أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - حوارات فكرية من اجل اشتراكية بضفاف واقعية














المزيد.....

حوارات فكرية من اجل اشتراكية بضفاف واقعية


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6237 - 2019 / 5 / 22 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوارات فكرية من اجل اشتراكية بضفاف واقعية....
أن تصور امكانية نجاح حزب شيوعي قائم على اساس التمسك والانصياع التام لنصوص فكرية ايديولوجية ولدت في ظروف اخرى لتحاكي واقع اخر، مهما كانت رصانة ومنطقية تحليلها لتلك الظروف وتنبؤها بتغير ذلك الواقع، لتطبقه في واقع جديد وحقبة تاريخية تغيرت فيها الكثير من سمات النظام الاجتماعي الاقتصادي والسياسي هو ضرب من الخيال.
كتب انجلز في مقدمته لطبعة جديدة من كتاب كارل ماركس "النضال الطبقي في فرنسا 1848-1850" : " بين التاريخ اننا لم نكن على حق وان وجهة النظر التي كنا نتمسك بها كانت وهما من الاوهام . بل ان التاريخ سار الى ابعد من ذلك ، فهو لم يبدد ضلالنا انذاك وحسب، بل غير ايضا، بصورة تامة، الشروط والظروف التي ينبغي للبروليتاريا خوض النضال في ظلها. فإن وسيلة النضال التي استخدمت في عام 1848 قد شاخت الآن من جميع النواحي، وهذه النقطة تستحق، والحالة هذه، دراسة أكثر إسهابًا".
وفي مقدمته للطبعة الاخيرة للبيان الشيوعي في نهاية القرن التاسع عشر كتب انجلز: " لو تسنى لنا انا وماركس ان نكتب البيان الشيوعي من جديد لكتبناه بطريقة اخرى، ولكني اقدم له اليوم فقط كوثيقة ذات اهمية تاريخية....."
الحديث هنا عن الاشتراكية كفكر اجتماعي اقتصادي وسياسي في تجلياته المكانية والزمانية وهو لا يطعن بالمنهج العلمي للاشتراكية وخاصة بمرجعيتها الماركسية. وبمناسبة المرجعية فاني ادعو ان لا تكون مرجعية الاشتراكيين محصورة بفكر ماركس وانجلس لنتحول بالتالي الى تيار ديني يخضع خضوعا مطلقا لمرجعية بعينها دون غيرها. لذا ادعو لفتح الابواب مشرعة امام اي قراءات جديدة للواقع تلتزم بالمنهج الاشتراكي القائم على اساس العدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي.
قراءات تهتم بمصالح البروليتاريا، بالفهم الماركسي لها كما جاء في البيان الشيوعي (أي ان كل من يبيع قوة عمله سواء الفكرية او المهنية الفيزيائية لصاحب العمل ينتسب للبروليتاريا) وليس بالتفسير اللينيني الذي يستثني من طبقة البروليتاريا كل الفئات الاجتماعية التي تبيع قوة عملها الذهني بما فيها الاطباء والفنانين والمهندسين لقاء الحصول على مرتب. اي أن نهتم اليوم، كما كنا بالامس، بمصالح اغلبية المجتمع في مسار تطوره السابق للاشتراكية. ويجب ان لا ننسى ابدا ان ماركس لم يعرف اية طبقة اجتماعية بمستوى حياتها، فليس امتلاك بيت او مزرعة او سيارة او جهاز موبايل هو الذي يجعل البروليتاري يكف عن كونه بروليتاريا.
لكي ننتصر يجب ان نكون واقعيين دوما وكما يقول المثل الانكليزي الذي احب انجلز ان يردده دوما هو " ان الدليل على وجود الحلوى هو ان نتذوق طعمها..." أما ان نطلق للخيال ان يرسم واقع نحلم به فهذا حق يملكه الكثيرون ولكنه لا يحدد مصير الواقع.
في سبعينيات القرن الماضي وبينما كنت اقضي فترة انجاز بحث الماجستير في كازاخستان التي كانت سوفيتية وقتها، وفي ليلة من الليالي الصيفية كنت نائما في قسم داخلي للطلبة، سمعت طرقا عنيفا على باب القسم الداخلي وسمعت محادثة بين مشرفة القسم واناس غرباء يسألون عني. نهضت مذعورا ولبست ملابسي بسرعة لانزل لاستقبال الغرباء الذين سألوني حال نزولي من الطابق الثاني الذي كنت اسكن فيه، أن هل انا جاسم العراقي، لفأجبتهم بأني جاسم واني فعلا من العراق فطلبوا مني ان ارافقهم لأنهم يؤبنون شخصا توفى من اقربائهم وسيكون لهم الشرف ان يحضر عربي مسلم في وداع قريبهم.
لم امانع، خاصة وان المسألة انسانية وطبيعة عملي كباحث ماجستير كانت تسمح لي ان اتأخر بالنوم ان تطلب الامر بعد عودتي من انجاز ما طلبوه مني. كان الامر بسيطا فلم يكن هنالك من يقرأ القران على الميت وبما اني عربي فان قراءتي ستنفتح لها السماوات، حسب زعمهم، قرأت لهم بعض السور من القران الكريم وبعد ان اكملت طلب مني احدهم ان ارجو من الله ان يدخله الجنة. فكرت قليلا ان كيف لي ان افهمهم بأن الله يحاسب الناس على اعمالهم وان امانينا ليست سوى محض هراء ما دمنا نقر بعدالة الله. ولكني مع ذلك قررت ان من الاسلم لي والافضل للمودعين هو ان ادعو للمتوفي بأن يكون مثواه الجنة وانتهى الامر بعودتي سالما الى القسم الداخلي لأستمر بنومي وتستمر الحياة بدورتها العادية بين الموت والحياة.
أن نعيش على الاماني شيئ وان نحاول فهم الواقع كما هو حتى وان لم يتطابق مع امانينا شيئ اخر، ولكن هذا الشئ الاخر هو الدافع الحقيقي نحو التغيير....لقد انتهى العالم القديم، كما يكتب بوريس باسترناك في "الدكتور جيفاكو" بانتهاء روما التي كانت سوقا للالهة المستعارة والشعوب المقهورة، ومحلات للبيع والشراء ذات طابقين: الارض والسماء.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدنيون وسياسة التحالفات
- مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا
- العلاقات الصينية السورية
- الحدث الايراني بين الافتعال والواقع
- ترامب ولعبة خلط الاوراق
- انقلاب القصر
- كردستان بين الطموح والواقع
- الموقف الامريكي من الاتفاق النووي مع ايران
- مغزى زيارة الملك سلمان لموسكو
- منعطفات جديدة في السياسة الامريكية
- الملك عاريا
- تأملات تسبق الانتصار
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي
- خاطرتان قصيرتان في موضوع وحدة اليسار العراقي
- تركيا، الى اين؟
- كوريا الشمالية أمام خيارات التصعيد ام التهدئة؟
- الرؤيا العدمية والرؤيا الواقعية في الحدث السوري
- لمسار التغيير روافد
- رأي في شعار -مقاطعة الانتخابات-
- وقائع احداث جامعة واسط


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - حوارات فكرية من اجل اشتراكية بضفاف واقعية