أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - من ينتصر أمريكا ام ايران ؟















المزيد.....

من ينتصر أمريكا ام ايران ؟


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 6228 - 2019 / 5 / 13 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرب قد تقع أولاتقع ،ولكن المواجهة حاصلة وقد حصلت منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو أيار 2018م ، ومطالبته بخضوع ايران لشروط ومعاهدة جديدة ،لاشك في ان نظامه كان سيصوغها بإيحاء من دويلة الصهاينة،ثم فرضه عقوبات أقتصادية على أيران أثرت بشكل بائن على برامج الدولة وعلى معيشة المواطن الأيراني ،وأقلقت الدول المجاورة ،وتلك التي تشتري النفط الأيراني،كما ان هناك دول مترقبة متربصة ،قد يسعدها التهاب أوار المعارك،وهي تدخل في صلب مصالحها ،لما يعتقد من انها ستؤدي حتما ً الى كسر جناح أمريكا ،والأطاحة النهائية بقطبيتها المنفردة بالعالم .
ونحن نتناول جانب مهم يخص الدولة العظمى المتسيدة العالم هذا اليوم ،نعتقد أننا أقدر شعوب الأرض على أسداء النصح وألقاء الحجة،لأسباب وجوانب متعددة ،اهمها ان منطقتنا العربية والأسلامية لاتزال هي المنطقة الحيوية في العالم ،ليس لأنها تمتلك احتياطيات الطاقة في العالم فحسب ، بل لما تمتلكه من مميزات حيوية محركة أخرى وحضارة ممتدة في جذور التاريخ، وان امريكا قد جربت المواجهات في المنطقة لدول ليس من عدادها عسكريا ً،وفشلت فشلا ً بائنا ً وذريعا ً وبأعتراف القادة الأمريكان وآخرهم ترامب نفسه .
فيما يخص تدخل امريكا في بلادنا العراق :
أختصر ترامب الموضوع على قناة "سي بي إس" مطلع العام الحالي بقوله :
"ان التدخل العسكري الأمريكي في العراق، أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة على مرّ التاريخ " .
رغم ان الجميع يعلم ان تسليح العراق كان متواضعا ً وقديما ً، وان الأمريكان انفردوا به ،وجيشوا العالم ضده بحجة الكويت واسلحة الدمار الشامل، و هما حجتان من صنع أمريكا وفبركة أجهزتها الأمنية .
أما في افغانستان وبعد كل هذه السنين الطويلة ،منذ 2001 م ولحد اليوم، لم تتمكن أمريكا من الخروج من افغانستان بشكل مشرف يحفظ ماء وجهها ،وتتناقل وكالات الأنباء انها تجري مفاوضات مع طالبان بهذا الخصوص !
اميركا سائرة الى منزلق خطير سيطيح بقوتها وهيبتها الدولية الحالية ،وذلك بسبب ابتعادها عن المصالح الأميركية ، والأنسياق للنصح اليهودي الصهيوني ،الذي يتصرف من وراء الستار قاصدا" تحقيق أهداف الصهيونية في السيطرة على العالم ونستذكر قول كيسنجر (أن أكبر نجاح حققته أسرائيل،هو ربط المصالح الأستراتيجية الأميركية بالمصالح الأستراتيجية الأسرائيلية ) .
وجميعنا نتذكر صراخ رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو من على منابر الأمم المتحدة ضد ايران بعد الأتفاق النووي الأيراني ماسمي بــ (5+1 ) ،الذي وقعته امريكا في عهد الرئيس أوباما ،ثم تنصل منه ترامب بفعل الضغط والتأثير الصهيوني، مع ان هذا الأتفاق كان سيجلب استقرارا ً أكبر للمنطقة ،وان مثل هذا الأنسحاب هو بادرة سيئة من دولة عظمى .
