أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - بين شاروكين الآكادي و موشيه العبراني















المزيد.....

بين شاروكين الآكادي و موشيه العبراني


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف نفهم الأَنبياء في الديانة اليهودية ؟

إِنَّ أَنبياء الديانة اليهودية هم قادة قوميون أَخذوا على عاتقهم قضية صناعة وطن وتشريعات ، وتوحيد قبائل ..إذ كانوا أَمام خليط من شعوب سامية كان لابُدَّ أَيضاً من عملية توحيد الآلهة خصوصاً مع وجود تجربة سابقة تناهت الى أَسماعهم وهي تجربة أَخناتون في مصر الداعي للوحدانية ، كذلك كان لوجودهم في الشرق ومعرفتهم بتشريعات سابقة تُستلم بتفويض إِلهي ( شريعة حمورابي على سبيل المثال ) ، وكذلك أَفادو من مفهوم الحكم الثيوقراطي الذي ظهر في مصر القديمة ومابين النهرين .

وقد يسخر البعض في أَيامنا هذه من صلاحيات هؤلاء الأَنبياء القادة كونها كانت مرهقة وإِستعبادية . لكن لايسعنا فهم فكرة النبوة العبرانية بعيداً عن فكرة القائِد الضرورة ، بل إِنَّ النبوة العبرانية العبرانية هي إِستنساخ حرفي لأَفكار قيادية سابقة في الزمن .

[ سُنة التاريخ الكونية أَن يكون هناك آلاف البشر ولكنك في النهاية لن تسمع سوى صوت الملك والإله ] .

يقول كل من ماتفيف وسازونوف :

(( ولا نرى في المخطوطات المسمارية المتعددة أَية كلمة عن الشعب - عن الكادحيين والأَحرار والعبيد وذوي المهن المختلفة - ، والذين بنوا القصور والجسور والقناطر والطرق والتماثيل . كذلك لاتوجد كلمة واحدة عن الفلاحين الذينن قُدِمَتْ ثمار عملهم على موائد الملوك والمسؤولين الآخريين . وفي كل مكان يسود الملوك فيه يضعون أَنفسهم دائماً في مقدمة الرتل لإبراز عظمتهم بالدرجة الأولى . إن المخطوطات الأثرية مليئة بمثل هذه الكتابات . لذلك عندما سنتطرق الى مخطوطات الملوك الآشوريين والبابليين والسومريين والتي تروي مآثرهم ، على القاريء أَن يدرك بوضوح أَن خلف كل كلمة من تلك الكلمات يقف يقف صانعوا كنوز الثقافة وهم الشعب العامل والأَحرار والعبيد ، والفلاحون والحرفيون ، والصاغة والبناؤون ، الرسامون والنحاتون وليس الملوك والآلهة ))

كتاب حضارة مابين النهرين العريقة ، تأليف : ك . ماتفيف ، أ . سازونوف ، ص 11 - 12 ، ترجمة : د. حنا آدم ، رقم الطبعة : بلا ، 1991 ، دار المجد للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق

شخصية النبي القائد

لقد تم صياغة السيرة الذاتية لمؤسس الديانة العبرانية (موشي) * على غرار القصص الإسطورية لقادة مابين النهرين ، ففي السيرة الذاتية لهذا القائد العبراني تجد أَنَّ أَهله وضعوه في قارب قصب وأَطلقوه في النهر فإلتقطته إبنة فرعون حيث كانت تغتسل مع صويحباتها فربته كأنه إِبنها حتى كبر ! في وقت لاحق يصبح موسى أَو موشي قائداً - بحسب الإسطورة التوراتية - ويتحدى فرعون ليخرج الشعب السامي..الى أَن نصل الى نهاية القصة غرق فرعون وجيشه

- تتعدد الرويات العبرانية حول مسألة غرق الفرعون -

تجد في أَلواح مابين النهرين مثيلاً نظيراً لقصة صعود أَحد القادة والقصة الميزوبوتامية أَقدم من قصة موسى ..بل إِنَّ قصة موسى إِنما بنيت على نهج السيرة الذاتية للبطل الآكادي شاروكين - سرجون

