أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - كانت حياتنا مفعمة بالامل














المزيد.....

كانت حياتنا مفعمة بالامل


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 14:23
المحور: المجتمع المدني
    


كانت حياتنا مفعمة بالامل
ادهم ابراهيم

يقول عالم الاجتماع العراقي المرحوم علي الوردي نحن لانتذكر الماضي لجماله , ولكن لبشاعة حاضرنا
وهذه الحقيقة تتبلور في اذهان كثير من العراقييين رغم اختلاف وجهات نظرهم . فازاء الاهمال المتعمد للمواطن العراقي من قبل الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال الى يومنا الحاضر , وعدم الشعور بالامان في الشارع والبيت ومكان العمل والفوضى المنتشرة والفساد المستشري كالوباء . واهانة كرامة العراقي في الداخل والخارج نتيجة ضعف الدولة والتجاوز على سيادتها . فان كثير من الناس يحنون الى الماضي , واذا كانت هناك مقارنات بين الحاضر والماضي فهذا لايعني اننا نمجد اشخاصا معينين او نظام حكم محدد . ولا يعني نوع من النوستاليجيا , او الحنين الى الماضي . . ولكننا في الستينات والسبعينات مثلا كنا نشاهد مدينة بغداد دار السلام وهي عروس المدن , عاصمة للثقافة والادب . وفي سنوات لاحقة ازدهرت الفنون التشكيلية والمسرح وقاعات الفن الحديث والمكتبات المنتشرة والقراء من كل فئات المجتمع , حتى قالوا القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ . وشارع الرشيد في اوج عنفوانه , نظافة واناقة ورقي , اضافة الى شاطئ ابو نؤاس الذي اصبح مضرب الامثال للسمك المسقوف واغاني ام كلثوم وكازينوهات للعوائل , واخرى لطالبي الانس من دون غلو ولا اسفاف . ولاننسى ساحة الامة وحديقتها الغناء , وكثير غير ذلك في بغدادنا الجميلة آنذاك . كل ذلك تحت وارف من الامن والثقة بالنفس , والامل في مزيد من التقدم والازدهار . وكنا نسافر في جواز سفر محترم يحافظ على كرامة العراقي اينما ذهب . ومدارسنا رصينة وهي تزهو بالطلاب والطالبات بابهى صور من النظافة والاناقة والجد واللعب

بغداد الان بعد حكم الجهالة والتخلف اصبحت اسوأ مدينة بالعالم . . ويتسيد فيها الرعاع من حثالة المجتمع والفاسدين , وتنتشر المافيات المسلحة وحمايات المسؤولين , والتجاوزات الكثيرة على المواطن والشارع . ولم يسلم حتى شرطي المرور من اعتداءاتهم وشرورهم . ومافوضى المرور واهمال الاشارات الضوئية وانعدام الخدمات العامة الا مظهرا جليا للمستوى المتدني الذي وصل اليه البلد

وبغض النظر عن وجهات النظر المختلفة حول سياسات الانظمة والحكومات السابقة , الا اننا كنا نعيش في ظل حكومات مدنية , كانت افكارنا مدنية وثقافتنا مدنية وكل حياتنا مدنية . ولكن التدين الزائف من التكفير وفرض التحريم والتجريم باسم الدين , والفتاوى المنافقة هو الذي غير مجتمعاتنا . فحلت الطائفية محل الوطنية , والشمولية محل القومية . فانتشرت الاحزاب والتكتلات الطارئة على عموم الوطن , وهي تنشر افكارا دينية رجعية وطائفية عفى عنها الزمن . واخذت تحارب كل ماهو وطني او عربي . وتبعهم المخدوعون من كل الطوائف والمكونات , حتى من اولئك الذين يدعون الثقافة والعلم من حملة الشهادات المزورة وغيرهم
فذهب كل واحد باتجاه معاكس للاخر . ودبت الفوضى . والشك في الهوية والانتماء نتيجة تفشي التخلف والعقول المتحجرة , حتى ظهرت اصواتا نشاز تدعي بان العراق دولة مصطنعة مستندين لاطروحات ذات اهداف مشبوهة مثل تنظيرات كيسنجر وغيره . وكان القصد من ذلك طمس الهوية القومية والوطنية لاحلال هويات ظاهرها اسلامي وباطنها توسعي استعماري . وهكذا نسينا ماضينا وانتماءاتنا ودخل الشك في نفوسنا وقدراتنا وشخصيتنا

