أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - دفتر ملاحظات .. The Not Book















المزيد.....

دفتر ملاحظات .. The Not Book


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 01:20
المحور: الادب والفن
    


(لانفقد شيئا في هذه الحياة لاتقلقي ، الجسد ، الشيخوخة ، البرودة ، يبقى لهيب العناق تحت الرماد ، فيمكن إشعاله من جديد) ....
الحب أمرُّ لايُشفى منه ، الحب هو اننا لانملك صبرا للبقاء وحدنا ، هو صلة الشفاه ، هو تماسك الأعضاء بين الأجساد المختلفة ، هو شعر الحواس ، هو تلك القوة الكافية التي لاتمتلك تفسيرا لها ، هوالإبداع الجنسي في المضاجعة الأولى التي تظل كما ضوء الفنارات كدليلٍ في لجة ضياع العواطف ، المضاجعة ذاكرة النسيان لدى المرأة ، من خلالها تستطيع التعرف على الشخص الذي ذاقت جوانحه ورضابه ذات يومٍ جميل ومنعش على عكس ما حصل لصديقي في الدنمارك حين كنا نمشي معا فصادف احداهن وقال لها هل تذكريني ، قالت لا ..قال .. أنا كنت لكِ صديقا وحبيبا أيام زمانٍ طويل مضى ، قالت لا أتذكرك أنا آسفة ، أخيرا وبعدما تعبت من توالي الذكريات قالت مع ابتسامة خفيفة ، هل ضاجعتني ؟ قال كلا .. قالت ، إعذرني إذن ياصديقي لايمكنني تذكرك . هذه هي مهام المضاجعة لدى النساء ، انها التوثيق المحفور من قبل الطرفين لإعلان الحب الداخل في أحشاءالمرأة وإحساس الرجل بأسفينه اللحمي وهو يدقهُ في أعظم فاكهةٍ من جسدها .
ماكتبته أعلاه هو جزء من فحوى الفلم الرومانسي الجميل (دفتر ملاحظات) من إخراج ( نيك كاسافيتس) و تمثيل الجميلة ( راشل مك آدم Rachel McAdams) بدور ( إيلي هاملتون) والممثل الشاب ( رايان كوسلينك Ryan Gosling) بدور( نوح). هؤلاء كلاهما من مدينة لندن أونتاريو في كندا ومن نفس الزقاق الطفولي دون أن يعرفوا بعضهما ، أنا شخصيا رأيت بيوتهم وأزقتهم عند زورتي لكندا ، فجمعتهماالصدفة في هووليود ليمثلان هذا الفلم الذي حصد الكثير من الجوائز . فلم يحاكي كل نفسٍ صادية ترى الحب كما النضال من أجل الخلود ، تراه يعني الحرية والتحليق في عوالم الجسد والروح معا ليرسما أجمل سماءٍ لمعنى الإنتشاء السرمديٍ في الوجود.
في بداية الفلم يظهران عجوزين في المشفى ، (إيلي هاملتون) مصابة بالزهايمر أما ( نوح) باقٍ على الحب والمداراة لمعشوقته التي قضي معها أكثر من ستين عام تكلّلت بالقبل والعناقات والحياة الهانئة. (إيلي هاملتون) لاتتذكر شيئا الا أنّ ( نوح) يمسك دفتر ملاحظاته التي دونها طيلة أيام حياته ويبدأ بالقص عليها عن حبهم العسلي لكنها تنهرهُ وتقول له لا أعرفك ، فمن أنت ، فيقول بنبرةٍ حزينةٍ ، أنا شخص عادي لكنني أحببت من أعماق قلبي وروحي فتبدأ القصة :
(إيلي) فتاة من عائلة ثرية وإبنة المدينة ، تصعد دولاب الهوى المناطح للسحاب ثم يأتي شاب وسيم فقير وإبن ريف إسمه (نوح) فتقع أولى نظراته عليها وهذه النظرات ترسم لعشق قادمٍ يتفجر في قرارة الروح بعاطفة عظيمة لايمكن تصورها الاّ في الحكايات ، فيقعان في حب عارم فنتازي يبدأ في سني الثامنة عشر، يتوج بالزواج والإنجاب ويستمر حتى الموت معا ، عناقا وتلاصقاً جسماً بجسم في سن طاعن .
نوح يرمي نفسه في مكان جلوسها في دولاب الهوى ثم يتعلق بكلتا يديه معرضاً نفسه لخطورة بالغة ويقول لها هل تخرجي معي أم أرمي نفسي من ها هنا . فتوافق بعد ان رأت الأمر جدياً للغاية ، فيلتقيان ، يأكلان البوظا ، فتبدأ هي بلعقها من فمه لعقة لعقة . هي تثرثر كثيرا تلك الثرثرة المتعلقة بدلع البنات ولكنها زائدة هنا مع إيلي فتعطيها إغراءا على إثارة ، ومن هنا أخبرها كيف كان في صغره خجولا بسبب اللعثمة في لسانه حتى اختفت بقراءة الشعر الذي علمه اياه أبوه فصار يحب الشاعر الأمريكي الشهير والت وايتمان .
في غمرة لقائهم على البحر تتأمل (إيلي) أن تكون عصفورة في عالم آخر بحكم تناسخ الآرواح فتطلب منه ان يكون عصفورا فيكونان عصفور وعصفورة بلقطةٍ سينمائيةٍ تتحكم بها الحيل السينمائية الفنية المبهرة . ينطرحان على الشارع العام لمرور السيارت لغرض الرهان على بقائهم في الحياة من عدمه فالموت يأتي مرة واحدة والحب يأتي مرة أيضا فلابد أن نلقي بأنفسنا في أتون الخطر لنعرف كم لدينا من الفرص للبقاء أحياءٍ من أجل الحب والحب لاغير الذي يحتاجه العراق اليوم لبناء الإنسان بدلا من الحرب والخراب وأسطرة أولياءه .
