أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الجنوب ومأساة العراق















المزيد.....

الجنوب ومأساة العراق


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجنوب ومأساة العراق

يتكون سكان الجنوب العراقي من خليط ومزيح متعدد من السكان اندمجوا في نهاية الأمر تحت راية التنظيم العشائري من اجل توفير الحماية لهم .
خضع العراق للنفوذ العثماني لما يقارب ال500 عام قامت السلطة العثمانية بتوطين الكثير من قبائل نجد والحجاز مناطق الجنوب العراقي والوسط كحاجز لصد هجمات الوهابيين وقبائل الصحراء .
وزعت السلطات العثمانية الأراضي على هذه القبائل حتى سميت أكثر مدن اليوم بأسماء تلك القبائل من اجل توطينها واستقرارها لتتحول هذه القبائل من بدو رحل إلى قبائل تمتهن الزراعة .
تطالعنا اليوم أسماء مدن ومحافظات الجنوب مثل الناصرية والعمارة والبصرة السماوة كحواضر كبيرة ومدن ذات امتدادات في التاريخ لكن أصل هذه المدن يقول بأنها كانت مراكز عسكرية للسلطة العثمانية كسناجق ومعسكرات للجيش أقيمت على ضفاف الأنهار أشبة بمدن الحضارات القديمة .
ولان السلطات تحتاج إلى العمل وجهد الآخرين من اجل توفير مستلزمات الحياة احتاجت للعامل البشري لغرض العمل فاستقدمت السكان من هنا وهناك .
تشير اغلب المصادر التاريخية بان تأسيس مدينة الناصرية تم في عام 1869 كحامية عسكرية أو سنجق من اجل توفير الحماية للسلطة في بداية الأمر استقدمت السلطات العثمانية الفلاحين لزراعة الأرض ووزعت أكثر الاراضي على الموالين لها من العنصر التركي عن طريق هجرات كبيرة استوطنت هذه المناطق وعمل أكثر هؤلاء مع السلطة وبسطوا سيطرتهم على فقراء الفلاحين وبعد انفصال المهن وتأسيس الأسواق وظهور التجمعات السكانية وبوادر نشوء المدن بلغ تعداد مدينة الناصرية ما يقارب 25 ألف نسمة.
بقي جنوب العراق أشبة بالقرية تحت ظل سلطة الباب العالي بعشائر متناثرة تمتهن الزراعة ومدن صغيرة أكثر سكانها من المهاجرين الترك الباكستانيين الهنود بحاميات عسكرية . سرايات. قلاع .جند رمة تستخدم لحماية مصالح الدولة العثمانية وفرض الجباية من الفلاحين.
إضافة إلى سكان أهوار استوطنوا هذه المناطق منذ ألاف السنين وربما عاصروا السومريين أنفسهم امتهنوا حرفة بيع الحليب ومشتقات الألبان وتربية الجاموس نظرا للظروف الطبيعية لذلك سموا بالمعدان وقصة المعيدي مع النعمان بن المنذر ملك الحيرة معروفة للتاريخ .
تغير الموقف بعد الاحتلال البريطاني للعراق وظهور الألوية العراقية (المحافظات ) والقائم مقاميات وتوزيع العراق كأقطاعات كبيرة بين الشيوخ الموالين لسلطة التاج في ظل النظام الملكي ليكون جنوب العراق منطقة زراعية تنتج القمح والحنطة والرز ولهذا تم حفر نهر الغراف من سدة الهندية في الكوت ليسير بمنتصف المسافة مابين نهر دجلة في الشرق ونهر الفرات في الغرب .
عرفت هذه المنطقة قديما بمنطقة البطائح أي المنطقة التي تغطيها مياه المستنقعات ونظرا لبعدها عن مياه دجلة الذي يسير إلى الشرق في محافظة العمارة والفرات الذي يجري منحدرا نحو الجهة الغربية من النجف فالسماوة نحو الناصرية بقيت المنطقة المحصورة بين هذين النهرين غير صالحة للسكن لندرة المياه والزراعة لذلك عمدت السلطة البريطانية لشق نهر الغراف .
تتفق أكثر المصادر التاريخية بان سكان الجنوب كانوا من أهل السنة في العهد العثماني لكن التحول بدء رويدا رويدا نحو المذهب الشيعي بعد شق الأنهر وظهور مدينة كربلاء والنجف إلى الوجود في منتصف القرن الثامن عشر ومدى تأثر العقلية الزراعية بالشخوص الطوطمية لحماية مصادر الزرع والمحاصيل من أضرار الطبيعة وانتشار المد الإيراني بين هذه القبائل من قبل السلطة الإيرانية على شكل مبشرين بين القبائل يدعون النسب العلوي ترسخوا شيئا فشيئا بقبائل سمو أنفسهم بالسادة زاعمين الانتساب للنسب العلوي تسكن مناطق متفرقة ومتناثرة من الجنوب .

