانفعال إلى مرحلة الإدراك ، والاهتداء إلى فقه الحل ، الذي يعني الفعل الايجابي الفعال والمستمر.

لقد بات من المسلم به أن الأفكار هى التى تسبق الأفعال سواء فى مجال السلوك الشخصي أو الاجتماعي أو السياسي بأشكاله المعقدة ...فحركة المرء مرهونة بطريقة تفكيره بل وبما يحمله من معتقدات وأفكار وفق ما أشارت إليه نظرية البروفيسور أليس Ellis صاحب نظرية العلاج العقلاني الانفعالى السلوكي ومن ثم فان قناعات المرء وتشكيله الثقافي والفكري تؤثر فى سلوكياته ...يستوى فى ذلك الأفراد والمجتمعات .

نقول هذا لتبيان أهمية ما يتبناه الفرد أو تتبناه الأمة من أفكار ومعتقدات وما تمثله حصيلتها الثقافية من اثر بناء –أو هدام فى حالتها المتطرفة- فى نهضتها.

ولذلك فان أية محاولة لصناعة نهضة لا تقوم على أسس فكرية سليمة أو لصناعة إصلاح عام وشامل لا يراعى طبيعة الأفكار السائدة من حيث سوائها أو اعوجاجها لا يمكن أن تؤتى بثمار جيدة .

ويعجبنى قول د/ عمر عبيد حسنة حين يقول: أي تفسير للتاريخ ، أو قراءة للواقع ، وأي استشراف للمستقبل ، بعيدا عن عالم الأفكار ، أو المنظومة الفكرية التي ترسم ملامحه ، وتحركه ، وتحدد قسماته ، هو إتيان للبيوت من سطوحها ، واكتفاء بالإحساس بالمشكلة عن الإدراك لأبعادها ، وأسبابها المنشئة لها ، ومحاولة عديمة الجدوى لمعالجة الآثار ، التي سوف تتكرر طالما أن أسبابها قائمة وموجودة ، لم تنصرف المعالجة إليها.

لذلك ، كان من أخطر أنواع الإصابات : الإصابة الفكرية ، وأسوأ أنواع الغزو ، الغزو الفكري ، الذي يقذف بالأمة إلى الضياع ، ويحضرها لقبول ما يلقى إليها.

لذلك نعتقد أنه ما لم يتم التوجه في كل محاولة للإصلاح والنهوض ، صوب القضية الفكرية ،وما لم نتيقن أن الأزمة الأم التي تكمن وراء تخلفنا وغيابنا ، هى أزمة أفكار ، فسوف تبؤ محاولاتنا ومشروعاتنا بالفشل .

من هنا نقول : إن ما تعاني منه الأمة المسلمة بشكل عام ما هو إلا انعكاس للأزمات والإصابات الفكرية المتراكبة التي نعاني منها .

(2)
احتياجات ضرورية
وفى يقينى أن الأمة تحتاج اليوم اشد ما تحتاج إلى :

* مراجعة شاملة لموروثاتها الفكرية ومواقفها العملية بنقد بصير دون جلد ذات ولا تهوين يغض الطرف عن أخطائنا أو تقديس يرفع الخطأ عن رموزنا التاريخية...فلا احد يعلو على النقد ولا تاريخ يسلم من أخطاء .

* حسن مجابهة الاستفزازات الغربية بحيث تجمعنا ولا تفرقنا وتظهر للعالمين أننا أمة يوحدها الخطر ويلم شعثها الاستفزاز ويحفز همتها النيل من كرامتها على أن يكون ذلك بوعى بصير وحماس هادف .

* خلق هدف سام تسعى إليه الأمة بمفكريها المخلصين وببنيها الفاقهين واراه فى إحياء الخلافة الإسلامية للم شعث المسلمين فى أنحاء العالم..وإنا لعلى ثقة بعودتها لما ورد فى ذلك من نصوص صحيحة وصريحة ولعل مراجعة موضوع كلام فى عودة الخلافة الإسلامية يسهم فى إيضاح هذه المفردة.

* إعادة النظر فى تفسير إصابات الأمة الإسلامية وإحباطاتها فيما يصيبها من محن وفتن وتكالب الآخرين علينا (الحملات الصليبية قديما واستهداف الغرب لنا فى الحاضر –أيا كانت مبررات ذلك الاستهداف مؤقتا-) على أن كل ذلك ما هو إلا تسليط عقاب ، وليس استئصال ، وإبادة...فلقد قالها الفاقهون حين استقرأوا التاريخ قالوا لو أراد الله استئصالا لهذه الأمة ولهذا الدين لحدث ذلك وهذا الدين فى مهاده الأولى إبان كان وليدا ضعيفا.....ونرجو تدريس وتوريث تلك الفكرة للأجيال القادمة عبر وسائط التربية والإعلام المختلفة .

* ولعله لا يتأتى ذلك إلا من خلال عدة وسائل منها مجابهة الاستبداد السياسى والاستغلال الاجتماعي باسم الدين أولئك الذين يخدمون الحاكم بتوظيف الإسلام من أجل تبرير أفعالهم المشينة ومنها محاصرة الكتاب السياسيين الذين يسهمون فى تبرير الواقع السياسى المرير والظالم ومنها إيقاظ الوعى المخدر فى نفوس أبناء هذه الأمة ومنها دعوة الناس كل الناس للاعتصام بمنهاج ربها الذى جاء فى قران ربها قوله تعالى:(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )
ويقول تعالى
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة من48 -50
إن الذى يملك مصباحا منيرا بيده ويبحث عن السير فى الظلماء لا شك عندى انه أبله.
يقول تعالى (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ*يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) المائدة 15-16

* نرجو للعقل المسلم من إعادة تشكيلة بحيث يستوعب إشكاليات التعاطى مع الحضارة فقد خضع للكثير من العوامل ، والإصابات ، والمواريث الثقافية المغشوشة ، والتي جعلته - يخضع تلك القيم المعيارية في الكتاب والسنة ، ويتعامل معها ، من خلال أزمته ، حيث بدأ يفتش وينتقي - من خلال أهوائه ، ورغباته ، وأزماته - على مسوغات وذرائع من الكتاب والسنة ، لمسالكه ، ومواقفه ، إلى درجة يمكن أن نقول معها : إنه أصبح لكل إنسان ، ولكل نزعة فكرية ، كتاب وسنة على حد قول د/عمر عبيد حسنة.

وهذى الاحتياجات الضرورية ليس لها عندى إلا النخبة فهلا استيقظت ولا سيما وهى معها نور ومصباح مبين؟!



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام مختل كتب شهادة وفاته بيديه
- التوريث إهانة للمصريين
- العقل العربى ومنهج التعاطي مع الحضارة
- تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات
- ثقافة الإقصاء السياسي
- ثقافة التبرير والحركات السياسية
- نقد الحكام أم تشويه بلادنا؟
- من القواعد الأخلاقية للمداخلات على الموضوعات
- هموم مصرية
- سذاجة القائلين بالتوريث فى مصر
- سوريا فى عيون الإدارة الصهيوأمريكية
- تدين فاسد مغشوش
- برقية إلى دعاة التغيير والإصلاح
- مشاهد مؤلمة فى واقع الأمة
- تساؤلات بلا إجابة
- لقد استبان لى 19
- نماذج من الاختلاف الدينى دون اقتتال
- ثقافة الاستلاب
- إن فى نفوسهم شيئا
- لقد استبان لى 18


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيد يوسف - أزمة أمة أم أزمة نخبة؟