ظلت ادارة ترامب وحلفائها في المنطقة يراهنون على رضوخ إيران للضغوط الأمريكية ومن ثم جلوسها مع الأمريكان على مائدة حوار غير مشروط للخروج بـ ” اتفاق نووي جديد ” يشمل برنامج إيران الصاروخي وتصفية نفوذها في المنطقة و” تعديل السلوك ” الإيراني ودخولها في بيت الطاعة الأمريكي تحت ضغوط الداخل وحصار الخارج ولكن شيئا من هذا لم يحدث ولم ترضخ إيران للضغوط الأمريكية ولم تأبه لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، وحين وجدت واشنطن أن عقوباتها قد فشلت في تحقيق أهدافها وإجبار طهران على الرضوخ للضغوطات والجلوس للحوار والتفاوض على ” اتفاق نووي جديد ” يقيد إيران ويصفي نفوذها في المنطقة ،أقرت الإدارة الأمريكية وابتداءا ً من 7 أغسطس آب 2018م حزم متدرجة من العقوبات القاسية على ايران متناسية حقيقة كبرى ان شعوب المنطقة ترفض الذل وتأبى الخنوع للأملاءات بمنطق القوة والتجبر .
ايران :
برزت ايران كدولة عصية على الأختراق ،عرف قادتها كيف يديرون دفتها بما يجنبها المخاطر ويخدم مصالح شعبها ،واتجهت الى تدعيم الأستقلال الأقتصادي بأعتمادها على الذات ،وبذلك لم تفلح الحصارات الأمريكية والغربية في تركيعها ،وقد خاضت العديد من المواجهات الغير مباشرة في المنطقة وعلى طريقة الكبار ،مثبته كفائتها وأهليتها في تطوير دفاعاتها وإنشاء حائط ردع ، كفاها شرور التدخلات الخارجية للدول المستهترة بالقانون والضوابط الدولية ،كما انها دعمت كل ذلك بتحالفات مشرفة لايستهان بها مع دول كبيرة كروسيا والصين ،سهل لها الوصول الى الصمود الكبير بأقل الخسائر .
هل الظروف مشابهة لحرب امريكا على العراق؟
ليس هناك مقارنة بين حالة العراق ابان الحرب الأمريكية عليه عام 1991م وبين ما تحاول امريكا تكراره اليوم مع ايران ،حيث أن كل الظروف تشير الى ارتفاع كفة ايران في هذه المنازلة ، كأنخفاظ الفرق في تكنلوجيا التسليح بين امريكا وايران، وجغرافية بلاد ايران التي تتيح خيارات كبيرة للأيرانيين لم تكن متوفرة للعراقيين أطلاقا" ، وقدرة الأيرانيين على الأعتماد على أنفسهم مما يجعل أي حصار او عقوبات قليلة الوقع وغير مؤثرة ، كما أن بروز الصحوة الدولية لدول مهمة ذات ثقل في الساحة الدولية ومجلس الأمن كروسيا والصين لم تكن موجودة في حرب العراق ، حيث كان الأتحاد السوفيتي وقتها فارس متهالك تفككت اوصاله ومقارب على الهلاك ، بعد أن أطاحت به امريكا في حلبة الصراع .
لقد كان من أكبر أخطاء صدام دخول الحرب مع امريكا بدون ان يكون لديه مقاومة ومضادات للطائرات الأمريكية المغيرة ،فقد كان الجيش العراقي جيشا" مهولا" بحق ،وكانت التحصينات التي نفذت عالية التأمين ، وعلى الرغم من أن الدبابات وسلاح الجيش العراقي متأخر كثيرا"في سلم التطور عما موجود من سلاح لدى امريكا وحلفاءها ، ألاّ أنه لم يكن بمقدور الأمريكان وحلفهم المكون من ثلاثين دولة ، دخول العراق لولا أستمرار قصف الطائرات بحرية تامة وبدون أي مقاومة تذكر لمواقع الجيش