أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادهم ابراهيم - النموذج الامريكي المتفرد للديموقراطية في العراق















المزيد.....

النموذج الامريكي المتفرد للديموقراطية في العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 14:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


النموذج الامريكي المتفرد للديموقراطية في العراق
ادهم ابراهيم

ان المفهوم الحالي للديمقراطية قد تطور عبر مراحل عديدة من التجارب الانسانية , خصوصا بعد ظهور المبادئ الليبرالية التي اعقبت الانظمة الاقطاعية الاستبدادية في اوروبا . وقد نشأ النظام السياسي الديموقراطي من الحركات المدنية الاجتماعية السائدة آنذاك . ويعتمد بالاساس على السلطة المدنية . اي بعيدا عن العقائد الدينية الكنسية والمذهبية . وتؤكد هذه السلطة على تحقيق العدالة والمساواة لكل افراد الشعب , تحميها الدولة التي بيدها وحدها الحق باستخدام القوة بموجب القانون لتحقيق النظام والامن الاجتماعي , فاصبحت بذلك اداة لتوحيد المجتمع
في مرحلة اعداد الدستور الامريكي حذر جورج ماديسون الذي كان رئيسا للولايات المتحدة واحد المنظرين للدستور من حكم الغوغاء . ويقصد به تواطؤ الاكثرية العددية لانتقاص الحقوق الاساسية للمواطنين الذين قد يمثلون الاقلية . الاقلية ليس بالقومية او الدين وانما ايضا الفئة الاجتماعية المتقدمة القادرة على ادارة الدولة . والا فان الاكثرية العددية ستؤدي الى حرمان النخب الفاعلة في المجتمع من تبوء مكانتها في قيادة الدولة . ولذلك فالديموقراطية يجب ان تكون محكومة بضوابط اساسية لتحديدها . فالديموقراطية الخالصة مضطربة وغير مستقرة . . اي ان الديموقراطية تعتمد على حكم النخبة من المجتمع , وبهذا الصدد يقول ( ان الديموقراطية تحفظ حقوقا اساسية للفرد , ولا تخضع كل شئ لما تطالب به الاكثرية . او لما تعتبره الاكثرية مصلحة عامة ) . وهكذا اعد الدستور الامريكي

ولكن لماذا لم يقدم لنا الامريكان دستورا يستند على النخبة في حكم الشعب . وبدلا من ذلك قدموا لنا مشروعا يقسم الشعب العراقي الى طوائف واقليات بحجة تطبيق الديمقراطية . . في حين ان الدستور الامريكي لم يستند الى التقسيم الديني او القومي للمواطنين الامريكان . خصوصا وان هناك كاثوليك وبروتستانت , بيض وسود وخلاسيين , لاتينيين واوروبيين . . الخ بل اعتمد على حزبين جمهوري وديموقراطي وجعل الانتخابات الامريكة بنظام معقد يعتمد على حكم النخبة لا الاكثرية العددية , مع بعض الاستثناءات التي يمكن تداركها كل سنتين في الانتخابات النصفية
لقد قدموا لنا اذن حكم طائفي قومي هجيني مشوه باسم الديموقراطية , مما ادى الى الصراع والتنازع بين فئات ومكونات المجتمع الواحد اولا . . ثم صراع داخل كل مكون لاحقا . وهكذا توسعت وامتدت الصراعات ليس في الحكومة الاتحادية فقط وانما في منطقة الحكم الذاتي لكوردستان وكذلك في الحكومات المحلية للمحافظات
ربما كانت هذه واحدة من مهمات الاحتلال الامريكي للعراق . . القضاء على الوحدة الوطنية العراقية , بعد تدمير الجيش والبنية التحتية للدولة

ان من ساعد على ابقاء الوضع على ماهو عليه الان الاحزاب القادمة مع الغزو الامريكي . حيث تختلف هذه الاحزاب عن كل احزاب العالم . فهي ليست احزابا سياسية بمعنى الكلمة بقدر ماهي تجمعات مافيوية مسلحة دخلت الى المجتمع العراقي باسم الطائفة والدين حتى تستقطب المواطنين البسطاء من ذوي الاصول الريفية والقبلية الذين يفتقرون الى الوعي السياسي . . ولذلك نجد ان هذه الاحزاب الطفيلية المتخلفة تستغل الناخب الساذج غير الواعي باطروحات دينية وطائفية لتستمر بالحكم بفساد اكثر . وهي بعيدة كل البعد عن القيم الدينية العليا , وفي كل انتخابات عامة او محلية نجد الناخبين
وخصوصا من ذوي الدخل المحدود والفقراء يتجهون الى انتخاب نفس الاحزاب سيئة الصيت , مع علمهم بفسادها وهم ينظرون الى فعلهم هذا بمنظور ديني وواجب مقدس , والا فان لعنة الله ستلاحقهم , انهم مدفوعون بالخوف متناسين ظروف معيشتهم البائسة , ومايجب ان يكون الحكم عليه
والاكثر من ذلك فان مريدي هذه الاحزاب يستخفون بالناخبين وهم في كل مرة ينقضون وعودهم , ويسعون على الدوام الى التجهيل المنظم واجترار التاريخ مع التمسك بالطقوس الدينية . بل وزيادتها كي لا يتشكل اي وعي جماهيري قد يؤدي الى اقصائهم من سدة الحكم وحرمانهم من المكاسب المتاتية منه

