أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - ابو منصور حرب - لينين و المسألة القومية















المزيد.....

لينين و المسألة القومية


ابو منصور حرب

الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 03:49
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


” إن من يتصور على أن الثورة الاجتماعية يجب عليها أن تكون نقية، لن يعيش ليراها ” لينين

يحدث اليوم لتعاليم لينين ما حدث قبله لماركس ) وقد أشاره لينين للمسألة يا من مرة ) وللعديد من المفكرين الثوريين وقادة الطبقات المظلومة، ففي حياتهم طاردتهم الطبقات الحاكمة ونكلت بهم وضربت طوقا حول أفكارهم وشوهتها ياما تشويه، وعند وفاتهم حولت تلك الافكار الى ايقونات لا نفع يرجى منها ، لكن الطريف في الأمراليوم أن ذلك الارث العظيم للينينية اصبح يشوه لا من طرف الطبقات الحاكمة وفقط ، بل حتى من طرف من ينتسبون الى اللينينة نفسها ( قولا على الاقل ) في العديد من القضايا وعلى رأسها المسألة القومية .
لقد تحولت اللينينية لدى بعض الباحثين الى انتقائية مقيتة ومسرح للعرائس حيث تحول الجدل المادي لديهم الى سفسطة و التحليل المادي التاريخي الى تجريد لا تاريخي ، حيث تحولت مواقف ونصوص لينين الى دمية في مسرح عرائس ينطقوها كما يشاؤون سواء في معرض التأييد للنزعة القومية أو في معرض معارضة النزعة القومية وشجبها كما يحصل اليوم في المسألة الكردية والكتالونية بإسبانيا .
وعيب هؤلاء أنهم يتعاملون مع فكر لينين ومواقفه كعقيدة جامدة نزلت من السماء هكذا دفعة واحدة ، حيث تم فصلها عن سياقها التاريخي والشروط التي بلورة تلك الفكرة أو الافكار . فإذا أردت من لينين أن يندد بكل شعار حول النزعة القومية ، ما عليك سوى مراجعة نصوصه مابين 1913و 1914 والموجهة للجدال مع المدرسة النمساوية ، لكن إذا أردت من لينين نفسه تأييد كل شعار حول النزعة القومية ما عليك سوى مراجعة نصوصه ما بين 1922 و1923 الموجهة للاشادة بحركات التحررالقومي في الشرق و المستعمرات ! نفس الشيء يمكن أن تطبقه حول نزعة الدفاع عن الوطن و الوطنية، فلينين ندد وصارع ضد نزعة ” الدفاع عن الوطن ” لدى فرسان الاممية الثانية سنة 1914 واعتبر أن ” العمال لا وطن لهم ” ولكن في سنوات 1918-1919 تجده يشيد بنزعة الدفاع عن الوطن ابان الحصار الامبريالي للدولة السوفياتية ! وهكذا دوليك فالانتقائية تنتقي من لينين ما تريد وتجعل فكره ملتوي لا منطق له ! .
إذن كيف تنظر الماركسية للمسألة القومية اليوم على ضوء ما قدمه لينين من إضافات نوعية حول المسألة ؟ وكيف يجب علينا نحن كماركسين أن نتناول المسألة على ضوء التطورات التي يشهدها الصراع الطبقي سواء محليا أو اقليميا أو أمميا ؟
يعيش العالم اليوم على ايقاع هجوم امبريالي مسعور زادت من حدثه الأزمة العامة التي يعيشها النظام الرأسمالي وخاصة الأزمة المالية التي ألمت به سنة 2008 وقد واكب هذا الهجوم انتعاشة ملحوظة لقوى اليمين المتطرف الفاشي حيث اصبح يحصد الالاف من الاصوات ويقرع طبول الحرب داخل البرلمانات الاوربية حيث رصدت أجهزة المخابرات الالمانية مؤخرا خطة تحاكي حربا أهلية يتداولها انصار اليمين المتطرف في ألمانيا ، أما في فرنسا فالجبهة الوطنية صارت قوة رئيسية في البلاد تنافس على السلطة ، في إسبانيا كذلك ولأول مرة يدخل حزب فوكس (VOX) اليميني المتطرف البرلمان الاسباني بعد غياب دام 40 سنة ، وقد زاد من نفوذ هذا الحزب المتشدد التطورات التي تعرفها المسألة الكاتالونيا حيث بنى مشروعه الانتخابي على نقد تهاون الحكومة اتجاه الانفصالين في كاتالونيا وقضية المهاجرين ، نفس الامر يمكن أن نسوقه في البرازيل التي صار يحكمها يميني متطرف مدعوم من المؤسسة العسكرية …
إن التاريخ هنا يعيد نفسه، فبحكم الأزمة الخانقة التي يعشها النظام الرأسمالي العالمي صار اليمين المتطرف يجدد جلده من جديد على خطى أسلافه ، فالأزمة التي عرفها العالم سنة 1929 حملت معها النازية و الفاشية الى سدة الحكم ، فكثرين من ضيقي التفكير يرون في الفاشية و اليمين المتطرف شيء ” شاذ ” ينمو على هامش البرجوزاية الليبرالية المحتضرة ، في حين أن الفاشية و اليمين المتطرف هما برجوازية عصر الازمة العامة للرأسمالية .
لقد خص لينين ثلث إنتاجه الفكري و السياسي لمعالجة المسألة القومية ، والحق يقال أن الوضع الذي كانت تعيشه الامبراطورية الروسية التي كانت تضم تحت جناحها العديد من الشعوب جعل من الضروري على الحركة الثورية الروسية إيجاد التعبير النظري لحلها من أجل التقدم في انجاز مهام الثورة ، مع ما شكلته الحرب الامبريالية الاولى 1914-1918 من انقسامات في صفوف الماركسيين حول المسألة القومية .
في السابق كانت المسألة القومية محصورة كحق للشعوب المتمدنة وخاصة الاوربية أما باقي الشعوب الافريقية و الاسيوية فكانت خارج نطاق المسألة ، لكن الرجة التي عرفها العالم ابان اندلاع الحرب الامبريالية الاولى سنة 1914 جعلت لينين يغير نظرته بصدد المسألة القومية ، حيث وسع المسألة القومية وربطها بمسألة المستعمرات وحركات التحرر الوطني إذ تحولت المسألة القومية من مسألة داخلية خاصة بالدول الى مسألة عامة أممية مرتبطة بتحرير الشعوب المضطهدة في البلدان التابعة و المستعمرات ضد سلطة الاستعمار و الامبريالية .