يقول ل . ديلا بورت : (( ثم أَسس سرجون أَسرة أَجادة وهو الذي تمثله إسطورة فيما بعد أَنه أَتى الى العالم سراً ووضع في سلة قصب مدهونة بالقار على الفرات وانتشله آكي Akki متولي شؤون الري وهو الذي رباه كأنما هو ابن له . وتقول رواية أُخرى انه كان في أَول الأَمر بستانياً ثم ساكب مشروبات أور - زبابا Our- zababa ملك من ملوك الأُسرة الرابعة في كيش . وقد سجل انهيار لوجال زاجيسي نقش على قاعدة نصب مشيدة في معبد أَنليل في بنور . وقد إِستولى سـرجون على اوروك ، واغلب الظن أن ذلك قد تم عن طريق المفاجئة وهدم حوائطها المحصنة ثم نازل بعد ذلك قوات اوروك وانتصر عليهم وفي معركة ثانية أَسر لوجال زاجيسي نفسه واقتاده مكبلاً بالأَغلال أمام انليل إِله سومر الأَكبر ليفوز منه بالموافقة على خلع الملك القديم والحصول على لقب الإيشاكو الأَكبر وبذلك أَصبح سيداً على المنطقة الشمالية من سومر وقد سحق في حملة أُخرى قوات اور وهدم اسوار هذه المدينة ثم سقطت أَراضي لاجاش كلها في يده ولما وصل الى شاطيء الخليج الفارسي غسل أَسلحته في مياه البحر وفقاً لتقليد ديني استمر معمولاً به حتى آخر أَيام الإمبراطورية البابلية )) .

بلاد مابين النهرين الحضارتان البابلية والآشورية ، تأليف : ل . ديلا بورت ، ص 32 - 33 ، ترجمة : محرم كمال ، مراجعة : عبد المنعم أَبو بكر ، الطبعة الثانية - 1997 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب

هنا نجد المقاربات الكثيرة بين القصتين ، فوالد موشي ووالد شاروكين غير موجودان أَو يلعبان دوراً هامشياً جداً
- [ بالمناسبة ستصبح هذه لاحقاً سُنَّة عند كل مؤسسي الديانات الإبراهيمية ] -

يشترك شاروكين ومن بعده موشي بقصة قارب القصب المرسل في النهر ،
شاروكين وموشي ينشئان في بيوت أَعدائهما ، شاروكين وموشي ينتصران على أَعدائهما لاحقاً ،
يلعب الماء دوراً طقسياً في القصتين ..
فغرق جيش فرعون يصبح مناسبة دينية عند العبرانيين
وغسل أَسلحة شاروكين في البحر يصبح مناسبة دينية فيما بين النهرين
شاروكين تحبوه ( عشتار ) بالعشق
موسى ترعاه ابنه فرعون


كتاب حضارة مابين النهرين العريقة ، تأليف : ك . ماتفيف ، أ . سازونوف ، ص 11 - 12 ، ترجمة : د. حنا آدم ، رقم الطبعة : بلا ، 1991 ، دار المجد للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق

بلاد مابين النهرين الحضارتان البابلية والآشورية ، تأليف : ل . ديلا بورت ، ص 32 - 33 ، ترجمة : محرم كمال ، مراجعة : عبد المنعم أَبو بكر ، الطبعة الثانية - 1997 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب

سنناقش قصة إِلقاء أُم موسى لموسى في نهر النيل من زاوية تاريخية وجغرافية وسنرى ان القصة لاتحمل سوى ملامح الإسطورة أَقصد القصة التوراتية والقرآنية في هذا الصدد .


في البداية يجب أَن نعلم أَن قصة إلقاء موسى في النهر مقتبسة من قصة البطل الآكادي شاروكين ( سرجون الأكدي )

قصة موسى كما وردت في التوراة سفر الخروج الإصحاح الثاني :


1 وذهب رجل من بيت لاوي وأخذ بنت لاوي

2 فحبلت المرأة وولدت ابنا. ولما رأته أنه حسن، خبأته ثلاثة أشهر

3 ولما لم يمكنها أن تخبئه بعد، أخذت له سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت، ووضعت الولد فيه، ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر

4 ووقفت أخته من بعيد لتعرف ماذا يفعل به

5 فنزلت ابنة فرعون إلى النهر لتغتسل، وكانت جواريها ماشيات على جانب النهر. فرأت السفط بين الحلفاء، فأرسلت أمتها وأخذته

6 ولما فتحته رأت الولد، وإذا هو صبي يبكي. فرقت له وقالت: هذا من أولاد العبرانيين..الخ الخ


هنا قد يقول قائل : ولماذا ياأَشر خلق الله ، لاتصدق إِن موسى تم إلقائه في نهر النيل ، وإلتقطه آل فرعون .!؟


مولانا .. قبل أَن تتكلم أُنظر الى الخريطة ،

أَولاً : أَين يمكن أَن يكون قصر فرعون ؟

الجواب في العاصمة !