ومن مظاهر الديموقراطية العراقية ايضا استبدال الفكر القومي والوطني بالفكر الديني والطائفي . ولذلك نرى المشاريع الشعوبية تنشط في العراق . . فهناك من تبنى مشروع ولاية الفقيه وتصدير الثورة الاسلامية فانظم الى الميليشيات الايرانية . وهناك من تمسك بفكر الاخوان المسلمين الشمولي المعادي للوطنية . فاصبح اسير التوجهات التركية والقطرية . وفي منطقة كوردستان العراق نشطت الافكار الشوفونية لاستغلال الاوضاع السياسية الشاذة في البلد والحصول على مكاسب في المناطق التي سميت بالمتنازع عليها

وفوق هذا وذاك , انتشر الفساد السياسي والاداري على نطاق واسع . وانتهكت حرية الانسان وتم خنق الصحافة والاعلام الهادف . وجرى الاستحواذ على منظمات المجتمع المدني . فانعدمت المعارضة الحقيقية . وانتشرت المظالم واصبح السكان تحت خط الفقر في كثير من المحافظات . وهكذا تم تغييب حرية الارادة للمواطنين كافة , فجردت الديموقراطية من محتواها

ان دعم امريكا وايران للحكومات الفاسدة المعادية للشعب منذ الاحتلال الامريكي للعراق الى يومنا الحاضر يؤكد بشكل واضح على ان هناك عملية ممنهجة لتشويه الديموقراطية وسلب ارادة الشعب وان هناك خططا معدة سلفا للتخريب البنيوي السياسي والاقتصادي والانساني للعراق . فهل امريكا لاتعلم بفساد السياسيين , وسلوكهم المنافي لابسط المبادئ الديموقراطية , وهي تلاحق كل سنت في العالم , وتنتقد على الدوام اغلب دول العالم بدعوى الديموقراطية وحرية الانسان , ام انها تركت الحبل على الغارب لتنفيذ المخطط المرسوم

وايران التي تدعم الاحزاب الفاسدة الحاكمة . وميليشياتها تصول وتجول من الموصل الى البصرة . وهي تعيث فسادا وتخريبا في العراق . هل عجزت امريكا عن مواجهتها , وهي تهددها جهارا نهارا

وبعد كل ذلك فرب سائل يسأل . . اذا كانت امريكا قد قدمت لنا ديموقراطية مشوهة واحزابا فاسدة , لتحقيق هدف ما . . فهل حان الوقت لاعادة تقويم الاوضاع الشاذة في العراق لكونها دولة الاحتلال التي اختارت نظام الحكم المتخلف والهجين هذا . . ولتدفع باتجاه اعادة كتابة الدستور بشكل لايكرس التقسيم الطائفي والقومي , ويضمن صعود النخب الوطنية العراقية المخلصة والكفوءة
ام ان المهمة مازالت قيد التنفيذ الى اجل مسمى طالما العراق مازال البقرة الحلوب . والنفط جار واهله جياع
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة عبد المهدي لا انفراج في الافق
- التصعيد الامريكي على ايران . . اسبابه واثاره على العراق
- ماوراء اقليم البصرة
- حزب العدالة والتنمية التركي . بداية النهاية
- العودة الى الديكتاتورية ام الملكية
- الجزائر . على اعتاب الجمهورية الثانية
- الهوية الوطنية في مهب الريح
- محاربة الفساد في العراق
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- انها مجرد فضائية ترفيهيه
- السعودية والخروج من عباءة التطرف
- الصراع الامريكي الايراني في العراق
- العلاقة الجدلية بين الفساد والدولة العميقة في العراق
- انهم يغتالون الكلمة الحرة
- العراق ساحة الصراع الامريكي الايراني
- هل الزمن يغير توجهاتنا ؟
- الثورة السورية والديموقراطية العراقية
- كركوك من التغيير الديموغرافي الى علم كوردستان
- حول الانسحاب الامريكي من العراق
- اثار الانسحاب الامريكي من سوريا والموقف العراقي


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادهم ابراهيم - النموذج الامريكي المتفرد للديموقراطية في العراق