أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الدورة الثالثة -اللاحضارية- الشرق متوسطية















المزيد.....

الدورة الثالثة -اللاحضارية- الشرق متوسطية


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6230 - 2019 / 5 / 15 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدورةالثالثة "اللاحضارية"الشرق متوسطية
عبدالامير الركابي
من صفات الانسايوان، انه عبد لما اعتاده وماقر عليه، وتلك ستكون احدى اكبر العقبات ومعضلات الانتقال الأكبر الحالي، لن يكون مقبولا على سبيل المثال قراءة التاريخ بحسب المنظور التحولي، باعتبار الدورة الأولى، او "البدء"، قد تبعها طور اول لاحق على الضفة الغربية الاوربية من المتوسط اغريقي وروماني، وان الدورة الثانية الشرق متوسطية، هي التي فتحت الأفق امام اوربا والعالم، باتجاه الدورة الاوربية الراهنة الحداثية الصناعية، بمعنى ان هنالك تبادلية شاملة، بين موضع التحولية البنيوية الشرق متوسطي، وموضع التحولية التقنية الأوربي.
ثمة فارق أساسي طرأ على التبادلية المذكورة أعلاه، جعلها تتحول من تتابعية تفصل بينها فترات تاريخية، الى وحدة تزامنية، هي تلك الراهنة الأخيرة، والتي تبدا من منتصف الالفية الثانية، وعلى وجه التعيين مع القرنين السادس والسابع عشر،يوم حل على العالم مانسمية بالتفارقية الرباعية، عند بدء غروب اخر متبقيات الدورة الشرق متوسطية كما كانت تتمثل بالسلطنة العثمانية، والثورة الصناعية البرجوازية الاوربية، وانبعاث الاليات التاريخية الحضارية مع بدء الدورة الثالثة الحالية في نفس القرنين المنوه عنهما من ارض الرافدين جنوب العراق، او سومر الحديثة "المنتفك"، وأخيرا ورابعا اكتشاف القارة الامريكية.
يؤدي صعود اوربا الى زوال السلطنة العثمانية، والى حلول زمن من الاستعارة والتشبه الحداثي المستحيل، في ارض الرافدين والشرق المتوسطي، من دون ان يتسبب ماحصل في قطع، او إيقاف عملية التشكل التاريخي الراهن في الكيان البؤرة الازدواجي الامبراطوري، التي تستمر في التشكل متجاوزة نطاق الاستلاب والفبركة المفهومية والنموذجية، والايديلوجية الحزبية منها على وجه التعيين، ذهابا الى مابعد مجتمعية و "فك الازدواج"، وهو مايتزامن مع انتهاء زمن الإنتاجية الالية، وظهور وسيلة الإنتاج المطابقة لعملية التحول المجتمعي المنتظرة على مدى الدورات الثلاث التي مر ت بها ارض مابين النهرين.
هكذا تكون ديناميات التحول قد غدت في طورها الأخير، و"حدة"، تنتظم الفعالية الكوكبية لتضعها على أبواب الزمن مابعد المجتمعي، والبدء الثاني، أي الزمن الخارج عن التخيّل، وقبلها عن القبول خارج العادة، بعد مرور الانسايوان بمئات القرون من المجتمعية واحكامها وثوابتها القارة الراسخة، والتي من طبيعتها ومن تكوينها، انها تقيد العقل وتحبسه داخل اشتراطاتها، وضمن ماقد امكن للعقل من بلوغه كحدود وتصورات، هو فيها لاحق على الأشياء، ومفتكر تحت سقفها، وبناء عليها، غير متجاوز لها كما يفترض به ان يتهيأ من هنا فصاعدا، خارقا النطاق الجسدي ومايترتب عليه.
تصور من هذا القبيل، من البديهي ان يتصادم بقوة مع أنماط التفكير المحلوي والمكاني الملازم لزمن المجتمعية، من نوع " مصر ام الدنيا"، وهي بلد الدورة الواحدة، والمنجز السكوني الاجتراري، اذا ما اراد احد ان يظهر ارض مابين النهرين، على انها بؤرة ومحور الانقلاب المصيري المجتمعي البشري، والموقف ذاته يمكن ان يوجد على امتداد المساحة الشرق متوسطية، مابين النيل والفرات، نزولا الى جزيرة العرب. فالعنعنات المحلوية صفة تكوينية في المجتمعية، فكيف سيكون الامر وماالمتوقع، في حال امتد النظر الى ماوراء المتوسط وامريكا؟
مهما يكن فان المجتمعية انتهت، وهي لم تعد قادرة على الفعل، أي ان ماسوف يمنح التحولية القدرة على التحقق، ليس مايعرفه البشر خلال الزمن المجتمعي من صراعيات داخل المرحلة والزمن نفسه، وبوسائله السارية على الجميع، وفقا للتوازنات المتاحة، فالذي ندل عليه هو زمن انتهاء، يعقبها بدء، وكل من يريد اليوم البقاء في الاطار المجتمعي، سيجد نفسه بعد فترة متمسكا بظاهرة انتهى مفعولها، ولم تعد صالحة، ولا قادرة على الاستمرار، هنالك في التاريخ مايمكن تسميته "لحظة انتهاء الصلاحية"، وعنده يصبح التفكير بتوازنات القوى، والإمكانات، واعداد السكان، والاقتصاديات، والجيوش، وأداء الحكومات، خارج البحث، فالمجتمعية كانت قد وجدت في وقتها وساعتها، ونمت، ومرت بمراحل كبرى وصغرى، الى ان فقدت مبررات وجودها.