العراقي وللعمق العراقي بكامله ولفترة زمنية كافية ،وكأن الطياريين كانوا يخرجون في نزهات ، وقد أدى هذا الى تدمير ليس جزء هام من سلاح القطعات العسكرية العراقية فقط بل اثر تأثيرا" سيئا" في نفسية الجندي العراقي ،واظهر قياداته كمن يقدمه لقمة سائغة للطائرات المهاجمة ، بدون ان يخوض منازلة شريفة في الدفاع عن حدود بلاده وخاصة بعد الأنسحاب من الكويت ، كما أدى تدمير الطائرات لمحطات الكهرباء والمنشآت الحيوية والجسوروضرب مناطق بيع المواد الغذائية ، وقطع الأمدادات وانكفاء الدولة عن أي رد مناسب، الى التاثير في نفسية المواطن العراقي بصورة عامة .
واليوم فأن الفرق في تكنلوجيا السلاح والأتصالات والمستوى اللوجستي للقطعات العسكرية هو فرق بسيط لن يعوض باي حال من الأحوال الفرق الكبير بالعدة والعدد للجيش الأيراني الممسك بقوة بارضه وحدوده كما يمكن ان نضيف الى ذلك ما يشتهر به الأيرانيون من عناد وصلابة وقدرة على المقاومة اللانهائية حتى الوصول الى الأهداف المتوخاة .
هل يمكن لأمريكا الخارجة من حربين موشاة في كليهما بالهزيمة والفضائح في العراق وفي افغانستان أن تدخل حربا" اشد ضراوة ،وماذا لو ترافق التصعيد على الجبهة الأيرانية التصعيد على الجبهة الكورية المخيفة للقادة الأمريكان بسبب التهديد باستخدام السلاح النووي؟ .
صحيح ان واشنطن تبدو ماضية في التصعيد العسكري ضد إيران ومواصلة سياسة العقوبات الفاشلة، وهو أمر محير ولكن يبدو أن ترامب صار أسيرا ً للصهاينة وهو يمضي نحو حرب سيخسر فيها الجميع بما فيها إيران ،ولكن لن تربح واشنطن هذه المواجهة مع شعب معروف ومشهور بعناده وبمقاومته، و ستخسر سمعتها كقوى عظمى وهيمنتها على المنطقة وستنكسر عسكريا وربما ترحل بقواعدها وجنودها من المنطقة وقد تكون نهايتها في المنطقة ،وسيضحي ترامب بمصالح الشعب الأمريكي وهيبة امريكا الدولية وبالمصالح الأقتصادية والأمنية لكل دول المنطقة ، وسيكون المستفيد الوحيد من هذه الحرب هو دويلة الصهاينة وسيكون الشعب الأمريكي خاسرا" كبيرا".



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا سبب في انتشار التسلح في العالم
- قمم العرب .. بطولات على الورق !
- الفريسة الجديدة ليست عربية ولااسلامية !
- الأمام المهدي المنتظِرأم المنتظَر؟
- هل تكرر أمريكا أخطاء عاصفة الصحراء؟
- قتل خاشقجي .. مسلسل شد انتباه العالم !
- بحرب أو بدونها ستزاح الأمبراطورية الأمريكية :
- هل في العالم العربي ديمقراطية ؟
- حرب كسر العظم .. من يفوز
- الملائكة والبهائم والأنسان
- الشباب أغلى الثروات المبددة
- هنيئا ً مريئا ً ياشعب العراق !
- خلق الأزمات مهنة أمريكية مربحة :
- هل نجح العرب أخيرا ً ؟
- القوة هي ما ينقص العرب
- أمريكا وحقوق البشر والكلاب
- معركة الأمعاء الخاوية
- ضم مركز التدريب المهني الى وزارة العمل كان خطأ
- بين القروض والضرائب و موارد العراق (2)
- بقايا الشرف العربي..فتاة قدمت مالم تستطعه الرجال :


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - من ينتصر أمريكا ام ايران ؟