أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار جاف - هذا ما جنته فتح على نفسها















المزيد.....

هذا ما جنته فتح على نفسها


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 12:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يکن صعود حماس الى السلطة إلا تعبيرا دقيقا عن حالتين مهمتين و حساستين إتسم بها الشارع الفلسطيني منذ التراجع النسبي لحرکة فتح أمام التيار الاسلامي الفلسطيني، ويمکن تحديد هاتين الحالتين في:
1 ـ إخفاق حرکة فتح في قيادة المرکب الفلسطيني بتلک الحذاقة التي کانت مطلوبة منها، بل وإنها قد أفلتت في"مرحلة حساسة"دفة المرکب من يدها وباتت مع الشعب الفلسطيني في إنتظار ما يرسمه القدر من مستقبل لهما. هذا الإخفاق قد کان له أکثر من مبرر وسبب لکن الاهم من بينها هو ذلک الفساد الاداري و السياسي الذي إستشرى في مختلف مفاصل قيادة فتح وبدلا من الإلتفات للأزمات المستعصية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، غرق فدائيو و ثوار الامس في متاهات أخرى بعيدة کل البعد عن أقرب مفترق يؤدي بهم الى مشاکل و أزمات الشعب الفلسطيني.
2 ـ عدم نجاح حرکة فتح في فرض إرادتها و خيارها السياسيين على بقية الفصائل، وبعد أن کانت هي التي تقود صارت هي التي تقاد! وإذا ماکانت المفاوضات"الصعبة"جدا مع الإسرائيليين وعدم تمکن حرکة فتح في دفع الإسرائيليين الى زوايا حرجة لفرض خيارات أو مطاليب محددة، فإنها کذلک لم تتمکن من خلق أو إيجاد شريک دولي قوي بمقدوره أن يلعب دورا مؤثرا في دفع الإسرائيليين الى "إنفتاح"أکبر لرفع سقف تجاوبهم مع الحرکة، والحق إن محاولة فتح الإمساک بالعصا من اليمين و الوسط و اليسار، کانت تجربة سياسية تکاد تغرق في السذاجة لإنها لم تکترث لأهم شريک بقدر ما إلتفتت لغرماءها السياسيين الذين "تعشوا"بها قبل أن "تتغذى"بهم.
وإذا ماکانت حرکة فتح قد راهنت أکثر من اللازم على شخص الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومحاولتها توظيف"زعامته"بسياقات تخدم حرکة فتح، فإن الإتجاهات السياسية الفلسطينية و الإسلاميـة منها على وجه الخصوص، قد إستطاعت و بذکاء أن تفصل بين عرفات کزعيم للشعب الفلسطيني و بين عرفات کقائد لحرکة فتح، کما إن الزعيم الراحل ذاته لم يتمکن من فرض إرادته و رؤيته للأحداث على مختلف الفصائل الفلسطينية بل صار تابعا و منقادا لها وتلک کانت من أکبر أخطاء عرفات التي أزعجت الأمريکان والاوربيين قبل إسرائيل ذاتها.
إن حرکة فتح لن تتمکن"کعطار" لا يعرف رأسه من قدميه، من إصلاح ما أفسده الدهر، وإن رضوخها لمطالب الشارع الفلسطيني"السياسي"بدون قيد أو شرط، دفع الدولة العبرية لرفع درجة حساسيتها من التعامل مع حرکة فتح عموما و شخص الراحل عرفات خصوصا، وإن ما يفعله أنصارها اليوم من أحداث عنف و إشتباکات مع جهة هي أساسا متمرسة في هکذا أعمال هو عمل لا طائل من وارئه سوى الدوران في دوامة تبدأ و لاتنتهي!
ولعل أهم تداعيات أخطاء فتح و زعيمها عرفات، تتجلى في سماحهم ببسط"النفوذ"الإيراني في الساحة الفلسطينية و على مرئى من أنظارهم، وفي الوقت الذي کان تحاول فيه فتح و کذلک عرفات من توظيف هذا"النفوذ"کورقة ضغط و دعم لصالحها بوجه إسرائيل، فإن طهران کانت تسعى و بخبثها السياسي المعهود لسحب البساط من تحت أقدام فتح تمهيدا لإزاحتها من ساحة النفوذ السياسي، کي تصبح على "مرمى حجر" من عدوتها اللدودة الدولة العبرية، وهو أمر لم تغفل عن مدارکه الحقيقية العقلية الإسرائيلية المنتبهة دوما لکل المستجدات و الطوارئ من الامور، ومن الممکن جدا تفسير الموقف المتشدد للسيد آريل شارون من فتح و ياسر عرفات على وجه التحديد، کتعبير ضمني عن الإمتعاض من سياسة خاطئة لفتح لا تقود إلا الى إشاعة أجواء الفوضى و الدمار.