ومما زاد الطين بلله دخول حشود من العسكر والميليشيات
والغرباء الى داخل حدودنا ونحن في غفلة عنها . حتى اخذنا نبحث عن من يخلصنا من هذه الفوضى والمحن . فالبعض ينتظر مخلص ميتافيزيقي مثل جودو الذي لن ياتي ابدا . وهناك من يتوجه الى ايران لتخلصه من امريكا . والاخر فضل امريكا لتخلصه من ايران . وهناك جيوش الكترونية تمجد اردوغان لاعادة الحكم العثماني باسم الاسلام السياسي وهكذا . في حين كان العراقيون معتزين بانفسهم , معتمدين على فكرهم وسواعدهم . وهم قادة الامة , وروادا في الفكر والادارة والسياسة . . ودول الخليج والسودان واليمن وغيرها شاهدة على فضل العراقيين قي تطويرها وتقدمها بعد تحررها من الاستعمار , وتدريب كوادرها على السياسة والادارة والعسكرية
فما عدا مما بدا . وكيف تم التشويش على عقولنا وفكرنا حتى ضيعنا شخصيتنا وفقدنا البوصلة التي تهدينا الى التحضر والتمدن الذي بدأنا به منذ وزارة الاعمار ومجلس الاعمار في الحكم الملكي وماتلاه من نمو اجتماعي وتقدم حضاري لكل القطاعات الاجتماعية والثقافية والعلمية والفنية , فانتكسنا حتى وصلنا الى الجهل والتخلف والتمسك بالخرافات . ولم نعد نفرق بين عدو وصديق ووصلنا الى مرحلة الضياع والتيه والشك في كل شئ حتى بانفسنا وقدراتنا

لقد فقد الناس الامل بتحسين الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية . ودب اليأس في النفوس , وكثرت حالات الانتحار والطلاق , وانتشرت المخدرات وخصوصا في صفوف الشباب والطلاب , بعد ان كانوا في طليعة الامة بالنشاط والخلق والابداع
كل ذلك كان نتيجة الاطروحات المتخلفة التي جاءت بها الاحزاب المشبوهة . ومارافقها من طفيليات تقتات على السحت الحرام من خارج الحدود . والتثقيف بها لاشاعة الخرافة والجهل بمخطط معد سلفا لتدمير العراق بعد مسيرة اعوام طوال من التقدم والازدهار في كل مجالات الحياة

فهل سيعود الوعي لهذا المجتمع بعد سنين من التخبط والضياع ويجد اهدافه الحضارية ويعثر على بوصلته المفقودة
اما نحن فمازلنا نحلم بمجتمع ناهض ودولة مدنية تقوم على العدل والانصاف بغض النظر عن الدين والطائفة والقومية . وسيبقى عندنا امل
ادهم ابرهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النموذج الامريكي المتفرد للديموقراطية في العراق
- حكومة عبد المهدي لا انفراج في الافق
- التصعيد الامريكي على ايران . . اسبابه واثاره على العراق
- ماوراء اقليم البصرة
- حزب العدالة والتنمية التركي . بداية النهاية
- العودة الى الديكتاتورية ام الملكية
- الجزائر . على اعتاب الجمهورية الثانية
- الهوية الوطنية في مهب الريح
- محاربة الفساد في العراق
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- انها مجرد فضائية ترفيهيه
- السعودية والخروج من عباءة التطرف
- الصراع الامريكي الايراني في العراق
- العلاقة الجدلية بين الفساد والدولة العميقة في العراق
- انهم يغتالون الكلمة الحرة
- العراق ساحة الصراع الامريكي الايراني
- هل الزمن يغير توجهاتنا ؟
- الثورة السورية والديموقراطية العراقية
- كركوك من التغيير الديموغرافي الى علم كوردستان
- حول الانسحاب الامريكي من العراق


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - كانت حياتنا مفعمة بالامل