لقد ربط لينين المسألة القومية بعدة قضايا أهمها :
1- يغدو العالم يوما بعد أخر منقسم الى معسكرين : حفنة من الدول الامبريالية تقبض بيدها على الرأسمال المالي وتستثمر الأكثرية العظمى من الشعوب المضطهَدة والمستثمرة في المستعمرات والبلدان التابعة.
2- أن المستعمرات والبلدان التابعة التي تضطهدها الامبريالية وتستثمرها، تشكل احتياطياً هائلاً للاستعمار ومورد قوي له و أي ضربة تأتيه من المناطق التي يبسط سيطرته عليها تشكل تغرة في حائط التبعية وتضعف الامبريالية وأن النضال الثوري للشعوب المضطهدة في البلدان المستعمرة والتابعة، ضد الاستعمار، هو الطريق الوحيد لتحررها من الاضطهاد والاستثمار. إن مصالح الحركة الثورية وخاصة الطبقة العاملة في البلدان المتقدمة والحركة الثورية القومية التحررية في البلدان التابعة ، تتطلب أن يتحد هذان المظهران للحركة الثورية في جبهة مشتركة ضد العدو المشترك، ضد الاستعمارو الامبريالية إن انتصار الطبقة العاملة في البلدان المتطورة، وتحرير الشعوب المضطهدة من نير الاستعمار، أمران مستحيلان، بدون تأليف وتوطيد جبهة أممية ثورية مشتركة مناهضة للامبريالية ومحبة للسلام و التعاون بين مختلف الشعوب .
لقد ربط لينين و الفكر الماركسي عامة المسألة القومية بالصراع الطبقي الجاري على المستوى الاممي ، ففي عصر الامبريالية يشهد العالم موجات من الانفجارات الاجتماعية قد تتخد أشكالا من النضال القومي وتتطور في اتجاه معاداة الامبريالية ( كما يحدث اليوم في السودان والجزائر وفنزويلا …) فلينين حذر من وضع تمايز بين مهام الثوريين في البلدان المضطهدة و البلدان التي تتعرض للاضطهاد ، فمهام الثوريين في الدول الامبريالية هو النضال ضد برجوازيتهم الشوفينية التي تضطهدة الامم الاخرى و رفع مطلب حق الامم في تقرير مصيرها دون تقزيم للصراع الطبقي لصالح الصراع القومي ، أما في البلدان التابعة و التي تتعرض لهيمنة الامبريالية فيجب على الثوريين الدمج الخلاق بين معاداة الامبريالية و النضال من أجل الاستقلال الوطني وقطع حبل التبعية في افق بناء الوحدة الاممية لعمال وكادحي العالم .



#ابو_منصور_حرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي الصيني وخط الجماهير
- الاممية الأولى : بداية التنظيم السياسي للطبقة العاملة
- كيف يفهم مناضلو تيار - البديل الجذري - الصراع الايديولوجي و ...
- أحمد بيان : من الدعوة للمقاطعة الى البحث عن الشماعات !
- هل يشكل البرلمان في المغرب منبرا للدعاية الثورية؟ -2-
- هل يشكل البرلمان في المغرب منبرا للدعاية الثورية ؟ -1-
- حول تصحيح النزعات الخاطئة في صفوف اليسار الجذري - 2 -
- حول تصحيح النزعات الخاطئة في صفوف اليسار الجذري
- من هو الشعب ؟ من هم أصدقائه ؟وأعدائه؟ الجزء 2
- من هو الشعب ؟ من هم أصدقائه ؟وأعدائه؟


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - ابو منصور حرب - لينين و المسألة القومية