طيب أَين كانت عاصمة مصر في الزمن المقترح لموسى ؟


والجواب : إِما أَن تكون العاصمة
(( طيبة )) أَو (( أَختاتون )) !


طيب أَين نزل اليهود بحسب التوراة ؟


نزل اليهود بحسب التوراة في أَرض جاسان وهي في منطقة الدلتا بين مدينة فيثوم ورعمسيس.


طيب لماذا تقول القصة لايمكن أَن تكون واقعية ، الرجل تم القائه في النيل بالقرب من جاسان ونزل حتى وصل لطيبة أَو اختاتون..
فما المشكلة يا كاتبنا العزيز ؟


عزيزي : نهر النيل على عكس كل أَنهار الدنيا يجري من الجنوب الى الشمال ، بمعنى أَن موسى لو تم القائه من جاسان فلابد أَن يدفعه احد مصبات النيل بإتجاه البحر المتوسط !!!
لا أَن ينزل جنوباً بإتجاه العاصمة !!


كاتب هذا النص تحديداً ولأَنه نقل القصة من بابل فتصور ان النيل مثل دجلة و الفرات يجري من الشمال الى الجنوب ، ولم يعرف ان نهر النيل يخالف كل أنهار الدنيا في مميزاته الفريدة !


أَما كاتب القرآن فورطته أَصعب !
لأَنه يتصور أَن موسى تم القائه في اليم أَي البحر والتقطه آل فرعون على الساحل!!!



أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚوَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي سورة طه 39


وقد يقول قائل : ثم ماذا يا حضرة الكاتب ؟!

أَخي القاريء العزيز لايوجد عاصمة مصرية على ساحل البحر !!!


مصر مطلة على مسطحين مائيين البحر الأَحمر والمتوسط ، وطيبة وسواها من العواصم اللاحقة هي وجدت في ضفاف النيل صعوداً الى منطقة الدلتا !!!

يعني ..
إِذا القيت موسى في البحر الاحمر وذهب التابوت شرقاً فموسى سيذهب الى السعودية !!
واذا جُرِف التابوت شمالاً فموسى سيذهب الى سيناء واذا نزل الموج جنوباً فسيأخذ التابوت معه الى اليمن او ارتريا ..الخ الخ



أَما لو القيت التابوت في المتوسط فسيذهب أَما بأتجاه قبرص أَو اوروبا شمالاً أَو بإتجاه السواحل المصرية شمال غرب أَو الى سواحل شمال افريقيا
أَو شرقاً بأتجاه الشام ..الخ الخ الخ

بمعنى كيفما قَلَّبت القصة ستجد إن موسى لن يصل ابداً إلى العاصمة عن طريق البحر

* معنى موشي = موسى
المنتشل من الماء


سلام



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيوان المفترى عليه
- خمر الجنة
- الحرية لعلوش جرمانة
- الأستاذ عزير ابن الله عليه الصلاة والسلام 2
- ردا على السيد فؤاد النمري المحترم
- ليس دفاعا عن عبد الصمد ولكن ..
- خواطر في طمطمانيات التوبة 30 - 3 ( الأخيرة )
- خواطر في طمطمانيات التوبة 30 - 2
- قراءة نقدية للنصوص الدينة على ضوء المدرسة الأَلمانية 2
- خواطر في طمطمانيات التوبة 30
- التوحيد كأحد منتجات الوثنية
- ورطة صاحب القرآن مع عزير 5 - الحلقة الأَخيرة
- ورطة صاحب القرآن مع عزير 3
- القرآن وأَساليب الري المصرية
- ورطة صاحب القرآن مع عزير
- المشاركين في قتل عثمان من الصحابة - الحلقة الثالثة -
- المشاركين في قتل عثمان من الصحابة - الحلقة الثانية -
- التأثيرات المصرية على الديانة المسيحية
- نفحات عطرة من غار خِراء 2
- أَمام باب بيتك في جمعة الآلام


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - بين شاروكين الآكادي و موشيه العبراني