أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٣)














المزيد.....

يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٣)


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 19:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بروتس أو ماركوس يونيوس بروتس كان أحد رجال السياسة في الجمهورية الرومانية القديمة، وعضوا في مجلس الشيوخ الروماني. قد نال هذا "البروتس" شهرة كبيرة بسبب اشتراكه في مؤامرة قتل الدكتاتور الروماني "يوليوس قيصر" تلك المؤامرة التي جسدها الكاتب الكبير "وليم شكسبير" في مسرحيته المشهورة "يوليوس قيصر" والتي جعل فيها "بروتس" شخصية محورية رغم أنه لم يكن له ذكر في التاريخ الإنساني لولا مشاركته في اغتيال أبيه بالتبني "يوليوس قيصر". فقد أورد "شكسبير" على لسان "القيصر" عبارة (حتى أنت يا بروتس) فأجابه (إني أحبك ولكنني أحب روما أكثر) فقال قيصر: (إذن فلتحيا روما وليمت قيصر).
ومن تلك اللحظة التي اختلطت فيها رائحة الخيانة والمؤامرة مع معاني الوطنية والحب والأبوة، أصبحت هذه العبارة كمثل يُضرب لمن يتوقع منه شيئا فيأتي بغيره.
لكن ما هدفي من الرجوع بلحظتنا الآنية الراهنة في السودان إلى أعماق التاريخ الروماني لاستنطاق عباراته ودروسه والوقوف على مؤامراته وخياناته وصعوده وهبوطه. السبب أنني أجد تشابها كبيرا بين لحظة اغتيال القيصر وما يجري في السودان الآن من أحداث ربما تعصف به إلى نهاية مجهولة، مثلما عصف اغتيال القيصر بروما. لكن غايتي الحقيقية من تلك العبارة "الشكسبيرية" الرومانية هي أن أقول لقائد الدعم السريع: (حتى أنت يا حميتي؟) لماذا رغم صدقك ووضوحك؟ تشارك في هذه المسرحية سيئة التأليف والاخراج والأداء والاكسوار والديكور والملابس والانتاج، وأنا أحدثك عن عظمة مسرحيات "شكسبير" تلك المسرحيات الخالدة على مر التاريخ الإنساني.
لماذا تجعل كيزان المجلس العسكري يجعلونك تأكل "البالوظة" مرة أخرى بمحض إرادتك؟ أتدري سيادة الفريق أن هدفهم تلويث صدقك بكذبهم؟ إنهم مخادعون ومنافقون ودائما يحاولون أن يمرروا عبرك أجندة غير مرئية وغير آنية أي أن نتائجها ستظهر لك في المستقبل. وإن بدا الأمر لك غير ذلك.
معذور .. ونحن نلتمس لك العذر لأنهم كانوا في الماضي يبعدونك إلى مسارح العمليات ويخططون لمثل هذه المسرحية التي ساهمت أنت في نقلها إلى كل العالم. جميعنا كان يتوقع أن نرى قتلة حقيقين من "لحم ودم" وليس "ممثلين" من فئة الهواة، أتدري لماذا؟ لأن الكلام قد خرج منك أنت سيادة النائب وعهدنا بك أنك لا تشارك في "ني" الكلام و "لولووته".
ليتك قلت لهم كما قال "بروتس" لقيصر: (إني أحب السودان أكثر من كذبكم) ومسرحياتكم الفاشلة والتافهة. لماذا كل هذا الاستسهال في قضايا الدم السوداني، هل لأنه رخيص؟ هل لأنه ليس له وجيع؟
هل تعتقدون سيادة النائب أن الشعب الذي افترش الهم والوجع، وملأ الدنيا بصدى ثورته؟ مغفل أو ساذج لهذا الحد حتى تنطلي عليه مثل هذه الأوهام والألاعيب الكيزانية التي عاشها وعايشها لمدى ثلاثين عاما بشكل لصيق صباح مساء. كل من شاهد هذا العبث يدرك أن يد صديقك "قوش" ورائحته وخبث ومكر الكيزان "بخشوم بيوتهم" المختلفة وراء هذا الفعل الأحمق الأرعن. ما ذنب أؤلئك الصبية حتى يشاركوا في عبثكم هذا؟ ألم يحفظ لهم القانون حتى الكيزاني منه كرامتهم وإنسانيتهم؟
كان يجدر بكم أن تتركوا التحقيقات تأخذ مجراها الطبيعي، لأن القتل دائما يُصنف بأنه "جنائي" حتى السياسي منه، وبالتالي هو من صميم عمل المحاكم والجهات العدلية، وهي وحدها من تقول هذا "مجرم" وذاك "برئ" من غير مسرحيات وأفلام ساقطة، ومن غير تأثير على مجريات التحقيق والمحاكمة. كان يكفينا فقط أن تقولوا لنا إننا قد قبضنا على قتلة شهداء "8" رمضان وصار أمرهم إلى القضاء وحكم القانون.
إن الكذب والمسرحيات لا تبني دولة محترمة ذات كرامة وسيادة، وكيف تكون الدولة محترمة وأن القائمين على أمرها يخدعون شعبها بفعل قبيح ومنكر؟ لا يتماشى حتى مع أبسط أعرافنا السودانية.
يا سادة إن فطرتنا الثورية السوية باتت الآن تكره الكذب والنفاق والخداع والغش، وتتطلع إلى العيش في دولة "حكامها" محترمون.

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢١)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٠)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٩)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٨)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٧)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٦)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٥)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٤)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٣)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١١)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٠)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٩)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٨)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (7)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٦)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٥)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٤)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣)


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٣)