لقد کان الاولى بحرکة فتح أن تفهم"شکل" و "مضمون"الدعم الإيراني المقدم للفلسطينيين منذ بدايات وصول التيار الديني الى السلطة في طهران، وکان على حرکة فتح أن تعي أن قادة إيران الجدد"ومنذ الوهلة الاولى لتعاملهم مع الفلسطينيين" يبحثون عن حلفاء"عقائديين"لهم في الاوساط الفلسطينية، ومثلما کانت دمشق و بغداد تفعلان من حيث توظيف دعمهما للقضية الفلسطينية لأغراض و أهداف سياسية، فإن طهران لم تسلک الطريق ذاته بطريقة عشوائية بل وقد کانت أذکى بکثير من عاصمتي حزب البعث بشقيه السوري و العراقي، فإستطاعت أن تمسک بخناق فتح و عرفات و تطبق عليهما وهو أمر لم تتمکن من تحقيقه أبدا العاصمتين الساردتي الذکر.
وإذا کانت دمشق تأوي بعضا من الفصائل الفلسطينية و تستضيف السيد خالد مشعل الوجه السياسي البارز في حرکة المقاومة الاسلاميـة"حماس"على أراضيها، فإن شرها على الدولة العبرية ليس أکثر من زعيق بإمکان تل أبيب أن تصم آذانها عنه، إلا أن الامر يختلف تماما مع طهران، ذلک إن دولة"ولاية الفقيه"التي أصبح بمقدورها أن تجلس الى طاولة المفاوضات مع واشنطن بصدد الشأن العراقي، باتت تطمح لکي تجلس على طاولة أخرى للبحث في الشأن الفلسطيني!
ولکن الامر مع أخطاء فتح و عرفات لا يقفان عند هذا الحد، بل و يتجاوزانه تماما الى آفاق أخطر و أکثر حساسية، ذلک إن تزامن وصول حرکة حماس الى السلطة مع وجود حزب العدالة و التنمية"الاسلامي" في ترکيا على رأس الحکم، قد أضفى شيئا من الضبابية على الصورة، إذ أن سعي حکومة العدالة و التنمية في أنقرة بزعامة السيد رجب طيب أردوغان الى "تأهيل" حکومة حرکة حماس، هو أمر قد أزعج واشنطن کثيرا مثلما ما أثار حفيظة إسرائيل من "تهافت"حليف مهم لها على حرکة تتوجس منها الريبة، هذا الامر بما يحمله من معان و تداعيات حساسة، قد يعني الکثير إذا ما صدقنا تلک الانباء المسربة من قبل دوائر إستخبارية بخصوص مغادرة السيد"أيمن الظواهري"الرجل الثاني في تنظيم القاعدة للحدود الافغانية الباکستانية وتوجهه الى دولة أخرى يرجح إنها ترکيا!
لقد فتحت حرکة فتح بابا على نفسها و على المنطقة و العالم من العسير جدا إغلاقه، لکن الامر الذي يجب الإقرار به و الوقوف عنده، هو إن حرکة فتح و زعيمها عرفات مع کل تلک الاخطاء، فإنهما قد قاما بتهيأة "موطئ قدم"فعلي للفلسطينيين و أن إتفاقيات أوسلو کانت بداية عملية مفيدة للشعب الفلسطيني إستطاعت أن تخدمه و تساهم في تفعيل تحرکه بإتجاه أهدافه، وإن حرکة فتح و الراحل عرفات قد "أنقذا" الشعب الفلسطيني من"إستجداء"الحکومات العربية التي تشترط غالبيتها تقديم الدعم المالي بقيود سياسية محددة، لکن الذي تفعله حماس حاليا هو عودة فعلية للخلف و عملية إلتفاف غير مشروعة على ماحققته فتح و عرفات للفلسطينيين، ذلک إن دولة و شعب لا يمکن إدارتهما أبدا من صندوق تبرعات الدول العربية التي يعرفها الفلسطينيون قبل غيرهم، وإن حماس التي تطلب من إسرائيل تمنحها کل شئ مقابل لاشئ، تحاول إنجاز أمر ليس بالإمکان تفعيله على أرض الواقع أبدا.
الاعتراف بوجود الخصم و بحجمه هو شرط مهم جدا للتوصل لإتفاق معين معه، غير إن إنکاره و السعي الى"محوه"من الخارطة لا يتفق و مطالبته بتلبية مطالب أساسية و جوهرية حساسة، وهذا ماتفعله حماس بالضبط، إذ إنها تطلب من إسرائيل کل شئ، لکنها و بالمقابل تبغي لإسرائيل الفناء، لکنها"أي حماس"مع منطقها السقيم هذا، تدعي إنها تعمل من أجل السلام، فإي سلام هذا الذي تتحدث عنه حرکة حماس؟!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الاراضي العراقية أم وحدة أراضي ترکيا؟
- ترکيا و إيران على خط المجابهة مع الکورد
- إيران..عضو جديد في المحفل النووي
- رسالة کوردية الى واشنطن
- صفعة دبلوماسية للسيد غول
- الطعم الاسرائيلي في الصنارة الايرانية
- قمة الاسترخاء
- إذا کان القذافي بطلا فماذا يکون نجاد؟
- وماذا عن الذئاب الترکية؟
- لمادا أکره إسرائيل؟
- إيران و فيلق بدر
- الادب النسوي إغناء للسمة الانسانية للأدب
- أوجلان..ترکيا ستبکي عليه قبل الکورد
- حضارة بالارقام و أخرى بالاوهام
- ثقافة المتاجرة بالاوطان
- نعم أنثوية بعد ثلاثة عقود
- فاتن نور: إننا محاصرون بالجرأة
- ثلاث قصائد قصيرة من الشعر الفارسي
- أفاقون في أدوار النبلاء
- طوبى لشعب نجاد رئيسه


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار جاف - هذا ما جنته فتح على نفسها