أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن إسماعيل - يا مُختلين العالم المُختل .. اتحدوا














المزيد.....

يا مُختلين العالم المُختل .. اتحدوا


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 06:22
المحور: المجتمع المدني
    


عندما لا تملك قوت يومك .. وعشاء أطفالك الرُضع
أقول لك .. اختل
عندما تشعر بالذنب ويوجعك ضميرك لأنك تحلم بغرفة فوق السطح
أو بجوار قبر لتسكن فيه مع فتاة تشابهك وتشاركك الجوع الكافر .. والذل الكافر .. والفقر الكافر
أقول لك .. اختل
عندما يحكمونك بالحديد والنار ولا ينفع معهم لا شفيع ولا معين
ولا حقوق إنسان ولا صحافة حرة ولا قضاء نزيه
أقول لك .. اختل
عندما يتبخر صحفي في وضح النهار
ويـُسحل آخر ويترك عارياً
ويـُضرب قاضياً لأنه قال " لا "
أقول لك .. اختل
عندما يعتقلونك وينتهكون عرضك
وتـُرمى كالكلب في سجونهم الوطنية الصدئة والعفنة
أقول لك .. اختل
عندما يشعلون الفتنة .. ويفتحون فوهة جحور الحيات
لتلتهم الآخر أمام شاشات التلفاز دون أدنى اكتراث
أقول لك .. اختل
عندما يغتالونك معنوياً وهذا أضعف قهرهم القبيح
ويسجنونك حرفياً .. ويغتالونك جسدياً
وهذا قبحهم الصريح
أقول لك .. اختل
عندما لا توجد أحزاب ولا ساسة ولا رموز وطنية
عندما لا تسمع غير النباح
أقول لك .. اختل
عندما لا تقدر أن تصنع شيئ أو تزرع شيء أو تخترع شيء
عندما تصبح أقل من الشيء
أقول لك .. اختل
عندما تسخر وأنت تدندن " بلادي بلادي .. لك حبي وفؤادي "
عندما لا يقشعر جسدك أمام قطعة قماش ترفرف يطلقون عليها " علم مصر "
أقول لك .. اختل
عندما لا تعد تفيد قبلات وأحضان عنصري الأمة
ولا موائد الرحمن التي لم ترحم أحد
عندما ينشق قناع السماحة الهش عن الوجوه الكارهة لبعضها البعض بعمق
أقول لك .. اختل
عندما يكيل الكل بمائة مكيال
ويـُسرق ميزان العدالة ويـُباع في سوق الظلم
وتصبح كرامتك ممسحة لماخور شرطي
أقول لك .. اختل
عندما تصبح الكنيسة وطن موازي
ويصبح المسجد وطن موازي
ويصبح الإخوان وطن موازي
ويصبح الأمن لجـُزر هذا الوطن .. كأحقر غازي
أقول لك .. اختل
عندما تغرق عبَّارة حياتك
ولا طوق نجاة
وتسرق كنوز حفريات أجدادك
وأخيراً يتهمونك بعد أن سرقوك بالفرعونية والوثنية والصنمية وكل أنواع الكفر
أقول لك .. اختل
عندما يكون لديك أكثر من أربعة عشر ألف طفل لا ينسبون لآب جبان قد تملص
وحكومات تقف عاجزة تسأل شيخ أمي عن حلال الـ DNA أم حرام
أقول لك .. اختل
عندما تتشكك في أصابع يديك وفي أصدقائك وأنفاسك بالليل
عندما تتحسس ملامحك كل لحظة لتعرف فقط أنك شبه حي
وأن قلبك مازال ينبض بالنضال
أقول لك .. اختل
عندما تكتشف أن المصالح هي التي تحرك دُمى المسرح العبثي
وتبحث عن جيفارا بين الوجوه .. فلا تجد
وعن صوت سبارتاكوس في وسط الضجيج .. فلا تسمع
فلا رموز تقتدي بهم .. عارياً في قلب الميدان بلا درع أو سلاح
لا تملك غير قلبك يؤنس وحدتك
وروحك النازفة بالأحلام
أقول لك .. اختل
عندما يـُداس العلم أسفل حوافر الخرافة
وتـُلعن الحرية كل يوم من الإنس والجان
وتـُضاء شموع الأساطير
وتنصب مقصلة للعقول الجريئة
وتـُخـّير ما بين الذبح أو الاستتابة
أقول لك .. اختل
عندما لا تملك أن تغير حكومتك
فتحرق كنائس المصريين
عندما لا تقدر أن تحاكم وزيرا واحداً
فتغتال عشرات من المصريين الفقراء
عندما تـُقصى وتـُخصى .. تنتحر ..
أقول لك قبل أن تنتحر .. اختل
عندما لا تملك حق تقرير مصيرك
وعندما تصبح ضمن القطيع تـُساق للذبح
أقول لك .. اختل

والآن أكتب كمـُختل للمـُختلين من بني جنسي
في هذا الوطن الذي مازلت أذكر اسمه فقط
بعد أن أفقدوه كثيراً من ملامحه العميقة
مـــصـــر
أقول لكم .. اتحدوا
يا مـُختلين العالم المـُختل .. اتحدوا
لأنهم يفرقوننا ليـَّسودوا
يا مـُختلين الشيعة والسنة والبهائية والمسيحية .. اتحدوا
يا جماعة التبليغ والدعوة والسلفية والجهاد والإخوان والتكفير والهجرة .. اتحدوا
يا علمانيين .. اتحدوا
يا مثقفين .. اتحدوا
اتحدوا ولو لمرة واحدة
اتحدوا بلا عنف على كلمة سواء
على وطن واحد يسمى .. مصر



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال مبارك .. وساعة الصفر !!
- انا وانتِ .. وانشقاق الحجاب
- مبروك .. مصر بقى لها فرع في الخارج !!
- اغتراب هنا .. واغتراب هناك
- الجهل .. والخرافة .. والقبح .. ثالوث القبُح
- فيلم بوليسي فاشل
- أزهى عصور النباح
- كم كوخ في العالم .. يحمل شبقاً
- ادعوا لنا ناخد نوبل .. في بول الإبل !!
- فراديس عنصرية
- بدونها ستضل الطريق
- أخبار الإخوان من إذاعة اتقوا الله
- أحزاب محظورة .. وجماعة شرعية
- تختار تموت ازاي يا وطن ؟
- القهر يجعل كل الأشياء رخيصة
- الرؤية القانونية للمنبر الديمقراطي التقدمي - البحرين: قراءة ...


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن إسماعيل - يا مُختلين العالم المُختل .. اتحدوا