ياخذها الى قصر مهتريءٍ متروك بني في عام 1772 يشتريه له أبوه فيوعدهاعلى أن يكون حفل زواجهم فيه على أمل أن يصلحه بحكم عمله كبناء للبيوت . تشترط هي بحكم الدعابة الحالمة فتريدهُ أبيضا بنوافذٍ زرقاء مع شرفة كبيرة تطل على البحر كي تستطيع الرسم فهي رسامة بارعة وهو المحب للشعر. ومن هنا يلتقي الفن مع الادب في أروع قصة حب خالدة .
في القصر المهتريْ تتنازع الأرواح التواقة لمعرفة جمالات الجسد فتنطلق من القبلة الأولى والتنهيد الدافيء مع العناق الخفيف وتمسيد النواعم البضة لخرائط لحمهما الطرية والتي تسوقهم مرغمين ليفترشوا ملاءةً بسيطةً على الأرض فتقترب الأجساد الملائكية الطاهرة أكثر فأكثر فيصبحان كما تماسك الشفاه الندية ، والحب هنا آمرُّ سلطان على التعرّي الإلهي الذي خُلقنا فيه لأول مرة ونحن نبكي ، لكن الأجساد هنا لاتبكي صراخا ودمعاً ، بل فرحاً وسعادة وجذلاً وآهاتاً هسيسىة ًيكون فيها الألم لذة ومتعة لاتضاهى ، فيتعرّون قطعة قطعة حتى تكوّمَ الجينزُ ، القميصُ ، السوتيان ، الكلسون النمّري أمّا القِرطُ المخلوعُ على مهَلِ فتلاقفهُ الضجيع ، بين أول رعشةٍ وآخر ماقالتهُ هزاتُ الملاءةِ البيضاء ، فتفتح ساقيها لأول رجلٍ عرَفته ، فلم يجد سبيلاً لمقارعة أسفله المنتعظ غير أن يثبَ عليها حانياً راعشاً بينما هي المثرثرة فترجوه بكل اشتهاءات النساء في اللحظة الجنسية الحاسمة التي لارجعة فيها وتقول : ضاجعني ، ضاجعني ، بل أولجه بداخلي بكل مالديك من قوةٍ ورفق فأنا مريم العذراء . مرة أخرى وبدلالٍ متناهٍ تقول : ضاجعني ، فيدخله ُدفعة واحدة في رطيبها الطازج والمهيأ حباً وشوقا ، حتى تشهق السماء فترسمُ أسميهما كنجمين لامعين لايمكن لأجسادهم العدول عن الحب وعن الجوار لبعضهم الا بإنفجارٍ كونيٍ يحطم النجمين الى تناثرٍ وفتات ، ثم تقول له إفعلها ثانية . هذه هي الجنسانية ومايلحُّ به الجسد علينا لإشباعه ولامفر منها ( الحاجة الجنسية هي الأكثر عنفا من بين شهواتنا ، هي رغبة جميع رغباتنا ...شوبنهاور) .
تنتهي إجازتها الصيفية وعليها بالرحيل الى مدينتها، وكيف السبيل الى ذلك وقلبها قد أصبح ملكا لنوح ، كما انّ ابوها وأمها أجبروها على ترك هذا الفقير ( نوح ) لآنه لايتوافق ومستواهم العائلي . تغادر على مضض وهو يبدأ بإرسال رسائله المتيمة الوالهة ، أرسل ثلاثمئة وخمس وستين رسالة يعني كل يوم رسالة على مدى أيام السنة ولم يحصل على جواب بسبب الأم التي كانت تخفي هذه الرسائل قبل وقوعها بيد إبنتها التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر . حتى بدأت الحرب العالمية الثانية وصوت هتلر ورومل ثعلب الصحراء كان مدوياً أنذاك مما خلق حالة النفيرالعام فيلتحق نوح في الجيش ويغادر أمريكا . الحرب تحصد الملايين وتجرح الأكثر ومن ضمنهم ( نوح) الذي نجا بإعجوبة أما صديقه ( فين) الذي كان حلقة الوصل بينه وبين ( إيلي) مثلما رأينا في الافلام المصرية القديمة كيف كان دور ( أحمد رمزي ) وسيطا خفيفا بين عبد الحليم وحبيبته ساعات المخاصمة والمناكفة . يموت ( فين) بين ذراعي ( نوح) في ساحة الحرب ونيرانها . نوح يرقد في ردهة الجرحى بينما تأتي ( إيلي) كمطوّعة ممرضة لمداواة الجرحى ، وهنا إستوقفني قول الألماني العظيم( نيتشة) الذي له موقف سلبي من المرأة وهذه نقطة تحتسب عليه من قبل القراء فيقول ( انّ الرجل خلق ليكون محاربا والمرأة خلقت لإسعاد الرجل) ، لكن هاهي إيلي تثبت عكس ذلك فتتطوع في مهمة للجيش كما الرجال ، وهناك تبحث عن ( نوح) بين آلآف الجنود الممدة على أسرّة الموت وكانت عيونها تتلصص النظر متفقدة الجنود لعلها تجد ( نوح) الذي كان راقدا في سريره يأن من آلامه لكن الحظ العاثر وكثرة الجرحى تجعلانها لاتعثرعليه بينما هو الجريح الملقى عل سريره بالقرب منها على بعد أمتار وأحيانا تقع عيونها عليه دون أن تعرفه من أثر الجروح التي غيرت ملامحه حيث يلعب التشويق في الإخراج السينمائي والتنقل الكاميراتي البانورامي لإعطاء الموضوع دراما حقيقية حزينة مبكية تقطّع نياط القلب مع موسيقى الفراق والمرض وأناشيد الجنود عن الأوطان وماتخلّفه الحرب من أطلالٍ بشرية مكوّمةُّ مع رائحة الموت والدم المسال .