هاهو ختام الزمن المجتمعي كما كان متاحا وممكنا بحسب منطوياته، والمتاح له تكوينا من طاقة وامد استمرارية، بغض النظر عن بقاء ذيوله، مع معيقات لحظة الانتقال الكبير الفائق للمعتاد والمعروف. وماقد عرفه العالم منذ ستينات القرن المنصرم الى اليوم، هو مسار نهاية وبدء، سيكون القرن الحالي نقطة وثوب الى مابعده، لكن ذلك لن يحدث كالمعتاد في مجرى صراع بين قطبين، فلا احد يصارع شيئا بحكم الميت، هو بذاته صار مهيئا لان يتكفل بإعلان نهايته .
وكل ما يمكن التأكد منه على هذا الصعيد هو اكتشاف الرؤية التحولية، وقانون المجتمعية وزوالها، ووضعه امام العقل الذي سيرفضه بداية وبقوة، الى ان تصير علامات صحته امرا واقعا وحالة معاشة مستقله عن فعل البشر،بمرور الأيام، وتتابع الاحداث واطرادها، وتزايد الحاجة لبديل للزمن المنتهي، بمستوى ماهو حاصل ويحصل من اشكال استحالة الاستمرارية، هكذا يعفي التحول نفسه من الدخول في صراع غير لازم، ولا ضرورة توجبه ضمن لحظة، المطلوب فيها والذي تحتاجه مجرد دلاله على مستوى الرؤية، تبدا بان تكشف للعقل النقاب عن السر الأكبر.
انهار الاتحاد السوفيتي على ضخامة بنائه في العقد الأخير من القرن العشرين، وتبدأ الولايات المتحدة بالانهيار من هنا فصاعدا، بصفتها الإمبراطورية المفقسة خارج رحم التاريخ، والمزدوجة البنية مابين واقع محتل جرى استيطانه، وبين راسمال اوربي، كان مايزال وقتها في عزه، ووجد في الأفق القاري الجديد إمكانية تجديدية لبناه المقاربه على الشيخوخة، لتنشا حالة من التناقض العميق داخل كيان مازال في طور التشكل المفهومي والمجتمعي، ومازال حتى اليوم ابعد من ان يكتشف ذاتهالمستمرة بالتشكل، والتي لن تكون على الاطلاق بعيدة عن اليات فك الازدواج، مع قوة حضور التكنولوجيا، وظهور الرؤية التحولية، بينما الراسمالية تموت داخل ارض المنشأ، وذلك معنى ان تعرف اليوم شخصا مثل ترامب رئيسا، كل مايقوم به يثير الاعتقاد بانه غورباتشوف الولايات المتحدة الامريكية، مثلما ان محمد بن سلمان، ال"محمد" المزور الزائف الثاني، بعد محمد بن عبدالوهاب، هو غوباتشوف المملكة النفطية السعودية.
لن يصدق من يراقبون الاحداث، ويواصلون اسباغ مفاهيم وتصورات ماقبل الموت المجتمعي عليها ماسوف يشهده العالم ببناه الحالية ودوله ومؤسساته، شرقا وغربا، فكانما صرنا على مقربة من " قيام الساعة" في المنظور الابراهيمي الزائل هو الاخر من هنا وصاعدا، بعد ان صارت منطقة الابراهيمة على اعتاب الانتقال من "الحدسية الالهامية النبوية" الى "الادراكية الحدسية" اللاحضارية، فالدورة القادمة إلحالة على المنطقة راهنا وفي المستقبل القريب، هي دورة " لاحضارية"، لانها أصلا "لامجتمعية"، تنتمي لعالم "فك الازدواج" في البؤرة الرافدينية الازدواجية.
الحضارية والمصطلح الحضاري النحوط في قلب الماضي المجتمعي، يناقض جوهر التحولية، تبناه العقل أيام هيمنة الرؤى الأحادية المجتمعية الزائلة اليوم، لن يبني الانسان المقبل والمتولد عن الانسايوان الايل للزوال، حضارات لم يعد لها موجب، ولا طاقة استمرار او مبرر.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورة حضارية ثالثة شرق متوسطية
- دلالات نهاية -العراق المفبرك-
- -البدء الثاني- والعماء الحداثي الغربوي/2
- -البدء الثاني- والعماء الحداثي الغربوي/1
- بوتفليقه: زمن انتفاء الحاجة للدولة
- حدود العقل المجتمعي وتفارقاته؟ (2/2)
- حدود العقل المجتمعي وتفارقاته؟
- فرضيتا -الانسايوان- و -الإنسان-؟؟
- نداء الى العالم وللعراقيين بالمقدمه ؟/ب
- تعالوا نعيد اصدار- زوراء- العراق(2/2)
- يستحق العراق جريدة -زوراء- ثانية* ( 1/2)
- نداء للعالم .. وللعراقيين بالمقدمة/أ ؟؟
- اكتشاف قانون المجتمعية الكوني؟؟/4
- لنين الماركسي معادل محمد الابراهيمي/3*
- العراق الامبراطوري والوطنية الزائفة/2
- العراق الامبراطوري والوطنية الزائفة
- - قرآن العراق- .. استعادة العراق
- الانسحاب الامريكي والمتغير الاستراتيجي التاريخي
- المهدوية ايقاف ابراهيمي للاسلام/ب/
- المهدوية: ايقاف ابراهيمي للاسلام *أ


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الدورة الثالثة -اللاحضارية- الشرق متوسطية