ظهرت في الجنوب الكثير من الإمارات لشيوخ عشائر قوية متنفذة مثل أمارة المنتفج التي ضمت 3 قبائل أسد وبني سعيد والأجود وكذلك إمارات كثيرة انتسب الكثير من السكان لها بحم ظروف العمل التي كانوا يمتهنوها.
بقي العراق تحت الحكم الملكي منقسم إلى ريف تحت سلطة الإقطاع يضم أقنان الفلاحين الذي منعهم قانون الدولة من الذهاب للمدن والسكن فيها وسنت السلطة آنذاك قانون العشائر الذي يجيز للإقطاعي قتل الفلاحين بدون تدخل السلطة ومنع هؤلاء الفلاحين من الهرب من سيطرته .
ولهذا عززت السلطة الملكية نفسها بالجيش فنشرت الألوية العسكرية في مناطق الجنوب وعززت مراكز المتصرفيات ( المحافظات) بالحاميات العسكرية الكبيرة للسيطرة على الوضع .
تغير الموقف كثيرا بعد نجاح ثوار تموز الظافر بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم وبدء حملات الأعمار العراقي والفاء قوانين العشائر سيئة الصيت وبدء هجرة الفلاحين نحو المدينة المعروفة بالهجرة الأولى .
شهد الجنوب أول خطوات النمو والتطور بعد تأميم النفط وخلال منتصف السبعينات تم تبليط الطرق وأسست الجسور الكبيرة على الأنهار وربط جنوب العراق بالعاصمة بغداد بالطرق الإسفلتية لأول مرة حيث كان قبل ذلك طرق ترابية صعبة للمسافرين .
وشهدت الأعوام بعد ذلك تأسيس الجامعات المستشفيات المدارس المؤسسات الخدمية في المحافظات والقائم مقامات وحتى النواحي .
وبلغ من تقدم الدولة وقوتها بأنها ألغت النسب العشائري من التعاملات الرسمية كخطوة تقدمية تهدف للنهوض بالواقع الاجتماعي نحو الأمام .
وقامت الدولة بتوزيع قطع الأراضي مع سن قوانين التعيين المركزي للخريجين من اجل تنمية طبقة برجوازية متنورة موالية للدولة تهدف بعد ذلك إلى تأسيس قيم جديدة تعاكس قيم القبيلة والدين والقيم البالية .
توقفت عجلات الدولة العراقية عن التقدم بعد صعود صدام حسين نحو مواقع السلطة وبدء الحرب العراقية - الإيرانية .
وما هي إلا عشر سنوات أخرى حتى عاد العراق نحو حكم الشيوخ ورجال الدين وانتشار قيم الخرافة والدجل تحت مرأى من عين السلطة التي وقعت في أسوا أخطائها عند قامت بغزو الكويت وفرض الحصار الاقتصادي على العراق ليعود العراق نحو عصر القرية من جديد .
عراق اليوم ينقسم إلى ثلاث مناطق مختلفة متدرجة بنواحي التقدم والوعي بعضها عن البعض الآخر حيث تشكل المنطقة الشمالية منطقة التقدم الأولى من حيث وعي السكان ونمط العيش والقوانين التي تحكمهم وهي اقرب للنمط الغربي السائد اليوم .
بينما تأتي المنطقة السنية ثانيا بأنها المنطقة القومية التي يعول عليها بالنهوض أيضا لما تضمه من خبرات وبرجوازية عسكرية ساهمت بنهضة الدولة العراقية وخبرات طويلة في السلطة وحكم العراق .
بينما تأتي المنطقة الجنوبية كأسوأ منطقة للوعي حيث تسود قيم الريف والقبيلة وانتشار الخرافات والمد الديني وسيطرة المليشيات ومشايخ الدين الآمر الذي أدى إلى تدمير المدنية الكامل وإذا عرفنا أن أكثر السكان يتمركزون في هذه المنطقة لذلك لا يتوقع للعراق النهوض والتقدم إلى الأمام نحو المدنية نظرا لان العراق محكوم بالنظام البرلماني والذي تكون أغلبيته من سكان هذه المنطقة .
عراق اليوم عاد بفضل التخلف والجهل إلى حضيض التاريخ ولا يمكن له من النهوض واللحاق بسرب الدول المتقدمة ألا بمعجزة كونية أو حكومة تنبثق من العدم كما انبثق فجر الرابع عشر من تموز الظافر ..

/////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطعنات القاتلة للدولة العراقية
- المهدي المنتظر من وجه نظر علمية
- أنة الاحتباس الحراري وليس غاز الكمتريل
- الحراك الشعبي الجزائري والتجمعات العراقية التشابه والاختلاف
- هل سيعود الصراع العربي - الإسرائيلي للواجهة ؟
- لماذا قانون الجنسية الجديد في العراق ؟
- أخوتنا الجزائريون تفهموا الدرس العراقي جيدا
- كيف سينهي رئيس الوزراء 13 ألف ملف للفساد ؟
- هدية دولة الفقيه الجديدة للعراقيين
- كيف نجح انقلاب شباط الغادر ؟؟الجزء الثالث والأخير
- كيف نجح انقلاب 8 شباط الغادر ؟ الجزء الثاني
- كيف نجح انقلاب 8 شباط الغادر ؟ الجزء الأول
- هل سينجح الكابوي الأميركي في فنزويلا مثل العراق ؟
- من ينقذ المهن الصحية من سلطة الحرامية
- لقائي برئيس الوزراء الحالي .
- ما دوافع التحرك الأميركي الجديد في العراق ؟
- الرشوة والمؤسسة العسكرية العراقية .البداية والظهور والانتشار
- ميزانية الدولة والمتسلطين
- مابين الزعيم ستالين وصدام حسين
- بحلول عام 2024 سيكون اسم العراق ... المملكة العراقية


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الجنوب ومأساة العراق