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع في الجـــــزء الثانــــــــــــــــــــــــــــــــــــي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرقُ أسيا(3)..سواحلُ الفلبين
- المائدة.........الى هيفاء الأمين
- نبيل تومي ، عائمُّ في الأقبية(1) ...
- 2. شرق آسيا..هوشي من ونساءُ نيوزيلندة
- حال العرب والمسلمين (7) ...المتديّن حين لاتعجبهُ الحقيقة
- شيوعيُّ على الشفقِ
- 1. ُشرقُ آسيا..هوشي من
- ريتا عودة ، حين يكونُ الحبُّ شعراً وحواساً(3)....
- نصوص قصيرة (20)...
- نساء (26) ..
- ريتا عودة ، حين يكونُ الحبُّ شعراً وحواساً(2).........
- ريتا عودة ، حين يكونُ الحبُّ شعراً وحواساً(1)....
- فرح عتيق ، أنثى من ورق الحب...2
- فرح عتيق ، أنثى من ورق الحب (1).
- نساء ...25
- العمود الفراهيدي والجاهلي وأشياء أخرى(2)....
- العمود الفراهيدي والجاهلي وأشياءُّ أخرى ......
- تيتو
- بلغراد..صربيا
- نصوصُّ قصيرة (19)


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - دفتر ملاحظات .. The Not Book